إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الأولى

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الأولى


    اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الأولى

    جاء ذكر شخصية اليماني الموعود من العلامات الحتمية للظهور الشريف حيث نقل الشيخ النعماني (رحمهُ الله) في كتاب الغيبة عن أبي عبدالله (عليهِ السلام) قال: (النــداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليمــاني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ...) إلى آخر الرواية ، فلا يمكن أن يتحقق ظهور الإمام المهدي المنتظر(عليه السلام) إن لم يتحقق ظهور تلك الشخصية لذا كان من الأجدر أعطاء هذهِ الشخصية أهمية كبرى في نفوسنا في البحث والتقصّي عنها لأن رايتهُ راية حق وهدى ولايحق لأحد أن يلتوي عليه أي (محاربته)أو (التخلف) عن نصرتهِ وهذا الكلام يحتاج إلى إدراكه كل عاقل لبيب في تأمل الغاية من هذهِ السطور البسيطة والعميقة في عنوانها ومحتواها طالما إنه عنوان أصبح في هذا الزمن لايُعير أهمية لكثير من رجال الدين والناس على الرغم من إن شخصية اليماني الموعود هو مفتاح الوصول إلى (أسرار القضية المهدوية) وهذا الأمر بات عند الناس والأسف الشديد أمراً أعتيادياً وكأنه شخصية عابرة مع الزمن ورايتهُ تظهر في مكان وزمان ما وينتهي كل شيء وهذا التصور ماذهب إليه أغلب الباحثين والمفكرين في القضية المهدوية.

    فقد ورد عن أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) في حديثهم عن تلك الشخصية التي تظهر في زمان تكثر فيها رايات الضلالة والفتن والقتل والتي عُدّت من العلامات الحتمية لظهور قائمهم (عليه السلام) ولأهميتها الكبيرة في هداية المنتظرين كون هذهِ الشخصية من أعلم أهل ذلك الزمان في دينهم وإمام زمانهم ، حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (وليس راية في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه (يـدعو إلى صاحبكــــم) ، فإذا خرج اليماني حرّم بيع السلاح على الناس وكل مُسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، ولايحلُ لمسلم أن يلتوي عليهِ فمن فعل فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مُستقيم) غيبة النعماني ص264 .
    إذن فمن منّا لاينصر تلك الشخصية إذا خرجت للناس وعلِمنا أن رايتها راية هُدى لذا أصبح لزاماً علينا البحث والأستطلاع الدؤوب عن تلك الشخصية ومراحل ظهورها لنعرف الحق وأهلهُ وطريق النجاة خصوصاً إننا نعيش زمن الظهور القريب للمهدي (عليه السلام) الذي لايمكن الشك بهِ ، فلنهيئ أنفُسنا لمعرفة راية الحق كما أشارت لها الرواية الشريفة قبل وقوعنا في طرق ورايات الفتن والضلالة التي كثُر تحققها يوماً بعد يوم ونحن لانعلم إننا نمر بتلك العلامات الحتمية بسبب غفلتنا عن إمام زماننا (عليه السلام).

    أنقل لكم هذا الموضوع الذي فيه من نقاط الشبه بين صاحب راية الهدى (اليماني الموعود) ونبي الله تعالى وهو يوسف الصدّيق (عليه السلام) والذي يُثبت إن اليماني الموعود هو يوسف آخر الزمان

