أقلامهم تتحدث عن المهدي عليه السلام ودولة آخر الزمان
للأزهر الشريف دور في ريادة التنوير الإسلامي والدفاع عن العقيدة في العصر الحاضر لا يكاد يخفى على أحد, ومن بين أولئك الذين تربعوا على سدة الرئاسة في مشيخة الأزهر هو الشيخ محمد الخضر حسين الذي جمع الجزائر أصلا وتونس ولادة, ودمشق والقسطنطينية هجرة, ومصر مدفناً. فالشيخ الخضر الذي وقع عليه الاختيار لمشيخة الجامع الأزهر في سنة 1952م ، والذي لم يكن يتوقع أحد في ذلك الزمان أن يقع الاختيار عليه لكبر سنه ، هذا الشيخ له مقال قيم نشرته مجلة (التمدن الإسلامي) وهي مجلة إسلامية اجتماعية تربوية أدبية تصدر آنذاك, في عددها الصادر في تشرين الأول من سنة 1950م وعنوانه (نظرة في أحاديث المهدي عليه السلام) حيث يتحدث فيه الشيخ عن أن الأحاديث تنبئ بظهور رجل في آخر الزمان يقيم العدل ويحكم الناس بالشريعة الإسلامية وهو المهدي عليه السلام, وأن الناس ينتابهم شوق للوقوف على حقيقة المهدي عليه السلام وشأنه، سيما عندما يأتي أشخاص يدعون المهدوية أو تحدث حادثة غريبة في الأمة فذلك دعاني _والقول للشيخ الخضر_ أن أبحث عن المهدي عليه السلام وأعرض ما استقر عليه نظري في هذه القضية مستندا إلى القواعد الصحيحة في الحديث.
ثم يبدأ الشيخ بتعريف الأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد بيان موجز عن الحديث المتواتر.
يقول الشيخ: (ومن هذا القبيل _أي من الحديث المتواتر_ حديث المهدي عليه السلام, ثم يقسم الأحاديث الواردة في شأن المهدي عليه السلام إلى وجهين, أحاديث يصرح فيها باسمه ويذكر لذلك نماذج, والوجه الآخر أحاديث لم يصرح فيها باسم المهدي عليه السلام ويذكر لها نماذج أيضاً.
وكذلك يذكر ان كتب الاحاديث روت الوجهين, ثم يعقب على قضية أخرى قائلا إن أول من اتجه إلى نقد أحاديث المهدي عليه السلام في ما نعرف هو ابن خلدون، ويذكر هنا كلاما لابن خلدون بقوله: (ونحن نقول متى ثبت حديث واحد من هذه الأحاديث وسلم من النقد كفى في العلم بما تضمنه من ظهور رجل في آخر الزمان يسوس الناس بالشرع ويحكم بالعدل) ويقول: والصحابة الذين رويت من طرقهم أحاديث المهدي نحو 27 صحابياً ويذكر أسماءهم ، وبعد ذلك يقول إن بعض المنكرين لأحاديث المهدي ينكرها, لأنه يرى أن هذه الأحاديث من وضع الشيعة).
ويرد عليه الشيخ قائلاً: (بأن هذه الأحاديث مروية بأسانيدها ومنها ما تقصينا رجال سنده فوجدناهم ممن عرفوا بالعدالة والضبط ولم يتهم أحد من رجال التعديل والتجريح بتشيع مع شهرة نقدهم للرجال).
هذه الكلمات التي اخترناها من المقال وهو طويل نسبي تؤكد على حالة كانت وما زالت من الوضوح بالمكانة التي لا يمكن أن تطمس أدلتها أو يقفز عليها من خلال بعض الشبهات, أو ترمى بأنها من اختلاق الشيعة ، وشيئا فشيئا تسربت إلى كتب أبناء العامة.
فالقضية أكبر من ذلك كله, وحقيقتها واضحة, مما يفضح كل من يريد أن يكفّرها ويغطيها ليمنع الناس من رؤيتها.