كونت مونتي كرستو
بعدما شاهدت الفلم المقتبس من الرواية الفرنسية المعروفة(كونت مونت كرستو) للكاتب الفرنسي(الكساندر دوماس) كتبها عام 1844 والتي جسد بطل قصتها الممثل الامريكي (جيم كافيزل) وهو نفسه بطل فلم (آلام المسيح) ، وجدت ان هنالك الكثير من الوقفات التي يتسحق ان يقف عندها المؤمن في زمان انتشار الظلم والجور في اصقاع الارض والخص الوقفات بالنقاط النقاشية التالية:-
1. بطل القصة (ادموند دانتيس) هو رجل بسيط جدا لا يعرف حتى القرآءة والكتابة انما مجرد موظف ابن موظف في الدولة الفرنسية آنذاك القرن الثامن عشر ايام نابليون ، لكنه يتمتع بقلب صافي كالزجاج وعطوف كالأم لذلك وقع بأخطاء عديدة اهمها عدم محاولته تطوير ذاته والنهوض بها الى مستوى يليق بذاك العصر اضافة" الى الوثوق بكل الناس والسذاجة المفرطة على الرغم من انتشار الشر في العالم الذي يتطلب منه عدم حسن الظن وحينها يتوجب على المؤمن ان يكون(فطن) وليس ساذج، ووصل به الامر ان اودع بالسجن بتهمة الخيانة العظمى للدولة وكان ذاك عن طريق وشاة حاقدون وحاسدون في نفس الوقت، والحكم عليه بالسجن الطويل الامد.
2. اللجوء الى الله في ساعات الشدة ، فبينما هو يتعرض للجلد بصورة مستمرة في السجن لا يفقد الامل ولا الايمان حين استمر بنقش العبارة التي وجدها مكتوبة على احد جدران السجن من قبل سجين سبقه في الزنزانة ..العبارة هي( الرب سيمحني العدالة!!) ، وهذا الايمان هو ما كان يحتاج اليه (ادموند) وكل شخص مكروب من خلال الاعتصام بالرب الواحد للخلاص من بلايات الدنيا.
[IMG]http://www.daviecountystem.com/wp-*******/uploads/2010/08/countMC.jpg[/IMG]
3. من الممكن ان يدب ضعف الايمان عند تاخر الفرج ، وهذا ما حدث لأأدموند بعد مرور سنوات عديدة داخل الحبس حيث بدا يشك في وجود الله او عدالته ، وفي اللحظة الحاسمة جاء الفرج وخرج اليه رجل حكيم طاعن في السن من اسفل الزنزانة بعد ان كان يظن انه يحفر للحرية بالخارج ، هذا الواعظ العجوز هو من ثبت ايمانه المتزعزع واعاد شحنة الامل بالله والخلاص القريب.
4. السجن احيانا نعمة على الرغم من البلاء العظيم في داخله ، فبينما كان ادموند خارج السجن لا يعرف القراءة او الكتابة ولا المبارزة ولا اي شيء يذكر عدا خزعبلات الحياة التافهة ، عرض عليه الواعظ ان يعلمه كل ذلك مقابل ان يساعده في الحفر الى الخارج لباقي الايام والسنوات.
5. طول البلاء لا يعني قلة عناية الخالق-حاشاه- اذ جاء الفرج بعد مرور 13 سنة من السجن والتعذيب ، وبحركة وحدث غير متوقعين تماما ، توفي الواعظ داخل السجن فبينما يحاول القائمون على السجن نقل الجثة الى البحر للدفن وضع ادموند نفسه بدل جثة الواعظ ليذوق الحرية بعد طول انتظار وهو مصداق لقوله تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
6. الانسان الفقير او الوضيع هو الفقير بالايمان والتوكل والعلم والمعرفة ، فالموظف الفقير البسيط اصبح كونتا مليونيرا في لحظة عندما وصل الى الكنز الذي دله عليه الواعظ قبل موته بلحظات ، تحول عجيب ينبأ عن قدرة الخالق العظيم الذي بيده ملكوت السماوات والارض يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء .
7. الاشرار وشياطين الانس لا بد ان يقعوا لان الله يمهل ولا يهمل ، فقد اوقع الله بهم من خلال تدبير وحكمة ادموند الجديد ، فسقط الذين اوقعوا به ولفقوا تهمة الخيانة العظمى له واحدا تلو الآخر بقدرة ومشيئة الله ، وحكمة العبد وعقله وايمانه.
8. الأنسان الغائب او المغيب ليس ميتا...حتى وان اشيع خبر موته مؤكدا فسيعود يوما بمشيئة الله خصوصا المظلوم ، فبعد ان نشر اعداء ادموند خبر موته بين عائلته حتى صدق الجميع ذلك بما فيهم خطيبته ، قال الحق كلمته وعاد الغائب من غابر السنين والايام ليثار ممن ظلموه ..وما اجمل لحظة العدل والقصاص من الظلمة والمجرمين والخونة.
9. الانتقام مكروه لكنه احيانا ضروري في حال استفحل الظلم وبسط الشر يده في الحياة وآخر العلاج الكي.
[IMG]http://www.jeremynoeljohnson.com/wp-*******/uploads/2011/05/CountOfMonteCristo.jpg[/IMG]