إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام المهدي في ضوء الأحاديث والآثار - 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام المهدي في ضوء الأحاديث والآثار - 2

    الإمام المهدي في ضوء لأحاديث والآثار النبوية – لدى السلفية
    سبقت الإشـارة في بحثنا السابق الذي نشـرناه ( بنفس العنوان ) إلى السعي الحثيث لمنظري الحركة الوهابية السلفية نحو تــضليل أتباعها السذج أولا ومن ثم سائر الناس { ممن تنطلي عليهم أكاذيبهم وادعاءاتهم العـقيمة في إتباعهم لهدي المـصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) } في خطىً متلاحقة وبلا هوادة عن حقيقة منقذ البشرية وقاطع دابر الظلم ،سليل الدوحة المحمدية ووارث الرسالات السـماوية الإمام صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر ( عج ) أرواحنا لمقدمه الفداء.
    وهم في هذا السبيل لم يدخروا جهدا ولم يـرعـوا محرما إلا اسـتباحوه لإغـراق العالم الإسلامي الذي سـاعـدهم على تحـقيق مآربهم بقـلة اهتمامه ثقافيا بهذه القضية المصيرية بعد انحسار المجالات أمام الممهدين ومنذ عهود طويلة بسـبب الملاحقات الشرسة لأرباب الأنظمة ذات الأهـواء الأموية على مـر التاريخ بتـفعـيلها للشـقاق كلما أوشكت نيرانه على الخمود بافـتعال الأزمات والنعـرات الطائفية لهدم أي محاولة جادة لإحداث تقارب أو مصالحة مع الفئة التي تبشر بوجود خليفة المولى بين الخلق مختفيا .. أو من يطلقون عليهم بكل ازدراء اسم ( الرافضة !!) .
    ومن المؤلم في هذا الصدد أن كل من تصدى للحكــــم فيما مضى انتهج طريق العداء لآل البيت ( عليهم السلام ) رغم اعتذاره للمسلمين بإتباعه لهم والسعي للأخذ بحقهم المسـلوب بل والذهاب إلى البعـيد في الإيمان بدورهــم في مستقبل البشـرية لدرجة ادعاء المهدوية بكل تبجح مما ساعد وخلال حقب طويلة من الاعتداء على الرعية في إضعاف إيمان البسطاء ( ثقافيا) باحتمال وجود الإمام العادل (الغائب) الذي سيظهر يوما ليملأها قسطا وعدلا بعد أن ملأت ظلما وجورا ..
    وبالنظر للدراية العالية للعباسيين في معرفة أخبار الإمام وحـيثيات ولادته بالاستـفادة من العلـوم التي ورثـوها عن أجـدادهـم كعبد الله بن العباس وأخيه .. إذ صاحب أولهما الإمام علي عليه السلام و صاحب الآخر الإمام الحسن عليه السلام وهم من قبل كانا شديدي القرب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تسليما بحكم كونهما من الهاشميين، مما مكنهما من الوقوف جليا على معظم الأخبار التي تصف حياة الأئمة من بعد،وبالذات ما يخص الإمام المهدي – عج – تحديدا فأورثوا ذريتهم ما أورثوه من العلم الذي أحاطـوا به قبل انقـلابهم على الأعقاب كـما هو مشهور .. لقد استغل البغاة من البيت العباسي ذلك العلم أبشع استغلال ،إذ لم يكتـفوا بادعائهم المهـدوية ( مع إنها تكفي لإيرادهم شـر مورد ) بل تعدوا ذلك إلى التضييـق على أئمة الهدى وتلاميذهم لوقـوفهم على دقائق الأمور مما لم يتاح لأسـلافـهم من الأمويين الذين ابتعدوا كثيرا عن المصادر الحقيقية للعلم النبـوي بسبب العـداء المعلن لهم مع غياب الإيمان عندهم بالحق الإلهي لآل البيت بناءا على ضعف عقيدتهم من الأساس بالنبـوة والإسلام كما صرح عمـيدهم من قبل ( فلا خبر جاء ولا وحي نزل ..) فكانت ملاحقتهم لأعـمدة بيت الوحي من باب المنافسة السياسية على الأغـلب فهم لا يناصبون الإمـام العداء على إنه إمام بل إنهـم يحسـبونه إنـسان من الناس غـير إن لـديه مطمعا في الحكم . وهنا لا نريد الجزم ، ولكن جهل بني أمية لربما بدا أهون على قضية الإمام من علم بني العباس الذين كانوا أشد يقينا بما ستؤول إليه الأمور ، وبالتالي فقد استعانوا للسداد في سعيهم بالشياطين والمـردة الذين سولوا لهم ودفعوهم لمنع وقوع ما هم أعلم بحتمية وقوعه يوما وإلا فما معنى أن تشيع بين الناس أن لا شمس في الغد وأنت بلا ريب تنتظر إشراقتها لا محالة .
