) 1 - تفسير علي بن إبراهيم: " واليوم الموعود " أي يوم القيامة " وشاهد ومشهود " قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم القيامة " قتل أصحاب الأخدود " قال: كان سببهم أن الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذانواس (2) وهو آخر من ملك من حمير تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية، وسمى نفسه يوسف وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دين النصرانية، وكانوا على دين عيسى عليه السلام وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريامن، (3) حمله أهل دينه (4) على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها، واختاروا القتل، فخد لهم خدودا وجمع فيها الحطب وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا، وأفلت رجل منهم يدعى دوس (1) على فرس له وركضه واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذونواس إلى ضيعة في جنوده، (2) فقال الله: " قتل أصحاب الأخدود " إلى قوله: " العزيز الحميد " قوله: " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " أي أحرقوهم " ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ". (3) 2 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أسقف نجران دخل على أمير المؤمنين عليه السلام فجرى ذكر أصحاب الأخدود، فقال عليه السلام: بعث الله تعالى نبيا حبشيا إلى قومه وهم حبشية فدعاهم إلى الله تعالى، فكذبوه وحاربوه وظفروا به وخدوا الخدود وجعلوا فيها الحطب والنار، فلما كان حرا قالوا لمن كان على دين ذلك النبي: اعتزلوا وإلا طرحناكم فيها، فاعتزل قوم كثير، وقذف فيها خلق كثير حتى وقعت امرأة ومعها ابن لها من شهرين، فقيل لها: إما أن ترجعي وإما أن تقذفي في النار، فهمت تطرح نفسها فلما رأت ابنها رحمته، فأنطق الله تعالى الصبي وقال: يا أماه ألقي نفسك وإياي في النار، فإن هذا في الله قليل.
وتلا عند الصادق عليه السلام رجل: " قتل أصحاب الأخدود " فقال: قتل أصحاب الأخدود.
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن المجوس أي أحكام تجري فيهم؟ قال: هم أهل الكتاب، كان لهم كتاب وكان لهم ملك سكر يوما فوقع على أخته وأمه، فلما أفاق ندم وشق ذلك عليه، فقال للناس: هذا حلال، فامتنعوا عليه فجعل يقتلهم وحفر لهم الأخدود ويلقيهم فيها.
بيان: لعل الصادق عليه السلام قرأ " قتل " على بناء المعلوم، فالمراد بأصحاب الأخدود الكفار كما هو أحد احتمالي القراءة المشهورة ولم ينقل في الشواذ.
3 - قصص الأنبياء: الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن ابن أبان، عن ابن أورمة، عن علي بن هلال الصيقل، عن شريك بن عبد الله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر عليه السلام قال: ولى عمر رجلا كورة من الشام فافتتحها، وإذا أهلها أسلموا، فبنى لهم مسجدا فسقط، ثم بنى فسقط، ثم بناه فسقط، فكتب إلى عمر بذلك، فلما قرأ الكتاب سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله هل عندكم في هذا علم؟ قالوا: لا، فبعث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فأقرأه الكتاب، فقال: هذا نبي كذبه قومه فقتلوه ودفنوه في هذا المسجد وهو متشحط في دمه، (1) فاكتب إلى صاحبك فلينبشه فإنه سيجده طريا ليصل عليه وليدفنه في موضع كذا، ثم ليبن مسجدا فإنه سيقوم، ففعل ذلك ثم بنى المسجد فثبت. (2) 4 - وفي رواية: اكتب إلى صاحبك أن يحفر ميمنة أساس المسجد، فإنه سيصيب فيها رجلا قاعدا يده على أنفه ووجهه، فقال عمر: من هو؟ قال علي: فاكتب إلى صاحبك فليعمل ما أمرته، فإن وجده كما وصفت لك أعلمتك إن شاء الله، فلم يلبث إذ كتب العامل: أصبت الرجل على ما وصفت، فصنعت الذي أمرت فثبت البناء، فقال عمر لعلي عليه السلام: ما حال هذا الرجل؟ فقال: هذا نبي أصحاب الأخدود. وقصتهم معروفة في تفسير القرآن. (3) 5 - المحاسن: أبي، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم، فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون، (4) وأقبلت امرأة معها صبي لها فهابت النار،فقال لها: (1) اقتحمي، قال: فاقتحمت النار، وهم أصحاب الأخدود. (2) أقول: قال الطبرسي رحمه الله: روى مسلم في الصحيح، (3) عن هدية بن (4) خالد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، (5) عن صهيب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، (6) فلما مرض الساحر قال:
إني قد حضر أجلي فادفع إلي غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما، وكان يختلف إليه، وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره، فكان يطيل عنده القعود فإذا أبطأ عن الساحر ضربه، وإذا أبطأ عن أهله ضربوه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: يا بني إذا استبطأك الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا استبطأك أهلك فقل:
حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيتهم (7) دابة عظيمة فظيعة، فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب، فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فرمى فقتلها ومضى الناس فأخبر بذلك الراهب فقال: أي بني إنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي.
