إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اغلاق الباب بوجه المسيح (ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اغلاق الباب بوجه المسيح (ع)

    اغلاق الباب بوجه المسيح(ع)

    وعد السيد المسيح تلامذته واتباعه في اثناء مجيئه الأول انه سيعود ويحكم العالم في مجيئه الثاني وقد استخدم في هذا الصدد تعبير ابن الأنسان خصوصا اشارة الى عودته ليدين العالم ويحكم قبل يوم الدينونة الكبرى ، ومن تلك العبارات الأنجيلية الحاكية عن هذا الموضوع نورد :-
    (يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم.) متي 13 : 41 ، (فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله) متي 16 : 27 ، (فقال لهم يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر) متي 19 : 28 ، (لانه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان) متي 24 : 27 ، وغيرها من الآيات الكثيرة اعرضنا عنها بغية الأختصار ومن خلالها ترسخ الأيمان بان المسيح له يوم مجيء تميز به عن باقي الرسل والأنبياء السابقين ومكانة خاصة في يوم الدينونة الصغرى . وقد اصطلح على مفهوم المجيء الثاني بمصطلح (الحكم الألفي) وهو مستمد من ورود اشارة صريحة لحكم الالف سنة في اكثر من مرة في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي (ورأيت عروشا فجلسوا عليها وأعطوا حكما ورأيت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى ايديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة.) رؤ 20 :4 ، (مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى.هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة للّه والمسيح وسيملكون معه الف سنة) رؤ 20 :6 ، (فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان وقيّده الف سنة) رؤ 20 :2 ، (وطرحه في الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة وبعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا) رؤ20 :3 ، اذن مسألة صحة العقيدة القائلة بالملك الألفي لا غبار عليها بعد ورودها في مواضع عدة من كلام القديس يوحنا خلال سفره الشهير . لكن الاختلاف في مفهوم وكيفية الحكم الألفي قد وقع بين الطوائف المسيحية وخصوصا (البروتيستانت من جهة والأرذدوكس والكاثوليك من جهة معاكسة) وعلى الرغم من وجود خلافات عديدة بين تلك الطوائف التي تعد الأبرز بين غيرها في العالم والتـأريخ المسيحي ، الا اننا سنركز على موضوع الخلاف حول عقيدة الحكم الألفي وتفاصيله عند الطوائف الآنفة الذكر في مقالتنا هذه.
    اشتهر قول البروتستانت لدى الباحثين انهم التزموا بالنص الصريح لموضوع الحكم الالفي مع الاعتقاد بمجيئه على الأرض وهو مرتبط اولا بعقيدتهم الأساسية في المجيء الثاني ليسوع اذ يذهبون الى القول بان يسوع ستكون له مملكة ارضية مادية قبل الدينيونة الكبرى للأموات حين يجيء ليدين العالم ويخلص مختاريه ارضيا وروحيا ، وبذلك اشتهر اتباع مارتن لوثر حول العالم بأنتظارهم ممكلة المسيح الأرضية منذ تعليقه على الخشبة ايام هيرودس ، اما الكاثوليك والآرذدوكس فقد كانت طريقتهم في تفسير النص الصريح حول الحكم الألفي تختلف تماما عن نظرائهم من البروتستانت ، اذ ذهبوا الى القول بأن المسيح لن يأتي الى الأرض ثانية " وان مملكته ستكون روحية اكثر من كونها مادية ولا معنى لعودته رجلا حيا الى سطح الأرض وانما ستكون عودته بأسلوب المسير في السحاب وهو تفسيرهم لقول يسوع حين تحدث عن مجيئه الأخير