    جاء في الروايات المعتبرة الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أن لصاحب هذا أ لآمر سنن من الأنبياء وبالأخص من يوسف (ع) وفيما يلي نقوم بعرض لتلك الأخبار محاولين حل ما يرد عليها من أشكالات و كشف بعض الأسرار المتعلقة بأمر ألأمام المهدي(ع) وقد ذكرنا في (موضوع روايات واشكالات)الروايه الوارده عن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) وقد ا وردنا عليها بعض ألأشكالات او التساؤلات وسنقوم باعادة الروايه الان مع باقي الروايات :-
    1- عن ابي بصير قال (سمعت ابا جعفر الباقر (ع) يقول : في صاحب هذا الامر سنة من اربعة انبياء ، سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (ص) فقلت : ما سنة موسى ؟ قال : خائف يترقب .قلت . وماسنة عيسى ؟ فقال : يقال فيه ماقيل في عيسى . قلت فما سنة يوسف ؟ قال السجن والغيبة . قلت وما سنة محمد (ص)؟ قال : اذا قام سار بسيرة رسول الله (ص) الا انه يبين اثار محمد (ص)ويضع السيف عتى عاتقه ثمانية اشهر هرجاً مرجاً حتى يرضى الله، قلت : فكيف يعلم رضا الله ؟ قال يلقي الله في قلبه الرحمة)( ).
    2- وعن ابي بصير قال : سمعت ابا جعفر يقول:في صاحب هذا الامر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (ص) واما من موسى فخائف يترقب واما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى واما من يوسف السجن والتقية واما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبين اثاره ثم يضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر ولايزال يقتل اعداء الله حتى يرضى الله ..)( ).
    ان هذه الروايات واشباهها تذكر لنا ان لصاحب هذا الامر شبها ًوسنة من يوسف عليه السلام مره يكون الشبه في ان صاحب هذا الامر يسجن ويغيب وفي مره اخرى يسجن ويمارس التقية وقد وقف الكثير من العلماء والباحثين متحيرين امام هذه الروايات ولم يعلقوا عليها او يحاولوا كشف النقاب عنها الا القليل منهم الذين حاولوا تأويلها ولكنهم في الحقيقة لم يفلحوا . وقد ذكرنا التساؤلات المطروحة حول هذا الامر تحت عنوان روايات واشكالات وهي كالتالي : كيف نستطيع ان نتصور ان الامام المهدي (ع) يسجن ؟! ومن هو الذي يستطيع سجن الامام (ع) ؟ واذا كان كذلك فمتى يكون ذلك السجن هل وقع قبل الغيبة الصغرى او في اثنائها ؟ او انه وقع في الغيبة الكبرى ؟ او ان ذلك يقع بعد ان يقوم الامام (ع) ويقيم دولة الحق يا ترى ؟
    والحقيقة ان التاريخ لم يذكر لنا ان الامام المهدي(ع) سجن بعد ولادته اي قبل الغيبة الصغرى كما انه لم يسجن في الغيبة الصغرى ولايمكن ان نحتمل ان الامام يسجن بعد قيامه وقيام دولة الحق على يديه الشريفتين وعليه فلم يبقى الا احتمال واحد وهو ان يكون قد سجن في فترة الغيبة الكبرى ولكن لا يمكن ان نتصور بحال من الاحوال ان الامام (ع) يسجن ويمارس التقية وذلك لأنه من الصعب حمل هذه الروايات على الامام المهدي (ع) فان الامام (ع) كما لا يخفى لا يظهر ويقوم حتى يتهيأ له جيشاً وانصاراً وقاعدة معدة له قبل قيامه المقدس فقد جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق (ع) : ( ما يخرج الا في اولي القوة وما يكون اولوا اقل من عشرة الاف ) ( ).

