الدولــــــــــــــــة الحمدانية نموذج للدولة الشيعية المجاهدة المتسامحة
الدولة الحمدانية/التأسيس
ترجع البداية الحقيقية لظهور الحمدانيين على مسرح الأحداث إلى مؤسس هذه الأسرة (حمدان بن حمدون التغلبي) صاحب قلعة (ماردين) القريبة من (الموصل)، وذلك عندما خاض (حمدون) على رأس جنوده عدة معارك قوية ضد الروم وغطرستهم. ثم عندما استطاع (الحسين بن حمدان) هزيمة (الشاري وهو أحد الخارجين عن السلطة العباسية أنذاك ) بعد معركة قوية، فأسره وقدّمه إلى الخليفة يرسف في أغلاله؛ فسر الخليفة بذلك، وأطلق سراح أبيه الذي كان قدسجنه الخليفة العباسي، ثم بدأت مرحلة جديدة من التعاون مع بني حمدان؛ فاستعان بهم الخليفة في محاربة القرامطة والتصدي لخطرهم، كما وجههم إلى العديد من الفتوحات في فارس ومصر والمغرب. وقد تمكن في سنة 293 هــ أن يقنع الخليفة العباسي (المكتفي) أن يوليه أمرة الموصل وأعمالها.
وهكذا استطاع الحمدانيون الوصول إلى أخطر المراكز، وتقلدوا أعلى المناصب، وشاركوا مشاركة فعلية في الحياة السياسية في بغداد لفترة غير قصيرة، واستطاعت الأسرة الحمدانية أن توثق صلاتها بالعباسيين، وأخذ نفوذها يزداد، وتوغلت في جميع مرافق الدولة.
بالرغم من الدسائس والمؤامرات المستمرة التي ظلت تحاك ضد الحمدانيين من بعض العناصر في بلاط العباسيين، وبرز عدد كبير من أبناء هذه الأسرة كان في مقدمتهم الأمير (سيف الدولة الحمداني).
دولة بني حمدان نهضة شاملة
بالرغم من الطابع العسكري والحربي لدولة الحمدانيين ،إلا ان ذلك لم يصرف هذه الدولة عن الاهتمام بالجوانب الحضارية. فأهتموا بالعراق وشيدوا القصور وبنوا القلاع.
وشهدت الحياة الاقتصادية ازدهارا ملحوظا في العديد من المجالات؛ فمن ناحية الزراعة كثرت المزروعات، وتنوعت المحاصيل من الحبوب والفاكهة والثمار والأزهار، كالبُرّ والشعير والذرة والأرز والبسلة وغيرها. كما انتشرت زراعة أنواع عديدة من الفاكهة كالتين والعنب والرمان والبرقوق والمشمش والخوخ والتوت والتفاح والجوز والبندق والحمضيات. ومن الرياحين والأزهار والورد والآس والنرجس والبنفسج والياسمين . كما جادت زراعة الأقطان والزيتون والنخيل . وظهرت صناعات عديدة تقوم على تلك المزروعات، مثل: الزيتون، والزبيب، كما ظهرت صناعات أخرى كالحديد والرخام والصابون والكبريت والزجاج والسيوف والميناء .
كذلك نشطت التجارة، وظهر العديد من المراكز التجارية المهمة في حلب والموصل والرقة وحران وغيرها.
وشهدت الحياة الفكرية والثقافية نهضة كبيرة ونشاطا ملحوظا في ظل الحمدانيين؛ فظهر الكثير من العلماء والأطباء والفقهاء والفلاسفة والأدباء والشعراء.
وكان سيف الدولة يهتم كثيرا بالجوانب العلمية والحضارية في دولته، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل (عيسى الرقي) المعروف بالتفليسي، و(أبو الحسين بن كشكرايا)، كما ظهر (أبو بكر محمد بن زكريا الرازي) الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا.
ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام (أبو القاسم الرَّقي)، و(المجتبى الإنطاكي) و(ديونيسيوس) و(قيس الماروني).
كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجم عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: (الفارابي)، و(ابن سينا).
أما في مجال العلوم العربية؛ فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل (ابن خالويه)، و(أبو الفتح بن جني)، و(أبو على الحسين بن أحمد الفارسي)، و(عبد الواحد بن علي الحلبي) المعروف بأبي الطيب اللغوي. كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل (المتنبي)، و(أبو فراس الحمداني)، و(الخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان)، و(السرى الرفاء) و(الصنوبري)، و(الوأواء الدمشقي)، و(السلامي) و(النامي). وظهر كذلك عدد كبير من الأدباء المشهورين، وفي طليعتهم (أبو الفرج الأصفهاني) صاحب كتاب (الأغاني) الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، و(ابن نباتة).
