إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كبرياء الأمم سبب رفض القضية الإلهية الكبرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كبرياء الأمم سبب رفض القضية الإلهية الكبرى

    كبرياء الأمم سبب رفض القضية الإلهية الكبرى
    أكد القرآن الكريم أن كل أمة تعامل معاملة الإنسان يوم الورود إلى الساحة الإلهية للحساب قال تعالى (( وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )) الجاثية 28-29 بحيث يتجلى إرتباط الجعل التكويني بين الإنسان والأمة بوضوح قال تعالى( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..). يقرر هذا الإرتباط بالتالي العلاقة بين الأمة وبين ممثل السماء , ذلك لأن الإنسان لبنة من لبنات المجتمع فكلما قرب الإنسان المجتمعي من خط إرادة السماء وطاعتها والإيمان بأن ما يأتي من السماء عن طريق ممثلها حق قربت الأمة من هذا الخط واضعة نفسها تحت إرادة السماء منصاعة لأوامرها. أن الإنسان مجبول على الكبر وهو في صراع مع ذاته من أجل الخلاص من هذه الصفة الذميمة التي يميل الذوق الفطروي إلى رفضها ,ويصدق نفس هذا المعنى بالنسبة للأمة حيث أبتلت الأمم بآفة الكبر وإغترت بنفسها وتراثها وحضارتها فحسبت بعض الأمم نفسها بأنها الأمة المعدودة المجتباة ونتيجة لهذا الكبر والجبروت رفضت ممثل السماء الداعي إلى الحق ولم تدرك حقيقة ذلك الموفد السماوي ولم تكلف نفسها في التدقيق في دعواه كما حصل لنبي الله عيسى(ع) حيث كان اليهود في أيام السيد المسيح منقسمين إلى طائفتين هما الفريسيون وهما أهل التقاليد، والصدوقيون وهم منكرو عالم الأرواح. علاوة على بعض الطوائف الصغيرة الأخرى ,وههنا نص إنجيلي يتضح فيه رفضهم لدعوة السيد المسيح(ع) مخاطبا اليهود::"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. 35 وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. 36 فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. 37 أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَنَّ كَلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. (عدد 30-37). ثم يتحدث السيد المسيح على رفض الناس لممثل السماء الإمام المهدي(ع) ثم قال لتلاميذه سيأتي زمان تتشوقون فيه أن تروا إبن الإنسان ولن تروا ولو يوما واحدا من أيام إبن الإنسان ولن تروا وسوف يقول بعضهم لكم هاهو هناك أو هاهو هنا , فلا تذهبوا وتتبعوهم فكما أن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يضن في جهة أخرى هكذا يكون إبن الإنسان يوم يعود ولكن لا بد له أولا من أن يعاني آلاما كثيرة وأن يرفضه هذا الجيل وكما حدث في زمن نوح هكذا سوف يحدث في زمان إبن الإنسان)) . إنجيل لوقا (الإصحاح 17 ص82)وإقتضت الضرورة إن يكون لكل أمة قائدا محنكا ينظم شؤونها ويرعى مصالحها وتظهر هذه الحاجة في النص القرآني (( إني جاعل في الأرض خليفة ......)) بحيث يجب أن يكون هذا الخليفة في أعلى درجات الكمال والتهذيب النفسي من أجل الوصول بالأمة إلى تحقيق العدل الإلهي والفوز برضا الله تعالى , لذلك أرسلت السماء مبعوثين ليقوموا بهذا الدور العظيم فإذا ما وقفت الأمة من هذا الممثل موقف الرافض له وقعت في جهة مضادة للسماء وغيرت الجعل الخلائفي ورفضت شروط السماء ومقدراتها وإختارت اللامعصوم الذي يتخذ إلهه هواه يعبد من دون الله تعالى (( أرأيت من إتخذ إلهه هواه )) وهنا تدخل الأمة في صراع مع السماء وممثلها , إن لطبيعة هذا الرفض أسبابا يمكن إجمالها فيما يلي:
    1- السلطة الفرعونية (فراعنة العصر الحديث):
    وخير مثال على ذلك فرعون الذي تسلط وإستعبد الأمة وجعلهم عبيد لديه وأدعى الإلوهية ليضع بذلك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها من قبل الطبقة المستعبدة وجعل هذه الطبقة في حالة من الخوف والذعر من تجاوز الحدود المرسومة من قبله وشدد العذاب على من عصاه وبذلك جعل من نفسه مثلا أعلى لأمته محافظا بذلك على جبروته وعرشه (( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت من إله غيري )) القصص 38 .وبذلك جمد فرعون تلك الأمة فأصبحت متبعة له غير ناظرة بعين البصيرة لكل دعوة إلهية تبعث لها وإتبعت في ذلك رمزها المفروض عليها الذي سلبها إرادتها في الخلاص من سطوته وظلمه , وإندمجت هنا الأمة والحاكم الظالم إندماجا لا يسمح لها بالخلاص فقررت أن يكون مصيرها ومصير طاغيتها واحدا وإن إستوجب ذلك العذاب المهين .قال تعالى (( ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملأه فإستكبروا وكانوا قوما عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدين )) المؤمنون 45-47 ومن ضمن المقدرات التي قدرها الرمز الظالم هو أن يبقي هذا الشعب أو ذاك شعبا جاهلا غير واعي وغير مدرك للحقائق ولا يكون همه سوى خدمة سيده وإتباعه وطاعته.
