حركة الموجودات في رأي الصادق(ع):-
للامام جعفر الصادق(ع) نظرية باهرة اخرى تتعلق بحركة الاجسام ، مؤداها ان لكل شيء حركة ، وان كان من الجماد ، ولكن اعيننا لا ترى هذه الحركة . وان كان هذا الرأي قد بدأ غير معقول في ايام الصادق(ع) فهو قد اصبح اليوم حقيقة علمية مقررة لا سبيل الى الشك فيها ، اذ قد ثبت علمياً بأنه لا يوجد جسم او عنصر في العالم الا وله حركة ، وان من المستحيل تصور جسم معدوم الحركة . وهذا الرأي الذي ساقه الامام الصادق(ع) قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن ، هو من مبتدعاته التي سبق بها عصره ، وقد اضاف اليه قوله ان توقف الحركة معناه موت بني البشر ، وقال ايضاً ان الحركة تستمر حتى بعد الموت ، ولكنها تتخذ شكلاً اخر . ولولا الحركة ، لما بليت الاجسام وصارت رميماً .
ولا يحسن الانسان بمرور الزمن ولا يدرك كنهه الا من خلال الحركة ، فان توقفت الحركة في الكون فقدنا الاحساس بمرور الزمن . ومن هذا القبيل عينه احساسنا بالمكان ، اذ اننا نستمد هذا الاحساس من الحركة ولولاها لما استطعنا معرفة الابعاد الثلاثة وتعيين المكان . وهناك نوعان من الحركة المستمرة داخل كل جسم جامد ، هما الحركة داخل الذرة ، حيث ان الالكترون يدور في فلك نواة الذرة ثلاثة كاتربليون مرة في كل ثانية ، والحركة المتعلقة بذبذبات واهتزازات الجزيئات ، فالجزيء في كل مادة يهتز اهتزازات متفاوتة يتفاوت عددها بين الصفر وعشرة تريليون مرة في كل ثانية تبعاً للبرودة والحرارة او عند انتقال من حالة الى اخرى . يصف الكاتب المسرحي الفرنسي مولر الذي اسس (الكوميدي فرانسيز) بطل احدى مسرحياته بقوله ( انه بلا حركة ولكنه حي) أي انه الدهشة عرته اذ وجد شخصاً حياً ولكنه منعدم الحركة ولكن هذه الملاحظة الساخرة من جانب مولر لا تثير السخرية في يومنا هذا . لأن الحركة موجودة ومستمرة في الانسان وفي الاشياء حتى بعد الموت . كما اثبت ذلك العلم الحديث ، وهو نفسه الذي قال به الامام جعفر الصادق (ع) عندما اكد ان الحركة باقية وان الانسان وكل شيء سائرة الى الخالق الفاطر وان الانسان باقٍِ ما بقي الدهر ، وان كانت ذرات جسمه تتغير وتتحول الى طاقة دون ان تفقد الحركة التي تلازمهاوتتحرك معها . ويقول الصادق (ع) ان كل شيء يرجع الى الله وينجذب الى خالقه . كانت هذه النظريات تعتبر الى عهد قريب فكرة عرفانية ونظرية فلسفية لا نظرية علمية ، فقد فسر العرفاء المسلمون الغاية من مصير الانسان بانها الرجوع الى الله . وبمرور الزمن، ووقوف العرفاء المسلمين على اراء الملل الاخرى ، طرأت لهم فكرة جريئةاخرى بشأن يوم المعاد او الرجوع الى الله مؤادها كما سبق ان اوضحنا ان المخلوق يرجع الى الخالق ويتحد به وقد عرفت هذه الفكرة بأسم (وحدة الوجود) وشاعت لدى العرفاء في الشرق والغرب ، فلما جاء الفيلسوف الهولندي البرتغالي الاصل اسبينوزا ارسى نظريته الفلسفية على اساس وحدة الوجود . ومحصل فكرة وحدة الوجود ان جميع ما في الكون من عناصر وكائنات ، ومنها الانسان ، انما هي مظهر من مظاهر وجود الله . وبانتشار مؤلفات اسبينوزا في منتصف القرن السابع عشر الميلادي ، انتشرت هذه الفكرة في الغرب بعد ما كانت منتشرة كفكرة عرفانية في الشرق . وقد تعرض اسبينوزا للتكفير واتهامه بالهرقلة ، فجمعت كتبه من المكتبات والمطابع ، وانصرفت عنها دور الطباعة خوفاً من سطوة السلطات الدينية وبطشها .ومع ان حرية الرأي والبحث التي دعت اليها مدرسة الامام الصادق (ع) قد اخذت تنتشر في ربوع الشرق ، فان دعاة نظرية وحدة الوجود لم يجرؤوا على المجاهرة برأيها السافر ، لأن الخلفاء والحكام كانوا في بعض الاحيان يوقعون عقوبات عارمة على الداعين الى هذه الفكرة ، فمن نجا منهم من مصير القتل لم ينج من تكفير العلماء ورجال الدين ، وصار شأنه كالمصاب بالجذام الذي يفر منه الناس ، بل شراً من ذلك ، لأن المصابين بالجذاب كانوا يودعون في دار الرعاية خارج المدينة بعيداً عن المجتمع ، وكانت تخصص لهم في بعض الاحيان مزارع يعيشون فيها بمنأى عن الناس ، حيث يزاولون حياتهم الطبيعية .