    ومع ذلك ، فـقد كان لمـذهـب العباسييـن نـقاط ضعـف كبيـرة لم تفت آل بيت الهدى إذ ساعـد إعلامهم ( وإلى حد ما ) على اختـفاء عقيدة المعاندين بالعون الرباني الذي يسـدد خطى الإمام فـكان لإظهار بعـض الكرامات ( وبلا شـك ) مظهـرا مـؤثرا في الأتباع الأقـل شأنا في حكوماتهم .. ففي إحدى الروايات ( يبعث الخليفة العباسي بفرقة من الشرطة برئاسة أحد أتباعه المخلصين لمداهمة بيت الإمام والقبض عليه ، فيدخل هؤلاء البيت وقبل أن يتفرقوا بحثا عنه فإذا بشاب عليه سيماء الصلاح يخرج من بينهم على مرأىً من الجميع دون أدنى حذر متوجها للخروج من الدار بينما يقوم رئيسهم بإعطاء التوجيهات لتفتيش أركان البيت بدقة متناهية وكأنه لم يأبه لهذا الذي مر أمامه وهو يهم بالخروج حتى إذا أتم توجيهاته سأله أحد أفراد شرطته عن ذاك الذي مر اللحظة من بينهم فتساءل الرئيس متى كان ذلك .. إذ أنه لم ير أحدا ولو أنه رآه لأمرهم بالقبض عليه فورا ... )
    أن خروج الإمام ( عج) المطلوب من قبل الشرطة( كما جاء في الـرواية ) على مـرأىً من صاحب الشـرطة وجنـوده أثـناء مداهمتهم لبيته مما منعهـم عن الإشارة إليه ظنا منهـم أنه كان يراه ثم يتبـين لهم بعـد ذلك أنه حجب عن رئيـسهـم مع مشاهـدتهم إياه ، فإن هؤلاء ( ولا ريب ) سيعيدون النظر في عقيدتهم .. ومثـل هـذه الروايات أوجـدت عند أتباع بني أمية – آخر الزمان – دافـعا لإعادة النظر من جانبهم في هذه المعتقدات ، فـفي ظاهر الأمر يشـيع أعـداء أهل البيـت من النـواصب والـوهـابية أن هـذه الأخـبار هي من خـرافات الرافضة .. لإبطال فـكرة كـون المنـقـذ ينـتمي لهذا البيت بالذات .. ولكـنهم مع التضافـر والتواتر تفوقوا على أسلافهم الناكرين للدين(من أمثال يزيد اللعين ) فتيـقـنوا من ضرورة صحة الفكـرة بعد دراستهـم لتاريخ بني العباس والحركات المنتحـلة لشخصية الإمام ، ومع امتناع إمكانية هدايتهـم .. استأنـفوا حالة التصدي للفـكرة المهدوية ولكن ليـس من خلال إنكارها فقط هـذه المـرة ( وقد استيقنتها أنفسهم ) بل بتحيـيدها عن صاحبها الشرعي ( لدى من اعترف بها منهم ) بكل ما يتاح لهم ولو استوجب مخالفة الموروث .
    وهكذا تميز الإعلام الأموي الجديد بالنصب والعـداء الأشد خطرا من كل الفرق البائدة من خلال استفادته من تجاربهم والخروج بأساليب جديدة أشد تنكيلا وتأثيرا لاعترافهم وتأييدهم بل ودفاعهم عن فكرة ظهور المهدي ( عج ) في آخر الزمان ولكن .. لابد من وجود شروط كثيرة في وجه الروايات المنقولة في هذا الباب على أساس أن معـظم ما نقـل منها كان مما وضعه الوضاعـون من ( الرافضة ) مستدلين على ذلك بما وضعته أبواق بني العباس والممهدين للتمكين لهم في تلك العهود وإطلاق هذا الاستدلال على من شاءوا بلا تردد.
    أما مهديهم الذي يهيئون له بكل ما أوتوا من الجهد، فهو بلا أدنى شك ( السفياني الملعون) على لسان نبي الرحمة صلوات الله عليه وعلى آله وسلم تسليما وأئمة الهدى عليهم السلام ومن قبلهم رب العزة تبارك وتعالى .
    ففي حين كنت أمني النفس بهداية أحدهم ( ممن يتخذ الصوفية منهجا...) وبعد ما رأيت منه اهتماما بالتقارب على أساس الإيمان بالقـضية المهدوية لما لها من المكانة الرفيعة لدى مفـكريهم وتفـردهم في ذلك عن النواصب واشـتراكهم مع أتباع أهـل البيت ( عليهم السلام ) بهذا الأمر على الخصوص ، فوجئت بإخباره لي (على سبيل اعتزازه بصحبتي والثقة المطلقة التي يتحفني بها ....) أنهم يتوقعون قريبا ظهور الإمام ودخوله إلى العراق مع أنصاره من المتصوفة قادما من سوريا ...!!!