    (وحينئذ يبصرون ابن الانسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد) مرقس 13 : 26 ، ويعتقدون كذلك ان الحكم الألفي قد بدأ حين علق المسيح على الصليب فمن تلك اللحظة بدأ ملكوته والى ذلك المعنى يشير الأنبا شنودة الثالث في كتابه اللاهوت المقارن في جزءه الأول مدافعا عن هذا المفهوم قائلا (هذا الملك بدأ علي الصليب، حينما اشترانا الرب بدمه. بعد سقوط آدم. دخلت الخطية إلي العالم، وبها دخل الموت ، وكنا جميعاً مبيعين تحت الخطية، تحت حكم الموت. فجاء المسيح بفدائه، دفع ثمن خطايانا، واشترنا بدمه. وهكذا قيل: الرب ملك على خشبة –مزمور 95، ومن ذلك الحين، من وقت الفداء، أصبحنا وكل المفديين ملكاً للرب. وبدأ ملك المسيح وبدأت تتحقق نبؤات المزامير، التي تبدأ بعبارة (الرب قد ملك) (مز92: 96، 98). وتضعها الكنيسة في صلاة الساعة السادسة، والساعة التاسعة، منذ صلب المسيح حتى موته.. وبدأ المسيح ملكه الألفي من علي الصليب. ) اما بخصوص الرقم المذكور في سفر الرؤيا ونعني به (الألف سنة) فهنا تحديدا يجد الأنبا تفسيرا مناسبا لأطروحته او اطروحة كنيسته بكل حال من الأحوال ويقول ان الرقم الف انما هو اشارة رمزية لا تعني تحديدا تلك الفترة من حكم المسيح الموعود وانما هي تفيد الكثرة ، يقول في نفس الموضع من الكتاب (كلمة (ألف سنة) هي تعبير رمزي. لا تؤخذ بالمعني الحرفي إطلاقاً. فرقم 10 يرمز إلي الكمال ... ورقم ألف هو 10×10×10 أي مضاعفات هذا الرقم. والقديس بطرس الرسول يقول (لا يخفي عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء: أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد) (2بط8:3). فالألف سنة هي فترة غير محدودة، مثلها مثل أيام الخليقة الستة، والقياس مع الفارق. وهي الفترة من الصليب، حتى يحل الشيطان من سجنه ) وظاهر الأمر ان الأنبا قد نجح في تذليل العقبات والمطبات القوية في اطروحة الكنيسة الأرذدوكسية هذه حول حكم المسيح عندما اجتاز موضوع الألف سنة من خلال الفهم الرمزي وان كانت لا تصمد امام قلم الناقد ، اذ ان المعنى الرمزي لا يصح ان يكرر في اكثر من موضع ..واذا ما رجعنا الى سفر الرؤيا نجد ان كلمة الألف وردت 4 مرات بشكل صريح وهذا انما يعني ان موضع الألف سنة مؤكد لا يقبل الرمزية بل يفيد التحديد والتخصيص ، وهو رقم محترم ومقدس والا لما كررته نبوءة يوحنا في سفرها اللاهوتي عدة مرات ، وعلى أي حال فأننا لو تنزلنا وقلنا بأطروحة الأنبا شنودة ومن تبناها من بعده او قبله من ارباب المدارس الكنسية التفسيرية فنجد انفسنا مرة اخرى امام عقبة يصعب تخطيها وفق هذه الطريقة في التفسير وهي موجودة في باقي تفاصيل السفر ، هذه المطبة الثانية تتمثل في مسألة تقييد الشيطان المرتبطة بعدد سنوات ملك المسيح ، والآن كيف سيحلها الأنبا شنودة ؟!...لكن الدهاء الاول والألتفاف على النص كما يقولون هو ديدن آباء الكنيسة الماكرين ، حيث يحاول ان يقدم دليل اهون من نسيج العنكبوت معتقدا انه سيصمد طويلا امام الرياح العاتية القادمة الى مدرسته المتهرئة ، نعم ...انظر كيف يطرح ادلة عقلية متدنية واستدلالات غريبة حين يجد نفسه محرجا امام نص تأريخي ومقدس يصرح بان الشيطان سيكون مقيد ومكبل لألف سنة في اثناء حكم المسيح الأخير ، وهنا وجد ان لا مفر من سؤال لا بد من الأجابة عليه (اذا كان المسيح قد ملك ولا زال يملك ، فأين قيود الشيطان منذ ذلك الحين؟) ..هذه المرة هو يسأل ويجيب في ذات الوقت قائلا size]

    يتبع ......
    التعديل الأخير تم بواسطة اصلان; الساعة 12-11-11, 07:20 PM.
