قامت جامعة (استرا سبورغ الفرنسية ) بأستخراج الكثير من البحوث الاسلامية ومنذ اوائل القرن التاسع عشر الميلادي حتى اليوم وامتازت هذه البحوث بالعمق و الموضوعية ومن هذه البحوث :
1- نسبية الزمن عند الامام الصادق(ع)
2- نظرية الضوء عند الامام الصادق(ع).
3- نظرية نشأة الكون
4- نظرية الصادق(ع) بشأن الارض .
5- نظرية الانسان وخلقه .
6- الامام الصادق(ع) يتكلم بعدة لغات .
7- الرضاعة السليمة في نظر الامام الصادق(ع).
8- حركة الموجودات في رأي الصادق(ع):-
للإمام جعفر الصادق(ع) نظرية باهرة أخرى تتعلق بحركة الأجسام ، مؤداها ان لكل شيء حركة ، وان كان من الجماد ، ولكن اعيننا لا ترى هذه الحركة . وان كان هذا الرأي قد بدأ غير معقول في ايام الصادق(ع) فهو قد اصبح اليوم حقيقة علمية مقررة لا سبيل الى الشك فيها ، اذ قد ثبت علمياً بأنه لا يوجد جسم او عنصر في العالم الا وله حركة ، وان من المستحيل تصور جسم معدوم الحركة . وهذا الرأي الذي ساقه الامام الصادق(ع) قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن ، هو من مبتدعاته التي سبق بها عصره ، وقد اضاف اليه قوله ان توقف الحركة معناه موت بني البشر ، وقال ايضاً ان الحركة تستمر حتى بعد الموت ، ولكنها تتخذ شكلاً اخر . ولولا الحركة ، لما بليت الاجسام وصارت رميماً .
ولا يحسن الانسان بمرور الزمن ولا يدرك كنهه الا من خلال الحركة ، فان توقفت الحركة في الكون فقدنا الاحساس بمرور الزمن . ومن هذا القبيل عينه احساسنا بالمكان ، اذ اننا نستمد هذا الاحساس من الحركة ولولاها لما استطعنا معرفة الابعاد الثلاثة وتعيين المكان . وهناك نوعان من الحركة المستمرة داخل كل جسم جامد ، هما الحركة داخل الذرة ، حيث ان الالكترون يدور في فلك نواة الذرة ثلاثة كاتربليون مرة في كل ثانية ، والحركة المتعلقة بذبذبات واهتزازات الجزيئات ، فالجزيء في كل مادة يهتز اهتزازات متفاوتة يتفاوت عددها بين الصفر وعشرة تريليون مرة في كل ثانية تبعاً للبرودة والحرارة او عند انتقال من حالة الى اخرى . يصف الكاتب المسرحي الفرنسي مولر الذي اسس (الكوميدي فرانسيز) بطل احدى مسرحياته بقوله ( انه بلا حركة ولكنه حي) أي انه الدهشة عرته اذ وجد شخصاً حياً ولكنه منعدم الحركة ولكن هذه الملاحظة الساخرة من جانب مولر لا تثير السخرية في يومنا هذا . لأن الحركة موجودة ومستمرة في الانسان وفي الاشياء حتى بعد الموت . كما اثبت ذلك العلم الحديث ، وهو نفسه الذي قال به الامام جعفر الصادق (ع) عندما اكد ان الحركة باقية وان الانسان وكل شيء سائرة الى الخالق الفاطر وان الانسان باقٍِ ما بقي الدهر ، وان كانت ذرات جسمه تتغير وتتحول الى طاقة دون ان تفقد الحركة التي تلازمها وتتحرك معها . ويقول الصادق (ع) ان كل شيء يرجع الى الله وينجذب الى خالقه . كانت هذه النظريات تعتبر الى عهد قريب فكرة عرفانية ونظرية فلسفية لا نظرية علمية ، فقد فسر العرفاء المسلمون الغاية من مصير الانسان بانها الرجوع الى الله . وبمرور الزمن، ووقوف العرفاء المسلمين على اراء الملل