    فيا لله .. من هو ذلك المهدي الذي سيخرج من سوريا.. ؟؟ ومتى اتخذ آل البيت موطنا لهم في هذه البلاد ؟؟..بل متى آوت تلك الأرض أيا منهم منذ فجر الإسلام ؟.. الوادي اليابس .. درعا ،حرستا ،بل ليس إلا السفياني الملعـون ، ذلك هو مهديهم الذي ينتظرون ، ورغم يقينهم أنهم بذلك سيكونـون من أهل النار ، فإنهم لن يرتـدعوا . لماذا ؟ لأنهم يرددون ذات النداء الذي يعلو شفتي سفيانيهم ( إلهي، ثأري والنار )
    ومما يؤكد هذا الظن ، ما يذهب إليه هؤلاء في محطاتهم الفضائية ودعوتهم العلنية إلى ضرورة امتـلاك زمام الأمـور في جـميع المناطق المذكورة آنفا بعد إزالة سيطرة النظام السوري عنها لبدء زحـفهم إلى الكوفة لتطهـيرها من الروافـض باعـتـبارها المعقل الرئيسي لأتـباع آل البيت عليهم السلام ، وهذا إن دل على شيء فـليس إلا إحاطـتهم بتـفاصيل أحداث آخر الزمان مع احتفاظهم بالأسماء قيد الكتمان حتى لا يطلع المغـفلون من سائر أتباعهم على حقيقة سيرهم خلف السفياني وذلك بالتعتيم عليه تماما ، ولدى إدراجنا لنتائج البحث الذي اجتهد في إخراجه الدكتـور(على ما يدعي)عبد العـليم البستوي (مع جرأته على العـليم تبارك في علاه)ذكـرنا فـقرة تشير إلى أن الإمام المهدي سوف (يحارب الجيش الذي يخسف به في البيداء - برأي ابن حبان) دون أدنى إشارة إلى أن قائد ذلك الجيش هو السفياني ( لع ).
    ولا بد من الإشارة هنا إلى أن التوجه العام للسلفية في مثل هذه الأبحاث تسليط الضوء بالكامل(مع أنه لا يتجاوز كونه شعاعا أرمد) على الإمام نفسه مع التجاهل التام والمطبق لشخصية وزيره – القحطاني – رغم ورودها في مصادرهم كما جاء في تعليق هذا الباحث على حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تسليما (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ) وبعد استرساله في البيان أن للحديث صلة وثيقة بالإمام المهدي رغم عدم ذكره صراحة فيه استنادا لرأي علماء الحديث ومن خلال تفاسيرهم ، جاء في الصفحتين ( 333- 334 ) ما نصه : ( وهناك قول غريب في تفسير هذا الحديث قاله ابن المنادي في الجزء الذي جمعه في المهدي وقد أورد كلامه ابن الجوزي في كشف المشكل وعنه ابن حجر في الفتح. قال ابن المنادي :يحتمل في معنى حديث "يكون اثنا عشر خليفة " أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان. فقد وجدت في كتاب دانيال" إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك اثنا عشر ملكا.قال ابن المنادي:في رواية أبي صالح عن ابن عباس" المهدي اسمه محمد بن عبد الله وهو رجل ربعه مشرب بحمرة يفرج الله به عن هذه الأمة كل كرب ويصرف بعدله كل جور ثم يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلا ستة من ولد الحسن وخمسة من ولد الحسين وآخر من غيرهم ثم يموت فيفسد الزمان ". وعن كعب الأحبار:يكون اثنا عشر مهديا ثم ينزل روح الله فيقتل الدجال. وقد علق ابن حجر على هذا بقوله :والوجه الذي ذكره ابن المنادي ليس بواضح ويعكر عليه ما ذكره الطبراني من طريق قيس ابن جابر الصدفي عن أبيه عن جده رفعه : سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملأت جورا. ثم يؤمر القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه . هذا يرد على ما نقله ابن المنادي عن كتاب دانيال وأما ما ذكره عن أبي صالح فواه جدا وكذا عن كعب. انتهي ما قاله ابن حجر) وهنا نلاحظ استناد المحقق ( ابن حجر ) على الرواية الأخيرة في تضعيف ما قبلها واستحسان المؤلف لها بعدم التعليق عليها سلبا ورغم ذلك فإنه لم يذكر الحديث ولم يعتمد عليه في أي حال. فما السبب وراء ذلك سوى تعمد إغفال الروايات التي تنفع الباحثين عن إمامهم.. ولا تزال للحديث بقية

    والسلام عليك يا بقية الله

    ابا جعفر الحسيني
    رب إني مغلوب فانتصر
يعمل...
X