    يُتبــع رجاءاً
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2

    وعنه ايضاً عليه السلام : ( لا يخرج من مكة حتى تكتمل الحقلة ، قال الراوي : وكم الحلقة ؟ فقال (ع): عشرة الاف) كما انه قد جاء في الروايات الواردة عن ائمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم ان العلة من الغيبة كي لا تكون في عنق الامام (ع) بيعة لأحد فلو اننا فرضنا ان الامام المهدي (ع) يخرج ويسجن او يمارس التقية كان لا بد ان تكون في عنقه بيعة سواء كان لأحد الحكام او الطغاة او احدى الدول . فعن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابي عبد الله (ع)انه قال: (يقوم القائم وليس في عنقه بيعة لاحد)( ) . وعن هشام بن سالم عن ابي عبد الله (ع) قال : (يقوم القائم (ع) وليس لأحد في عنقه عقد ولا عهد ولا بيعة)( ) . وعن اسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان : ( واما علة ما وقع من الغيبة فأن الله عز وجل يقول (( يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم )) انه لم يكن احد من ابائي الا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي .....)( ) .
    ومن هذه الاخبار يتبين لنا اضافة الى ما يحكم به العقل والوجدان انه لا يمكن سجن الامام المهدي (ع) ولا يمكن تصور ذلك اطلاقاً وهو الامام المعد لأقامة العدل واحقاق الحق وملِّ الارض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً والا فما الحكمة من غيبة الامام المهدي (ع) طول هذه المدة من الزمن اذا كان قدر له ان يقع في ايدي الظالمين ويسجن ثم انه لو تنزلنا جدلاً وقلنا انه من المتوقع ان الامام (ع) يسجن كان لا بد ان تكون في عنقه حينئذ بيعة لمن قام بسجنه من حاكم او طاغية او دولة وهذا مخالف لما ورد في الروايات السالفة الذكر . واما من قال بان المقصود بالسجن هو الغيبة كما ذهب الى ذلك الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة حيث قال تعليقاً على الرواية التي تذكر ان لصاحب هذا الامر سنة من يوسف وهي السجن والغيبة ((هذا الخبر من الخصال كلها حاصله في صاحبنا فان قيل صاحبكم لم يسجن في الحبس قلنا لم يسجن في الحبس وهو في معنى المسجون لانه بحيث لايوصل اليه ولايعرف شخصه على التعين فكانه مسجون ))انتهى كلام الشيخ ولكن الحق انه لو كان المراد من السجن في الرواية هو الغيبة كما قال الشيخ الطوسي لما صح ان يقول الامام (ع) في الرواية السجن والغيبة والائمة (ع) كما لايخفى من افصح الناس وابلغهم ومنهم الامام الباقر (ع) الذي نقلت الرواية عنه فكان الاصح ان يقول الغيبة فقط ولا يحتاج الى ذكر السجن لو كان المقصود من الغيبة هي السجن كما ذكر الشيخ ، كما انه من الواضح ان السجن غير الغيبة كما يدل عليه ظاهر اللفظ فان الواو تقتضي المغايرة والاثنينية أي ان السجن غير الغيبة وهما امران لا امر واحد . وهذا ايضا يجري على الرواية الثانية التي تقول ان لصاحب هذا الامر سنة من يوسف السجن والتقية فان هذه الرواية ان دلت على شيء فانها تدل على ان التقية المذكورة في الرواية تكون في السجن والا لو كان المقصود من السجن هو الغيبة وان التقية هي الغيبة . ايضا فان النتيجة ستكون هكذا (الغيبة والغيبة) وهذا ما لا يصح نسبته الى الامام (ع) كما قلنا لانه من اللغو في الكلام ، اذاً فلا بد من ان المقصود من السجن غير الغيبة كما ان المقصود من التقية غير الغيبة والحق ان الكثير من السنن التي وردت انها تجري على صاحب هذا الامر انما يجري الكثير منها على صاحب دعوة الامام المهدي (ع) والممهد الرئيسي له وهو اليماني وزير الامام المهدي (ع) فان الذي يجري على الوكيل ويصيبه يجري على الاصيل ويصيبه حتما فان قام احدهم بالاساءة لوكيل لاحد العلماء مثلا او مبعوثا لاحد الرؤساء كانت تلك الاساءة حتما لذلك العالم او ذلك الرئيس وكذا بالنسبة للاساءة لوزير الامام (ع) والممهد له فهي اساءة للامام (ع) نفسه فسجن وزير الامام (ع) والممهد له سجن للامام كما هو واضح ، وتكذيب قول وزير الامام ورد دعوته هو تكذيب للامام ورد لامر الامام (ع) ودعوته ومما يؤكد ما ذهبنا اليه من ان السجن غير التقية وان التقية ليس المقصود منها الغيبة هوالرجوع الى قصة نبي الله يوسف (ع) فان الوارد في الرواية ان لصاحب هذا الامر سنةمن يوسف (ع) اذن فلا بد من العودة الى قصة يوسف (ع) والتأمل فيها حيث نجد ان يوسف (ع) قد غاب عن اهله بعد ان القي في الجب وعاش في مصر في بيت العزيزحتى كبر وصار شابا ثم سجن بعد ذلك وبهذا يتبين لنا واضحا ان يوسف غاب اولا ولسنوات طويلة ثم سجن بعد ذلك فانه لم يغيب فقط لكي يعبر عن غيبته بالسجن بل انه مر بالامرين فقد غاب ثم سجن بعد ذلك وبهذا يتضح ان الغيبة غير السجن وهما امرين لا امر واحد ، اذن فان هذه الرواية لا تتحدث عن الامام المهدي (ع) فان الامام لم يسجن ولن يسجن ولا يستطيع احد ان يسجنه (ع) كما انه لا يمكن ان نقول ان غيبته (ع) هي سجن له كما قد بينا . واما بالنسبة للتقية وكيف كانت في زمن يوسف (ع) ومتى مارسها ، فان التقية التي مارسها يوسف (ع) كانت في السجن حيث ان يوسف سجن من قبل الملك بسبب ما شوهد عليه انه على غير دين الملك قال تعالى {ثم بدالهم من بعدما رأوا الايات ليسجننه حتى حين}يوسف 35- ولم يكن سجن يوسف (ع) كما يعتقد البعض وذهب اليه المفسرون بسبب ما كان من اتهام زليخا له(ع) فقد ثبتت براءة يوسف (ع) وادانة زليخا قال تعالى {فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم * يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين }يوسف 29- . كما انه يظهر من سياق الايات في القران الكريم ان زليخا لما سمعت بانتشار الموضوع وان النساء علمت بذلك واعابت على زليخا فعلها قامت بدعوتهن وطلبت من يوسف الدخول عليهن وكان ذلك بعد وقوع الحادث بفترة ليست بالقصيرة حتما قال تعالى { قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فستعصم ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من الصاغرين * قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين }يوسف 32-33 فمن خلال هذه الايات الكريمات يتبين لنا واضحا ان يوسف لم يسجن بعد ولما رأى من اصرار زليخا دعا ربه وفضل السجن على هذه الحياة والحقيقة ان سجن يوسف كان بسبب ما شوهد عليه من ايات تشير الى انه على غير دين الملك فقد راحت زليخا تكيد له المكائد حتى اخبرت الملك عن صلاة يوسف وعبادته ولما تاكد للملك ذلك اودعه في السجن فما كان من يوسف (ع) الا ان يمارس التقية في السجن امام الحراس فكان يظهر لهم انه على دينهم. وهذا بعينه سيقع مع وزير الامام المهدي (ع) فانه سوف يسجن وعندما يسجن يستخدم التقية لاجل الخروج من السجن وبهذا يتبين هنا واضحا ان التقية غير الغيبة ، وانها لا تجري على الامام المهدي (ع) بل تقع مع وزيره والممهد الرئيسي له وهو صاحب هذا الامر .
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