الاخرى ، طرأت لهم فكرة جريئة اخرى بشأن يوم المعاد او الرجوع الى الله مؤادها كما سبق ان اوضحنا ان المخلوق يرجع الى الخالق ويتحد به وقد عرفت هذه الفكرة بأسم (وحدة الوجود) وشاعت لدى العرفاء في الشرق والغرب ، فلما جاء الفيلسوف الهولندي البرتغالي الاصل اسبينوزا ارسى نظريته الفلسفية على اساس وحدة الوجود . ومحصل فكرة وحدة الوجود ان جميع ما في الكون من عناصر وكائنات ، ومنها الانسان ، انما هي مظهر من مظاهر وجود الله . وبانتشار مؤلفات اسبينوزا في منتصف القرن السابع عشر الميلادي ، انتشرت هذه الفكرة في الغرب بعد ما كانت منتشرة كفكرة عرفانية في الشرق . وقد تعرض اسبينوزا للتكفير واتهامه بالهرقلة ، فجمعت كتبه من المكتبات والمطابع ، وانصرفت عنها دور الطباعة خوفاً من سطوة السلطات الدينية وبطشها .ومع ان حرية الرأي والبحث التي دعت اليها مدرسة الامام الصادق (ع) قد اخذت تنتشر في ربوع الشرق ، فان دعاة نظرية وحدة الوجود لم يجرؤوا على المجاهرة برأيها السافر ، لأن الخلفاء والحكام كانوا في بعض الاحيان يوقعون عقوبات عارمة على الداعين الى هذه الفكرة ، فمن نجا منهم من مصير القتل لم ينج من تكفير العلماء ورجال الدين ، وصار شأنه كالمصاب بالجذام الذي يفر منه الناس ، بل شراً من ذلك ، لأن المصابين بالجذاب كانوا يودعون في دار الرعاية خارج المدينة بعيداً عن المجتمع ، وكانت تخصص لهم في بعض الاحيان مزارع يعيشون فيها بمنأى عن الناس ، حيث يزاولون حياتهم الطبيعية .
اما الذين يحكم عليهم بالتكفير ، فهؤلاء لم يكونوا يجدون شفقة من احد ، ولا كانوا يؤتمنون على عمل يرتزقون منه ، فان كان الكافر تاجراً قاطعه الناس ، وان كان ذا حرفة لم يجد من يستعين به في أي مهمة ، فان خرج من بيته ضايقه الناس حتى يضطر اخر الامر الى الاعتزال او ترك الدار او الهجرة الى حيث لا يعرفه احد . وتلقاء ذلك ، كان من الطبيعي لدعاة فكرة وحدة الوجود ان يتحدثوا عنها لا تصريحاً بل تلميحاً وبرموز واشارات وعبارات ملتوية لئلا يفتضح امرهم ويكون جزاءهم التكفير على ايدي رجال الدين . ومن هنا توصلوا الى التعبير عن المعاني العرفانية والصوفية باستخدام مصطلحات مادية مثل الخمر والخمار والساقي والكأس والحبيب والمدامة والشراب وما الى ذلك ، وانتقلت هذه المصطلحات الى الشعر الذي نظمه الصوفيون ، فاصبح لهذا الشعر من المعاني الظاهرة ما يختلف عن معانيه الباطنه التي يدركها الصوفيون والعرفاء وحدهم ، وبهذه الكيفية استطاعوا ان يجتنبوا توجيه تهمة الكفر اليهم ، وان ينجوا من عقاب الحكام . والمعروف ان الفكر الصوفي اخذ ينمو وينتشرفي المجتمع منذ القرن الثالث للهجرة، وكان الصوفيون والعرفاء في هذه الفترة يؤولون كلام الصادق (ع) ومؤاده ان كل شيء منجذب الى ربه وخالقه، بان المقصود منه هو اندماج الوجودين في وحدة واحدة ، في حين ان جعفر الصادق (ع) لم يؤمن بوحدة الوجود ، ولا قال بها ، وكان من رأيه ان الانسان هو صنيع الخالق ومخلوقه طبقاً للعقيدة الاسلامية ، لان الله هو خالق كل شيء ، وكل شيء راجع اليه .
