إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجواب المبتكر على من زعم ان ابن لادن هو المهدي المنتظر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجواب المبتكر على من زعم ان ابن لادن هو المهدي المنتظر

    الجواب المبتكر في الرد على من زعم ان ابن لادن هو المهدي المنتظر
    :
    تظهر بين الحين والأخر في المجتمعات العربية والإسلامية بعض الحركات الغريبة التي تحاول الالتفاف حول قضايا إسلامية حساسة لجذب مشاعر المسلمين إليها او استغلالها, ومن بينها ادعاء المهدوية.
    ورصدنا من منتديات (سبيل السلفية) حيث نشرت مقالا تحت عنوان (الجواب المبتكر في الردّ على من زعم أن ابن لادن هو المهدي المنتظر).
    ويبدو ان موجة إدعاء المهدوية وصلت إلى ابن لادن حيث جاء في المقال: قد أوقفني بعض طلاب العلم على قول يروجه بعضهم بين العوام، وهو أنّ المدعو (أسامة بن لادن) هو المهدي المنتظر عليه السلام، ويستدل على قوله بأنه يصدق عليه الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر عليه السلام؛ من ذلك أنه من جهة المشرق وأسامة في أفغانستان وهي جهة المشرق وغيرها من الأمور التي أوردها صاحب المقال في مقاله أمثال أن المهدي عليه السلام معه الرايات السود وأتباع أسامة يلبسون العمائم السود ، وأن نسبه يتصل بآل البيت عليهم السلام كما زعموا.
    وأضاف صاحب المقال: وكنت سمعت من قبل (في عام 1424هـ) قولاً لمدير مدرسة دينية في مكة المكرمة،إذ كان يقول لبعض الطلاب عن ابن لادن: أنه أمير المؤمنين ولا يغيب عنا ما كان من بعض المعبرين لما فسر عبر وسائل الأعلام رؤية بعضهم (أن القمر يرضع من الشمس), فسره بأن المهدي سيظهر. ولعل هذه كانت هي الشفرة عندهم, يشيرون بها إلى أن ابن لادن هو المهدي المنتظر!!
    وقال صاحب المقال: وما أجمل ما قال ابن قيم الجوزية بعد ذكره لادعاء أصحاب الأهواء والبدع مهدياً مزعوماً:فكل هذه الفرق تدعي في مهديها أنه الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وأخبر بخروجه.
    ولا شك أن قولهم هذا قول منكر شاذ قبيح، مخالفٌ لما عليه أهل العلم والإيمان، من وجوه كثيرة، وما ذكره هذا القائل من استدلالات إنما هي شبه باطلة، وحجج داحضة، ويكفي في ردها حكايتها عند أولي الألباب السليمة، والمناهج القويمة، ولكن لما لَبَّسَ أهل الشبهات: - أهل البدع والأهواء الحق بالباطل، وانطلت حجتهم على بعض ضعاف العقول،قليلي العلم،كان لزاماً على من وقف على بطلانه أن يرده بحجة وعلم...
    واستمر صاحب المقال في كلامه إلى ان وصل إلى منهجه في الرد على هذا الإدعاء موضحا ذلك بقوله: فكتبت هذه الرسالة المختصرة والتي أسميتها الجواب المبتكر في الرد على من زعم أن ابن لادن هو المهدي المنتظر.
    خطة الرسالة:
    وقد جعلت الرسالة في مقدمة وثلاثة مقاصد وخاتمة.
    المقصد الأول: من علامات المهدي المنتظر عليه السلام في السنة النبوية صلى الله عليه وآله وسلم.
    المقصد الثاني : إبطال الشبهة وتفنيدها.
    المقصد الثالث : سبب ترويج هذا القول، وهل يشرع السعي لإقامة الخلافة.
    الخاتمة: خلاصة الرسالة.
    وواصل في بيان مقاصده قائلا:
    المقصد الأول: من علامات المهدي المنتظر عليه السلام في السنة النبوية.
    المهدي في اللغة : اسم مفعول من هدى . والهدى هو الرشاد، وضده الضلال.
    والمهدي : الذي قد هداه الله إلى الحق.
    قال ابن الأثير :قد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة، وبه سمي المهدي عليه السلام الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يجيء آخر الزمان.
