عالمية الخلاص وحتمية الظهور
إن فكرة (المنتظر) فكرة لا يكاد يخلو منها مجتمع بشري أو عقيدة دينية، فجذور الانتظار تضرب في أعماق التاريخ والمعتقد الديني ، وهي فكرة مرادفة لمفهوم الخلاص، والخلاص شعور إنساني عام، وهو آتِ من الشعور الديني، لأن الفكر الإنساني جاء في الأصل من الفكر الديني، وسوف نفاجأ بأن الفكر السياسي له نفس الشعور الإنساني في انتظار الخلاص،وما المحاولات الدؤوبة في الفكر السياسي الغربي المعاصر لنشر نظريات مثل نهاية العالم أو صدام الحضارات أو العولمة، ما هو إلا اختصار الطريق من أجل التمهيد لخلاص البشرية من مفهوم أحادي النظرة، وعنصري الشروح والتعليقات، لأن التبشير بنهاية العالم يعني وصول الإنسان للخلاص بالاندماج في الغرب ، وهو نفس ما يشير للعولمة وصدام الحضارات من أجل سيادة الجنس الأبيض.
فالخلاص إذن له وجود في الفكر السياسي رغم أنه فكر مغلوط ، ولكن وبنفس الدرجة نجد تلك المفاهيم عند الشعوب الأخرى في فترات تاريخية، فكانت النظرية الشيوعية الجدلية تبشر الشعوب بالخلاص في شيوع الملكية ، وهو ما تحاوله الرأسمالية الغربية الآن ، ولكن تلك المحاولات السياسية لم تجد يوما ما يجمع الناس من حولها ، لأنها ابتعدت عن الفكر الإنساني المرتبط بالوحي الإلهي ، فالخلاص له امتداد روحي وديني وعقلي في أدبيات الأديان ووجدان الشعوب وضميرها.
ولو نظرنا إلى فكرة المخلّص الموعود نجدها واضحة في الأديان السماوية أكثر منها في الديانات الوضعية والأفكار البشرية السياسية والاجتماعية، ولأن هناك إجماعا بين الديانات السماوية على حقيقة ظهور المخلص يوما ، كان علينا التأكد منه بالحقيقة لا المجاز ، وسوف نجد أنه واحد في أدبيات الديانات، هو المهدي عليه السلام، الإمام محمد بن الحسن العسكريl، لأن عقيدة انتظار المهدي ليست حكراً على الديانة السماوية الإسلامية وإنما احتوتها الديانات السماوية الأخرى(اليهودية والمسيحية) لكن بلفظ المنقذ أو المخلّص.
إذن عقيدة انتظار مخلص أو منقذ أو مصلح عالمي على اعتباره ينشر العدل والرخاء في ظهوره، وتتطهر بظهوره الأرض من الظلم والقهر، في كل العقائد سواء أكانت سماوية أو فكراً إنسانيا وضعياً، وقد كان للظواهر الطبيعية والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية دور في ظهور عقيدة الانتظار، وقد اختلفت شخصية هذا المنقذ عند العقائد الوضعية، فنلاحظ مثلاً انه النيل عند المصريين القدامى، وتارة أخرى تمثلت شخصيته (بالإله تموز) عند العراقيين القدامى، وأخرى تمثلت في شخصية (كرشنا) و(رامي) عند الديانة الهندوسية، و(بوذا) عند الديانة البوذية، و(زرادشت) عند ديانة الفرس القديمة، وأخرى تظهر لنا (بطبقة البروليتاريا) عند المفكرين الماركسيين ، أي أن كل الأدبيات تظهر حتمية ظهور المخلص بعد انتظاره، لأن فكر الإنسان مرتبط بما أودعه الله في عقل الإنسان ووجدانه ، وإن تنكب هذا الإنسان في معرفة ماهية من ينتظر وموعد انتظاره .
وتلتقي العقائد الوضعية والسماوية اليهودية والمسيحية مع الدين الإسلامي الذي يرى ضرورة الثورة العالمية ضد الظلم الذي أرتكب بحق الإنسان ، وتعد عقيدة انتظار مخلّص أو منتظر منقذ للبشرية من الظلم واحدة من العقائد المهمة بل والأساسية عند المسلمين، والمنتظر عندهم هو الإمام المهديعليه السلام .