    تعليق


    • #3
      وقد حدث فعلاً ماتفضلت به من السجن والتقية لوزير الامام ,شكراً لهذا الجهد المميز
      للكشف عن الدور المميز لوزير الامام في التمهيد والاصلاح .
      قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

      تعليق


      • #4

        الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا من المهتدين لولا أن هدانا الله

        ربنا آمنا بما أنزلت وأتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين

        أسأل الله تعالى لك التوفيق أخي عارف الحق وجعلنا الله وأياك عارفين دوماً للحق
        عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

        ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
        .

        تعليق


        • #5
          اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الثانية

          اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الثانية


          جاء في الرواية الواردة عن سدير الصيرفي، قال : سمعت أبا عبد الله الصادق(عليه السلام) يقول:
          (ان في صاحب هذا الأمر لشبها من يوسف فقلت: فكأنك تخبرنا بغيبة أو حيره ؟!
          فقال : ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير ، من ذلك ؟ ان أخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء أسباطا أولاد أنبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتاجروه وراودوه وكانوا أخوته وهو أخوهم لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه .
          وقال لهم : أنا يوسف ، فعرفوه حينئذ فما تنكر هذه الأمة المتحيرة ان يكون الله عز وجل يريد في وقت من الأوقات ان يستر حجته عنهم ، لقد كان يوسف النبي ملك مصر وكان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد ان يعلمهم بمكانه لفعل ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أياما من بدوهم إلى مصر فما تنكر هذه الأمة ان يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ، وان يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الأمر يتردد بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ فرشهم ولا يعرفونه حتى يأذن الله له ان يعرفهم نفسه كما إذن ليوسف حين قال له أخوته (إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف) ) .
          من هذه الرواية الشريفة يظهر لنا ان (صاحب هذا الأمر) موجودا بيننا ويدخل في بيوتنا ولكننا لا نعرفه كما كان أخوة يوسف (عليه السلام) لا يعرفون أخوهم يوسف وهم يدخلون عليه ويكلمهم ويكلمونه .
          ولكن قبل ان نكشف الستار عن هذه الحقيقة لابد لنا من التعرض بالشرح المسبط لبعض فقرات الرواية .
          فقد ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) ان في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف وان هذا الشبه هو ان أخوته يعرفونه ويكلمونه وهو يدخل إلى بيوتهم ويجلس على فرشهم ويمشي في أسواقهم ولكنهم لا يعرفونه كما حصل مع يوسف (عليه السلام) فإن أخوته كانوا يدخلون عليه ويجلسون معه ويحدثونه لكنهم لا يعرفونه .
          علما انهم كانوا حسب تعبير الإمام الصادق (عليه السلام) في الرواية عقلاء وألباء ومن هذا نفهم عدة أمور وقبل ذكر هذه الأمور نشير إلى الفقرة الأولى من الرواية وهي قول الإمام (عليه السلام) :
          (ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير).
          ومعنى أشباه الخنازير هم أعداء صاحب هذا الأمر حيث انهم ينكرونه ولا يصدقونه ولا يقبلون به كداعي للحق بل انهم يقفون بوجهه محاولين رده وتثبيط الناس عن نصرته .
          ومعنى انهم ينكرونه انهم لا يعرفون حقه ومقامه واما الأمور التي نفهمها من الرواية فهي ، ان هؤلاء الذين ينكرون صاحب هذا الأمر ولا يعرفونه ولا يعرفون حقه ومقامه هم قوم عقلاء وأصحاب عقول وفهم وذكاء بدليل قول الصادق (عليه السلام) :
          (أخوة يوسف كانوا عقلاء ...) .
          فهؤلاء كما يظهر علماء وليس من عامة الناس ولكنهم من علماء السوء المظلين الذين يكذبون بدعوة الإمام (عليه السلام) .
          كما ان هؤلاء العلماء هم في عداد الأخوة لصاحب هذا الأمر علما ان الإمام المهدي (عليه السلام) ليس له أخوة كما لا يخفى فهو الابن الوحيد للإمام العسكري (عليه السلام) .
          نقول انهم أخوة الإمام (عليه السلام) في الدين فهذا غير وارد مطلقا ولكن الصحيح ان المقصود بصاحب هذا الأمر هو شخص آخر غير الإمام (عليه السلام) وهو من كان يعرفه هؤلاء العلماء الذين عبر عنهم الإمام الصادق (عليه السلام) بأخوته حيث كان يتردد بينهم أي كان يزورهم ويدخل إلى بيوتهم ويمشي في أسواقهم .
          أي انه يسكن نفس المدينة التي يسكنونها بقرينة قول الإمام يمشي في أسواقهم أي ان سوقهم واحدة ويطأ فرشهم أي يجلس معهم على فرشهم .