قال: وجعل يداوي الناس فيبرئ الأكمه والأبرص، فبينما هو كذلك إذ عمى
جليس للملك، فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا فقال: اشفني ولك ما ههنا، فقال: إني لا أشفي أحدا، ولكن يشفي الله، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. قال: فآمن فدعا الله له فشفاه، فذهب فجلس إلى الملك فقال: يا فلان من شفاك؟ قال: ربي، قال: أنا؟ قال:
لا ربي وربك الله، قال: أو أن لك ربا غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل به (1) حتى دله على الغلام، فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من أمرك أن تشفي الأكمه والأبرص؟ قال: ما أشفي أحدا، ولكن ربي يشفي، قال: أو أن لك ربا غيري؟ قال نعم ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشره حتى وقع شقين، (2) وقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى فأرسل معه نفرا فقال: اصعدوا به جبل كذا وكذا، فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه منه، (3) قال:
فعلوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بم شئت، قال: فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال: ما صنع أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فأرسل به مرة أخرى، قال:
انطلقوا به فلججوه (4) في البحر، فإن رجع وإلا فغرقوه، فانطلقوا به في قرقور (5) فلما توسطوا به البحر قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، قال فانكفأت (6) بهم السفينة، وجاء حتى قام بين يدي الملك، فقال: ما صنع أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، ثم قال:
إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به: اجمع الناس ثم اصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس ثم قل: باسم رب الغلام، فإنك ستقتلني، قال:
فجمع الناس وصلبه، ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال: باسم رب الغلام، ورمى فوقع السهم في صدغه ومات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فقيل له:أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك، آمن الناس، فأمر بالأخدود فخددت على أفواه السكك، ثم أضرمها نارا فقال: من رجع عن دينه فدعوه ومن أبى فاقحموه فيها، فجعلوا يقتحمونها، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها: يا أمة اصبري فإنك على الحق. (1) وقال ابن المسيب: كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه أنهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه، فكتب عمر:
واروه حيث وجدتموه.
وتلا عند الصادق عليه السلام رجل: " قتل أصحاب الأخدود " فقال: قتل أصحاب الأخدود.
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن المجوس أي أحكام تجري فيهم؟ قال: هم أهل الكتاب، كان لهم كتاب وكان لهم ملك سكر يوما فوقع على أخته وأمه، فلما أفاق ندم وشق ذلك عليه، فقال للناس: هذا حلال، فامتنعوا عليه فجعل يقتلهم وحفر لهم الأخدود ويلقيهم فيها.
بيان: لعل الصادق عليه السلام قرأ " قتل " على بناء المعلوم، فالمراد بأصحاب الأخدود الكفار كما هو أحد احتمالي القراءة المشهورة ولم ينقل في الشواذ.