إن عقيدة انتظاره عليه السلام موضع اتفاق بين المذاهب والفرق الإسلامية ، وذلك لأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي أوردت خبر المهدي عليه السلام وانتظار الفرج في ظهوره ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وردت عند كل من أئمة وعلماء السُنّة والشيعة .
كذلك تعد عقيدة انتظار المهدي عليه السلام عند أهل السنة من العقائد المهمة، فهي عندهم شرط من أشراط الساعة الكبرى، وأن الإيمان ببعثه واجب شرعي، وهو أصل من أصول العقيدة وذلك لبلوغ الأحاديث التي ذكرت خبره حد التواتر، ومن ينكر ويجحد خبر المهدي عليه السلام يدخل في دائرة الكفر ويخرج عن الملّة .
ان المهدي عليه السلام عند أهل السُنّة هو الإمام أو الخليفة الذي سيقود المسلمين، وهو من أهل البيت عليهم السلام نسباً، حيث ستكون خلافته، حسب اعتقادهم ، على منهاج النبوة، وهو رجل من المسلمين ،من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، من ولد الحسين بن علي وفاطمةl وهو لم يولد بعد، أسمه محمد بن عبد الله، أي أسمه على أسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسم أبيه على أسم والد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
يؤمن المسلمون الشيعة الأثنا عشرية بعقيدة انتظار المهدي عليه السلام ، كما هو عند أهل السُنّة، فلا يوجد فرق عند الجميع في شخصيته ومواصفاته التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا في علامات ظهوره ومعالم ثورته، لكن الفرق الوحيد هو في ولادته، حيث يعتقد أهل السنة أنه لم يثبت انه مولود وغائب ، بل سيولد ويحقق ما بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بينما يعتقد الشيعة الاثنا عشرية بولادة المهدي عليه السلام ، حيث ولد في بيت أبيه الحسن بن علي العسكريl في سامراء في ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ
فالمهدي المنتظر عليه السلام عند الشيعة الاثنى عشري امام معين هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
وله غيبتان، صغرى وكبرى، وأن سبب الغيبة يتمثل في ظلم الحكام وتضييقهم ومحاولاتهم في قتله ، وكذلك قلة ناصريه .وهناك اسباب لايعلمها الا الله تعالى وستنكشف بعد قيامه الميمون
اللهم عجل لوليك الفرج
ا
إن فكرة (المنتظر) فكرة لا يكاد يخلو منها مجتمع بشري أو عقيدة دينية، فجذور الانتظار تضرب في أعماق التاريخ والمعتقد الديني ، وهي فكرة مرادفة لمفهوم الخلاص، والخلاص شعور إنساني عام، وهو آتِ من الشعور الديني، لأن الفكر الإنساني جاء في الأصل من الفكر الديني، وسوف نفاجأ بأن الفكر السياسي له نفس الشعور الإنساني في انتظار الخلاص،وما المحاولات الدؤوبة في الفكر السياسي الغربي المعاصر لنشر نظريات مثل نهاية العالم أو صدام الحضارات أو العولمة، ما هو إلا اختصار الطريق من أجل التمهيد لخلاص البشرية من مفهوم أحادي النظرة، وعنصري الشروح والتعليقات، لأن التبشير بنهاية العالم يعني وصول الإنسان للخلاص بالاندماج في الغرب ، وهو نفس ما يشير للعولمة وصدام الحضارات من أجل سيادة الجنس الأبيض.
فالخلاص إذن له وجود في الفكر السياسي رغم أنه فكر مغلوط ، ولكن وبنفس الدرجة نجد تلك المفاهيم عند الشعوب الأخرى في فترات تاريخية، فكانت النظرية الشيوعية الجدلية تبشر الشعوب بالخلاص في شيوع الملكية ، وهو ما تحاوله الرأسمالية الغربية الآن ، ولكن تلك المحاولات السياسية لم تجد يوما ما يجمع الناس من حولها ، لأنها ابتعدت عن الفكر الإنساني المرتبط بالوحي الإلهي ، فالخلاص له امتداد روحي وديني وعقلي في أدبيات الأديان ووجدان الشعوب وضميرها.
ولو نظرنا إلى فكرة المخلّص الموعود نجدها واضحة في الأديان السماوية أكثر منها في الديانات الوضعية والأفكار البشرية السياسية والاجتماعية، ولأن هناك إجماعا بين الديانات السماوية على حقيقة ظهور المخلص يوما ، كان علينا التأكد منه بالحقيقة لا المجاز ، وسوف نجد أنه واحد في أدبيات الديانات، هو المهدي عليه السلام، الإمام محمد بن الحسن العسكريl، لأن عقيدة انتظار المهدي ليست حكراً على الديانة السماوية الإسلامية وإنما احتوتها الديانات السماوية الأخرى(اليهودية والمسيحية) لكن بلفظ المنقذ أو المخلّص.