          ومعنى ذلك كله انهم يعرفونه جيدا فإن من ملازمات التردد وكثرة الزيارات المعرفة كما لا يخفى وإلا لا يمكن ان يزور شخصا شخصا آخر ويتردد عليه أي يكرر الزيارات الا ان يكون له معرفة به وعلاقة وذلك بقرينة يطأ فرشهم أي ان صاحب هذا الأمر يعرفهم ويعرفونه وإلا كيف يجلس معهم بكثرة من دون حصول المعرفة إذن فما معنى قول الإمام (عليه السلام) :
          (ولا يعرفونه حتى يأذن الله له ان يعرفهم نفسه)؟
          معنى هذا ان هؤلاء العلماء الذين يعرفون صاحب هذا الأمر كشخص اعتيادي بينهم ولكنهم لا يعلمون ولا يعرفون ان هذا الشخص هو صاحب هذا الأمر ومقامه كذا وهو صاحب الدعوة الحقة وقد عبر الإمام الصادق (عليه السلام) عن صاحب الأمر في قوله :
          (صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الأمر يتردد بينهم) .
          فقد عبر مرة عن صاحب هذا الأمر بضمير المخاطب الكاف في (صاحبكم) وأخرى بضمير الغائب الهاء في كلمة (بينهم) ومعنى ذلك ما أثبتناه من ان أولئك المنكرين لصاحب هذا الأمر هم من أعداء الإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته المعبر عنهم أشباه الخنازير .
          والذي أريد قوله وبيانه والكشف عنه ان المقصود بصاحب هذا الأمر هو شخص غير الإمام المهدي (عليه السلام) فإنه (عليه السلام) لا يمكن ان يكون هو المقصود بقول الإمام الصادق (عليه السلام) صاحب هذا الأمر يتردد بينهم .
          لأنه (عليه السلام) غائب كما لا يخفى فكيف يقول الإمام الصادق (عليه السلام) انه يتردد بينهم حيث يلزم منه انه ليس غائبا وهذا مخالف لما عليه اعتقادنا في ان الإمام غائب حتى يأذن الله له بالفرج .
          عند ذلك يقوم في مكة ويعلن عن قيامه المقدس بين الركن والمقام كما انه لا يمكن ان يتصور انه (عليه السلام) يمشي في أسواقنا ويدخل إلى بيوتنا ويطأ فرشنا وهذا أيضا مما يناقض الغيبة .
          واما من يقول ان هذه الأمور ممكن حملها على الإمام (عليه السلام) فأقول ان مقتضى التردد وكثرة الزيارة ودخول البيوت والجلوس على الفراش ان يكون المتردد والزائر والداخل إلى تلك البيوت والجالس على تلك الفرش معروفا لدى هؤلاء الناس وهذا مما لا يمكن تصوره أو حمله على الإمام (عليه السلام) فإنه غائب لا يعرف شخصه .
          ثم ان المعروف عن الإمام المهدي (عليه السلام) انه يسكن البوادي أو الجبال بعيدا عن المدن والرواية المتقدمة تتحدث كما لا يخفى عن جو المدينة حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام) يمشي في أسواقهم ويتردد بينهم أي انه كثير التواجد في تلك المدن بل انه ساكن في تلك المدن .
          وقد ذكر السيد الشهيد الصدر في الجزء الثاني من موسوعة الإمام المهدي في مكان الإمام في الغيبة الكبرى من وصية للإمام العسكري لولده المهدي (عليه السلام) .
          فقد ورد عن الإمام المهدي (عليه السلام) قوله :
          (وأمرني ان لا اسكن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا عفرها) .
          وقد قال السيد (قدس سره) معلقا على ذلك : (وهو دال على تعيين مكان المهدي (عليه السلام) في البراري والقفار النائية) .
          كما انه قد وردت بعض الروايات التي تذكر ان الإمام (عليه السلام) يرى الناس ولا تراه الناس فقد جاء عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله(عليه السلام) انه قال:
          (يفتقد الناس إماما يشهد المواسم يراهم ولا يرونه)( ) .
          أي ان الناس لا ترى شخص الإمام (عليه السلام) وعن زرارة قال سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) انه قال :
          (ان للقائم غيبتين يرجع في أحداهما والأخرى لا يدري أين هو يشهد المواسم يـرى الناس ولا يـرونه)( ).
          وبهذا يتضح ان الناس لا ترى الإمام (عليه السلام) فكيف لنا ان نقول ان الذي يتردد بينهم والذي يمشي في أسواقهم ويطأ فرشهم هو الإمام المهدي (عليه السلام) ومعنى هذا انهم يرون الإمام وهذا يعارض الروايات التي ذكرت انهم لا يرون الإمام (عليه السلام) .
          إذن فلابد ان يكون المقصود بصاحب هذا الأمر هو شخص آخر غير الإمام (عليه السلام) وهو صاحب دعوة الإمام الذي تجري عليه سنن الأنبياء وبالتحديد سنة يوسف (عليه السلام) .
          حيث ورد في الرواية عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول :
          (في صاحب هذا الأمر سنة من أربع أنبياء- إلى ان قال- قلت فما سنة يوسف ؟ قال : السجن والغيبة ...)( ).
          ان الذي تجري عليه سنه يوسف ويسجن هو شخص آخر غير الإمام المهدي (عليه السلام) لان الإمام لا يسجن ولا يمكن تصور ذلك مطلقا كما سبق ان ذكرنا ذلك وان ذلك الشخص هو اليماني الموعود وزير المهدي (عليه السلام) والقائم بالدعوة لنصرته ونصرة الحق وهو صاحب هذا الأمر الذي يتردد بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ فرشهم كما ذكر الصادق المصدق (عليه السلام) في الرواية السابقة .
          وهو الذي يكون موجوداً بيننا ويمشي في أسواقنا ويجلس معنا ويطأ فرشنا ولا نعرف بأنه هو صاحب هذا الأمر وهو اليماني الذي يمهد للإمام (عليه السلام) إلا بعد ان يعلن هو ذلك ولكنهم وبعد ان يعرفهم نفسه ومقامه ينكرون منه ذلك ويكذبونه ويحاربونه .

