إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أزلية الارتباط المهدوي والديانات السماوية والخلاص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أزلية الارتباط المهدوي والديانات السماوية والخلاص





    ________________________________________


    ازلية الارتباط المهدوي والديانات السماوية والخلاص
    الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بشارة تضمّنتها كل العقائد الدينية السابقة للإسلام، وجاء الإسلام ليضع يده على ملامح هذه البشارة ويؤكد وقوعها، ويشرح تفاصيلها بدقة، بحيث أصبح ما عندنا عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) من أخبار متواترة يفوق كثيراً من الأجزاء العقائدية الأخرى.

    فالأديان السماوية تشترك في تبنيها فكرة الخلاص للبشرية على يد مخلص من عالم الغيب، وعن طريق حدثٍ غيبي من صناعة وتدبير الخالق عز ذكره، وإن كانت تختلف من حيث تشخيص العنصر والحدث وفي تسمية الرجل الإلهي الذي سيقوم بمهمة الخلاص العظمى.

    فمن هذه الاديان :المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية والسيخية وغيرها من الاديان .

    ولقد أجريت دراسات على هذه الديانات ومدى ارتباطها بعقيدة المهدي عج والانتظار وتم التوصل إلى نتائج عدة وهي كالآتي :

    1- إن عقيدة إنتظار مخلص أو منقذ أو مصلح عالمي ينشر العدل والرخاء في ظهوره، وتتطهر الأرض من الظلم والقهر، من العقائد البارزة التي تؤمن بها العقائد أو الديانات الوضعية (سواء أكانت سماوية أو فكراً إنسانيا وضعياً حيث كان للظواهر الطبيعية والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية دوراً في ظهور عقيدة الانتظار، وقد اختلفت شخصية هذا المنقذ عند العقائد الوضعية، فلاحظنا مثلاً انه النيل عند المصريين القدامى، وتارة أخرى تمثلت شخصيته بالإله تموز عند العراقيين القدامى، وأخرى تمثلت في شخصية (كرشنا) و(رامى) عند الديانة الهندوسية، وبوذى عند الديانة البوذية، وزر آدشت عند ديانة الفرس القديمة، وأخرى تظهر لنا بطبقة البروليتاريا عند المفكرين الماركسيين .

    2- تلتقي العقائد الوضعية مع بقية الأديان السماوية الأخرى، كالديانة اليهودية والديانة المسيحية في عقيدة انتظار منقذ، والمنتظر المنقذ عند الديانة اليهودية هو المسيح المنتظر، وهو ليس النبي عيسى بن مريم (عليهما السلام( كما تعتقد به الديانة المسيحية، بل تؤمن الديانة اليهودية بأن الذي وعد به اليهود لم يأت، لذلك هم ما زالوا ينتظرون مجيئه ليحقق منجزاته الكبرى .

    3- إن انتظار منقذ ومخلص لدى اليهود كان يأخذ أبعاداً وتيارات عديدة، فهناك تيار من يفسر انتظار المنقذ لظروف قاسية التي عاشها الشعب اليهودي أثناء وبعد السبي البابلي والذي أدى إلى اضطهادهم من الشعوب الأخرى، وتيار آخر يفسر بأن الانتظار هو فكرة غير أصيلة لدى الديانة اليهودية بل مستمدة من الديانات الأخرى نتيجة لخضوعهم لها كالديانة الفارسية، أما الاتجاه الآخر وهم الأصح، هو الذي يفسر هذه الفكرة بأنها أصيلة وذلك لوجود كثير من النصوص القدسية في مصادرهم التي يعتقدون بها .

    4- تعتقد الديانة المسيحية، كاليهودية، بالمسيح المنتظر أو المخلص، لكنها تختلف في مسألة المجيء، فالديانة المسيحية تؤمن بأن مجيء المنتظر قد تم على يد المسيح عيسى ابن مريم (عليهما السلام)، لكن الذي ظهر بعد ذلك اعتقاد بأن مجيء المسيح المنتظر سوف يكون المجيء الثاني، وعليه فإن الديانة المسيحية تعتقد أن المسيح هو (المخلص) للشعب والمصحح لمسيرة اليهودية، وقد أطلق على هذا المخلص اسم (يسوع المسيح) أو ابن الله، وقد ورد ذكره في العديد من التنبؤات في كتاب العهد الجديد والتي تتحدث عن مخلص آخر الزمان.

    5- إن عقيدة المسيح المنتظر احتلت مكاناً بارزاً في الذهن الأميركي، وذلك من خلال ظهور العديد من الاعتقادات بالانبعاث اليهودي وبالعصر الألفي السعيد، وبظهور المسيح المنتظر في الوجدان الأميركي حيث طوي الميل إلى الاعتقاد بإن عودة اليهود إلى فلسطين وإنشاء الدولة اليهودية شرط ضروري لمجيء المسيح المنتظر .