وظهر أيضا بعض الجغرافيين، مثل: (ابن حوقل الموصلي) صاحب كتاب (المسالك والممالك).…[/b][/size][/color]
الدولة الحمدانية/التأسيس
ترجع البداية الحقيقية لظهور الحمدانيين على مسرح الأحداث إلى مؤسس هذه الأسرة (حمدان بن حمدون التغلبي) صاحب قلعة (ماردين) القريبة من (الموصل)، وذلك عندما خاض (حمدون) على رأس جنوده عدة معارك قوية ضد الروم وغطرستهم. ثم عندما استطاع (الحسين بن حمدان) هزيمة (الشاري وهو أحد الخارجين عن السلطة العباسية أنذاك ) بعد معركة قوية، فأسره وقدّمه إلى الخليفة يرسف في أغلاله؛ فسر الخليفة بذلك، وأطلق سراح أبيه الذي كان قدسجنه الخليفة العباسي، ثم بدأت مرحلة جديدة من التعاون مع بني حمدان؛ فاستعان بهم الخليفة في محاربة القرامطة والتصدي لخطرهم، كما وجههم إلى العديد من الفتوحات في فارس ومصر والمغرب. وقد تمكن في سنة 293 هــ أن يقنع الخليفة العباسي (المكتفي) أن يوليه أمرة الموصل وأعمالها.
وهكذا استطاع الحمدانيون الوصول إلى أخطر المراكز، وتقلدوا أعلى المناصب، وشاركوا مشاركة فعلية في الحياة السياسية في بغداد لفترة غير قصيرة، واستطاعت الأسرة الحمدانية أن توثق صلاتها بالعباسيين، وأخذ نفوذها يزداد، وتوغلت في جميع مرافق الدولة.
بالرغم من الدسائس والمؤامرات المستمرة التي ظلت تحاك ضد الحمدانيين من بعض العناصر في بلاط العباسيين، وبرز عدد كبير من أبناء هذه الأسرة كان في مقدمتهم الأمير (سيف الدولة الحمداني).
دولة بني حمدان نهضة شاملة
بالرغم من الطابع العسكري والحربي لدولة الحمدانيين ،إلا ان ذلك لم يصرف هذه الدولة عن الاهتمام بالجوانب الحضارية. فأهتموا بالعراق وشيدوا القصور وبنوا القلاع.
وشهدت الحياة الاقتصادية ازدهارا ملحوظا في العديد من المجالات؛ فمن ناحية الزراعة كثرت المزروعات، وتنوعت المحاصيل من الحبوب والفاكهة والثمار والأزهار، كالبُرّ والشعير والذرة والأرز والبسلة وغيرها. كما انتشرت زراعة أنواع عديدة من الفاكهة كالتين والعنب والرمان والبرقوق والمشمش والخوخ والتوت والتفاح والجوز والبندق والحمضيات. ومن الرياحين والأزهار والورد والآس والنرجس والبنفسج والياسمين . كما جادت زراعة الأقطان والزيتون والنخيل . وظهرت صناعات عديدة تقوم على تلك المزروعات، مثل: الزيتون، والزبيب، كما ظهرت صناعات أخرى كالحديد والرخام والصابون والكبريت والزجاج والسيوف والميناء .
كذلك نشطت التجارة، وظهر العديد من المراكز التجارية المهمة في حلب والموصل والرقة وحران وغيرها.
وشهدت الحياة الفكرية والثقافية نهضة كبيرة ونشاطا ملحوظا في ظل الحمدانيين؛ فظهر الكثير من العلماء والأطباء والفقهاء والفلاسفة والأدباء والشعراء.
وكان سيف الدولة يهتم كثيرا بالجوانب العلمية والحضارية في دولته، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل (عيسى الرقي) المعروف بالتفليسي، و(أبو الحسين بن كشكرايا)، كما ظهر (أبو بكر محمد بن زكريا الرازي) الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا.
ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام (أبو القاسم الرَّقي)، و(المجتبى الإنطاكي) و(ديونيسيوس) و(قيس الماروني).
كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجم عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: (الفارابي)، و(ابن سينا).
أما في مجال العلوم العربية؛ فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل (ابن خالويه)، و(أبو الفتح بن جني)، و(أبو على الحسين بن أحمد الفارسي)، و(عبد الواحد بن علي الحلبي) المعروف بأبي الطيب اللغوي. كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل (المتنبي)، و(أبو فراس الحمداني)، و(الخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان)، و(السرى الرفاء) و(الصنوبري)، و(الوأواء الدمشقي)، و(السلامي) و(النامي). وظهر كذلك عدد كبير من الأدباء المشهورين، وفي طليعتهم (أبو الفرج الأصفهاني) صاحب كتاب (الأغاني) الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، و(ابن نباتة).
وظهر أيضا بعض الجغرافيين، مثل: (ابن حوقل الموصلي) صاحب كتاب (المسالك والممالك).…[/b][/size][/color]
تعليق