          تأويل الرؤيا : إن العلوم الإلهية لا يمكن الوصول إليها من خلال التحصيل والكسب والدراسة ، بل إنه لا يحصل إلا بمنّ الله وفضله واجتباءه على من يشاء من عباده ، قال تعالى : {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}( ) .
          فقد نزلت هذه الآية في يوسف (عليه السلام) فقد علمه المولى تبارك وتعالى تأويل الرؤيا بعد أن اجتباه واختاره ، ومن هنا يتبين أن تأويل الرؤيا يكون بالاجتباء وليس بشيء آخر ولا يمكن أن يكون الشخص عالماً بتأويل الرؤيا ما لم يكن من المحسنين ، قال تعالى :
          {نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}( ) .
          فمن هذه الآية الشريفة يتبين لنا واضحاً أن تأويل الرؤيا من صفات المحسنين ليس إلا .
          قال تعالى : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}( ) .
          حيث يتضح من هذه الآية الشريفة أن شروط حصول الشخص على الحكم والعلم وأن يكون من المحسنين ، والمولى تبارك وتعالى يؤكد أن جزاء الإحسان هو إتيان الحكم والعلم للمحسن ، وبناء على هذا فلا يمكن لشخص مهما كان أن يكون عالماً في تأويل الرؤيا ما لم يكن من المحسنين .
          قال تعالى : {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}( ) .
          وقال تعالى : {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}( ) .
          ومن هاتين الآيتين يتأكد لنا أن يوسف (عليه السلام) من المحسنين وقد أتاه الله عز وجل تأويل الرؤيا فالنتيجة أن الشخص لا يعلم تأويل الرؤيا ما لم يكن محسناً .

