الباب الثالث
وقت ظهور اليماني
تحدثت البعض من الروايات الشريفة حول خروج اليماني، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) أنه قال في كلام طويل:
( خروج اليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه )( ).
فقد تحدثت هذه الروايات عن الخروج والقيام العسكري لهؤلاء الأشخاص الثلاثة أصحاب الرايات التي تخرج قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) والتي يقترن خروجها بزمان واحد.
إلا إن العقل والمنطق يحكمان ان هذا الخروج العسكري لا بد أن يكون مسبوقاً بظهور الحركة والدعوة فإن السفياني كما بينت الروايات، صاحب وقائد لجيش يقوم باحتلال العراق والسيطرة على بغداد والكوفة.
ويوجه جيشاً آخر للمدينة للقضاء على الإمام المهدي (عليه السلام) هناك ويسيطر على بلاد الشام كلها.
فخروجه هذا الذي تحدثت عنه الرواية السالفة الذكر، خروجه بجيشه لاحتلال العراق والسيطرة على الكوفة، وفي المقابل يتوجه اليماني ويخرج في قواته في نفس اليوم الذي يخرج فيه السفياني وجيشه.
إلا إن السفياني سوف يدخل الكوفة قبل اليماني ويحدث قتلاً وسبياً للنساء، ثم تدخل بعد ذلك قوات اليماني، فتشتبك مع جيش السفياني في معركة تسفر عن انهزام جيش السفياني في الكوفة، وسيطرة قوات اليماني عليها.
ولما كان الأمر كذلك لزم أن يكون لليماني والسفياني ظهور وخروج، فمعنى الظهور هو ظهور الحركة والدعوة وانتشار أمرها أما الخروج فقد بيناه آنفاً.
فلا يمكن أن يقبل العقل أن يكون هذين الجيشين ( جيش السفياني وجيش اليماني ) قد اجتمعا من دون سابق دعوة وظهور وحركة قد آمن بفكرها واعتقد بصحتها بعض المسلمين ثم التحق بتلك الحركة أو هذه الدعوة.
ومما يؤيد هذا المعنى ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) حيث قال:
( قبل السفياني مصري ويماني )( ).
حيث يتضح من هذه الرواية إن ظهور اليماني متقدم زماناً على ظهور السفياني حيث يظهر اليماني، ويبدأ بالدعوة إلى الحق ونصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ، ويتحرك لجمع الأنصار وتهيئة القاعدة المعدة إعداداً عقائدياً وأخلاقياً وروحياً وبدنياً من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل وإيجاد اليوم الموعود الذي تسعى البشرية للوصول إليه .
أما كيفية بدء اليماني لدعوته فالظاهر انه سيقوم بالدعوة أولاً بشكل سري حيث يقوم بدعوة بعض الناس مشافهة أو عن طريق إصدار بعض المنشورات تحت عناوين ثانوية ورمزية يظهر من خلالها أعلميته على غيره من العلماء في عدة مجالات وخاصة في العلوم الإلهية الغير تحصيلية .
ومن خلال هذه الدعوة يستطيع أن يجمع الأنصار وبعض المؤمنين الممحصين ليكوّنوا النواة الأولى والحقيقية لبقية الأنصار الذين يأتون تباعاً حتى تقوى الشوكة وتكثر الأنصار والمؤيدين عند ذلك تبدأ مرحلة الدعوة العلنية حيث يعلن عن نفسه انه اليماني الموعود وأنه يدعو إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ويدعو الناس إلى الحق والطريق المستقيم.
ويبدأ بنشر دعوته في عدة دول إسلامية لأجل توسيع القاعدة وإتمام الحجة، إلا إن الأمر ليس سهلاً كما قد يتصور البعض، فإن الكثير من الحكومات الجائرة والعلماء الخونة والفقهاء الفسقة وأتباعهم، كل هؤلاء سوف يقفون بوجه الداعي وأنصاره وأتباعه، حيث يحاولون تكذيب هذه الدعوة وردها والتشكيك فيها وذلك يكون بعدة طرق:
1- اتهام شخص الداعي بالكذب والافتراء من أجل تشكيك الناس به وحرفهم عن الطريق الذي يدعو له.
وهذا الأمر وقع مع جميع أصحاب الدعوات الإلهية كالرسل والأنبياء وأوصيائهم (سلام الله عليهم أجمعين).
فقد أتهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بالكذب حاشاه من ذلك بعد أن كان يسمى من قبل متهميه بالصادق الأمين قال تعالى: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}( ) .
إذن فلا بد أن يتهم صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) بالكذب وإلا لم يكن صادقاً في دعواه إذا لم يجر عليه ما جرى على الأنبياء.
2- اتهامه بالجنون كما اتهم الأنبياء والأوصياء والأولياء بذلك فقد أتهمهم أقوامهم بالجنون كذلك أتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بهذه التهمة فلا بد إذن أن يتهم الداعي لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) بها.
