الفصل الثالث :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين أما بعد :
كيف سيؤمر القحطاني ؟
وللإجابة على هذا السؤال فسوف نقف على عدة احتمالات , وقبل الكلام على هذه الاحتمالات لا بد أن نقف على معنى يؤمر هل هي مبنية للمعلوم أو للمجهول ؟
إذا كانت مبنية للمجهول فيكون المقصود في الحديث أي أن المهدي هو الذي يؤمره ويترك له الأمر وإذا كانت مبنية للمجهول فالمعنى والله اعلم أن أهل الحل والعقد هم الذين يؤمرونه , وتأمير القحطاني مع وجود المهدي يحتمل عدة أمور واحتمالات :
الاحتمال الأول :
أن نقول انه يبايع له بعد وفاة المهدي ففي مكثه رواية (يمكث سبعا أو ثمانيا أو تسعا ) فتكون وفاته بعد ذالك ومن ثم يؤمر القحطاني من بعده ، فالاحاديث الواردة لاتثبت ذلك وانما المهدي يعطيه سلطاناً يحكم به.
إذن هذا الاحتمال ضعيف وغير مقبول .
الاحتمال الثاني:
أن نقول أن القحطاني سوف يثب على الخلافة ويقوم معه الناس في ذالك فيأخذها من المهدي قسرا وهذا احتمال واضح الضعف والبطلان فالقحطاني رجل صالح ولا يمكن أن يثب على الإمرة.
الاحتمال الثالث :
أن نقول أن المهدي يؤمره ويترك له الإمرة بناء على رغبة أهل الحل والعقد , فيؤمره فيفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وهذا هو القول الراجح في المسالة وهو الذي تشير إليه كتب أهل الكتاب بكل وضوح .
الأدلة على المسالة من كتب أهل الكتاب :
ففي سفر دانيال إصحاح 7 ص 1276( كنت أرى في رؤيا الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان ( وصف القحطاني ) آتي وجاء إلى قديم الأيام ( وصف المهدي ) فقربوه قدامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطانا أبديا ما لن يزول وملكوته مالا ينقرض ).
قال صاحب الفتح الرباني قوله (قديم الأيام ) المتصفح للتوراة وخاصة سفر دانيال يعرف من هو قديم الأيام فهو رمز للمهدي , فقديم الأيام هو تفسير لمعنى معروف وهو تشبيه ذالك الشخص بأيام قديمة بالنسبة إلى أزمنة معلومة لدى جميع من يعرفونه , فالمقصود بقديم الأيام هو تشبيه أيام المهدي في امتلائها بالعدل بعدما ملئت جورا بأيام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واسم قديم الأيام هو نفس اسم صاحب الأيام الأولى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اسم المهدي محمد بن عبد الله كما اخرج ذلك الطبراني والبزار وأبو نعيم وصححه الألباني في تعيين اسمه وحكمه .
إذن أيها الإخوة هذا النص يشير إشارة واضحة إلى أن أهل الحل والعقد يقدمون رجلا بين يدي المهدي فيعطيه ملكا وسلطانا لتتعبد له كل الشعوب والأمم فمن هذا الرجل غير القحطاني؟
لا شك أن المقصود هو القحطاني لأنه والمهدي هما الوحيدان الذي سيشمل حكمهما وسلطانهما كل الشعوب والأمم , وهنا قد يقول قائل يمكن أن يكون المقصود هو الجهجاه فنقول له أن الجهجاه تدل الروايات انه ملك فقط ولا يشمل ملكه الأرض والشعوب كلها كما هو حال المهدي والقحطاني ولا يوجد حديث يدل على انه سيكون ملكه أيام المهدي فلزم بذالك أن يكون المقصود هو القحطاني والأحاديث شاهدة على ذالك كما بينت والله اعلم.
وهنا قد يقول قائل إن المقصود من تأمير القحطاني هو أن يجعله المهدي نائبا عنه فهو من عماله وليس أن يجعله هو الأمير .
فنقول له الحديث يبين انه خليفة راشد ولا يمكن أن يكون نائبا فهو خليفة بالفعل , وهنا سيقول فلعله يكون خليفة مع وجود خلافة المهدي فنقول له لا يمكن أن يكون هناك أميران في نفس الوقت فلا بد أن يكون احدهما تابعا للآخر فهي خلافة على منهاج النبوة وليست ملكا , ولا ضير في ذالك فالجميع يعلم أنهما في الفضل سواء , فلذلك الصحيح أن نقول أن المهدي يترك له الإمرة بناء على رغبة الناس وأهل الحل والعقد كما جاء ذالك واضحا في التوراة والله اعلم .
إذن نستفيد من هذا الفصل أن القحطاني سيؤمر بعد سبع أو ثمان أو تسع سنوات من حكم المهدي بناء على رغبة الناس وأهل الحل والعقد فيقدمونه إلى المهدي فيؤمره على الناس ويترك له الأمر والله اعلم.
واضف الى هذا كله ان من الاحاديث ما ذكرناه سابقاً في الفصل الثاني من ان القحطاني هو عيسى او شبيه له في الخُلق والخلق وساثبت ذلك من التوراة والانجيل التي عند اهل الكتاب الان .
وعليه فيكون هو وزير المهدي وهذا معروف ان الوزير ههو احق بالخلافة من غيره مع ورود احاديث تدل على الخلافة (والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم) و عن ابن عباس قال المهدي منا يدفعها إلى عيسى بن مريم عليه السلام ص229.