    شتاء عالم نارنيا يحتضر .. وربيع اصلان قريب

  • #2
    يقول الأنبا في نفس كتابه: (وهنا يسأل البعض: كيف يكون الشطيان مقيداً، بينما الشيطان يسقط عدداً لا يُحصى من الناس، وفي خطايا لا تحصي، فهل يتفق هذا مع تقييد الشيطان؟! ونحن نقول:
    تقييد الشيطان لا تعني إبادته أو إلغاء عمله، إنما تعني أنه ليس في حريته الأولي.
    مثلا نقول إن موظفاً مقيد في وظيفته، فهذا يعني أنه يعمل، ولكن ليس في حرية، إنما عليه قيود في عمله، وعدم حرية الشيطان عبر عنها بعبارة سجنه. فهو بلا شك ليس في الحرية التي كانت له قبل فداء المسيح للبشرية، أعني الفترة التي قيل عنه فيها إنه (رئيس هذا العالم) (يو11:16).
    وما الدليل علي ذلك: الدليل هو علي الأقل أمران: ) حينما كان في حريته، أوقع العالم في الفساد وعبادة الأصنام. في حريته أضل العالم كله، حتى أغرقه الله بالطوفان (وحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض..) (تك6:6). واختار الله أسرة نوح. ثم فسد أفراد هذه الأسرة، فاختار إبراهيم،ثم يعقوب وبنيه. وانتشرت عبادة الأصنام في الأرض كلها، حتى منع الله بني إسرائيل الذين يعبدونه من التزاوج من شعوب الأرض. ومر وقت لم يكن يعبد الله سوي اثنين أو ثلاثة فقط.
    كل العالم كان يعبد الأصنام ما عدا بنو إسرائيل ....- الى قوله - ...نشكر الله أنه الآن مقيد. مجرد ان الكنائس ممتلئة بالمصلين والملايين يتناولون كل أحد، دليل علي أن الشيطان مقيد. وفي أيامنا هذه، عودة كثير من البلاد الشيوعية الملحدة إلي الله وإلي الإيمان، بمئات الملايين دليل علي أن الشيطان مقيد. في حريته يجعل المؤمنين يرتدون. أما الآن فملايين المرتدين يعودون إلي الإيمان. وننكر أن هناك خطايا عديدة بأغراء الشيطان. ولهذا نقول إنه لا يزال يعمل، ولكن ليس في حرية. ليس في حريته التي كانت له قبل الفداء. ولا في الحرية التي تكون له بعد الألف سنة. )
    انتهى كلام الأنبا شنودة ، والحقيقة فأن تفسيره هذا لمعنى تقييد الشيطان لا يحتاج الى وقفة طويلة وسرد الردود واحدا فآخر ولا يحتاج الى عالم كبير او مفسر حكيم او متكلم بليغ كي يرى مواطن الضعف الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وسط اطروحة الأنبا ، وخاصة اليوم بعد ان اصبح العالم كله بين يدي الأنسان واما عينيه من خلال شاشة التلفاز او بين انامله من خلال شاشة الحاسوب فيستطيع بنقرة زر واحدة ان يعرف اخبار العالم ويتعرف على مستوى التدني الديني والانحراف الكبير الذي اصاب اتباع الكنائس حول العالم من شرقه الى غربه ، فالزنا في بلاد الحرية او الغرب كما نسميه اسهل من شرب قدح ماء واضحى الفرد يتفاخر في مجتمعاتهم بالعلاقات المحرمة بين الجنسين فيما نرى النصوص المقدسة الصريحة في الكتاب المقدس المهجور تكرر حرمة الزنا ، فأين تقييد الشيطان يا ترى ؟...ولا زالت النساء حتى في كنائسنا الشرقية تدخل من بوابة الكنيسة غير محتشمة الا من قطعة قماش لا تستر من برد او حر تضعها شكليا خجلا من قدسية الدين الممزق من كل جانب ، واذا كانت الكنائس ممتلئة في اوقات القداسات فلماذا وصلت المجتمعات في الشرق والغرب الى مرحلة الانحلال الأسري والتفكك العائلي وكثرت الولادات غير الشرعية على ارصفة الطرقات وملاجيء الأيتام فأين قيود واغلال الشيطان يا ترى ؟....اما اذا تحدثنا عن قتل الملايين والمجازر الوحشية التي اكلت الأخضر واليابس واحالت العالم والبشرية الى صحراء قاحلة ابان الحروب المتكررة وخصوصا في الحربين العالميتين والحروب الأخرى في الشرق الأوسط والتي اذاقت الجنس البشري مرارة وقسوة الأنسان على اخيه الأنسان فحدث ولا حرج ، ولو تصفحنا تلك الأوراق السوداء من عمر البشرية اليوم ووضعنا الأصابع على الجرح لصرخ ضمير الكون من وحشية اللأنسانية وظلم الأنسان لأخيه منذ عقود غير قليلة من الزمان ، فها هي الكرة الأرضية تحصد ما جناه طمع وظلم ابن آدم بعد انتشرت الأمراض والأوبئة والمجاعات والزلازل والفيضانات وظواهر الأحتباس الحراري و ..و ... ونحتاج الى مئات بل آلاف الأوراق لنكتب عن جرح الزمان العميق ، وبعد كل هذا وذاك نجد الأنبا شنودة يدير ظهرة لأنات المظلومين في انحاء المعمورة ويدعي ان الملك الألفي تنعم به الأرض منذ الفي سنة وليس الف سنة فكانه يرى بعين واحدة و يعيش في عالم وردي وحالم فيرى الذئب مع الغنم والطفل مع الصل ويبتهج بذلك ويقول ان الشيطان مقيد وليست لديه حرية ، او انه يرى جهارا وعلنا الذئب يأكل الغنم والقوي يأكل الضعيف والصل يلدغ الأطفال في كل آن ومكان ويرقص على آلام البشرية فرحا جذلا فبئس ما تراه عيناه ان كانت لديه عينان.!!
    من كل ما تقدم وبعد ان ركزنا النقاش في موضوع الخلاف القائم حول حكم المسيح الأخير نجد ان النتيجة النهائية هي ان ابناء المدرستين الكاثوليكية والآرذدوكسية قد نجحوا بتفوق في غلق الباب بوجه السيد المسيح من خلال قولهم بأستحالة حكمه على الأرض نزوله المادي المنتظر ، وقد تبعهم بهذا القول آلاف الناس فنجدهم اليوم لا يتوقعون ان يروا السيد المسيح رجلا شاخصا امام اعينهم بل شرقت عقائدهم وغربت في الطرهات والخزعبلات الروحية ، فمن ينتمي لهتين الطائفتين او يتبنى نظرياتهم في الحكم الألفي فأنه وكمحصلة نهائية سوف لن يصدق يوما بعودة المسيح رجلا ماديا الى الأرض ويبدأ دينونته الله الاولى للبشر على يديه بل سيجد نفسه يكذب ويقف ضد حركته المباركة اذا ما قامت في يوم من الأيام ، ومع اقتراب الموعد النهائي الذي صرحت به الكتب المقدسة والأسفار النبوءاتية ، ومن خلال ابتداء علامات الأزمنة التي تحدث عنها يسوع في انجيله نجد ان كثير من ابناء المسيح اليوم سوف لن يوفقون --مع الأسف-- للتعرف على شخص المسيح حين يعود وهذا هو الحال مع اكثرهم في العالم الشرقي خصوصا ، ويبق الأمل معقودا على قرأ هذه الكلمات ووعى قلبه وعقله ما ثبت بطلانه من نظريات وآراء آباء الكنيسة القائلين بالملك الروحي ، وتبقى الأيام كفيلة ببيان الحقائق التي ضلت خافية لسنوات . ونحن نعول على ابناء الكنيسة الانجيلية اكثر من غيرهم كونهم الأقرب الى الصواب والفهم الصحيح لنبوءة يوحنا اللاهوتي.
    التعديل الأخير تم بواسطة اصلان; الساعة 12-11-11, 07:28 PM.
    شتاء عالم نارنيا يحتضر .. وربيع اصلان قريب

    تعليق

    يعمل...
    X