اما الذين يحكم عليهم بالتكفير ، فهؤلاء لم يكونوا يجدون شفقة من احد ، ولا كانوا يؤتمنون على عمل يرتزقون منه ، فان كان الكافر تاجراً قاطعه الناس ، وان كان ذا حرفة لم يجد من يستعين به في أي مهمة ، فان خرج من بيته ضايقه الناس حتى يضطر اخر الامر الى الاعتزال او ترك الدار او الهجرة الى حيث لا يعرفه احد . وتلقاء ذلك ، كان من الطبيعي لدعاة فكرة وحدة الوجود ان يتحدثوا عنها لا تصريحاً بل تلميحاً وبرموز واشارات وعبارات ملتوية لئلا يفتضح امرهم ويكون جزاءهم التكفير على ايدي رجال الدين . ومن هنا توصلوا الى التعبير عن المعاني العرفانية والصوفية باستخدام مصطلحات مادية مثل الخمر والخمار والساقي والكأس والحبيب والمدامة والشراب وما الى ذلك ، وانتقلت هذه المصطلحات الى الشعر الذي نظمه الصوفيون ، فاصبح لهذا الشعر من المعاني الظاهرة ما يختلف عن معانيه الباطنه التي يدركها الصوفيون والعرفاء وحدهم ، وبهذه الكيفية استطاعوا ان يجتنبوا توجيه تهمة الكفر اليهم ، وان ينجوا من عقاب الحكام . والمعروف ان الفكر الصوفي اخذ ينمو وينتشرفي المجتمع منذ القرن الثالث للهجرة، وكان الصوفيون والعرفاء في هذه الفترة يؤولون كلام الصادق (ع) ومؤاده ان كل شيء منجذب الى ربه وخالقه، بان المقصود منه هو اندماج الوجودين في وحدة واحدة ، في حين ان جعفر الصادق (ع) لم يؤمن بوحدة الوجود ، ولا قال بها ، وكان من رأيه ان الانسان هو صنيع الخالق ومخلوقه طبقاً للعقيدة الاسلامية ، لان الله هو خالق كل شيء ، وكل شيء راجع اليه .
وعندا وضعت للعلوم تعريفات خاصة بكل منها في عصور متأخرة ، اعتبرت الفلسفة والعرفان من جملة هذه العلوم ، وعدت نظرية الامام الصادق (ع) القائلة بان كل شيء منجذب الى ربه بانها نظرية عرفانية لا علمية . وقد اثبتت العلوم في يومنا هذا ان نظرية الصادق(ع)قريبة من الحقيقة العلمية الملموسة . وان كان من السابق لأوانه ان نقطع بان جميع الاشياء منجذبة الى شيء واحد ( او بعبارة الصادق: كل الاشياء منجذبة الى الله) . ومن الثابت انه الموجات التي تنطلق من الالكترون تتجه الى ناحية واحدة ، ولا تتبعثر في كل اتجاه الا اذا كانت للموجات خاصية مغناطيسية فعندئذ تكون الموجات كهرومغناطيسية هي التي تستخدم في البث الاذاعي والتلفزيوني . والمثال الحي على ان الالكترون ينطلق في اتجاه واحد ، هو عقرب البوصلة الذي نراه الا متجهاً ناحية الشمال حيث يوجد المجال المغناطيسي للقطب الشمالي . والبوصلة اختراع اهتدى اليه المسلمون وانتفع به في الرحلات البحرية انتفاعاً عظيماً ، ولولاه لما استطاع البحار البرتغالي فاسكودو جاما ان يتجه من رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا الى الهند ، ولما استطاع كريستوف كولومبس الايطالي ان يكتشف امريكا في هذه الفترة عينها ، ولما استطاع ماجلان البرتغالي ان يطوف بسفينته حول العالم ويثبت كروية الارض بطريقة علمية . وما زالت البوصلة الى هذا اليوم جهازا من اهم الاجهزة في السفن والطائرات والنفاثات الجوية ، صحيح ان الطائرات تظل على اتصال دائم بابراج المراقبة في المطارات ، ولكنها مع ذلك لا تستطيع الاستغناء عن البوصلة . والبروفيسور( داش ) الاستاذ بجامعة واشنطن الامريكية وهو من ابرز علماء الفيزياء والفلك في الولايات المتحدة الامريكية ، قد وضع نظرية علمية بشأن الكون لو اقيمت عليها البراهين التجريبية لجأت معززة لنظرية الصادق(ع) بشأن انجذاب الاشياء ورجوعها الى الخالق . ومعروف ان شغل العلماء الشاغل منذ القرن