يتبع
1- نسبية الزمن عند الامام الصادق(ع)
2- نظرية الضوء عند الامام الصادق(ع).
3- نظرية نشأة الكون
4- نظرية الصادق(ع) بشأن الارض .
5- نظرية الانسان وخلقه .
6- الامام الصادق(ع) يتكلم بعدة لغات .
7- الرضاعة السليمة في نظر الامام الصادق(ع).
8- حركة الموجودات في رأي الصادق(ع):-
للإمام جعفر الصادق(ع) نظرية باهرة أخرى تتعلق بحركة الأجسام ، مؤداها ان لكل شيء حركة ، وان كان من الجماد ، ولكن اعيننا لا ترى هذه الحركة . وان كان هذا الرأي قد بدأ غير معقول في ايام الصادق(ع) فهو قد اصبح اليوم حقيقة علمية مقررة لا سبيل الى الشك فيها ، اذ قد ثبت علمياً بأنه لا يوجد جسم او عنصر في العالم الا وله حركة ، وان من المستحيل تصور جسم معدوم الحركة . وهذا الرأي الذي ساقه الامام الصادق(ع) قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن ، هو من مبتدعاته التي سبق بها عصره ، وقد اضاف اليه قوله ان توقف الحركة معناه موت بني البشر ، وقال ايضاً ان الحركة تستمر حتى بعد الموت ، ولكنها تتخذ شكلاً اخر . ولولا الحركة ، لما بليت الاجسام وصارت رميماً .
ولا يحسن الانسان بمرور الزمن ولا يدرك كنهه الا من خلال الحركة ، فان توقفت الحركة في الكون فقدنا الاحساس بمرور الزمن . ومن هذا القبيل عينه احساسنا بالمكان ، اذ اننا نستمد هذا الاحساس من الحركة ولولاها لما استطعنا معرفة الابعاد الثلاثة وتعيين المكان . وهناك نوعان من الحركة المستمرة داخل كل جسم جامد ، هما الحركة داخل الذرة ، حيث ان الالكترون يدور في فلك نواة الذرة ثلاثة كاتربليون مرة في كل ثانية ، والحركة المتعلقة بذبذبات واهتزازات الجزيئات ، فالجزيء في كل مادة يهتز اهتزازات متفاوتة يتفاوت عددها بين الصفر وعشرة تريليون مرة في كل ثانية تبعاً للبرودة والحرارة او عند انتقال من حالة الى اخرى . يصف الكاتب المسرحي الفرنسي مولر الذي اسس (الكوميدي فرانسيز) بطل احدى مسرحياته بقوله ( انه بلا حركة ولكنه حي) أي انه الدهشة عرته اذ وجد شخصاً حياً ولكنه منعدم الحركة ولكن هذه الملاحظة الساخرة من جانب مولر لا تثير السخرية في يومنا هذا . لأن الحركة موجودة ومستمرة في الانسان وفي الاشياء حتى بعد الموت . كما اثبت ذلك العلم الحديث ، وهو نفسه الذي قال به الامام جعفر الصادق (ع) عندما اكد ان الحركة باقية وان الانسان وكل شيء سائرة الى الخالق الفاطر وان الانسان باقٍِ ما بقي الدهر ، وان كانت ذرات جسمه تتغير وتتحول الى طاقة دون ان تفقد الحركة التي تلازمها وتتحرك معها . ويقول الصادق (ع) ان كل شيء يرجع الى الله وينجذب الى خالقه . كانت هذه النظريات تعتبر الى عهد قريب فكرة عرفانية ونظرية فلسفية لا نظرية علمية ، فقد فسر العرفاء المسلمون الغاية من مصير الانسان بانها الرجوع الى الله . وبمرور الزمن، ووقوف العرفاء المسلمين على اراء الملل الاخرى ، طرأت لهم فكرة جريئة اخرى بشأن يوم المعاد او الرجوع الى الله مؤادها كما سبق ان