          كذلك إن الداعي لقائم آل محمد (عليهم السلام) لابد أن يأتي بالعلوم الإلهية والقدرة على تأويل الرؤيا ليستبين أمره وصدق دعوتهِ وهذهِ من السنن الإلهية التي جرت على نبي الله تعالى يوسف الصديق(عليه السلام).
          عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

          ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
          .

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيراً وبارك لك في جهدك القيّم
            قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

            تعليق


            • #7
              اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الثالثة

              بسم الله الرحمان الرحيم

              اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الثالثة
              عزيز مصر (أيران) في عصر الظهور الشريف

              يوسف الصديق (عليه السلام) ذلك النبي الكريم الذي حباهُ الله تعالى بتلك المنزلة النبوية السامية بعد أن حسدهُ أخوتهِ وأرادوا قتله فغيّبهُ الله تعالى بإرادتهِ وحكمته التي لم يدركها حتى أبوه يعقوب (عليه السلام) فمكّنهُ الله (عز وجل) بعنايتهِ حتى أنقضت سنين من غيبتهِ الطويلة فأكرمهُ الله وأحسن مثواه فرزقهُ العلم وتأويل الأحاديث والأحلام فأصبح ذلك العلم رحمة على أهلِ مصر بعد أن كانوا يعيشون حياة الذل والعبودية وتسلط ساداتهم عليهم بسبب أنظمة الكهنة ومعابد آمون الذي كان دينهم يُعبد من دون الله تعالى .

              أما الكهنة فكانوا يُعبدون ويُغدق أهل مصر عليهم الهدايا والنذور ويتبركون بقضاء حوائجهم فكانت معابد مصر منابر للشياطين والسحرة فالقوي يهلك الضعيف والغني يسود على الفقير بعد السيطرة على الأموال وموارد البلاد حتى اُبتليت مصر بقحطٍ من سنين عجاف ، ولولا مجيئ نبي الله يوسف (عليه السلام) إلى مصر لهلكت كثيراً من الأمم من الجوع لأنهُ (عليه السلام) أدخر الطعام لهم لسبع سنين بعد وفرتهِ من الزراعة لسبع سنين سبقت لها فأكتفى من ذلك الطعام أهل مصر وبعض البلاد المجاورة لها.

              وعلى هذا الثناء العظيم من قِبل هذا النبي الكريم فقد نال الملك أعجاباً شديداً بهِ بسبب تحقق ما أخبرهُ به من تأويل رؤياه التي عجز عن تفسيرها أرباب الكهنة وسادة معابد مصر آنذاك ، ونتيجة لإنقاذ مملكتهِ وشعبهِ من الهلاك بسبب القحط جعلهُ أميناً على خزائن مصر وعزيزاً لمصر ووزيرهُ الخاص وقائداً أعلى لجيشهِ وآلتهِ العسكرية حتى قضى على دين عبادة الأصنام الحجرية وكهنتهِ البشرية وأصبح دين التوحيد هو الدين السائد ، فكانت العبادة خالصة لله تعالى وأقيم العدل والمساواة بين الغني والفقير وأنصاف المظلوم من الظالم ولم يبقى أصحاب المناصب وأشراف الناس يتعالون على الآخرين.