    2- السلطة الدينية الموالية لفراعنة العصر:
    وتندرج تحت هذه السلطة سلطة مناصرة أخرى ألا وهي السلطة الدينية التي تخدم فرعون كل عصر حيث يعتبر رجال الدين محط أنظار المجتمع الإنساني في كل عصر لإعتقاد المجتمع أن هؤلاء يمثلون أصحاب الرسالات السماوية ولكن حقيقة الحال وواقعه عبر السنن التاريخية التي جرت أوضحت عكس ذلك فنراهم في أحيان كثيرة يجعلوا من أنفسهم آلهة تعبد من دون الله تعالى لا بالتصريح وإنما من خلال ما يظهر عليهم ذلك من حب الآنا والتبجيل والإعتزاز بالنفس وإظهار القداسة . عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)) فَقَالَ وَاللَّهِ مَا صَامُوا لَهُمْ وَلَا صَلَّوْا لَهُمْ وَلَكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالًا فَاتَّبَعُوهُمْ .وسائل‏الشيعة ج : 27 ص : 126 قال عيسى(ع) “ فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس. وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم. ولك أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس. فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم. ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس، سيدي سيدي. وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعًا إخوة. ......" (عدد 4-12). وكلمة السيد المسيح(ع) أوضحت حقيقة الحال (( لا تؤمن بمن يأتيك على هيئة قديس فعسى أن يكون شيطان أخرس )) ."ولكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا يدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون" (عدد 13). في هذا القول ينادي المسيح بويلات خطيرة على أولئك المُعلمين الذين أضلوا شعوبهم وقادوهم إلى رفض الممثل الإلهي والذي سيرفض من قبل أمثال هؤلاء ممثل السماء الإمام المهدي(ع) قال تعالى(( ولقد آتينا موسى الكتاب فإختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنَهم لفي شك منه مريب )) عن الباقر(ع) في الآية قال : إختلفوا كما إختلف هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره الناس فيقدمهم فيضرب أعناقهم .الكافي :8 /287,ح432 إن إعتقاد الناس بهؤلاء أنهم أهل القداسة والصلاح سيجعلهم مقلدين لهؤلاء تقليدا أعمى والذي نهى الشارع المقدس عن إتيانه فلا يجوز التقليد في أصول الدين وإنما التقليد في فروعه كذلك حذر الله تعالى من قبلنا من التقليد الأعمى في العقائد لغرض حث الناس على البحث والتدقيق في عقائدها فلا ترفض ممثلا سماويا على أساس رفض المتسلطين من أصحاب الأهواء والرغبات ويقعون كما وقعت الأمم السابقة في فخ الشيطان(( قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )) البقرة 170. ((بل قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمّة وإنّا على آثارهم مهتدون )) الزخرف 22 والأحرى عرض مصاديق القضية الإلهية وصفات صاحب هذا الأمر من خلال بشارات الأديان ومن النصوص الواردة لدراسة واقعية بعيدة عن التعصب والتطرف لمعرفة الحقيقة الإلهية.
    3- غياب فكرة الإمتحان الإلهي:
    إن غياب إطروحة الإمتحان الإلهي في القضية المهدوية سيكون سببا في رفض حركة الإمام القائم لمجهولية الشخصية التي لم تحددها بشارات السماء في الأديان السابقة فالإشارات الواردة في الكتب المقدسة كانت تتحدث عن خط غيبي مستقبلي ولم تعطي السماء مكنون هذا الخط لأي نبي من الأنبياء فهو يمثل خرق لقوانين الحصانة الإلهية لهذه الشخصية ويكون من الصعب بعد حصول الإخبار الغيبي أن ينطبق السيناريو الإلهي لأنه يكون واضحا فلا يكون هنالك مجال لتمحيص الأمم وإختبارها ((الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )) لا يكون تقييم نتائج ذلك الإختبار إلا من حيث أن يكون الأمر الإلهي سرا منطويا عن عباده وهذا يسنده حديث أمير المؤمنين(ع) ((كم إطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا إخفاءه هيهات علم مخزون)).
    عن أبا جعفر(ع) يقول سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين(ع) فقال أخبرني عن المهدي ما اسمه فقال أما اسمه فإن حبيبي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله قال فأخبرني عن صفته قال هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه و نور وجهه يعلو سواد لحيته و رأسه بأبي ابن خيرة الإماء. بحار الأنوار ج : 51 ص : 37ومستدرك‏الوسائل ج : 12 ص : 288
    كانت حقيقة الإخبار الإلهي على لسان أهل البيت يخص الخط العام للشخصية دون الخط الخاص الذي تكون فيه الإسرار الإلهية وعدم طرحها فيها مصلحة إلهية.وكذلك عدم تحديد الهوية يؤيده سؤال أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ للرضا u ولو حددت هوية القائم من قبل لما سأل أيوب الثقة الأمين عن ذلك :عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(ع) إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ وَأَنْ يَسُوقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ بِغَيْرِ سَيْفٍ فَقَدْ بُويِعَ لَكَ وَضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ فَقَالَ مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَتْ إِلَيْهِ الْكُتُبُ وَأُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ وَسُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وَحُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِيلَ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ لِهَذَا الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا خَفِيَّ الْوِلَادَةِ والمنشأ غَيْرَ خَفِيٍّ فِي نَسَبِهِ). الكافي ج : 1 ص : 342
    سأل رجل أبا عبد الله (ع) عن قوله عز وجل بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قال نحن هم فقال الرجل جعلت فداك حتى يقوم القائم(ع) قال كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجي‏ء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا ). بحار الأنوار ج : 23 ص : 190
    عن أبي عبد الله(ع) قال إذا قام القائم(ع) دعا الناس إلى الإسلام جديدا وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدى إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق). إعلام‏الورى ص : 462بحار الأنوار ج : 51 ص : 31 منقول
يعمل...
X