    وقد اشتهر هذا الاصطلاح عند المتأخرين فأصبحت هذه الكلمة يراد منها عند إطلاقها المهدي عليه السلام الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه يخرج آخر الزمان، ويقال له المهدي المنتظر عليه السلام زيادة في التوضيح والتمييز. وقد نص جماعة من أهل العلم على تواتر أحاديث المهدي عليه السلام وليس مقصودي في هذا المقصد استيعاب جميع ما ورد في السنة النبوية في شأن المهدي المنتظر عليه السلام، ولكنها إلمامة سريعة في شأنه وحال زمانه، وقد جعلتها في عدة عناصر. كي نتصور الموضوع باختصار:
    المهدي المنتظر عليه السلام من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    أخرج أبو داود وابن ماجه في السنن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ.
    اسم المهدي المنتظر عليه السلام محمد بن عبد الله الحسني العلوي.
    أخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي وأبو داود في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي.
    ويستمر في كلامه عن صفات المهدي المنتظر التي لا نختلف معه فيها كثيرا إلا ما وضعنا تحته خط وسيأتي الرد عليها حتى يصل إلى مقصده الآخر في الرد وهو:
    المقصد الثاني :هذه الشبهة باطلة من وجهين: أحدهما : مجمل، والآخر : مفصل أما المجمل : فمن وجهين
    الوجه الأول: هو أن الصفات الواردة في الأحاديث الثابتة في المهدي المنتظر عليه السلام لا تنطبق على المدعو ابن لادن.
    والوجه الثاني : أن ابن لادن توجد فيه أمور مخالفة لما في الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    قال المتقي الهندي راداً على من زعم أن رجلاً كان في عصره أنه هو المهدي المنتظر: لقد كثرت طائفة في بلاد الهند يعتقدون ان شخصاً شريفاً ولد في الهند هو المهدي الموعود به في آخر الزمان ، وصفاته تخالف ما ورد في شأن المهدي عليه السلام من الأحاديث النبوية وآثار الصحابة والتابعين الموعود به.
    وأما الجواب المفصل فمن وجوه كثيرة منها:
    الوجه الأول: أن النبي عليه صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن اسم المهدي (محمد بن عبد الله) موافقاً لاسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسم أبيه كما أخرج أبو داود والترمذي في السنن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا. وابن لادن اسمه: أسامة بن محمد بن عوض بن لادن فافترقا.
    قال ابن تيمية في رده على الشيعة :إن لفظ الحديث حجة عليكم فإن لفظه يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ! فالمهدي عليه السلام الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسمه محمد بن عبد الله لا محمد بن الحسن.
    ويستمر الكاتب في رده على الشيعة في اسم المهدي المنتظر عليه السلام ونسبه وهذا ما سيأتي الرد عليه ان شاء الله. إلى ان يصل إلى الوجه الثاني من رده على الشبهة قائلا:
    الوجه الثاني: أن المهدي من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال: الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ....وبيت ابن لادن ليسوا من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فدعوى أن نسب ابن لادن يعود إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحتاج إلى دليل، فقد أنكر جماعة من النسابة أن يرجع نسب ابن لادن لآل النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنهم قحطانيون لا عدنانيون.
    الوجه الثالث: أن المهدي المنتظر عليه السلام يخرج في زمن الظلم والجور فيملأها قسطاً وعدلاً كما أخرج أحمد في المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا. ونحن في المملكة العربية السعودية - بحمد الله - في زمن توحيد وسنة وزمن خير وعدل.
    الوجه الرابع في رده على ادعاء ابن لادن للمهدوية قائلا: أن المهدي عليه السلام رجل من آل بيت النبي عليهم السلام متبع لسنة جده، والمهدي عليه السلام: صفة رجل قد هداه الله إلى الحق وهدى به إلى الحق يخرج في آخر الزمان. هذا بخلاف أسامة بن لادن المتبع لسنة وطريقة الخوارج والتكفيريين وأهل البدع والضلال ؛ فابن لادن يكفر هذه الدولة السعودية، ويريد الخروج على حكامها بما يسميه - كذباً وزوراً عملية تطهير الحرمين.....
