الشخصية الاسلامية والشخصية المزدوجة»
اذن فالشخصية الاسلامية هي التي تشكل الارادة الربانية فيها المحور المركزي، والجهاز الحاكم الذي ينظم لها عملياتها السلوكية، ومواقفها في الحياة.. وتصرفاته الخاصة في الاسرة والمجتمع..
ولا توجد ارادة اخرى تفوق، او تساوي، او تقارب هذه الارادة الربانية فيها.. وفي مقابل ذلك نجد في واقعنا.. ما يمكن تسميته ب(الشخصية المزدوجة) من الناحية الدينية.. والازدواج في الشخصية من الناحية الدينية هو، تشتت قواها، واتجاه الدوافع المتقاربة في القوة الى
{ 217 }
العمل في اتجاهات متعاكسة، أو هو بكلمة، عدم تمكن (الارادة الربانية) من السيطرة الكاملة على الشخصية.. والتحكم الكامل في قواها، ودوافعها.. ونلاحظ عند بعض الناس المسلمين انهم يعملوالازدواج، والنفاق
والفرق على هذا الاساس بين الازدواج، والنفاق واضح وذلك لان المنافق ليس مزدوج الشخصية بين الكفر والاسلام لا من جهة عقائدية، ولا من جهة ثقافية، ولا من جهة نفسية سلوكية.. وانما هو كافر خالص يعلن ايمانه زوراً ومنافاة.
(واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون)(2)
(اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول اللّه واللّه يعلم انك لرسوله، واللّه يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم جنة)(3)
واما الانسان المزدوج فهذا الذي تعيش في نفسه قوى متصارعة ليس لاحدها الغلبة على الاخرى.. هو هذا الانسان، الذي ساعة لربه، واخرى لقلبه، ويمارس في الساعة التي لقلبه الواناً من الفجور، والمحارم والشبهات.. هو هذا الانسان ذو العاطفة الدينية التي تستنفر في لحظات خاصة.
ن الخيرات ويخلصون للّه تعالى.. واحياناً كثيرة مساوية أو مقاربة يعملون لذواتهم، ومراكزهم، وجاههم حتى لو خالفوا بذلك ارادة الله عز وجل.
لازدواج الصريح والازدواج الخفي
وفي حياتنا الدينية نجد ازدواجاً صريحاً كالذي ذكرناه يعترف فيه
{ 219 }
الانسان بأن هذا شيء يختلف عن ذاك، وانه مرة يعمل لدينه، وأخرى يعمل لشياطينه.. ويمكن للانسان من الخارج ان يكتشفه، ويحكم عليه.. والى جانب هذا، هناك ازدواج آخر.. ازدواج خفي.. يظهر فيه الانسان متديناً في كل شيء.. وهو في حقيقة امره منشطر الذات الى شخصيتين شخصية متدينة، واخرى منحرفة.. ويتم هذا عن طريق ارضاء كل من الجانب الشخصي الذاتي والجانب الديني، والتوفيق الشكلي المظهري فيما بينهما.
لنأخذ على ذلك مثلاً..
ناس متقاعسون كالذين ذكروا في الرواية عن أبي جعفر (ع) : (يكون في آخر الزمان قوم ينبع فيهم قوم مراؤون.. ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم، وأبدانهم لرفضوها، كما رفضوا اسمى الفرائض، واشرفها (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) هم هؤلاء أن يحافظوا على دينهم في الاطار الذي يحفظ اموالهم، وانفسهم، واذا خرج الامر عن هذه الحدود لم يلزموا انفسهم بعد بالدين.. ولكن كيف ترى يترك هؤلاء واجب الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر ؟! هل يتركونه مع اعلانهم بأن هذه ساعة من ساعات القلب وللرب ساعات اخرى ؟! ابداً.. انما يقومون بعملية تبرير.. اما عن طريق تحريف احكام الله، وتشويه نظرية الاسلام في ميدان من أهم ميادينه، وأشرف فرائضه..