3- اتهامه بالجِنَّة ( نحو تسخير الجن وما إلى ذلك ) وهذه التهمة أيضاً اتهم بها الكثير من الأنبياء ومنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ}( ).
ونحن على اعتقاد تام بأن اليماني الموعود سوف يتهم بهذه التهمة.
4- اتهامه بالسحر والشعوذة وما إلى ذلك من الأمور وهذا الشيء نفسه وقع مع الكثير من الأنبياء والرسل (عليهم السلام) وخاصة مع موسى وعيسى ومحمد عليهم أفضل الصلاة والسلام قال تعالى:
{وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}( ).
وهذا ما سوف يقع مع اليماني صاحب دعوة المهدي (عليه السلام)، حيث إنه سوف يتهم بأنه ساحر يحاول خداع الناس.
5- اتهامه بعدم العلم والمعرفة أو انه لا يحسن من العلم شيئاً أو ما إلى ذلك، حيث أتهم بعض الأنبياء (عليهم السلام) بذلك ومنهم الرسول الكريم حيث قالوا إن شخصاً يعلمه القرآن ، قال تعالى:
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}( ).
وقال تعالى {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }( ).
فاليماني حتماً سوف يتهم بهذه التهمة وهذا لعمري هو الشاهد له فالرسول اتهم بمثل هذا وجاءهم بالقرآن فهذا دليل على إنه لم يكن علمه تحصيلي كسبي بل هو علم إلهي.
6- اتهام أنصاره بالسفاهة والجهل وعدم التمييز بين دعاة الحق ودعاة الضلالة فهذا الأمر وقع مع أصحاب الأنبياء وأتباعهم قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}( ).
7- اتهامهم بأنهم أراذل الناس.
فقد أتهم أنصار الأنبياء وأتباعهم المؤمنين بدعواتهم بهذه التهمة قال تعالى: {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}( ).
وعليه فإن أتباع وأنصار المهدي والمؤمنين بدعوته سيتهمون بهذه التهمة.
فكل هذه التهم سوف يتهم بها أصحاب وأنصار الإمام المهدي (عليه السلام) المؤمنين بدعوته وهي في الحقيقة بقدر ما يراد بها من رد الدعوة وتكذيبها وتشكيك الناس بها تكون عامل قوة للدعوة وباعث لتصديقها وإيمان الناس بها وذلك جرياً على السنن وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }( ).
ثم يستمر بدعوته للناس بصورة علنية فيزداد عدد المؤمنين بتلك الدعوة الإلهية، إلا إن ذلك لا يروق للحكومات الجائرة في تلك البلدان التي تظهر فيها الدعوة كما إنه لا يروق للكثير من علماء وفقهاء السوء والضلالة.
حيث يحركون أتباعهم لمواجهة تلك الدعوة وأنصارها بشتى السبل فتشترك الجبهتين في محاولة منهما للسيطرة على تلك الدعوة والحد منها وتكذيبها وذلك يكون عن طريق الإعلام المعادي والمنشورات المكذبة والفتاوى الباطلة، بل إن الأمر سيصل إلى الاعتقالات والتعذيب بل ربما محاولة اغتيال المبرزين في تلك الدعوة كاليماني وبعض الخاصة من أصحابه.
فيقوم عندها اليماني بدعوة أنصاره للهجرة إلى مكان يأمن فيه على الدعوة وأنصارها والمؤمنين بها، وذلك للحفاظ على ضمان استمراريتها وضمان أمن المؤمنين بها وحفظ نفوسهم وإيمانهم وعقيدتهم من التزلزل.
وهناك في المهجر ستأخذ الدعوة إطاراً أوسع وأكثر انتشاراً مما كانت عليه في السابق.
بل ربما يتمكن اليماني وأتباعه من الوصول لحكم تلك البلاد وبالتالي تأسيس جيش بكافة معداته مهيأ لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا يظهر من سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
وقد بينا إن لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبهاً كبيراً بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ثم انه ما أن تتاح الفرصة لليماني ويحين الوقت الملائم حتى يبدأ بحركته العسكرية باتجاه الكوفة وذلك لأجل فتحها والقضاء على حكامها من بني العباس وطرد السفياني منها الذي يكون قد فرض سيطرته عليها.
وهذا التحرك هو الذي تحدثت عنه الرواية وحددته في نفس السنة والشهر واليوم الذي يخرج فيه السفياني والخراساني، وحددت رجب شهراً تخرج فيه هذه الشخصيات الثلاثة.
لما تبين لنا واضحاً الشبه الكبير بين دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وبين دعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، وثبت عندنا إن دعوة المهدي (عليه السلام) تمر بنفس المرحلة التي تمر بها دعوة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
وقت ظهور اليماني
تحدثت البعض من الروايات الشريفة حول خروج اليماني، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) أنه قال في كلام طويل:
( خروج اليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه )( ).