    الوجه الخامس. أن العلماء الربانيين قد اتفقت كلمتهم على خطأ ابن لادن في حاله وأموره وطلبوا منه الإقلاع عما هو عليه من الباطل والخروج على ولاة الأمر وعلى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف. فمنهم الشيخ عبد العزيز ابن باز الذي قال: (إن أسامة بن لادن: من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدة، وخرج عن طاعة ولي الأمر).
    وقال أيضاً: (نصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدعوا هذا الطريق الوخيم وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم).
    ومنهم العلامة مقبل الوادعي فقد تبرأ من ابن لادن حيث قال : (أبرأ إلى الله من ابن لادن؛ فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعمــاله شر)
    الوجه السادس:
    أن هناك علامات وأشراطاً قبل خروج المهدي عليه السلام، لم تظهر إلى الآن.
    قال السيوطي: (ولا ظهر المهدي عليه السلام الذي ظهوره قبل الدجال بسبع سنين ولا وقعت الأشراط التي قبل ظهور المهدي عليه السلام).
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

  • #2
    يتبع

    ويستمر صاحب المقال في سرد وجوه الرد على كون ابن لادن مدع كذاب إلى اثني عشر وجها يقارن فيها بين ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المهدي المنتظر عليه السلام وبين بن لادن وما هو عليه. وصولا إلى خاتمة المقال وهي:
    - تواتر الأحاديث النبوية الواردة في المهدي المنتظر عليه السلام.
    - أن المهدي المنتظر عليه السلام له صفات لا بد أن تنطبق عليه، وأن تحديده بزمان معين أو برجل معين خلاف السنة إلا إن اجتمعت فيه جميع الصفات الواردة في الأحاديث، وأن مرجع ذلك لأهل الحل والعقد من أهل العلم لا لعامة الناس وأهل الأهواء والبدع.
    - إن ابن لادن ضال خارجي لا تصدق عليه الصفات الواردة في المهدي المنتظر عليه السلام.
    - أن أهل الأهواء أهل كذب وافتراء وغش، يثيرون الشبه؛ ليضلوا الناس عن الحق.
    - عدم جواز الاعتماد على الرؤى والمنامات، وإنما الاعتصام يكون بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
    - إن الفتن والشبهات إنما يتصدى لها علماء الحق والسنة ليردوها على أصحابها، وأن النجاة تكون بإتباع أهل الحق، وأن الهلاك يكون بإتباع أهل الباطل والزيغ.
    وإني في ختام هذه الرسالة أنصح كل مسلم ومسلمة أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم، وأن لا يتكلموا في دين الله بلا علم ولا يغتروا بفلان من الناس وبثناء الناس عليهم، فإن العبرة بموافقة الكتاب والسنة وعامة الناس من حيث أنهم ليسوا ميزاناً توزن بها الحقائق.
    انتهى المقال او الرسالة التي كتبت في منتديات السبيل السلفية ولنا معها وقفات وإشكالات هي:
    1. ذكر ان اسم المهدي المنتظر عليه السلام محمد بن عبد الله استنادا على الحديث الذي ذكره في مقاله.
    وردنا عليه هو:
    أن الحديث الذي ورد فيه قول: (واسم أبيه اسم أبي) كل طرقه تنتهي إلى عاصم بن أبي النجود صاحب القراءة المشهورة، وهو معروف عندهم بسوء حفظه. وإليك ما قالوه فيه:
    وقال يحيي القطان: (ما وجدتُ رجلاً اسمه عاصم إلا وجدته رديء الحفظ).
    وقال النسائي: (ليس بحافظ).
    وقال الدار قطني: (في حفظ عاصم شيء).
    وقال ابن خراش: (في حديثه نكرة).
    وقال شعبة: (حدَّثَنا عاصم بن أبي النجود وفي النفس ما فيها). وقال أبو حاتم: (ليس محله أن يقال ثقة) (راجع هذه الأقوال في ميزان الاعتدال 4/13-14).
    وقال يعقوب بن سفيان: (في حديثه اضطراب).
    قلت: إذا كان حال الرجل هكذا فكيف يصح التعويل على روايته في مسألة مهمة مع وضوح الأدلة الأخرى الدالة على أن المهدي المنتظر عليه السلام هو الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ؟.
