باب علـــة (الزلزلة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ الصدوق(رض) في كتابهِ (علل الشرائع) العلة التي من أجلها تحدث الزلازل حيث قال:
عن أبي رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) قال:
إن الله تعالى خلق الأرض فأمر الحوت فحملتها فقالت حملتها بقوتي فبعث الله تعالى حوتا قدر شبر فدخلت في منخرها فاضطربت أربعين صباحا فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل أرضا نزلت تلك الحوتة الصغيرة فزلزلت الأرض فرقا .
و روي أن ذا القرنين لما انتهى إلى السد تجاوزه فدخل في الظلمات فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمسمائة ذراع فقال له الملك :
يا ذا القرنين أ ما كان خلفك ملك يقال له ذو القرنين؟
فقال له ذو القرنين: من أنت؟
قال: أنا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل فليس من جبل خلقه الله تعالى إلا و له عرق إلى هذا الجبل فإذا أراد الله عز و جل أن يزلزل مدينة أوحى إلي فزلزلتها .
قال محمد بن أحمد أخبرني بهذا الحديث عيسى بن محمد عن علي بن مهزيار عن عبد الله بن عمر عن عباد بن حماد عن أبي عبد الله (عليهِ السلام).
حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار بإسناده رفعه إلى أحدهما (عليهما السلام):
أن الله تبارك و تعالى أمر الحوت بحمل الأرض و كل بلدة من البلدان على فلس من فلوسه فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل أرضا أمر الحوت أن تحرك ذلك الفلس فتحركه و لو رفع الفلس لانقلبت الأرض بإذن الله عز و جل.
حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن الهيثم النهدي عن بعض أصحابنا بإسناده رفعه قال كان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقرأ: (( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً)) يقولها عند الزلزلة و يقول: (( وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ )).
و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن يحيى بن محمد بن أيوب عن علي بن مهزيار عن ابن سنان عن يحيى الحلبي عن عمر بن أبان عن جابر حدثني تميم بن جذيم قال كنا مع علي (عليهِ السلام) حيث توجهنا إلى البصرة قال فبينما نحن نزول إذا اضطربت الأرض ، فضربها علي (عليهِ السلام) بيده ثم قال لها:
ما لك ؟
ثم أقبل علينا بوجهه ثم قال لنا :
أما إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله عز و جل في كتابه لأجابتني و لكنها ليست بتلك .
وبهذا الإسناد عن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار قال كتبت إلى أبي جعفر (عليهِ السلام) و شكوت إليه كثرة الزلازل في الأهواز ترى لنا التحول عنها.
فكتب( عليهِ السلام): لا تتحولوا عنها و صوموا الأربعاء و الخميس و الجمعة و اغتسلوا و طهروا ثيابكم و ابرزوا يوم الجمعة و ادعوا الله فإنه يرفع عنكم.
قال : ففعلنا فسكنت الزلازل.
قال(عليهِ السلام): ومن كان منكم مذنب فيتوب إلى الله سبحانه و تعالى و دعا لهم بخير.
وبهذا الإسناد عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي قال سألت أبا عبد الله (عليهِ السلام) عن الزلزلة ما هي؟
قال(عليهِ السلام): آية .
قلت: و ما سببها؟
قال(عليهِ السلام): إن الله تبارك و تعالى وكل بعروق الأرض ملكا فإذا أراد أن يزلزل أرضا أوحى إلى ذلك الملك أن حرك عروق كذا و كذا قال فيحرك ذلك الملك عروق تلك الأرض التي أمر الله فتتحرك بأهلها.
قال قلت: فإذا كان ذلك فما أصنع؟
قال(عليهِ السلام): صل صلاة الكسوف فإذا فرغت خررت ساجدا و تقول في سجودك:
( يا من يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً أمسك عنا السوء إنك على كل شيء قدير).
و بهذا الإسناد عن محمد بن أحمد قال حدثنا أبو عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن روح بن صالح عن هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة قالت:
أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر ففزع الناس إلى أبي بكر و عمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي (عليهِ السلام) فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى باب علي) فخرج إليهم علي (عليهِ السلام ) غير مكترث لما هم فيه فمضى و اتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة فقعد عليها و قعدوا حوله و هم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية و ذاهبة فقال لهم علي (عليهِ السلام):
كأنكم قد هالكم ما ترون.
قالوا : وكيف لا يهولنا و لم نر مثلها قط
قالت فحرك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده ثم قال (عليهِ السلام): ما لك اسكني فسكنت فعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أولا حيث خرج إليهم.
قال لهم: فإنكم قد عجبتم من صنعتي.
قالوا : نعم.
قال(عليهِ السلام): أنا الرجل الذي قال الله : ((إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها)) فأنا الإنسان الذي يقول لها ما لك.
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها : إياي تحدث .