كونه عمره الف سنة
انا لا ارى هذا الراي لسببان لقوله تعالى كنت خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
ولقد استبحيت بلاد المسلمين مئات المرات من الروم وخاصة الحملة الصليببة الاخيرة واحتلت العراق ودنست ارض مكة بالكفر وفعل بالاعراض ما فعل ولم يتدخل المهدي ولم يقاتل ولو كان حيا في الارض وجب عليه القتال من اطار انسانيته قبل وجوبه من حيث الدين فكيف يترك امام صالح من يحبونه يتعذوبون تحت مدافع شر الخلق ولا يجاهد معهم ابدا
.وكيف يبقى المهدي غائبا عن الابصار حاضرا في الامصار ولا ينهى عن المنكر ولا تحدثه نفسه بتغيير المنكر حتى وان استشهد على ذلك .
فان قال قائل ان المصلحة تقتضي الصبر اكثر من الف عام على المنكر فاقول ان هذا باطل فالحسين لم يداري رضي الله عنه يزيد الطاغية نصف يوم واحد بل رفض بيعته رفضا منذ ان ولدت هذه البيعة وهذا هو الاصل فلا مدارة مع سلاطين السوء وهذا داب ال البيت ولقد لقوا به البلاء الشديد بسبب مواقفهم الثابتة ضد الظلم .
الامر الثاني قوله تعالى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه .فكيف لا ينهي امام امته عن المناكر التي احدثتها بعده .وارى ان هذه العقائد ليس لها الا اصول سياسية ساشرحها في مراحل اخرى.
كونه معصوم من الخطئ
ان لا ارى العصمة للبشر في الخطا فكل البشر يخطئون وينسون ويسهون وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم قول صلى الله عليه وسلم : " اعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته "
فهذا اقرار من رسول الله بان الانسان خلق ليكون عاجزا ضعيفا يحتاج لمغفرة الله ورضوانه ولو اراد الله ان يخلقه قويا شديدا مثل الملائكة لفعل لكن الله اراد خلقا لا يتمالك يخطئ فيغفر الله له فكيف يعتقد ان امير الناس وامامهم اي قدوتهم على غير جنس قوتهم وعلى غير خلقهم هم لا يتماسكون وهو يتماسك هم يضعفون وهو لا يضعف .فكيف تكون القدوة به وهو خلق من غير ما خلقوا ويعيش اكثر مما يعيشون ويفعل ما لايستطيعون .والم يقل الله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة .فكيف تكون الاسوة الحسنة بالرجل الصالح وهو من غير زماننا وليس على قوتنا وليس فينا من مثله.
لقد اقتضت الحكمة ان يرسل الله الى كل قوم رجل من اوسطهم نسبا ولسانا يشبههم مشهور بالخير فيهم وليس فيه من الخوارق ما لا يجدون في غيره
لكيلا تقول الناس لا نتبعه انه ليس منا وليس على خلقتنا بل نحن ضعاف وابناء تسعة اشهر وهو قوي وابن كذا وكذا وفيه كذا وكذا وعنده كذا وكذا ويعلم الغيب ولا نعلم الغيب
فالله ظلمنا بان امرنا ان نتبع من هو ليس مثلنا .بل ارى ان الائمة معصومون من الموبقات التي يجلبها الشيطان والتي تسمى الرجس كالزنا واللواط والكفر اما باقي ما يفعله الانسان من اخطاء فهو يقع عليهم وعلى الانبياء فهم ينسون وتنسى الناس ويدعون على الناس ثم يعودون ويعرضون عن الناس ثم يعتذرون .لقوله تعالى
عبس وتولى ان جاءه الاعمي وسبب نزولها على خير الخلق انه اعرض عن ابن ام كلثوم وانصرف الى كبار قريش فعاتبه الله عليها وكانت من جملة المؤخذات وكانت ايضا اية في تربية الرب لعبده محمد صلى الله عليه وسلم فقد رباه تربية جيدة هنا في هذا الخطاب المباشر .
وكان ادم نبيا عليه السلام وقال فيه الله تعالى وعصى ادم ربه فغوى
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه". رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
كما رواه الكليني في القوي كالصحيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله و اعلم أنه كان ذلك للتعليم و إلا فذاته صلى الله عليه و آله و سلم أقدس من هذا و ليس للشيطان عليهم سبيل.
وهذا الاخير متفق عليه بين السنة والشيعة
والافراط في المسالة ياخذ وقت من حيث نزع العصمة المطلقة عن البشر.
المسالة الثالثة المهدي يعلم الغيب
ص: 190 ] ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون )
قوله تعالى : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون )
الحكمة من عدم معرفة الغيب هي في قوله تعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
فالابتلاء يزول بعلم الغيب وتزول حكمة الاية التي اقتضت ان يدخل الشك في قلوب الناس ويتسال النبي متى وقت النصر
فكيف يكون المهدي خارجا من هذه السنة عالما بالغيب لا يفتن ولا يزلزل قلبه ولا يسال متى نصر الله لانه قرء الغيب ويعرف متى ولا حاجة للسؤال اصلا
لا يصح مثل هذا الفكر فهو فكر اتكالي على شخصية منقذة وهمية لا وجود لها الا في عالم الاوهام
فالمهدي رجل عادي يؤيده الله بنصره على صبره وايمانه بقضية الاسلام العادلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا لا ارى هذا الراي لسببان لقوله تعالى كنت خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
ولقد استبحيت بلاد المسلمين مئات المرات من الروم وخاصة الحملة الصليببة الاخيرة واحتلت العراق ودنست ارض مكة بالكفر وفعل بالاعراض ما فعل ولم يتدخل المهدي ولم يقاتل ولو كان حيا في الارض وجب عليه القتال من اطار انسانيته قبل وجوبه من حيث الدين فكيف يترك امام صالح من يحبونه يتعذوبون تحت مدافع شر الخلق ولا يجاهد معهم ابدا
.وكيف يبقى المهدي غائبا عن الابصار حاضرا في الامصار ولا ينهى عن المنكر ولا تحدثه نفسه بتغيير المنكر حتى وان استشهد على ذلك .