              أما في عصر الظهور الشريف ستجري هذهِ السنّة الإلهية على صاحب الدعوة المهدوية وهو (اليماني الموعود) الذي ذكرتهُ بعض الروايات بـ (قائد الرايات السود) هو السيد الخراساني اليماني الذي يسبق ذلك اعلان دعوة الامام المهدي(عليه السلام) ونشرها بين الناس في الكوفة والنجف اي ( مكة بحسب التاويل) يشتد الامر بصاحب الدعوة وانصار الامام (عليه السلام) حيث انهم يكذبون ويتهمون بشتى الاتهامات ويحاربون ويعذبون ويسجنون ويتعرضون للقتل مما يضطرهم ذلك الى ترك البلاد والهجرةفي سبيل الله ونصرة الامام (عليه السلام) وفي بلاد الهجرة يختلف هناك صنفين من العجم وتسفك دماء كثيرة بينهما كما ذكرت الروايات الشريفة في تلك العلامة التي عُدت من علامات الظهور الشريف فهنا يأتي دور السيد اليماني ويُخلص بلاد خراسان من فتنة الهلاك بسبب الخلاف على السلطة أو ثورة هؤلاء العجم وموالاتهم من أجل التغيير على أمور لايريدون البقاء في العيش بها ونتيجة لتلك الخدمة التي تنقذ أهل خراسان يبادر ذلك الحاكم إلى تسليم مقاليد حكم أيران بيد السيد اليماني الموعود الذي سيقود جيشهِ ويدخل الكوفة بهِ لإنقاذ الناس بعد أن تستباح دمائهم من سطوة السفياني وسبي أهل الكوفة كما ذكرت الأحاديث والروايات.


              فقد ورد عن اهل البيت (عليهم السلام) (اليماني والسفياني يتسابقان الى الكوفة كفرسي رهان ) ان اتباع اليماني سوف يسرعون من اجل دخول الكوفة وفتحها ولكن السفياني واعوانه يدخلونها قبلهم وقد جاء هذا المعنى في الرواية الواردة عن ابي عبد الله (عليه السلام) (سنة الفتح ينبثق (ينشق ) الفرات حتى يدخل في ازقة الكوفة ) ومعنى ذلك في التوسم ان الماء هو الجيش الذي يدخل الكوفة بسرعة كما يحدث في الفيضانات ومعنى ذلك ان الفتح سيكون في الكوفة في السنة التي يدخل فيها هذا الجيش ازقة الكوفة فان تلك السنة هي سنة الفتح حيث يقوم هذا الجيش القادم من خراسان والحامل للرايات السود بالسيطرة على الكوفة المدينة الشيعية الام وطرد السفياني واعوانه منها وتوطئة امر الامام فيها وثم ارسالهم الى الامام (ع ) بالبيعة بعد ان يستتب لهم الامر فيسهل على الامام (عليه السلام) قيامه وتحركه وبعد ان يتحقق فتح الكوفة ويعلن انصار الامام سيطرتهم عليها يبدأ وزير الامام بتحطيم الاصنام كما فعل وزير رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليماً) وهوأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وحطم الاصنام وازالها من الكعبة المشرفة ولكن الفرق بين الزمانين ان الاصنام في زمن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اصنام مصنوعة من الخشب والحجارة ولكنها في زمن المهدي اصنام بشرية تطاع من دون الله وهم علماء السوء المضلين الذين يحللون ويحرمون بحسب ارائهم ومعتقداتهم واهوائهم وميولهم فتطيعهم الناس من دون الله وهذا الأمر سيجري كماجرى أيضاً مع نبي الله يوسف (عليه السلام) عندما قضى على معابد آمون وكهنة سادات مصر.

              فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال ان القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليماً) لان رسول الله اتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشب المنحوتة , وان القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه ) فقد جعل الامام الصادق (عليه السلام) الذين يتأولون على الامام المهدي (عليه السلام) الكتاب في قبال الاصنام الحجرية التي كانت تعبد في زمن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فقد ورد عن اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) في رواية طويلة تذكر علامات الامام المهدي (عليه السلام) (.. .وقتل الاصلع صبرا في بيعة الاصنام ) حيث جعل هذا الامر كعلامة من العلامات الدالة على قرب الظهور المقدس ,اي ان فيه دلالة على وجود اصنام في زمن الظهور وان هذه الاصنام هي اصناما بشرية بدليل قول الامام (في بيعة الاصنام ) فان البيعة لاتؤخذ للاصنام الحجرية انما البيعة تكون للبشر ,وهذا وغيره من الروايات التي تؤكد على وجود اصنام بشرية في زمن ظهور الامام (عليه السلام) والتي سوف يقضي عليها عند فتح الكوفة (مكة)الامام (عليه السلام) 0
              عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

              ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
              .

              تعليق

              يعمل...
              X