التاسع منصرف الى محاولة تحديد معالم الكون وتحديد الحركة التي تجري فيه ، ولكن الامر حتى الان لا يعدو كونه نظريات مجردة . وقد استطاع العلم ان يثبت صحة بعض النظريات المتعلقة بالكون والكائنات ، مثل قانون دوران السيارات حول كرة الشمس وما الى ذلك ، واكتشفت هذه القوانين في معضمها قبل القرن التاسع عشر الميلادي . ولكن كل ما قيل حتى اليوم عن هيئة الكون وحركاته(بأستثناء ما تم رصده بالمراقب الفلكية) لا يخرج عن نطاق النظريات المجردة ، ومن ذلك مثلاً ان نظرية النسبية لأينشتين لم تثبت بالتجري العملي لا ما يتعلق بانحراف شعاع الضوء عند اقترابه من كتل الجاذبية او اصدامه بها . ويذهب مؤيدوا النظرية النسبية لاينشتين الى ان هذه النظرية انما تستند الى معادلة رياضية ، وان المعادلة الرياضية لا سبيل الى الشك فيها (كالقانون مثلاً بان حاصل ضرب 2×2=4 ، او حاصل قسمة (20 على 5 هو 4) ، ولكن المعادلات الرياضية شبيهة الى حد كبير بميزان القباني ، فأذا تعادلت كفتا الميزان ، ثبت الشاهين في وضع عمودي عند خط الوسط ، لا يميل يمنة ولا يسرة ، دليلا على ان الكفتين متساويتان ، ولكن وقوف هذا المؤشر عند خط الوسط ، وان دل على تساوي الكفتين ، لا يدل على الوزن الذي تحمله كل كفة منهما ، ولا على السلعة الموضوعة في هذه الكفة او تلك ، وهل هي من الفحم او من الذهب . وقد عاشت النظريات الرياضية وهي تتمتع بتصديق الناس وثقتها، واعتبرت نظرية اينشتين حقيقة ثابتة لاتقبل الشك .ومع ذلك فقد تبين بعد اختراع اجهزة الرصد الكهروضوئية ان هناك اجراماً سماوية تبعد عن الكرة الارضية بمسافة 9 الاف مليون سنة ضوئية في حين ان اينشتين حسب قطر العالم بثلاث الاف مليون سنة ضوئية . وكما سبق ان ذكرنا ، فان علماء الفلك الامريكيين عاكفوا على صنع جهاز راديو تلسكوبي جديد قوامه 27 هوائياً راديو تلسكوبيا ، على هيئة حرف(y) في اللغة الانجليزية ، وبين كل طرف من اطراف هذا الحرف مسافة 21 كيلو متراً ، ولهذا الجهاز مجال تعمل فيه الهوائيات الراديو تلسكوبية قطره 30 كيلو متراً. وعند استكمال هذا الجهاز لا يستبعد ان تتغير جميع النظريات الخاصة بالكون ، اذ سيكون في مقدوره رد عوالم اوسع مما امكن رصده حتى اليوم . والامر الذي لا شك فيه ، هو ما ذهب اليه اينشتين من تحديد قطر الكون ليس صحيحاً ، اذ ان العلم قد اثبت خلاف ذلك . ومحصل نظرية البروفيسور داش استاذ الفيزياء والفلك المذكور في جامعة واشنطن ، ان اجهزة الرصد الراديو تلسكوبية قد غيرت المعارف البشرية بشأن النجوم ، اذ تبين للعلماء ان هناك اجراماً سماوية من نوع المجرة تتحرك في اتجاه نقطة ما بسرعة تفوق سرعة الضوء بخمسة وتسعين مرة . وتتحرك هذه الاجرام كيفما اتفق ، مما يؤكد انها لا بد ان تلتقي في نقطة الهدف ، ويصطدم بعضها بالبعض الاخر . وليس سبيل للتكهن بما يمكن ان يؤدي اليه هذا التصادم ، وهل يولد طاقة او طوفاناً من الامواج يضطرد ويمضي الى نهاية الكون ، وهل تنشأ عن هذا التصادم عوالم اخرى تخضع لقوانين خاصة بها . ولم يحدد البروفيسور داش لا زمان تصادم هذه الاجرام التي تنطلق بهذه السرعة الفائقة ولا مكانه ، ولا استطاع ان يبين خط سير هذه الاجرام لسبب بسيط هو انها تنحرف امام الكتل ذات الجاذبية الشديدة التي تجذبها اليها . ولكنه قال ان المدارات التي تسير فيها هذه الكتل تتسع بحيث يصعب على اجهزة الكمبيوتر تحديد اتجاهها او مقارنة بعضها بالبعض الاخر او تحديد نقطة التقائها . فان صحت هذه النظرية وكانت هناك فعلا كتل لها قوة جاذبية شديدة تعترض سير المجرات فمعنى ذلك ان هذه الكتل تتكون من مادة لاتستطيع التمتع بهذه القدرة الفائقة الجاذبية . بقيت مشكلة في هذه النظرية ، وهي ان المجرات اجرام وعناصر مادية ، فكيف يتأتى للمادة ان تتحرك بهذه السرعة ؟ يقول داش ان الاجرام السماوية التي تنطلق بهذه السرعة هي من الحالة الرابعة للمادة التي تعرف بأسم ( البلازما) اما الحالات الثلاثة الاخرى التي كانت معروفة من مدة غير قصيرة فهي الحالات السائلة والجامدة والغازية ، وقد اضيفت اليها هذه الحالة الرابعة وهي ( البلازما ) . ومع ذلك، يقول علماء الفيزياء ان البلازما لا تستطيع بدورها ان تنطلق بهذ السرعة ، والا فقدت كيانها وتحولت الى موجات . يؤخذ مما تقدم وفقأ لنظرية البروفيسور داش ان الاجرام السماوية الشديدة البعد عن منظومتنا تسير بسرعة فائقة نحو نقطة غير معلومة لنا ، وهذا يدل على ان المجرة او المجموعة التي تضمها منظومتنا الشمسية والمجرات الاخرى تسير بدورها بأتجاه تلك النقطة عينها . فان امكن تأكيد هذه النظرية ، برهنت بطريقة عملية على صدق نظرية الامام جعفر الصادق(ع) القائلة بان كل شيء منجذب اليه ، وكل شيء يرجع الى الله . بينما البروفيسور داش يقول ان كل شيء ينجذب الى نقطة واحدة او مركز واحد . فلا فرق بين نظرية داش (لو ثبتت علمياً) ونظرية الصادق(ع) الا في العبارات والالفاظ ، فالانجذاب في رأي الصادق (ع) هو انجذاب الى الله ، وهو في رأي داش انجذاب الى مركز واحد . وتختلف نظرية(داش) عن نظرية (آبه لمتر)الاستاذ بجامعة لوون ببلجيكا التي تتعلق بسعة الكون ، ومؤادها ان الاجرام والمجرات السماوية تنطلق في اتجاه السعة الكونية . ومعروف ان الفترة التي عاش فيها آبه لمتر قبيل الحرب العالمية الثانية كان حظها من المراكز الفلكية ، الاجهزة الاعتيادية التقليدية ، اذ ان المَراقب الراديوتلسكوبية واجهزة الكمبيوتر لم تكن قد لعبت بعد دورها الضخم في عصر الفضاء ، وفي رصد الاجرام البعيدة ، وحساب سرعة حركتها ، وحل المعادلات الرياضية المعقدة بدقة وسرعة . وكان علماء الفلك والرياضيات في ذلك الوقت يستخدمون عقولهم في اجراء العمليات الحسابية المتعلقة بالفضاء وبسرعة السيارات التي تدور فيه . ومع انه قد اصبح من الميسور الان متابعة حركة الاجرام السماوية وحساب سرعتها بالاجهزة العصرية المتقدمة ، ومع ان بين ايدي العلماء فعلاً نظرية داش المتعلقة بحركة العالم صوب مركز معين ، الا اننا لا نستطيع انكار نظرية (آبه لمتر) كما ان نظرية داش لم تتحقق علمياً حتى الان . وتشمل نظرية داش هذه على نقطتين غامضتين ، هما : - اولاً : كيف يتأتى للمادة ان تتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء 55 مرة ؟ فالرد ان المجرات التي تسير بهذه السرعة ليست مادة ، وانما هي بلازما كما يقول علماء الفيزياء .
وثانياً : ما هو المركز الذي تتجه صوبه هذه السيارات في سيرها السريع ؟ ان البروفيسور داش لم يورد شيئاً يوضح به هذه النقطة الغامضة . فان كانت الجاذبية التي تتحكم في منظومتنا الشمسية تتحكم في العالم الخارجي عن هذه المنظومة ، فالذي لا ريب فيه ان المركز الذي تتجه جميع الاجرام والمجرات صوبه هو مركز مادي له جاذبية عظيمة قادرة على جذب المجرات والاجرام السماوية اليه . والى يومنا هذا ، لم يتسن لأجهزة الرصد الدقيقة اكتشاف هذا المركز المادي الذي تتناهى قوة جاذبيته عن التصور ، ومما يزيد الامر صعوبة ان صاحب النظرية لم يعين هذا المركز الجاذب الذي تتجه اليه الاجرام والمجرات.
