إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من كلام للصادق (ع) في خلق الأكوان والأجناس وضمنه خطبة لأمير المؤمنين (ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من كلام للصادق (ع) في خلق الأكوان والأجناس وضمنه خطبة لأمير المؤمنين (ع)



    بسم الله ؛ والحمد لله ؛ وصلى الله على محمد وآله ؛ وبعد :
    جاء في الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي أنه مما قاله الإمام الصادق (عليه السلام ) للمفضل بن عمر جواباً لسؤاله قال : نعم في خطبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوم ضرب سلمان بالمدينة وخروجه إلى الجبانة وخروج أمير المؤمنين إليه للتسليم عليه ؛ وقوله : إسال يا سلمان سبيلك لا تجهل ؛اسألني يا سلمان أنبئك البيان [و]أوضحك البرهان .
    فقال سلمان : يا أمير المؤمنين ؛ أودعني الحياة وأهلي الخطوة إن للرشاد إذا بلغ نزح بغزيته ؛ وهذا اليوم مواضي ختم المقادير .
    ثم تنفس أمير المؤمنين صعدا وقال : الحمد لله مدهر الدهور ، وقاضي الأمور ، ومالك يوم النشور . الذي كنا بكينونيته قبل الحلول في التمكين ؛ وقبل مواقع صفات التمكين في التكوين كائنين غير مكونين ؛ ناسبين غير متناسبين ،أزليين لا موجودين ولا محدودين ، منه بدؤنا واليه نعود ؛ لأن الدهر فينا قسمت حدوده ، ولنا أخذت عهوده ، وإلينا ترد شهوده ؛ فإذا استدارت ألوف الأدوار ، وتطاول الليل والنهار ، وقامت العلامة الوفرة ، والسامة والقامة ؛ الأسمر الأضخم ، والعالم غير معلم ، والخبير أيضا يعلم ، قد ساقتهم الفسقات ، واستوغلت بهم الحيرات ، ولبتهم الضلالات ، وتشتتت بهم الطرقات ؛ فلا يجير مناص إلا إلى حرم الله ؛ سيؤخذ لنا بالقصاص من عرف غيبتنا ، ثم شهدنا نحن القدرة ونحن الجانب ونحن العروة الوثقى محمد العرش عرش الله على الخلائق ، ونحن الكرسي وأصول العلم ألا لعن الله السالف والتالف ، وفسقة الجزيرة ومن آواها ينبوعا .
    أنا باب المقام ، وحجة الخصام ، ودابة الأرض ، وفصل القضا ، وصاحب العصا ، وسدرة المنتهى ، وسفينة النجاة ؛ من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها ضل وهوى .
    ألم يقيم الدعائم في تخوم أقطار الأكناف ولا من أغمد فساطيط أصحاب الأعلى كواهل أنوارنا . نحن العمل ومحبتنا الثواب ، وولايتنا فصل الخطاب ، ونحن حجبة الحجاب ؛ فإذا استدار الفلك ؛ قلتم بأي واد سلك . قلتم : مات أو هلك أو في أي واد سلك فنادى إلى الله تتخذ الروم النجاة ومنجدة ؛ لأن المطيع هو السامع ، والسامع العامل ، والعامل هو العالم ، والعالم هو الساتر ، والساتر هو الكاتم ، والمولى هو الحاسد ؛ فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
    من طرفي الحبل المتين إلى قرار ذات المعين إلى سبطة التمكين إلى وراء بيضاء الصين إلى مصارع مطارح قبور الطالقانيين إلى قرن ياسر وأصحاب سنين الأعلين العالمين الأعظمين إلى كتمة أسرار طواسين ، إلى البيداء الغبرة التي حدها الثرى ؛ التي قواعدها جوانبها إلى ثرى الأرض السابعة السفلى ؛ كذا الخالق لما يشاء سبحانه وتعالى عما يشركون .
    قال المفضل : إن هذا الكلام عظيم يا سيدي تحار فيه العقول فثبتني ثبتك الله وعرفني ما معنى قول أمير المؤمنين : " الذي كنا بكينونيته في التمكين " ؟ قال الصادق : نعم ، يا مفضل ؛ الذي كنا بكينونيته في القدم والأزل هو المكون ونحن المكان ، وهو المنشئ ونحن الشئ ، وهو الخالق ونحن المخلوقون ؛ وهو الرب ونحن المربوبون ، وهو المعنى ونحن أسماؤه المعاني ؛ وهو المحتجب ونحن حجبه قبل الحلول في التمكين ممكنين لا نحول ولا نزول وقبل مواضع صفات تمكين التكوين قبل أن نوصف بالبشرية والصور والأجسام والأشخاص ممكن مكون كائنين لا مكونين ، كائنين عنده أنوارا لا مكونين أجسام وصور ناسلين لا متناسلين ؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف إلى آدم والحسن والحسين من أمير المؤمنين وفاطمة من محمد ، وعلي من الحسين ومحمد من علي وجعفر من محمد وموسى من جعفر وعلي من موسى ومحمد من علي وعلي من محمد والحسن من علي ومحمد من الحسن بهذا النسب لا متناسلين ذوات أجسام ولا صور ولامثال الا أنوار نسمع الله ربنا ونطيع يسبح نفسه فنسبحه ويهللها فنهلله ويكبرها فنكبره ويقدسها فنقدسه ويمجدها فنمجده في ستة أكوان منها ما شاء من المدة .
    وقوله " أزليين لا موجودين " وكنا أزليين قبل الخلق لا موجودين أجسام ولا صور .
    قال المفضل : يا سيدي ومتى هذه الأكوان ؟ قال : يا مفضل ؛أما الكون الأول نوراني لا غير ونحن فيه ، والكون الثاني جوهري لا غير ونحن فيه ، والكون الثالث هوائي لا غير ونحن فيه ، والكون الرابع مائي لا غير ونحن فيه ، والكون الخامس ناري لا غير ونحن فيه ، والكون السادس ترابي لا غير فأظلة ودور ثم سماء مبنية وأرض مدحية فيها الجان الذي خلقه الله من مارج من نار إلى أن خلق الله آدم من التراب .
    قال المفضل يا سيدي : فهل كان في هذه الأكوان خلقا منها في كل كون قال نعم ، يا مفضل .
    قال المفضل : يا سيدي فهل نجد الخلق الذي كان فيها ونعرفهم ؟ قال : نعم ما من كون إلا وفيه نوري وجوهري وهوائي ومائي وناري وترابي . يا مفضل ، تحب أن أقرب عليك وأريك أن فيك من هذه الستة أكوان ؟
    اعلم أنه خلقك وخلق هذه البشر وكل ذي حركة من لحم ودم .
    قال : يا سيدي أين ذلك ؟
    قال : يا مفضل ؛ الذي من الكون النوراني نورا في ناظريك وناظرك بمقدار حبة عدس ثم ترى بها ما دركاه من السماء والهوام والأرض ومن عليها ، وفيك من الكون الجوهري يحسن ويعقل وينظر وهو ملك الجسد ، وفيك من الكون الهوائي الهواء الذي منه نفسك وحركاتك وأنفاسك المترددة في جسدك ، وفيك من الكون المائي رطوبة ريقك ودموع عينيك وما يخرج من انفك والسبيلين اللذين هما منك ، وفيك من الكون الناري النار التي في تراكيب جسدك وهو المنضج المنفذ مأكلك ومشاربك وما يرد إلى معدتك ؛ وهو الذي إذا حكت بعض ببعض كدت أن تقدح نارا وبتلك الحرارة تمت حركاتك ولولا الحرارة لكنت جمادا ، وفيك من الكون الترابي عظمك ولحمك ودمك وجلدك وعروقك ومفاصلك وعصبك وتمام كميته جسمك .
    قال المفضل : يا مولاي إني لا حسب أن شيعتك لو غلت كل الغلو فيكم تهتدي إلى وصف يسير مما فضلكم الله به من هذا العلم الجليل .
    قال الصادق ( عليه السلام ) : ما لك يا مفضل ؛ لا تسال عن تفصيل الأكوان الستة ؟
    قلت : يا مولاي ؛ بهرني والله عظيم ما سمعته من السؤال .
    قال الصادق : نحن كنا في الكون النوراني لا غير ، وفي الجوهري لا غير ، وفي الهوائي خلق وهم جيل من الملائكة أما سمعت قول جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " لا يوقعن أحدكم بوله من عالي جبل ، ولا من سطح بيت ، ولا من رأس رابية ، ولا في ماء ؛ فان للهواء سكانا ، وللماء سكانا .
    قال المفضل : نعم يا مولاي ؛ مما خلق أهل الماء ؟ قال : خلقهم بصور وأجسام نطقوا بثلاث وعشرين لغة ، وقامت فيهم النذر والرسل والأمر والنهي ، وصارت فيهم ولادات ونسل وكونهم الذي يقول " وكان عرشه على الماء " .
    قال المفضل نعم يا مولاي : فالجان ؟
    قال الصادق ( عليه السلام ) : لما خلق الله السماوات والأرض سكن خلق الماء في البحار والأنهار والينابيع ومناقع الماء حيث كانت من الأرض ، وأسكن الجان الذي خلقه من مارج من نار ؛ فقامت فيهم النذر والرسل ونطقوا بأربعة وعشرين لغة ، وأمر إبليس بالسجود لآدم والسجود هو الطاعة لا الصلاة فأبى واستكبر وقال لا اسجد لبشر " خلقتني من نار وخلقته من طين " فافتخر على آدم وعصى الله وقاس ويله النار بالنور ؛ وظن أن النار أفضل ولو علم أن النور الذي في آدم وهو الروح التي نفخها الله فيه كان أفضل من النار التي خلق منها إبليس لفسد قياسه .
    قال المفضل يا مولاي : أوليس يقال إن إبليس من الملائكة ؟ قال : بلى يا مفضل هو من الملائكة ، لا الروحانية ولا النورانية ، ولا سكان السماوات ، ومعنى ملائكة هو اسم واحد فيصرف فهو ملك ومالك ومملوك هذا كله اسم واحد وكان أملاك الأرض أما سمعت قول الله تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا إبليس كان من الجن ففسق عن امر ربه ) وقوله تعالى : ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) وقال : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) وقوله : ( قل أوحي إلي انه استمع نفرا من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا )
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2
    السلام على صادق الأئمة
    بارك الله بك اخي الكريم

    تعليق

    يعمل...
    X