    * أن الرواية عن عاصم قد اختلفت من هذه الناحية، فمنهم من رواها عنه من دون ذكر: (واسم أبيه اسم أبي)، ومنهم من رواها عنه مشتملة على ذلك. فقد أخرج الترمذي بسنده عن سفيان بن عيينة عن عاصم عن زراره عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي.
    وأخرج أيضاً بسنده عن سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة عن زراره عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي) سنن الترمذي 4/505. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح). والذين رووا هذا الحديث عن عاصم خالياً من قوله: (واسم أبيه اسم أبي) كثيرون، منهم.
    1. محمد بن إبراهيم أبو شهاب: في صحيح ابن حبان 13/284، وموارد الظمآن 2/839.
    2. عثمان بن شبرمة: في صحيح ابن حبان 15/238، وموارد الظمآن 2/839.
    3.حميد بن أبي غنية: في المعجم الأوسط للطبراني 5/135.
    وبعض الرواة الذين رووا هذا الحديث مشتملاً على هذه الزيادة، قد رووه أيضاً خالياً منها، ومن هؤلاء:- عمر بن عبيد: روى الحديث بالزيادة في سنن أبي داود 4/106، ورواه بدونها كما تقدم.
    2.أبو بكر بن عياش: رواه بالزيادة في سنن أبي داود 4/106، ورواه بدونها كما مرَّ.
    3. سفيان: رواه بالزيادة في سنن أبي داود 4/106، وصحيح ابن حبان 15/236.
    4. عمرو بن أبي قيس: رواه بالزيادة كما في المعجم الكبير للطبراني 10/135، وبدونها.
    فإذا كان حال الرواية في الاضطراب هكذا فكيف يصح التعويل عليها في إثبات اسم والد الإمام المهدي المنتظر عليه السلام ؟
    أن هذه الرواية قد رُوِيتْ بأسانيد غير مشتملة على عاصم بن أبي النجود خالية من قوله: (واسم أبيه اسم أبي).
    فقد أخرج البزار في مسنده بسنده عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لتملأن الأرض جوراً وظلماً، فإذا مُلئتْ جوراً وظلماً بعث الله رجلاً مني، اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما مُلئتْ جوراً وظلماً)... (مسند البزار 8/25).
    وأخرج الهيثمي في زوائده بسنده عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لتملأن الأرض جوراً وظلماً، فإذا مُلئتْ جوراً وظلماً بعث الله عزَّ وجل رجلاً مني، اسمه اسمي أو اسم نبي، يملؤها قسطاً وعدلاً كما مُلئتْ جوراً... (مسند الحارث (زوائد الهيثمي) 8/258. إتحاف الخيرة المهرة 10/281). ولو سلَّمنا بصحة هذه الرواية فإنه يمكن حملها على أن المراد بالاسم فيها هو الكنية، فربما أُطلق الاسم وأُريد به الكنية. فقد أخرج البخاري في صحيحة بسنده عن سهل بن سعد قال: (ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإنْ كان ليفرح به إذا دُعي بها) (صحيح البخاري 4/1976).
    وفي صحيح مسلم قال سهل: ما كان لعلي اسم أحبَّ إليه من أبي التراب، وإنْ كان ليفرح إذا دُعي بها، فقال له: أخبرنا عن قصته لم سُمِّي أبا تراب ؟ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيت فاطمةp فلم يجد عليًّا عليه السلام في البيت... إلى أن قال: فجاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقِّه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسحه عنه ويقول: قم أبا التراب، قم أبا التراب(صحيح مسلم 4/1874).
    ومن الواضح أن (أبا تراب) كنية، لأن الكنية هي كل ما صُدِّر بأب أو أم،ولهذا قال ابن حجر في فتح الباري: قوله: (باب القائلة في المسجد) ذكر فيه حديث علي عليه السلام في سبب تكنيته أبا تراب(فتح الباري 11/58.) وعليه فيكون المراد بالحديث هو أن كنية والد المهدي عليه السلام ككنية والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكلاهما أبو محمد.