فقد تحدثت هذه الروايات عن الخروج والقيام العسكري لهؤلاء الأشخاص الثلاثة أصحاب الرايات التي تخرج قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) والتي يقترن خروجها بزمان واحد.
إلا إن العقل والمنطق يحكمان ان هذا الخروج العسكري لا بد أن يكون مسبوقاً بظهور الحركة والدعوة فإن السفياني كما بينت الروايات، صاحب وقائد لجيش يقوم باحتلال العراق والسيطرة على بغداد والكوفة.
ويوجه جيشاً آخر للمدينة للقضاء على الإمام المهدي (عليه السلام) هناك ويسيطر على بلاد الشام كلها.
فخروجه هذا الذي تحدثت عنه الرواية السالفة الذكر، خروجه بجيشه لاحتلال العراق والسيطرة على الكوفة، وفي المقابل يتوجه اليماني ويخرج في قواته في نفس اليوم الذي يخرج فيه السفياني وجيشه.
إلا إن السفياني سوف يدخل الكوفة قبل اليماني ويحدث قتلاً وسبياً للنساء، ثم تدخل بعد ذلك قوات اليماني، فتشتبك مع جيش السفياني في معركة تسفر عن انهزام جيش السفياني في الكوفة، وسيطرة قوات اليماني عليها.
ولما كان الأمر كذلك لزم أن يكون لليماني والسفياني ظهور وخروج، فمعنى الظهور هو ظهور الحركة والدعوة وانتشار أمرها أما الخروج فقد بيناه آنفاً.
فلا يمكن أن يقبل العقل أن يكون هذين الجيشين ( جيش السفياني وجيش اليماني ) قد اجتمعا من دون سابق دعوة وظهور وحركة قد آمن بفكرها واعتقد بصحتها بعض المسلمين ثم التحق بتلك الحركة أو هذه الدعوة.
ومما يؤيد هذا المعنى ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) حيث قال:
( قبل السفياني مصري ويماني )( ).
حيث يتضح من هذه الرواية إن ظهور اليماني متقدم زماناً على ظهور السفياني حيث يظهر اليماني، ويبدأ بالدعوة إلى الحق ونصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ، ويتحرك لجمع الأنصار وتهيئة القاعدة المعدة إعداداً عقائدياً وأخلاقياً وروحياً وبدنياً من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل وإيجاد اليوم الموعود الذي تسعى البشرية للوصول إليه .
أما كيفية بدء اليماني لدعوته فالظاهر انه سيقوم بالدعوة أولاً بشكل سري حيث يقوم بدعوة بعض الناس مشافهة أو عن طريق إصدار بعض المنشورات تحت عناوين ثانوية ورمزية يظهر من خلالها أعلميته على غيره من العلماء في عدة مجالات وخاصة في العلوم الإلهية الغير تحصيلية .
ومن خلال هذه الدعوة يستطيع أن يجمع الأنصار وبعض المؤمنين الممحصين ليكوّنوا النواة الأولى والحقيقية لبقية الأنصار الذين يأتون تباعاً حتى تقوى الشوكة وتكثر الأنصار والمؤيدين عند ذلك تبدأ مرحلة الدعوة العلنية حيث يعلن عن نفسه انه اليماني الموعود وأنه يدعو إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ويدعو الناس إلى الحق والطريق المستقيم.
ويبدأ بنشر دعوته في عدة دول إسلامية لأجل توسيع القاعدة وإتمام الحجة، إلا إن الأمر ليس سهلاً كما قد يتصور البعض، فإن الكثير من الحكومات الجائرة والعلماء الخونة والفقهاء الفسقة وأتباعهم، كل هؤلاء سوف يقفون بوجه الداعي وأنصاره وأتباعه، حيث يحاولون تكذيب هذه الدعوة وردها والتشكيك فيها وذلك يكون بعدة طرق:
1- اتهام شخص الداعي بالكذب والافتراء من أجل تشكيك الناس به وحرفهم عن الطريق الذي يدعو له.
وهذا الأمر وقع مع جميع أصحاب الدعوات الإلهية كالرسل والأنبياء وأوصيائهم (سلام الله عليهم أجمعين).
فقد أتهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بالكذب حاشاه من ذلك بعد أن كان يسمى من قبل متهميه بالصادق الأمين قال تعالى: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}( ) .
إذن فلا بد أن يتهم صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) بالكذب وإلا لم يكن صادقاً في دعواه إذا لم يجر عليه ما جرى على الأنبياء.
2- اتهامه بالجنون كما اتهم الأنبياء والأوصياء والأولياء بذلك فقد أتهمهم أقوامهم بالجنون كذلك أتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بهذه التهمة فلا بد إذن أن يتهم الداعي لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) بها.
