إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسم وصفات القائد والقيادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسم وصفات القائد والقيادة

    اسم وصفات الإمام و القيادة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124

    عن عبد العزيز بن مسلم قال كنا في أيام علي بن موسى الرضا (ع )بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة من بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي (ع) فأعلمته خوضان الناس فتبسم ع ثم قال يا عبد العزيز بن مسلم جهل القوم و خدعوا عن أديانهم إن الله عز و جل لم يقبض نبيه ص حتى أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شي‏ء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا فقال عز و جل ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ)

    و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمره( ص)
    (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً )

    فأمر الإمامة من تمام الدين و لم يمض (ص) حتى بين لأمته معالم دينهم و أوضح لهم سبيلهم و تركهم على قصد الحق و أقام لهم عليا (ع ) علما و إماما و ما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلا بينه فمن زعم أن الله عز و جل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله العزيز و من رد كتاب الله عز و جل فهو كافر هل تعرفون قدر الإمامة و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم إن الإمامة أجل قدرا و أعظم شأنا و أعلى مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خص الله عز و جل بها إبراهيم الخليل (ع) بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة و فضيلة شرفه بها و أشاد بها ذكره فقال عز و جل( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً )
    فقال الخليل (ع) سرورا بها (وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي) قالَ الله تبارك و تعالى( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة و صارت في الصفوة ثم أكرمها الله عز و جل بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة و الطهارة فقال عز و جل ( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ)
    فلم يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها النبي ص فقال الله عز و جل
    ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)
    فكانت له خاصة فقلدها (ص) عليا (ع ) بأمر الله عز و جل على رسم ما فرضها الله عز و جل فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم و الإيمان لقوله عز و جل (وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي
    كِتابِ اللَّهِ إِلى‏ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
    فهي في ولد علي (ع ) خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد (ص) فمن أين يختار هؤلاء الجهال

    إن الإمامة هي منزلة الأنبياء و إرث الأوصياء إن الإمامة خلافة الله تعالى و خلافة الرسول( ص) و مقام أمير المؤمنين و ميراث الحسن و الحسين (ع) إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين و صلاح الدنيا و عز المؤمنين

    إن الإمامة أس الإسلام النامي و فرعه السامي

    بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و توفير الفي‏ء و الصدقات و إمضاء الحدود و الأحكام و منع الثغور و الأطراف

    الإمام يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يقيم حدود الله و يذب عن دين الله و يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الحجة البالغة
    الإمام كالشمس الطالعة للعالم و هي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي و الأبصار

    الإمام البدر المنير و السراج الزاهر و النور الساطع و النجم الهادي في غياهب الدجى و البلد القفار و لجج البحار

    الإمام الماء العذب على الظمأ و الدال على الهدى و المنجي من الردى

    الإمام النار على اليفاع الحار لمن اصطلى به و الدليل في المهالك من فارقه فهالك
    الإمام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشمس المضيئة و السماء

    اكمال الدين واتمام النعمة ص (678)
    الظليلة و الأرض البسيطة و العين الغزيرة و الغدير و الروضة

    الإمام الأمين الرفيق و الوالد الشفيق و الأخ الشقيق و مفزع العباد في الداهية

    الإمام أمين الله عز و جل في خلقه و حجته على عباده و خليفته في بلاده و الداعي إلى الله عز و جل و الذاب عن حرم الله عز و جل
    الإمام هو المطهر من الذنوب المبرأ من العيوب مخصوص بالعلم موسوم بالحلم نظام الدين و عز المسلمين

    و غيظ المنافقين و بوار الكافرين
    الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد و لا يعادله عالم و لا يوجد منه بدل و لا له مثل و لا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له و لا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب
    فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول و تاهت الحلوم و حارت الألباب و حسرت العيون و تصاغرت العظماء و تحيرت الحكماء و حصرت الخطباء و تقاصرت الحلماء و جهلت الألباء و كلت الشعراء و عجزت الأدباء و عييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله فأقرت بالعجز و التقصير

    و كيف يوصف أو ينعت بكنهه أو يفهم شي‏ء من أمره أو يقوم أحد مقامه أو يغني غناه لا و كيف و أنى و هو بحيث النجم من أيدي المتناولين و وصف الواصفين فأين الاختيار من هذا و أين العقول عن هذا و أين يوجد مثل هذا ظنوا أن ذلك يوجد في غير آل الرسول( ص)

    كذبتهم و الله أنفسهم و منتهم الباطل فارتقوا مرتقي صعبا دحضا تذل عنه إلى الحضيض أقدامهم و راموا إقامة الإمام بعقول حائرة ناقصة و آراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعدا قاتلهم الله أنى يؤفكون لقد راموا صعبا و قالوا أفكا و ضلوا ضلالا بعيدا و وقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل و كانوا مستبصرين رغبوا عن اختيار الله و اختيار رسوله إلى اختيارهم و القرآن يناديهم
    وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ و قال عز و جل
    وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ و قال عز و جل ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ

    و قال عز و جل : أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‏ قُلُوبٍ أَقْفالُها أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون أم قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ أم قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا بل هو بفضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم

    فكيف لهم باختيار الإمام و الإمام عالم لا يجهل و راع لا ينكل معدن القدس و الطهارة و النسك و الزهادة و العلم و العبادة مخصوص بدعوة الرسول و هو نسل المطهرة البتول.
    لا مغمز فيه في نسب و لا يدانيه دنس له المنزلة الأعلى لا يبلغها ذو حسب في البيت من قريش و الذروة من هاشم و العترة من آل الرسول و الرضا من الله عز و جل شرف الأشراف و الفرع من آل عبد مناف نامي العلم كامل الحلم

    مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر الله ناصح لعباد الله حافظ لدين الله عز و جل

    إن الأنبياء و الأئمة (ع) يوفقهم الله و يؤتيهم من مخزون علمه و حكمته ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله عز و جل أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

    و قوله عز و جل : وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلا أُولُوا الألْبابِ

    و قوله عز و جل في طالوت:
    إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ

    و قال لنبيه( ص) وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً"

    و قال عز و جل في الأئمة من أهل بيته و عترته و ذريته صلوات الله عليهم أجمعين
    أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى‏ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً .

    إن العبد إذا اختاره الله تعالى لأمور عباده يشرح لذلك صدره و أودع قلبه ينابيع الحكمة و ألهمه العلم إلهاما فلم يعي بعده بجواب و لا يحير فيه عن الصواب فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن الخطأ و الزلل و العثار يخصه الله تعالى بذلك لتكون حجته البالغة على عباده و شاهده على خلقه و ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فهل يقدرون على مثل هذا فيختاروه أو يكون خيارهم بهذه الصفة فيقدموه تعدوا و بيت الله الحق و نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون و في كتاب الله الهدى و الشفاء فنبذوه و اتبعوا أهواءهم فذمهم الله و مقتهم و أتعسهم

    فقال عز و جل : وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ و قال عز و جل فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ
    و قال كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ


    والحمد لله رب العالمين
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X