للامام جعفر الصادق(ع) نظرية باهرة اخرى تتعلق بحركة الاجسام ، مؤداها ان لكل شيء حركة ، وان كان من الجماد ، ولكن اعيننا لا ترى هذه الحركة . وان كان هذا الرأي قد بدأ غير معقول في ايام الصادق(ع) فهو قد اصبح اليوم حقيقة علمية مقررة لا سبيل الى الشك فيها ، اذ قد ثبت علمياً بأنه لا يوجد جسم او عنصر في العالم الا وله حركة ، وان من المستحيل تصور جسم معدوم الحركة . وهذا الرأي الذي ساقه الامام الصادق(ع) قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن ، هو من مبتدعاته التي سبق بها عصره ، وقد اضاف اليه قوله ان توقف الحركة معناه موت بني البشر ، وقال ايضاً ان الحركة تستمر حتى بعد الموت ، ولكنها تتخذ شكلاً اخر . ولولا الحركة ، لما بليت الاجسام وصارت رميماً .
ولا يحسن الانسان بمرور الزمن ولا يدرك كنهه الا من خلال الحركة ، فان توقفت الحركة في الكون فقدنا الاحساس بمرور الزمن . ومن هذا القبيل عينه احساسنا بالمكان ، اذ اننا نستمد هذا الاحساس من الحركة ولولاها لما استطعنا معرفة الابعاد الثلاثة وتعيين المكان . وهناك نوعان من الحركة المستمرة داخل كل جسم جامد ، هما الحركة داخل الذرة ، حيث ان الالكترون يدور في فلك نواة الذرة ثلاثة كاتربليون مرة في كل ثانية ، والحركة المتعلقة بذبذبات واهتزازات الجزيئات ، فالجزيء في كل مادة يهتز اهتزازات متفاوتة يتفاوت عددها بين الصفر وعشرة تريليون مرة في كل ثانية تبعاً للبرودة والحرارة او عند انتقال من حالة الى اخرى . يصف الكاتب المسرحي الفرنسي مولر الذي اسس (الكوميدي فرانسيز) بطل احدى مسرحياته بقوله ( انه بلا حركة ولكنه حي) أي انه الدهشة عرته اذ وجد شخصاً حياً ولكنه منعدم الحركة ولكن هذه الملاحظة الساخرة من جانب مولر لا تثير السخرية في يومنا هذا . لأن الحركة موجودة ومستمرة في الانسان وفي الاشياء حتى بعد الموت . كما اثبت ذلك العلم الحديث ، وهو نفسه الذي قال به الامام جعفر الصادق (ع) عندما اكد ان الحركة باقية وان الانسان وكل شيء سائرة الى الخالق الفاطر وان الانسان باقٍِ ما بقي الدهر ، وان كانت ذرات جسمه تتغير وتتحول الى طاقة دون ان تفقد الحركة التي تلازمهاوتتحرك معها . ويقول الصادق (ع) ان كل شيء يرجع الى الله وينجذب الى خالقه . كانت هذه النظريات تعتبر الى عهد قريب فكرة عرفانية ونظرية فلسفية لا نظرية علمية ، فقد فسر العرفاء المسلمون الغاية من مصير الانسان بانها الرجوع الى الله . وبمرور الزمن، ووقوف العرفاء المسلمين على اراء الملل الاخرى ، طرأت لهم فكرة جريئةاخرى بشأن يوم المعاد او الرجوع الى الله مؤادها كما سبق ان اوضحنا ان المخلوق يرجع الى الخالق ويتحد به وقد عرفت هذه الفكرة بأسم (وحدة الوجود) وشاعت لدى العرفاء في الشرق والغرب ، فلما جاء الفيلسوف الهولندي البرتغالي الاصل اسبينوزا ارسى نظريته الفلسفية على اساس وحدة الوجود . ومحصل فكرة وحدة الوجود ان جميع ما في الكون من عناصر وكائنات ، ومنها الانسان ، انما هي مظهر من مظاهر وجود الله . وبانتشار مؤلفات اسبينوزا في منتصف القرن السابع عشر الميلادي ، انتشرت هذه الفكرة في الغرب بعد ما كانت منتشرة كفكرة عرفانية في الشرق . وقد تعرض اسبينوزا للتكفير واتهامه بالهرقلة ، فجمعت كتبه من المكتبات والمطابع ، وانصرفت عنها دور الطباعة خوفاً من سطوة السلطات الدينية وبطشها .ومع ان حرية الرأي والبحث التي دعت اليها مدرسة الامام الصادق (ع) قد اخذت تنتشر في ربوع الشرق ، فان دعاة نظرية وحدة الوجود لم يجرؤوا على المجاهرة برأيها السافر ، لأن الخلفاء والحكام كانوا في بعض الاحيان يوقعون عقوبات عارمة على الداعين الى هذه الفكرة ، فمن نجا منهم من مصير القتل لم ينج من تكفير العلماء ورجال الدين ، وصار شأنه كالمصاب بالجذام الذي يفر منه الناس ، بل شراً من ذلك ، لأن المصابين بالجذاب كانوا يودعون في دار الرعاية خارج المدينة بعيداً عن المجتمع ، وكانت تخصص لهم في بعض الاحيان مزارع يعيشون فيها بمنأى عن الناس ، حيث يزاولون حياتهم الطبيعية .