إذن عقيدة انتظار مخلص أو منقذ أو مصلح عالمي على اعتباره ينشر العدل والرخاء في ظهوره، وتتطهر بظهوره الأرض من الظلم والقهر، في كل العقائد سواء أكانت سماوية أو فكراً إنسانيا وضعياً، وقد كان للظواهر الطبيعية والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية دور في ظهور عقيدة الانتظار، وقد اختلفت شخصية هذا المنقذ عند العقائد الوضعية، فنلاحظ مثلاً انه النيل عند المصريين القدامى، وتارة أخرى تمثلت شخصيته (بالإله تموز) عند العراقيين القدامى، وأخرى تمثلت في شخصية (كرشنا) و(رامي) عند الديانة الهندوسية، و(بوذا) عند الديانة البوذية، و(زرادشت) عند ديانة الفرس القديمة، وأخرى تظهر لنا (بطبقة البروليتاريا) عند المفكرين الماركسيين ، أي أن كل الأدبيات تظهر حتمية ظهور المخلص بعد انتظاره، لأن فكر الإنسان مرتبط بما أودعه الله في عقل الإنسان ووجدانه ، وإن تنكب هذا الإنسان في معرفة ماهية من ينتظر وموعد انتظاره .
وتلتقي العقائد الوضعية والسماوية اليهودية والمسيحية مع الدين الإسلامي الذي يرى ضرورة الثورة العالمية ضد الظلم الذي أرتكب بحق الإنسان ، وتعد عقيدة انتظار مخلّص أو منتظر منقذ للبشرية من الظلم واحدة من العقائد المهمة بل والأساسية عند المسلمين، والمنتظر عندهم هو الإمام المهديعليه السلام .
إن عقيدة انتظاره عليه السلام موضع اتفاق بين المذاهب والفرق الإسلامية ، وذلك لأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي أوردت خبر المهدي عليه السلام وانتظار الفرج في ظهوره ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وردت عند كل من أئمة وعلماء السُنّة والشيعة .
كذلك تعد عقيدة انتظار المهدي عليه السلام عند أهل السنة من العقائد المهمة، فهي عندهم شرط من أشراط الساعة الكبرى، وأن الإيمان ببعثه واجب شرعي، وهو أصل من أصول العقيدة وذلك لبلوغ الأحاديث التي ذكرت خبره حد التواتر، ومن ينكر ويجحد خبر المهدي عليه السلام يدخل في دائرة الكفر ويخرج عن الملّة .
ان المهدي عليه السلام عند أهل السُنّة هو الإمام أو الخليفة الذي سيقود المسلمين، وهو من أهل البيت عليهم السلام نسباً، حيث ستكون خلافته، حسب اعتقادهم ، على منهاج النبوة، وهو رجل من المسلمين ،من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، من ولد الحسين بن علي وفاطمةl وهو لم يولد بعد، أسمه محمد بن عبد الله، أي أسمه على أسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسم أبيه على أسم والد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
يؤمن المسلمون الشيعة الأثنا عشرية بعقيدة انتظار المهدي عليه السلام ، كما هو عند أهل السُنّة، فلا يوجد فرق عند الجميع في شخصيته ومواصفاته التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا في علامات ظهوره ومعالم ثورته، لكن الفرق الوحيد هو في ولادته، حيث يعتقد أهل السنة أنه لم يثبت انه مولود وغائب ، بل سيولد ويحقق ما بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بينما يعتقد الشيعة الاثنا عشرية بولادة المهدي عليه السلام ، حيث ولد في بيت أبيه الحسن بن علي العسكريl في سامراء في ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ
فالمهدي المنتظر عليه السلام عند الشيعة الاثنى عشري امام معين هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
وله غيبتان، صغرى وكبرى، وأن سبب الغيبة يتمثل في ظلم الحكام وتضييقهم ومحاولاتهم في قتله ، وكذلك قلة ناصريه .وهناك اسباب لايعلمها الا الله تعالى وستنكشف بعد قيامه الميمون
اللهم عجل لوليك الفرج
ا