    6- إن الديانتين اليهودية والمسيحية تلتقي مع العقائد الوضعية من حيث مضمون فكرة الاعتقاد بإنتظار منقذ أو مصلح أو مخلص ينقذ البشرية من الظلم، وان اختلفت أسباب هذا الاعتقاد كما بينا سابقاً، جوهره يكمن في الاضطهاد والظلم والقهر، وقد أضافت الديانتان اليهودية والمسيحية أسباباً أخرى جعلت من مضمون فكرة الاعتقاد بالمنتظر فكرة أصيلة وذلك لوجودها في معتقداتهم وتعاليمهم ومصادرهم القدسية .

    7- تلتقي العقائد الوضعية والسماوية(اليهودية والمسيحية) مع الدين الإسلامي الذي يرى بضرورة الثورة العالمية ضد الظلم الذي أرتكب بحق الإنسان، وتعد عقيدة إنتظار مخلّص أو منتظر منقذ للبشرية من الظلم واحدة من العقائد المهمة بل والأساسية عند المسلمين، والمنتظر عندهم هو الإمام المهدي (ع) .

    8- وعند متابعة الفكر الإسلامي لاحظنا أن عقيدة إنتظار المهدي (عج) هي موضع إتفاق بين غالبية المذاهب والفرق الإسلامية وذلك لأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي أوردت خبر المهدي (عج) وإنتظار الفرج في ظهوره ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وردت عند كل من أئمة وعلماء السُنّة والشيعة .

    9- تعد عقيدة انتظار المهدي (عج) عند أهل السنة من العقائد المهمة، وهي حلقة الوصل بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى، فهي عندهم شرط من أشراط الساعة الكبرى، وأن الإيمان ببعثه واجب شرعي، وهو أصل من أصول العقيدة وذلك لبلوغ الأحاديث التي ذكرت خبره حد التواتر، ومن ينكر ويجحد خبر المهدي (عج) يدخل قي دائرة الكفر ويخرج عن الملّة .

    10-المهدي (عج) عند أهل السُنّة هو الإمام (الخليفة) الذي سيقود المسلمين، وهو من أهل البيت نسباً، حيث ستكون خلافته، حسب إعتقادهم،على منهاج النبوة، وهو رجل شاب من المسلمين من آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من ولد الحسين بن علي وفاطمة (عليهما السلام) وهو لم يولد بعد، أسمه محمد بن عبد الله، أي أسمه على أسم النبي (ص) وأسم أبيه على أسم والد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم(

    11- يؤمن المسلمون الشيعة الأثنى عشرية بعقيدة إنتظار المهدي (عج)، كما هو عند أهل السُنّة، حيث لا فرق بين الجميع في شخصيته ومواصفاته التي ذكرها الرسول (ص) ولا في علامات ظهوره ومعالم ثورته، لكن الفرق الوحيد هو في ولادته، حيث يعتقد أهل السنة انه لم يثبت انه مولود وغائب، بل سيولد ويحقق ما بشر به النبي (ص) ،بينما يعتقد الشيعة الاثنا عشرية بولادة المهدي (عج) حيث ولد في بيت أبيه الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) في سامراء في ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ

    12– المهدي المنتظر (عج) عند الشيعة الاثني عشرية هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .

    13– أن للمهدي المنتظر (عج) عند الشيعة الاثني عشرية غيبتان ،صغرى وكبرى ،وان سبب الغيبة يتمثل في ظلم الحكام وتضييقهم ومحاولاتهم في قتله، وكذلك قلة ناصريه .

    14- يعتقد الشيعة الاثنى عشرية بأن الإمام المهدي (عج) تولى الإمامة بعد وفاة أبيه الحسن العسكري (ع) وهو صغير السن، وكان عمره آنذاك خمس سنين، لهذا تسمى بالإمامة المبكرة وقد برر علماء الشيعة هذه القضية بقولهم : إن الإمامة هبة يمنحها الله تعالى لمن يشاء من عباده ممن تتوفر فيهم عناصر الإمامة وشروطها، واللطف فيض الهي، فمن لطفه سبحانه وتعالى ورحمته أن يهيئ للإنسان سبيل الهداية، وكذلك إن إمامة المهدي (عج) لم تكن الحدث الوحيد من نوعه، فقد أوتي النبي يحيى (ع) الحكم صبياً، كذلك هو الحال مع النبي عيسى (ع)، وقد أضاف علماء الشيعة تبريراً آخر وهو، إن الإمامة المبكرة ظاهرة سبقه إليها عدد من آباءه (عليهم السلام)، كإمامة محمد الجواد (عليه السلام)، وإمامة علي الهادي (عليه السلام) وإمامة الحسن العسكري (عليه السلام) والد القائد المنتظر (ع).

    مقتبس من محاضرة للمؤتمر الدولي للعقائد المهدوية
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X