فان قال قائل ان المصلحة تقتضي الصبر اكثر من الف عام على المنكر فاقول ان هذا باطل فالحسين لم يداري رضي الله عنه يزيد الطاغية نصف يوم واحد بل رفض بيعته رفضا منذ ان ولدت هذه البيعة وهذا هو الاصل فلا مدارة مع سلاطين السوء وهذا داب ال البيت ولقد لقوا به البلاء الشديد بسبب مواقفهم الثابتة ضد الظلم .
الامر الثاني قوله تعالى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه .فكيف لا ينهي امام امته عن المناكر التي احدثتها بعده .وارى ان هذه العقائد ليس لها الا اصول سياسية ساشرحها في مراحل اخرى.
كونه معصوم من الخطئ
ان لا ارى العصمة للبشر في الخطا فكل البشر يخطئون وينسون ويسهون وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم قول صلى الله عليه وسلم : " اعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته "
فهذا اقرار من رسول الله بان الانسان خلق ليكون عاجزا ضعيفا يحتاج لمغفرة الله ورضوانه ولو اراد الله ان يخلقه قويا شديدا مثل الملائكة لفعل لكن الله اراد خلقا لا يتمالك يخطئ فيغفر الله له فكيف يعتقد ان امير الناس وامامهم اي قدوتهم على غير جنس قوتهم وعلى غير خلقهم هم لا يتماسكون وهو يتماسك هم يضعفون وهو لا يضعف .فكيف تكون القدوة به وهو خلق من غير ما خلقوا ويعيش اكثر مما يعيشون ويفعل ما لايستطيعون .والم يقل الله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة .فكيف تكون الاسوة الحسنة بالرجل الصالح وهو من غير زماننا وليس على قوتنا وليس فينا من مثله.
لقد اقتضت الحكمة ان يرسل الله الى كل قوم رجل من اوسطهم نسبا ولسانا يشبههم مشهور بالخير فيهم وليس فيه من الخوارق ما لا يجدون في غيره
لكيلا تقول الناس لا نتبعه انه ليس منا وليس على خلقتنا بل نحن ضعاف وابناء تسعة اشهر وهو قوي وابن كذا وكذا وفيه كذا وكذا وعنده كذا وكذا ويعلم الغيب ولا نعلم الغيب
فالله ظلمنا بان امرنا ان نتبع من هو ليس مثلنا .بل ارى ان الائمة معصومون من الموبقات التي يجلبها الشيطان والتي تسمى الرجس كالزنا واللواط والكفر اما باقي ما يفعله الانسان من اخطاء فهو يقع عليهم وعلى الانبياء فهم ينسون وتنسى الناس ويدعون على الناس ثم يعودون ويعرضون عن الناس ثم يعتذرون .لقوله تعالى
عبس وتولى ان جاءه الاعمي وسبب نزولها على خير الخلق انه اعرض عن ابن ام كلثوم وانصرف الى كبار قريش فعاتبه الله عليها وكانت من جملة المؤخذات وكانت ايضا اية في تربية الرب لعبده محمد صلى الله عليه وسلم فقد رباه تربية جيدة هنا في هذا الخطاب المباشر .
وكان ادم نبيا عليه السلام وقال فيه الله تعالى وعصى ادم ربه فغوى
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه". رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
كما رواه الكليني في القوي كالصحيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله و اعلم أنه كان ذلك للتعليم و إلا فذاته صلى الله عليه و آله و سلم أقدس من هذا و ليس للشيطان عليهم سبيل.
وهذا الاخير متفق عليه بين السنة والشيعة
والافراط في المسالة ياخذ وقت من حيث نزع العصمة المطلقة عن البشر.
المسالة الثالثة المهدي يعلم الغيب
ص: 190 ] ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون )
قوله تعالى : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون )
الحكمة من عدم معرفة الغيب هي في قوله تعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
فالابتلاء يزول بعلم الغيب وتزول حكمة الاية التي اقتضت ان يدخل الشك في قلوب الناس ويتسال النبي متى وقت النصر
فكيف يكون المهدي خارجا من هذه السنة عالما بالغيب لا يفتن ولا يزلزل قلبه ولا يسال متى نصر الله لانه قرء الغيب ويعرف متى ولا حاجة للسؤال اصلا
لا يصح مثل هذا الفكر فهو فكر اتكالي على شخصية منقذة وهمية لا وجود لها الا في عالم الاوهام
فالمهدي رجل عادي يؤيده الله بنصره على صبره وايمانه بقضية الاسلام العادلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق