الشجرة الطيبة
نبدأ بقوله سبحانه وتعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24. كم هو جميل ومدلولاته واسعة وكم فيها من تهذيب وهداية للناس لو تفكر العبد في ذلك لينظر الانسان الى الارض الطيبة كم هي مثيرة للأنتباه عندما نرى أرضاً مزروعة ونباتها كثير وثمارها ناضجة بحيث تسر النفس فهذه الارض كلها عطاء وعطائها بدون مقابل بحيث تعطيها القليل وتعود عليك بالوفير فهي أيضاً من حالات المثابة لعطاء الله اي يضاعفه أضعافاً ، أيضاً وتنظر الى النخيل كم يهتز الناظر اليها وكم هو لذيذ طعم التمر والدبس الذي يستخرج منها فهي كلها جمال وكم هو شموخها جميل ، السؤال الذي قد يرد هنا أن اهل البيت هم الشجرة الطيبة المقصودة ولا خلاف عليه لكن الذي يعنيه من البحث ان نصنع هذه الشجرة اي النفس الطيبة لأنه اذا لم تكن كذلك سوف يكون مصيرها كالسابقين الذين تركوا الله ولازموا الشيطان اذن لا بد من ان نبدأ بالتفكر كيف اجعل من نفسي شجرة طيبة كالنخلة مثلاً فلا بد ان ابدأ من جذوري اي الارض التي اقف عليها وأنظر الى التراب الذي في داخلي هل ان قلبي مطمئن بالله او هو بيت الله كما يريده سبحانه أنظر في تربتي التي في رأسي وهي عقلي هل ما فيه هو من نبات الله ام من نبات زراعة البشر المعني منه ان الافكار التي في راسي هل هي من النظريات الوضعية والافكار المريضة ان مشابهة الافكار بالادغال الفاشية في التراب فهذه الادغال يجب ازالتها قبل زراعة التربة اي علينا ان نبدأ بأزالة الافكار ( الادغال ) الموجودة في عقولنا وقلبونا وأنفسنا مع ملاحظة ان الادغال مختلفة في تعمقها في التربة فبعضها سطحي ممكن أزالتها بسهولة وهناك من لها جذور متوسطة العمق وغيرها جذورها عميقة يعني ذلك ان بعض المعتقدات الخاطئة التي نحملها وهي التي تمثل الحجب عن الله سبحانه فعندما نقول معتقدات لا نعني عقيدتنا الاسلامية الصحيحة ولكن تمسكنا بالاسباب والابتعاد المسبب لها فمثلاً نعجب بفكر احد المستشرقين ونعتنقه ونطبق ما يرموا اليه على أنفسنا وعوائلنا مع العلم اننا مسلمين اي اننا تماماً ككفار قريش يعتقدون ان الله موجود لكن يعتقدون ان الاصنام وسيلة الى الله ، أيضاً من ضمن المعتقدات حس النساء والاطفال والدرهم والدينار ولا نعني اننا ننفي ما احله الله لنا لكن لا تصل الحال بنا الى حد العبادة اي ان يخشى الانسان من زوجته او أهله اكثر من خشية الله سبحانه وهذا مطابق لصريح الاية {َومَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106. اي ان الشرك موجود في دواخلنا ولا نستطيع التخلص منه الا بالتواصل الى حراثة النفس كاملاً اي قلبنا لتربتها والبدء بزراعتها من جديد ، قد يتصلب البعض برأيه ان ما احمله من أفكار هو الصحيح وهو ميراث الاباء والاجداد فنقول نعم ان وجودالادغال على التربة يعطيها الواناً زاهية ولون أخضر براق جميل لكن لا يكون لها ثمر وما الفائدة من أن نشهد بالشهادتين ونعتقد بوحدانية الله سبحانه أي نجعل ألهة حب الذات ( ألانا ) وحب الشهوات حاجزاً لنا عن الله سبحانه ، اذن بهذا الحال لا نريد ان تكون شجرة طيبة لأننا نعتقد اننا شجرة طيبة كما في بني اسرائيل عندما جاءتهم الرسل فهم يعتقدون انهم شعب الله ولا يحق لأحد ان يدعوهم اليه سبحانه فهم اولى به {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى}طه 133. فالدعوة الى الشجرة الطيبة والتي نريد ان نصل اليها في بحثنا انه خير مثل عليها هو ابراهيم عليه السلام قال تعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ }الأنعام76. اي مراجعة انفسنا هل ان الكوكب هو ربي ام ان الشمس هي ربي اي تخليص نفسي من قبل ما تحمله من أفكار خاطئة انا اعتقد بها رباً والكلام عام ولا يخص طائفة دون غيرها فأبراهيم عاماً وليس خاصاً فقال عنه الله سبحانه {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120 . ففي مراحعته مع نفسه قام بتحطيم الاصنام الداخلية فيها بعد أن تبرأ من عبادة قومه ظاهرياً فقال اني بريء مما تعبدون من دون الله الى ان قام بتحطيم أصنامهم فعندما ينتصر الانسان على داخله اي يحطم جميع أصنامه و نبذ كل المعتقدات التي يحملها ما عدا الله سبحانه يكون قادراً على ان التغيير في الخارج فالكلام يقودنا الى التساؤل هل من الصعب ان اكون شجرة طيبة اذن نرجع مرة أخرى الى التشابه ونجعل من انفسنا مزارعين لدينا بذرة نريد ان نزرعها لتخرج نبارتاً طيباً فما نصنع ، الواجب علينا أختيار تربة جيدة لها ظروف مناسبة وماءً عذباً ومدارات خاصة لكي ينبت الجنين ورعاية النبتة وهي صغيرة والمحافظة على سقيها بصورة منتظمة لكي يشتد عودها وتشق طريقها علماً اننا لا نتكلف شيء فهو كله من الله سبحانه ان كان البذور او الماء او التربة او الهواء او ضوء الشمس ، كذلك النفس التي نريد جعلها طيبة فالنور الالهي موجود وعطائه وفير والله سبحانه بين كل شيء وأعطانا كل شيء وكما في قوله{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} البلد 8-10.
اذن الصلاح متوقف علينا ان شئنا ذلك ام ابينا ، ليعني ذلك ان شريعة الله واضحة والسبل اليه واضحة لكن القضية متوقفة علينا هل نتقدم اليه شبراً حتى يتقدم الينا ذراعاً .
منقول من صحيفة القائم
نبدأ بقوله سبحانه وتعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24. كم هو جميل ومدلولاته واسعة وكم فيها من تهذيب وهداية للناس لو تفكر العبد في ذلك لينظر الانسان الى الارض الطيبة كم هي مثيرة للأنتباه عندما نرى أرضاً مزروعة ونباتها كثير وثمارها ناضجة بحيث تسر النفس فهذه الارض كلها عطاء وعطائها بدون مقابل بحيث تعطيها القليل وتعود عليك بالوفير فهي أيضاً من حالات المثابة لعطاء الله اي يضاعفه أضعافاً ، أيضاً وتنظر الى النخيل كم يهتز الناظر اليها وكم هو لذيذ طعم التمر والدبس الذي يستخرج منها فهي كلها جمال وكم هو شموخها جميل ، السؤال الذي قد يرد هنا أن اهل البيت هم الشجرة الطيبة المقصودة ولا خلاف عليه لكن الذي يعنيه من البحث ان نصنع هذه الشجرة اي النفس الطيبة لأنه اذا لم تكن كذلك سوف يكون مصيرها كالسابقين الذين تركوا الله ولازموا الشيطان اذن لا بد من ان نبدأ بالتفكر كيف اجعل من نفسي شجرة طيبة كالنخلة مثلاً فلا بد ان ابدأ من جذوري اي الارض التي اقف عليها وأنظر الى التراب