اما الذين يحكم عليهم بالتكفير ، فهؤلاء لم يكونوا يجدون شفقة من احد ، ولا كانوا يؤتمنون على عمل يرتزقون منه ، فان كان الكافر تاجراً قاطعه الناس ، وان كان ذا حرفة لم يجد من يستعين به في أي مهمة ، فان خرج من بيته ضايقه الناس حتى يضطر اخر الامر الى الاعتزال او ترك الدار او الهجرة الى حيث لا يعرفه احد . وتلقاء ذلك ، كان من الطبيعي لدعاة فكرة وحدة الوجود ان يتحدثوا عنها لا تصريحاً بل تلميحاً وبرموز واشارات وعبارات ملتوية لئلا يفتضح امرهم ويكون جزاءهم التكفير على ايدي رجال الدين . ومن هنا توصلوا الى التعبير عن المعاني العرفانية والصوفية باستخدام مصطلحات مادية مثل الخمر والخمار والساقي والكأس والحبيب والمدامة والشراب وما الى ذلك ، وانتقلت هذه المصطلحات الى الشعر الذي نظمه الصوفيون ، فاصبح لهذا الشعر من المعاني الظاهرة ما يختلف عن معانيه الباطنه التي يدركها الصوفيون والعرفاء وحدهم ، وبهذه الكيفية استطاعوا ان يجتنبوا توجيه تهمة الكفر اليهم ، وان ينجوا من عقاب الحكام . والمعروف ان الفكر الصوفي اخذ ينمو وينتشرفي المجتمع منذ القرن الثالث للهجرة، وكان الصوفيون والعرفاء في هذه الفترة يؤولون كلام الصادق (ع) ومؤاده ان كل شيء منجذب الى ربه وخالقه، بان المقصود منه هو اندماج الوجودين في وحدة واحدة ، في حين ان جعفر الصادق (ع) لم يؤمن بوحدة الوجود ، ولا قال بها ، وكان من رأيه ان الانسان هو صنيع الخالق ومخلوقه طبقاً للعقيدة الاسلامية ، لان الله هو خالق كل شيء ، وكل شيء راجع اليه .
وعندا وضعت للعلوم تعريفات خاصة بكل منها في عصور متأخرة ، اعتبرت الفلسفة والعرفان من جملة هذه العلوم ، وعدت نظرية الامام الصادق (ع) القائلة بان كل شيء منجذب الى ربه بانها نظرية عرفانية لا علمية . وقد اثبتت العلوم في يومنا هذا ان نظرية الصادق(ع)قريبة من الحقيقة العلمية الملموسة . وان كان من السابق لأوانه ان نقطع بان جميع الاشياء منجذبة الى شيء واحد ( او بعبارة الصادق: كل الاشياء منجذبة الى الله) . ومن الثابت انه الموجات التي تنطلق من الالكترون تتجه الى ناحية واحدة ، ولا تتبعثر في كل اتجاه الا اذا كانت للموجات خاصية مغناطيسية فعندئذ تكون الموجات كهرومغناطيسية هي التي تستخدم في البث الاذاعي والتلفزيوني . والمثال الحي على ان الالكترون ينطلق في اتجاه واحد ، هو عقرب البوصلة الذي نراه الا متجهاً ناحية الشمال حيث يوجد المجال المغناطيسي للقطب الشمالي . والبوصلة اختراع اهتدى اليه المسلمون وانتفع به في الرحلات البحرية انتفاعاً عظيماً ، ولولاه لما استطاع البحار البرتغالي فاسكودو جاما ان يتجه من رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا الى الهند ، ولما استطاع كريستوف كولومبس الايطالي ان يكتشف امريكا في هذه الفترة عينها ، ولما استطاع ماجلان البرتغالي ان يطوف بسفينته حول العالم ويثبت كروية الارض بطريقة علمية . وما زالت البوصلة الى هذا اليوم جهازا من اهم الاجهزة في السفن والطائرات والنفاثات الجوية ، صحيح ان الطائرات تظل على اتصال دائم بابراج المراقبة في المطارات ، ولكنها مع ذلك لا تستطيع الاستغناء عن البوصلة . والبروفيسور( داش ) الاستاذ بجامعة واشنطن الامريكية وهو من ابرز علماء الفيزياء والفلك في الولايات المتحدة الامريكية ، قد وضع نظرية علمية بشأن الكون لو اقيمت عليها البراهين التجريبية لجأت معززة لنظرية الصادق(ع) بشأن انجذاب الاشياء ورجوعها الى الخالق . ومعروف ان شغل العلماء الشاغل منذ القرن