3 - قصص الأنبياء: الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن ابن أبان، عن ابن أورمة، عن علي بن هلال الصيقل، عن شريك بن عبد الله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر عليه السلام قال: ولى عمر رجلا كورة من الشام فافتتحها، وإذا أهلها أسلموا، فبنى لهم مسجدا فسقط، ثم بنى فسقط، ثم بناه فسقط، فكتب إلى عمر بذلك، فلما قرأ الكتاب سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله هل عندكم في هذا علم؟ قالوا: لا، فبعث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فأقرأه الكتاب، فقال: هذا نبي كذبه قومه فقتلوه ودفنوه في هذا المسجد وهو متشحط في دمه، (1) فاكتب إلى صاحبك فلينبشه فإنه سيجده طريا ليصل عليه وليدفنه في موضع كذا، ثم ليبن مسجدا فإنه سيقوم، ففعل ذلك ثم بنى المسجد فثبت. (2) 4 - وفي رواية: اكتب إلى صاحبك أن يحفر ميمنة أساس المسجد، فإنه سيصيب فيها رجلا قاعدا يده على أنفه ووجهه، فقال عمر: من هو؟ قال علي: فاكتب إلى صاحبك فليعمل ما أمرته، فإن وجده كما وصفت لك أعلمتك إن شاء الله، فلم يلبث إذ كتب العامل: أصبت الرجل على ما وصفت، فصنعت الذي أمرت فثبت البناء، فقال عمر لعلي عليه السلام: ما حال هذا الرجل؟ فقال: هذا نبي أصحاب الأخدود. وقصتهم معروفة في تفسير القرآن. (3) 5 - المحاسن: أبي، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم، فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون، (4) وأقبلت امرأة معها صبي لها فهابت النار،فقال لها: (1) اقتحمي، قال: فاقتحمت النار، وهم أصحاب الأخدود. (2) أقول: قال الطبرسي رحمه الله: روى مسلم في الصحيح، (3) عن هدية بن (4) خالد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، (5) عن صهيب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، (6) فلما مرض الساحر قال:
إني قد حضر أجلي فادفع إلي غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما، وكان يختلف إليه، وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره، فكان يطيل عنده القعود فإذا أبطأ عن الساحر ضربه، وإذا أبطأ عن أهله ضربوه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: يا بني إذا استبطأك الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا استبطأك أهلك فقل:
حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيتهم (7) دابة عظيمة فظيعة، فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب، فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فرمى فقتلها ومضى الناس فأخبر بذلك الراهب فقال: أي بني إنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي.
قال: وجعل يداوي الناس فيبرئ الأكمه والأبرص، فبينما هو كذلك إذ عمى
جليس للملك، فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا فقال: اشفني ولك ما ههنا، فقال: إني لا أشفي أحدا، ولكن يشفي الله، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. قال: فآمن فدعا الله له فشفاه، فذهب فجلس إلى الملك فقال: يا فلان من شفاك؟ قال: ربي، قال: أنا؟ قال:
لا ربي وربك الله، قال: أو أن لك ربا غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل به (1) حتى دله على الغلام، فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من أمرك أن تشفي الأكمه والأبرص؟ قال: ما أشفي أحدا، ولكن ربي يشفي، قال: أو أن لك ربا غيري؟ قال نعم ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشره حتى وقع شقين، (2) وقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى فأرسل معه نفرا فقال: اصعدوا به جبل كذا وكذا، فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه منه، (3) قال:
فعلوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بم شئت، قال: فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال: ما صنع أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فأرسل به مرة أخرى، قال:
انطلقوا به فلججوه (4) في البحر، فإن رجع وإلا فغرقوه، فانطلقوا به في قرقور (5) فلما توسطوا به البحر قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، قال فانكفأت (6) بهم السفينة، وجاء حتى قام بين يدي الملك، فقال: ما صنع أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، ثم قال:
إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به: اجمع الناس ثم اصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس ثم قل: باسم رب الغلام، فإنك ستقتلني، قال:
فجمع الناس وصلبه، ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال: باسم رب الغلام، ورمى فوقع السهم في صدغه ومات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فقيل له:أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك، آمن الناس، فأمر بالأخدود فخددت على أفواه السكك، ثم أضرمها نارا فقال: من رجع عن دينه فدعوه ومن أبى فاقحموه فيها، فجعلوا يقتحمونها، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها: يا أمة اصبري فإنك على الحق. (1) وقال ابن المسيب: كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه أنهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه، فكتب عمر:
واروه حيث وجدتموه.