    ومن الواضح أن قوله: ( يواطئ اسمُه اسمي واسمُ أبيه اسمَ أبي )، عبارة طويلة غير صريحة في بيان الاسم، ومن السهل إيجازها بما هو أبلغ منها وأصْرَح، كقوله: (اسمه محمد بن عبد الله، أو محمد بن الحسن)، إلا أنه لما كان غرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تعلَّق بإبهام الاسم الصريح للإمام المهدي عليه السلام، خوفاً عليه من سلاطين الجور وأئمة الضلال، عبَّر بما يحتمل أكثر من معنى، لتذهب العقول حيث شاءت، لئلا تتيسَّر معرفته ويسهل تمييزه للطالبين لقتله عليه السلام والساعين في الإمساك به.
    2. من الإشكالات التي لنا على صاحب المقال هو عدم جواز الخروج على الحاكم بصورة مطلقة دون أن يقيد بجواز ذلك اذا كان الحاكم جائرا, وهذه مسألة في غاية الأهمية يجب الالتفات لها, لان عدم وضع اليد عليها فيه شرعنة للحكومات الجائرة وهذا مما لا يقبل بأية حال.
    قال القرطبي في جامع أحكامه (الجمهور يرى أنّ الإمام يخلع بالفسق الظاهر المعلوم ؛ لأنه قد ثبت أنّ الإمام إنّما يقام لإمامة الحدود، واستيفاء الحقوق، وحفظ أموال اليتامى والمجانين والنظر في أمورهم إلى غير ذلك، وما فيه من الفسق يقعده عن القيام بهذه الأمور).
    هذا ما في كتبهم أما كتبنا فهي حافلة
    بذكر الأدلة الموجبة على الخروج ضد الحاكم الجائر وعدم الركون إلى الظالمين سواء أكانت أدلة عقلية أم نقلية.
    3. مما نشكله على صاحب المقال أيضاً قوله: بأنه لا يصح تعيين شخص المهدي عليه السلام وزمان ظهوره، فأما زمان ظهوره فنحن نتفق معه على ذلك, لأنه ورد النهي عندنا عن التوقيت وجاء في الحديث (كذب الوقاتون ولو صدقوا) وأما تعيين شخصه فنحن عندنا ان الإمام معروف باسمه وان كان شخصه غائباً إلا ان عنوانه حاضر وهذه نقطة الخلاف بيننا فهم يرون أن المهدي عليه السلام لم يولد بعد ولم يغب بينما نحن على خلاف ذلك معهم. ويمكن الرجوع الى الكتب التي تناولت أمر ولادة المهدي المنتظر عليه السلام وغيبته للوقوف على هذه الشبهة وكيفية الرد عليها.
    ويمكنكم مراجعة كتاب (الإمامة الإلهية) للشيخ محمد السند موضوع (حرمة طاعة حكام الجور) في الجزء الثاني صفحة 225.
    4. أشار في مقاله إلى ان المهدي عليه السلام رجل هداه الله إلى الحق وأهدى به إلى الحق والجدير بالذكر هو أنهم يعتبرون المهدي المنتظر عليه السلام رجلاً عادياً لا يتميز عن الآخرين بحيث انه يحتاج إلى من يصلحه (وهو غير معصوم، فقد يقع
    منه الخطأ، ويحتاج إلى إصلاحٍ مثل غيره من الناس) وهذه العبارة مقتبسة من مشاركة أحد أبناء العامة في أحد المنتديات في موضوع (شبهة المهدي عليه السلام يولد في آخر الزمان) في واحة الشبهات والردود بحيث أشكلنا عليه بقولنا: ( إن كان كذلك فما أفضليته علينا ولماذا يصلحنا وهو بحاجة إلى ان يصلح نفسه فكما تعلم ان فاقد الشيء لا يعطيه ولماذا هو دون غيره يقوم بعملية الإصلاح ان كان كبقية البشر يخطئ ويصيب ومحتاج إلى من يرشده إلى الطريق الصحيح ويصلحه؟؟).
    ومن هذا يتبين بأنهم لا يقولون بعصمة المهدي المنتظر عليه السلام, وهذا أيضا مردود وغير مقبول.


    اللهم عجل لوليك الفرج
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

    تعليق

    يعمل...
    X