اوضحنا ان المخلوق يرجع الى الخالق ويتحد به وقد عرفت هذه الفكرة بأسم (وحدة الوجود) وشاعت لدى العرفاء في الشرق والغرب ، فلما جاء الفيلسوف الهولندي البرتغالي الاصل اسبينوزا ارسى نظريته الفلسفية على اساس وحدة الوجود . ومحصل فكرة وحدة الوجود ان جميع ما في الكون من عناصر وكائنات ، ومنها الانسان ، انما هي مظهر من مظاهر وجود الله . وبانتشار مؤلفات اسبينوزا في منتصف القرن السابع عشر الميلادي ، انتشرت هذه الفكرة في الغرب بعد ما كانت منتشرة كفكرة عرفانية في الشرق . وقد تعرض اسبينوزا للتكفير واتهامه بالهرقلة ، فجمعت كتبه من المكتبات والمطابع ، وانصرفت عنها دور الطباعة خوفاً من سطوة السلطات الدينية وبطشها .ومع ان حرية الرأي والبحث التي دعت اليها مدرسة الامام الصادق (ع) قد اخذت تنتشر في ربوع الشرق ، فان دعاة نظرية وحدة الوجود لم يجرؤوا على المجاهرة برأيها السافر ، لأن الخلفاء والحكام كانوا في بعض الاحيان يوقعون عقوبات عارمة على الداعين الى هذه الفكرة ، فمن نجا منهم من مصير القتل لم ينج من تكفير العلماء ورجال الدين ، وصار شأنه كالمصاب بالجذام الذي يفر منه الناس ، بل شراً من ذلك ، لأن المصابين بالجذاب كانوا يودعون في دار الرعاية خارج المدينة بعيداً عن المجتمع ، وكانت تخصص لهم في بعض الاحيان مزارع يعيشون فيها بمنأى عن الناس ، حيث يزاولون حياتهم الطبيعية .
اما الذين يحكم عليهم بالتكفير ، فهؤلاء لم يكونوا يجدون شفقة من احد ، ولا كانوا يؤتمنون على عمل يرتزقون منه ، فان كان الكافر تاجراً قاطعه الناس ، وان كان ذا حرفة لم يجد من يستعين به في أي مهمة ، فان خرج من بيته ضايقه الناس حتى يضطر اخر الامر الى الاعتزال او ترك الدار او الهجرة الى حيث لا يعرفه احد . وتلقاء ذلك ، كان من الطبيعي لدعاة فكرة وحدة الوجود ان يتحدثوا عنها لا تصريحاً بل تلميحاً وبرموز واشارات وعبارات ملتوية لئلا يفتضح امرهم ويكون جزاءهم التكفير على ايدي رجال الدين . ومن هنا توصلوا الى التعبير عن المعاني العرفانية والصوفية باستخدام مصطلحات مادية مثل الخمر والخمار والساقي والكأس والحبيب والمدامة والشراب وما الى ذلك ، وانتقلت هذه المصطلحات الى الشعر الذي نظمه الصوفيون ، فاصبح لهذا الشعر من المعاني الظاهرة ما يختلف عن معانيه الباطنه التي يدركها الصوفيون والعرفاء وحدهم ، وبهذه الكيفية استطاعوا ان يجتنبوا توجيه تهمة الكفر اليهم ، وان ينجوا من عقاب الحكام . والمعروف ان الفكر الصوفي اخذ ينمو وينتشرفي المجتمع منذ القرن الثالث للهجرة، وكان الصوفيون والعرفاء في هذه الفترة يؤولون كلام الصادق (ع) ومؤاده ان كل شيء منجذب الى ربه وخالقه، بان المقصود منه هو اندماج الوجودين في وحدة واحدة ، في حين ان جعفر الصادق (ع) لم يؤمن بوحدة الوجود ، ولا قال بها ، وكان من رأيه ان الانسان هو صنيع الخالق ومخلوقه طبقاً للعقيدة الاسلامية ، لان الله هو خالق كل شيء ، وكل شيء راجع اليه .
يتبع
تعليق