التاسع منصرف الى محاولة تحديد معالم الكون وتحديد الحركة التي تجري فيه ، ولكن الامر حتى الان لا يعدو كونه نظريات مجردة . وقد استطاع العلم ان يثبت صحة بعض النظريات المتعلقة بالكون والكائنات ، مثل قانون دوران السيارات حول كرة الشمس وما الى ذلك ، واكتشفت هذه القوانين في معضمها قبل القرن التاسع عشر الميلادي . ولكن كل ما قيل حتى اليوم عن هيئة الكون وحركاته(بأستثناء ما تم رصده بالمراقب الفلكية) لا يخرج عن نطاق النظريات المجردة ، ومن ذلك مثلاً ان نظرية النسبية لأينشتين لم تثبت بالتجري العملي لا ما يتعلق بانحراف شعاع الضوء عند اقترابه من كتل الجاذبية او اصدامه بها . ويذهب مؤيدوا النظرية النسبية لاينشتين الى ان هذه النظرية انما تستند الى معادلة رياضية ، وان المعادلة الرياضية لا سبيل الى الشك فيها (كالقانون مثلاً بان حاصل ضرب 2×2=4 ، او حاصل قسمة (20 على 5 هو 4) ، ولكن المعادلات الرياضية شبيهة الى حد كبير بميزان القباني ، فأذا تعادلت كفتا الميزان ، ثبت الشاهين في وضع عمودي عند خط الوسط ، لا يميل يمنة ولا يسرة ، دليلا على ان الكفتين متساويتان ، ولكن وقوف هذا المؤشر عند خط الوسط ، وان دل على تساوي الكفتين ، لا يدل على الوزن الذي تحمله كل كفة منهما ، ولا على السلعة الموضوعة في هذه الكفة او تلك ، وهل هي من الفحم او من الذهب . وقد عاشت النظريات الرياضية وهي تتمتع بتصديق الناس وثقتها، واعتبرت نظرية اينشتين حقيقة ثابتة لاتقبل الشك .ومع ذلك فقد تبين بعد اختراع اجهزة الرصد الكهروضوئية ان هناك اجراماً سماوية تبعد عن الكرة الارضية بمسافة 9 الاف مليون سنة ضوئية في حين ان اينشتين حسب قطر العالم بثلاث الاف مليون سنة ضوئية . وكما سبق ان ذكرنا ، فان علماء الفلك الامريكيين عاكفوا على صنع جهاز راديو تلسكوبي جديد قوامه 27 هوائياً راديو تلسكوبيا ، على هيئة حرف(y) في اللغة الانجليزية ، وبين كل طرف من اطراف هذا الحرف مسافة 21 كيلو متراً ، ولهذا الجهاز مجال تعمل فيه الهوائيات الراديو تلسكوبية قطره 30 كيلو متراً. وعند استكمال هذا الجهاز لا يستبعد ان تتغير جميع النظريات الخاصة بالكون ، اذ سيكون في مقدوره رد عوالم اوسع مما امكن رصده حتى اليوم . والامر الذي لا شك فيه ، هو ما ذهب اليه اينشتين من تحديد قطر الكون ليس صحيحاً ، اذ ان العلم قد اثبت خلاف ذلك . ومحصل نظرية البروفيسور داش استاذ الفيزياء والفلك المذكور في جامعة واشنطن ، ان اجهزة الرصد الراديو تلسكوبية قد غيرت المعارف البشرية بشأن النجوم ، اذ تبين للعلماء ان هناك اجراماً سماوية من نوع المجرة تتحرك في اتجاه نقطة ما بسرعة تفوق سرعة الضوء بخمسة وتسعين مرة . وتتحرك هذه الاجرام كيفما اتفق ، مما يؤكد انها لا بد ان تلتقي في نقطة الهدف ، ويصطدم بعضها بالبعض الاخر . وليس سبيل للتكهن بما يمكن ان يؤدي اليه هذا التصادم ، وهل يولد طاقة او طوفاناً من الامواج يضطرد ويمضي الى نهاية الكون ، وهل تنشأ عن هذا التصادم عوالم اخرى تخضع لقوانين خاصة بها . ولم يحدد البروفيسور داش لا زمان تصادم هذه الاجرام التي تنطلق بهذه السرعة الفائقة ولا مكانه ، ولا استطاع ان يبين خط سير هذه الاجرام لسبب بسيط هو انها تنحرف امام الكتل ذات الجاذبية الشديدة التي تجذبها اليها . ولكنه قال ان المدارات التي تسير فيها هذه الكتل تتسع بحيث يصعب على اجهزة الكمبيوتر تحديد اتجاهها او مقارنة بعضها بالبعض الاخر او تحديد نقطة التقائها . فان صحت هذه النظرية وكانت هناك فعلا كتل لها قوة جاذبية شديدة تعترض سير المجرات فمعنى ذلك ان هذه الكتل تتكون من مادة لاتستطيع التمتع بهذه القدرة الفائقة الجاذبية . بقيت مشكلة في هذه النظرية ، وهي ان المجرات اجرام وعناصر مادية ، فكيف يتأتى للمادة ان تتحرك بهذه السرعة ؟ يقول داش ان الاجرام السماوية التي تنطلق بهذه السرعة هي من الحالة الرابعة للمادة التي تعرف بأسم ( البلازما) اما الحالات الثلاثة الاخرى التي كانت معروفة من مدة غير قصيرة فهي الحالات السائلة والجامدة والغازية ، وقد اضيفت اليها هذه الحالة الرابعة وهي ( البلازما ) . ومع ذلك، يقول علماء الفيزياء ان البلازما لا تستطيع بدورها ان تنطلق بهذ السرعة ، والا فقدت كيانها وتحولت الى موجات . يؤخذ مما تقدم وفقأ لنظرية البروفيسور داش ان الاجرام السماوية الشديدة البعد عن منظومتنا تسير بسرعة فائقة نحو نقطة غير معلومة لنا ، وهذا يدل على ان المجرة او المجموعة التي تضمها منظومتنا الشمسية والمجرات الاخرى تسير بدورها بأتجاه تلك النقطة عينها . فان امكن تأكيد هذه النظرية ، برهنت بطريقة عملية على صدق نظرية الامام جعفر الصادق(ع) القائلة بان كل شيء منجذب اليه ، وكل شيء يرجع الى الله . بينما البروفيسور داش يقول ان كل شيء ينجذب الى نقطة واحدة او مركز واحد . فلا فرق بين نظرية داش (لو ثبتت علمياً) ونظرية الصادق(ع) الا في العبارات والالفاظ ، فالانجذاب في رأي الصادق (ع) هو انجذاب الى الله ، وهو في رأي داش انجذاب الى مركز واحد . وتختلف نظرية(داش) عن نظرية (آبه لمتر)الاستاذ بجامعة لوون ببلجيكا التي تتعلق بسعة الكون ، ومؤادها ان الاجرام والمجرات السماوية تنطلق في اتجاه السعة الكونية . ومعروف ان الفترة التي عاش فيها آبه لمتر قبيل الحرب العالمية الثانية كان حظها من المراكز الفلكية ، الاجهزة الاعتيادية التقليدية ، اذ ان المَراقب الراديوتلسكوبية واجهزة الكمبيوتر لم تكن قد لعبت بعد دورها الضخم في عصر الفضاء ، وفي رصد الاجرام البعيدة ، وحساب سرعة حركتها ، وحل المعادلات الرياضية المعقدة بدقة وسرعة . وكان علماء الفلك والرياضيات في ذلك الوقت يستخدمون عقولهم في اجراء العمليات الحسابية المتعلقة بالفضاء وبسرعة السيارات التي تدور فيه . ومع انه قد اصبح من الميسور الان متابعة حركة الاجرام السماوية وحساب سرعتها بالاجهزة العصرية المتقدمة ، ومع ان بين ايدي العلماء فعلاً نظرية داش المتعلقة بحركة العالم صوب مركز معين ، الا اننا لا نستطيع انكار نظرية (آبه لمتر) كما ان نظرية داش لم تتحقق علمياً حتى الان . وتشمل نظرية داش هذه على نقطتين غامضتين ، هما : - اولاً : كيف يتأتى للمادة ان تتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء 55 مرة ؟ فالرد ان المجرات التي تسير بهذه السرعة ليست مادة ، وانما هي بلازما كما يقول علماء الفيزياء .
وثانياً : ما هو المركز الذي تتجه صوبه هذه السيارات في سيرها السريع ؟ ان البروفيسور داش لم يورد شيئاً يوضح به هذه النقطة الغامضة . فان كانت الجاذبية التي تتحكم في منظومتنا الشمسية تتحكم في العالم الخارجي عن هذه المنظومة ، فالذي لا ريب فيه ان المركز الذي تتجه جميع الاجرام والمجرات صوبه هو مركز مادي له جاذبية عظيمة قادرة على جذب المجرات والاجرام السماوية اليه . والى يومنا هذا ، لم يتسن لأجهزة الرصد الدقيقة اكتشاف هذا المركز المادي الذي تتناهى قوة جاذبيته عن التصور ، ومما يزيد الامر صعوبة ان صاحب النظرية لم يعين هذا المركز الجاذب الذي تتجه اليه الاجرام والمجرات.
تعليق