3- اتهامه بالجِنَّة ( نحو تسخير الجن وما إلى ذلك ) وهذه التهمة أيضاً اتهم بها الكثير من الأنبياء ومنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ}( ).
ونحن على اعتقاد تام بأن اليماني الموعود سوف يتهم بهذه التهمة.
4- اتهامه بالسحر والشعوذة وما إلى ذلك من الأمور وهذا الشيء نفسه وقع مع الكثير من الأنبياء والرسل (عليهم السلام) وخاصة مع موسى وعيسى ومحمد عليهم أفضل الصلاة والسلام قال تعالى:
{وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}( ).
وهذا ما سوف يقع مع اليماني صاحب دعوة المهدي (عليه السلام)، حيث إنه سوف يتهم بأنه ساحر يحاول خداع الناس.
5- اتهامه بعدم العلم والمعرفة أو انه لا يحسن من العلم شيئاً أو ما إلى ذلك، حيث أتهم بعض الأنبياء (عليهم السلام) بذلك ومنهم الرسول الكريم حيث قالوا إن شخصاً يعلمه القرآن ، قال تعالى:
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}( ).
وقال تعالى {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }( ).
فاليماني حتماً سوف يتهم بهذه التهمة وهذا لعمري هو الشاهد له فالرسول اتهم بمثل هذا وجاءهم بالقرآن فهذا دليل على إنه لم يكن علمه تحصيلي كسبي بل هو علم إلهي.
6- اتهام أنصاره بالسفاهة والجهل وعدم التمييز بين دعاة الحق ودعاة الضلالة فهذا الأمر وقع مع أصحاب الأنبياء وأتباعهم قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}( ).
7- اتهامهم بأنهم أراذل الناس.
فقد أتهم أنصار الأنبياء وأتباعهم المؤمنين بدعواتهم بهذه التهمة قال تعالى: {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}( ).
وعليه فإن أتباع وأنصار المهدي والمؤمنين بدعوته سيتهمون بهذه التهمة.
فكل هذه التهم سوف يتهم بها أصحاب وأنصار الإمام المهدي (عليه السلام) المؤمنين بدعوته وهي في الحقيقة بقدر ما يراد بها من رد الدعوة وتكذيبها وتشكيك الناس بها تكون عامل قوة للدعوة وباعث لتصديقها وإيمان الناس بها وذلك جرياً على السنن وتصديقاً لقوله تعالى:
{وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }( ).
ثم يستمر بدعوته للناس بصورة علنية فيزداد عدد المؤمنين بتلك الدعوة الإلهية، إلا إن ذلك لا يروق للحكومات الجائرة في تلك البلدان التي تظهر فيها الدعوة كما إنه لا يروق للكثير من علماء وفقهاء السوء والضلالة.
حيث يحركون أتباعهم لمواجهة تلك الدعوة وأنصارها بشتى السبل فتشترك الجبهتين في محاولة منهما للسيطرة على تلك الدعوة والحد منها وتكذيبها وذلك يكون عن طريق الإعلام المعادي والمنشورات المكذبة والفتاوى الباطلة، بل إن الأمر سيصل إلى الاعتقالات والتعذيب بل ربما محاولة اغتيال المبرزين في تلك الدعوة كاليماني وبعض الخاصة من أصحابه.
فيقوم عندها اليماني بدعوة أنصاره للهجرة إلى مكان يأمن فيه على الدعوة وأنصارها والمؤمنين بها، وذلك للحفاظ على ضمان استمراريتها وضمان أمن المؤمنين بها وحفظ نفوسهم وإيمانهم وعقيدتهم من التزلزل.
وهناك في المهجر ستأخذ الدعوة إطاراً أوسع وأكثر انتشاراً مما كانت عليه في السابق.
بل ربما يتمكن اليماني وأتباعه من الوصول لحكم تلك البلاد وبالتالي تأسيس جيش بكافة معداته مهيأ لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا يظهر من سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
وقد بينا إن لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبهاً كبيراً بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ثم انه ما أن تتاح الفرصة لليماني ويحين الوقت الملائم حتى يبدأ بحركته العسكرية باتجاه الكوفة وذلك لأجل فتحها والقضاء على حكامها من بني العباس وطرد السفياني منها الذي يكون قد فرض سيطرته عليها.
وهذا التحرك هو الذي تحدثت عنه الرواية وحددته في نفس السنة والشهر واليوم الذي يخرج فيه السفياني والخراساني، وحددت رجب شهراً تخرج فيه هذه الشخصيات الثلاثة.
لما تبين لنا واضحاً الشبه الكبير بين دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وبين دعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، وثبت عندنا إن دعوة المهدي (عليه السلام) تمر بنفس المرحلة التي تمر بها دعوة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
تعليق