وكل هذا وغيره دلالة على ان المهدي هو الذي يؤمر القحطاني وهو الذي يعطيه السلطان واللاذن لقتل الدجال وهو الذي يسلمه الراية لفتح بيت المقدس والارض جميعاً.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين أما بعد :
كيف سيؤمر القحطاني ؟
وللإجابة على هذا السؤال فسوف نقف على عدة احتمالات , وقبل الكلام على هذه الاحتمالات لا بد أن نقف على معنى يؤمر هل هي مبنية للمعلوم أو للمجهول ؟
إذا كانت مبنية للمجهول فيكون المقصود في الحديث أي أن المهدي هو الذي يؤمره ويترك له الأمر وإذا كانت مبنية للمجهول فالمعنى والله اعلم أن أهل الحل والعقد هم الذين يؤمرونه , وتأمير القحطاني مع وجود المهدي يحتمل عدة أمور واحتمالات :
الاحتمال الأول :
أن نقول انه يبايع له بعد وفاة المهدي ففي مكثه رواية (يمكث سبعا أو ثمانيا أو تسعا ) فتكون وفاته بعد ذالك ومن ثم يؤمر القحطاني من بعده ، فالاحاديث الواردة لاتثبت ذلك وانما المهدي يعطيه سلطاناً يحكم به.
إذن هذا الاحتمال ضعيف وغير مقبول .
الاحتمال الثاني:
أن نقول أن القحطاني سوف يثب على الخلافة ويقوم معه الناس في ذالك فيأخذها من المهدي قسرا وهذا احتمال واضح الضعف والبطلان فالقحطاني رجل صالح ولا يمكن أن يثب على الإمرة.
الاحتمال الثالث :
أن نقول أن المهدي يؤمره ويترك له الإمرة بناء على رغبة أهل الحل والعقد , فيؤمره فيفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وهذا هو القول الراجح في المسالة وهو الذي تشير إليه كتب أهل الكتاب بكل وضوح .
الأدلة على المسالة من كتب أهل الكتاب :
ففي سفر دانيال إصحاح 7 ص 1276( كنت أرى في رؤيا الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان ( وصف القحطاني ) آتي وجاء إلى قديم الأيام ( وصف المهدي ) فقربوه قدامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطانا أبديا ما لن يزول وملكوته مالا ينقرض ).
قال صاحب الفتح الرباني قوله (قديم الأيام ) المتصفح للتوراة وخاصة سفر دانيال يعرف من هو قديم الأيام فهو رمز للمهدي , فقديم الأيام هو تفسير لمعنى معروف وهو تشبيه ذالك الشخص بأيام قديمة بالنسبة إلى أزمنة معلومة لدى جميع من يعرفونه , فالمقصود بقديم الأيام هو تشبيه أيام المهدي في امتلائها بالعدل بعدما ملئت جورا بأيام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واسم قديم الأيام هو نفس اسم صاحب الأيام الأولى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اسم المهدي محمد بن عبد الله كما اخرج ذلك الطبراني والبزار وأبو نعيم وصححه الألباني في تعيين اسمه وحكمه .
إذن أيها الإخوة هذا النص يشير إشارة واضحة إلى أن أهل الحل والعقد يقدمون رجلا بين يدي المهدي فيعطيه ملكا وسلطانا لتتعبد له كل الشعوب والأمم فمن هذا الرجل غير القحطاني؟
لا شك أن المقصود هو القحطاني لأنه والمهدي هما الوحيدان الذي سيشمل حكمهما وسلطانهما كل الشعوب والأمم , وهنا قد يقول قائل يمكن أن يكون المقصود هو الجهجاه فنقول له أن الجهجاه تدل الروايات انه ملك فقط ولا يشمل ملكه الأرض والشعوب كلها كما هو حال المهدي والقحطاني ولا يوجد حديث يدل على انه سيكون ملكه أيام المهدي فلزم بذالك أن يكون المقصود هو القحطاني والأحاديث شاهدة على ذالك كما بينت والله اعلم.
وهنا قد يقول قائل إن المقصود من تأمير القحطاني هو أن يجعله المهدي نائبا عنه فهو من عماله وليس أن يجعله هو الأمير .
فنقول له الحديث يبين انه خليفة راشد ولا يمكن أن يكون نائبا فهو خليفة بالفعل , وهنا سيقول فلعله يكون خليفة مع وجود خلافة المهدي فنقول له لا يمكن أن يكون هناك أميران في نفس الوقت فلا بد أن يكون احدهما تابعا للآخر فهي خلافة على منهاج النبوة وليست ملكا , ولا ضير في ذالك فالجميع يعلم أنهما في الفضل سواء , فلذلك الصحيح أن نقول أن المهدي يترك له الإمرة بناء على رغبة الناس وأهل الحل والعقد كما جاء ذالك واضحا في التوراة والله اعلم .
إذن نستفيد من هذا الفصل أن القحطاني سيؤمر بعد سبع أو ثمان أو تسع سنوات من حكم المهدي بناء على رغبة الناس وأهل الحل والعقد فيقدمونه إلى المهدي فيؤمره على الناس ويترك له الأمر والله اعلم.
واضف الى هذا كله ان من الاحاديث ما ذكرناه سابقاً في الفصل الثاني من ان القحطاني هو عيسى او شبيه له في الخُلق والخلق وساثبت ذلك من التوراة والانجيل التي عند اهل الكتاب الان .
وعليه فيكون هو وزير المهدي وهذا معروف ان الوزير ههو احق بالخلافة من غيره مع ورود احاديث تدل على الخلافة (والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم) و عن ابن عباس قال المهدي منا يدفعها إلى عيسى بن مريم عليه السلام ص229.
وكل هذا وغيره دلالة على ان المهدي هو الذي يؤمر القحطاني وهو الذي يعطيه السلطان واللاذن لقتل الدجال وهو الذي يسلمه الراية لفتح بيت المقدس والارض جميعاً.
تعليق