اذن فالشخصية الاسلامية هي التي تشكل الارادة الربانية فيها المحور المركزي، والجهاز الحاكم الذي ينظم لها عملياتها السلوكية، ومواقفها في الحياة.. وتصرفاته الخاصة في الاسرة والمجتمع..
ولا توجد ارادة اخرى تفوق، او تساوي، او تقارب هذه الارادة الربانية فيها.. وفي مقابل ذلك نجد في واقعنا.. ما يمكن تسميته ب(الشخصية المزدوجة) من الناحية الدينية.. والازدواج في الشخصية من الناحية الدينية هو، تشتت قواها، واتجاه الدوافع المتقاربة في القوة الى
{ 217 }
العمل في اتجاهات متعاكسة، أو هو بكلمة، عدم تمكن (الارادة الربانية) من السيطرة الكاملة على الشخصية.. والتحكم الكامل في قواها، ودوافعها.. ونلاحظ عند بعض الناس المسلمين انهم يعملوالازدواج، والنفاق
والفرق على هذا الاساس بين الازدواج، والنفاق واضح وذلك لان المنافق ليس مزدوج الشخصية بين الكفر والاسلام لا من جهة عقائدية، ولا من جهة ثقافية، ولا من جهة نفسية سلوكية.. وانما هو كافر خالص يعلن ايمانه زوراً ومنافاة.
(واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون)(2)
(اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول اللّه واللّه يعلم انك لرسوله، واللّه يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم جنة)(3)
واما الانسان المزدوج فهذا الذي تعيش في نفسه قوى متصارعة ليس لاحدها الغلبة على الاخرى.. هو هذا الانسان، الذي ساعة لربه، واخرى لقلبه، ويمارس في الساعة التي لقلبه الواناً من الفجور، والمحارم والشبهات.. هو هذا الانسان ذو العاطفة الدينية التي تستنفر في لحظات خاصة.
ن الخيرات ويخلصون للّه تعالى.. واحياناً كثيرة مساوية أو مقاربة يعملون لذواتهم، ومراكزهم، وجاههم حتى لو خالفوا بذلك ارادة الله عز وجل.
لازدواج الصريح والازدواج الخفي
وفي حياتنا الدينية نجد ازدواجاً صريحاً كالذي ذكرناه يعترف فيه
{ 219 }
الانسان بأن هذا شيء يختلف عن ذاك، وانه مرة يعمل لدينه، وأخرى يعمل لشياطينه.. ويمكن للانسان من الخارج ان يكتشفه، ويحكم عليه.. والى جانب هذا، هناك ازدواج آخر.. ازدواج خفي.. يظهر فيه الانسان متديناً في كل شيء.. وهو في حقيقة امره منشطر الذات الى شخصيتين شخصية متدينة، واخرى منحرفة.. ويتم هذا عن طريق ارضاء كل من الجانب الشخصي الذاتي والجانب الديني، والتوفيق الشكلي المظهري فيما بينهما.
لنأخذ على ذلك مثلاً..
ناس متقاعسون كالذين ذكروا في الرواية عن أبي جعفر (ع) : (يكون في آخر الزمان قوم ينبع فيهم قوم مراؤون.. ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم، وأبدانهم لرفضوها، كما رفضوا اسمى الفرائض، واشرفها (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) هم هؤلاء أن يحافظوا على دينهم في الاطار الذي يحفظ اموالهم، وانفسهم، واذا خرج الامر عن هذه الحدود لم يلزموا انفسهم بعد بالدين.. ولكن كيف ترى يترك هؤلاء واجب الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر ؟! هل يتركونه مع اعلانهم بأن هذه ساعة من ساعات القلب وللرب ساعات اخرى ؟! ابداً.. انما يقومون بعملية تبرير.. اما عن طريق تحريف احكام الله، وتشويه نظرية الاسلام في ميدان من أهم ميادينه، وأشرف فرائضه..