أمريكـا شّكلت (درع الجزيرة) للقضاء على الإمـام المهدي (ع)
بين عقد الثمانينات وبداية عقد التسعينات من القرن الماضي قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الجماعات الاسلامية المتطرفة من أبناء الطائفة السنية في افغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتي السابق فقامت الولايات المتحدة بتمويل تنظيم القاعدة عن طريق المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي بـ "عملية الإعصار" وفي الوقت نفسه تزايدت أعداد العرب المجاهدين المنضمين للقاعدة الذين أطلق عليهم "الأفغان العرب" للجهاد ضد النظام الماركسي الأفغاني بمساعدة من المنظمات الإسلامية الدولية وخاصة مكتب خدمات المجاهدين العرب الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن.
أسس عبد الله عزام وابن لادن مكتب الخدمات عام 1984 في بيشاور (باكستان) وفي عام 1986 افتتح المكتب شبكة من مكاتب التجنيد في الولايات المتحدة! أبرزها كان مركز اللاجئين "كفاح" في مسجد الفاروق في شارع الأطلسي ببروكلين. ومن بين أبرز الشخصيات في مركز بروكلين "العميل المزدوج" علي محمد (الذي أطلق عليه جاك كلونان عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي اسم " المدرب الأول لابن لادن") و"الشيخ الضرير" عمر عبد الرحمن رائد عملية تجنيد المجاهدين في أفغانستان.
كان مكتب الخدمات يوفر دورًا لضيافة المجاهدين في بيشاور في باكستان قرب الحدود الأفغانية ومعسكرات شبه عسكرية للتدريب في أفغانستان لإعداد مجندين دوليين غير أفغان لجبهة الحرب الأفغانية وقد أقنع عزام ابن لادن بالانضمام إلى مكتب الخدمات الذي استخدم ماله الخاص وعلاقاته مع "العائلة المالكة في السعودية وأصحاب المليارات النفطية في الخليج" لبذل المزيد من الجهد لمساعدة الإرهابيين.
أما اليوم نجد أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الدول التي دعمت تنظيم القاعدة لأجل قتال الاتحاد السوفيتي السابق العدو اللدود للولايات المتحدة الأميركية ونحن عرف جيداً أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد الاتحاد السوفيتي السابق والمسلمين (المسلمين الحقيقيين لا من لاذ خلف عباءة امريكا واصبح تابعا ذليلا لها) هم الأعداء الحقيقيون لأمريكا والكيان الصهيوني وأنهم هم قوم يأجوج ومأجوج حسب معتقداتهم الدينية المنحرفة لذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بضرب عدوها بالاسلاميين المتشددين (تنظيم القاعدة) بتمويل من تلك الدول الخليجية التي تمتلك الذهب الأسود وهي خرجت المستفيدة من هذا كله....
قامت الولايات المتحدة بدعم (طالبان) أي طلبة العلوم الدينية السلفية المستقرين في باكستان والافغان العرب (القاعدة) اسامة بن لادن واتباعه حتى صرح بيل كلينتون أن طالبان ليست منظمة إرهابية!
وكانت هذه السياسة في وقت كانت شعبية الديمقراطيين هي الأكبر وهي من تستلم زمام الحكومة الأميركية.
فبعد فوز الحزب الجمهوري وتزعم بوش الابن الحكومة الأمريكية قي 20 كانون الثاني عام 2001 جاءت ضربة برج التجارة العالمية في نيوريوك 11 ايلول 2001 فبعدها شن بوش الابن على ما سماه بالحرب على الارهاب التي اعطى الذريعة بالتدخل في شؤون الدول واعطاء الحق بضربات استباقية تحت مسمى مكافحة الارهاب فكان بوش الابن يمقت الحركات الدينية المتشددة!!!
ولكن بعدما غزى بوش الابن العراق في عام 2003 وتبين أنه لا وجود لاسلحة دمار شامل في العراق وبسبب سياسيته في العراق وافغانستان اطيح به واعتلى من جديد الحزب الديمقراطي وانتخب باراك اوباما رئيسا لأمريكا وعاد الديمقراطيين من جديد إلى السلطة في 20 كانون الثاني 2009 وقد القى اوباما خطابا بثته وسائل الاعلام العالمية المختلفة مباشرة من منبر جامعة القاهرة في الرابع من حزيران عام 2009 وكان خطابه يداعب مشاعر المسلمين وأي مسلمين!!! أكيد المتطرفين الذين تدعمهم الدول الخليجية بالرغم من أنه انتقد تنظيم القاعدة وكذلك انتقد ايران ولكنه في الوقت نفسه وجه رسالة لحكام التطرف الديني في الدول الخليجية لطمأنتهم بأنه معهم لا عليهم لذا فإن أمريكا الحزب الديمقراطي وأوباما ستدعم المتطرفين في الدول الخليجية وهذا ما سنشاهده في الفترة المقبلة جلياً وبوادره بدأت بإرسال الدول الخليجية قواتها (درع الجزيرة) لقمع التظاهرات السلمية في البحرين وكذلك قمع حكومات الخليج التظاهرات في بلدانهم وكان تصريح الرئيس الامريكي بأن تواجد درع الجزيرة او القوات السعودية في البحرين ليس غزواً فهل يا ترى الأمريكيون يقبلون إذا خرج الشعب الأمريكي في تظاهرات عارمة تطلب التغيير أو الإطاحة بالحكومة الأمريكية يقبلون بأن تدخل جيوش من العراق أو من الدول التي وقعت اتفاقات دفاع مشترك مع حكومة الولايات المتحدة وتدخل لأمريكا ضد الشعب الأميركي؟؟؟!!!
أكيد سيكون الجواب لا تقبل بذلك...
فمن اليوم وصاعداً سنشاهد سياسية أمريكا في عهد اوباما تتغير كليا عن سياسية أمريكا في عهد بوش وستعود سياسة أمريكا بدعم المتطرفين من تنظيم القاعدة الأمريكي الديمقراطي!! وهذا ما لمسناه في ازدواجية الموقف الأميركي بين دعم الثورات في مصر وتونس وليبيا واليمن وبين وضع التبريرات للحكومات الخليجية اتجاه قمع ثورات الشعوب الخليجية....
فالحكومة الأميركية اسدلت الستار عن وجهها القبيح وسقط الستار التي كانت تغطي وجهها فيه ستار الديمقراطية فأميركا لا يهمها الديمقراطية بل يهمها إذا كانت موافقة لمصالحها وإلا فلتذهب الديمقراطية للجحيم ونعم للدكتاتورية وقمع الشعوب الحرة الأبية وانتهاك حقوق الانسان إذا كانت كل هذه تخدم مصالحها.....
فاللعُبة الأخيرة لهذا المخطط الإمريكي في المنطقة هو تشكيل جيش موّحد من دول الخليج تحت مسميات الأمن والدفاع أطلق عليه (درع الجزيرة) ، فالهدف الرئيسي من هذا الجيش هو التهيئ لسحق أي حركة مهدوية في الحجاز أو المنطقة العربية.
فهاجس الخوف والترقب من قرب الظهور الشريف للإمام المهدي (عليه السلام) بات شديداً على حكام آل سعود وأذنابهم في دول الخليج وأصبحت القضية المهدوية أمراً خطيراً تهدد بزوال مُلكهم الشيطاني بعد أن مُنحوا الضوء الأخضر والتأييد الكامل بالمال والسلاح من الغرب لسحق حركة الظهور المقدس بعد أن بانت علامات الظهور قريبة علينا في عصرنا الحالي.
لكن نقول يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30
فإن الله تعالى وعد بقدوم بقيتهِ في أرضهِ وإنهُ تعالى سينصرهُ ويستخلفهُ في الأرض هو والذين معهُ بإسلام محمدي جديد .
قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
وقد ذكر أئمتنا المعصومين (عليه السلام) إن هذهِ الآية نزل تأويلها في القائم وأصحابه وإن الله تعالى سينصرهم على كل طواغيت أهل الأرض
والحمد لله رب العالمين
تعليق