الذي في داخلي هل ان قلبي مطمئن بالله او هو بيت الله كما يريده سبحانه أنظر في تربتي التي في رأسي وهي عقلي هل ما فيه هو من نبات الله ام من نبات زراعة البشر المعني منه ان الافكار التي في راسي هل هي من النظريات الوضعية والافكار المريضة ان مشابهة الافكار بالادغال الفاشية في التراب فهذه الادغال يجب ازالتها قبل زراعة التربة اي علينا ان نبدأ بأزالة الافكار ( الادغال ) الموجودة في عقولنا وقلبونا وأنفسنا مع ملاحظة ان الادغال مختلفة في تعمقها في التربة فبعضها سطحي ممكن أزالتها بسهولة وهناك من لها جذور متوسطة العمق وغيرها جذورها عميقة يعني ذلك ان بعض المعتقدات الخاطئة التي نحملها وهي التي تمثل الحجب عن الله سبحانه فعندما نقول معتقدات لا نعني عقيدتنا الاسلامية الصحيحة ولكن تمسكنا بالاسباب والابتعاد المسبب لها فمثلاً نعجب بفكر احد المستشرقين ونعتنقه ونطبق ما يرموا اليه على أنفسنا وعوائلنا مع العلم اننا مسلمين اي اننا تماماً ككفار قريش يعتقدون ان الله موجود لكن يعتقدون ان الاصنام وسيلة الى الله ، أيضاً من ضمن المعتقدات حس النساء والاطفال والدرهم والدينار ولا نعني اننا ننفي ما احله الله لنا لكن لا تصل الحال بنا الى حد العبادة اي ان يخشى الانسان من زوجته او أهله اكثر من خشية الله سبحانه وهذا مطابق لصريح الاية {َومَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106. اي ان الشرك موجود في دواخلنا ولا نستطيع التخلص منه الا بالتواصل الى حراثة النفس كاملاً اي قلبنا لتربتها والبدء بزراعتها من جديد ، قد يتصلب البعض برأيه ان ما احمله من أفكار هو الصحيح وهو ميراث الاباء والاجداد فنقول نعم ان وجودالادغال على التربة يعطيها الواناً زاهية ولون أخضر براق جميل لكن لا يكون لها ثمر وما الفائدة من أن نشهد بالشهادتين ونعتقد بوحدانية الله سبحانه أي نجعل ألهة حب الذات ( ألانا ) وحب الشهوات حاجزاً لنا عن الله سبحانه ، اذن بهذا الحال لا نريد ان تكون شجرة طيبة لأننا نعتقد اننا شجرة طيبة كما في بني اسرائيل عندما جاءتهم الرسل فهم يعتقدون انهم شعب الله ولا يحق لأحد ان يدعوهم اليه سبحانه فهم اولى به {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى}طه 133. فالدعوة الى الشجرة الطيبة والتي نريد ان نصل اليها في بحثنا انه خير مثل عليها هو ابراهيم عليه السلام قال تعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ }الأنعام76. اي مراجعة انفسنا هل ان الكوكب هو ربي ام ان الشمس هي ربي اي تخليص نفسي من قبل ما تحمله من أفكار خاطئة انا اعتقد بها رباً والكلام عام ولا يخص طائفة دون غيرها فأبراهيم عاماً وليس خاصاً فقال عنه الله سبحانه {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120 . ففي مراحعته مع نفسه قام بتحطيم الاصنام الداخلية فيها بعد أن تبرأ من عبادة قومه ظاهرياً فقال اني بريء مما تعبدون من دون الله الى ان قام بتحطيم أصنامهم فعندما ينتصر الانسان على داخله اي يحطم جميع أصنامه و نبذ كل المعتقدات التي يحملها ما عدا الله سبحانه يكون قادراً على ان التغيير في الخارج فالكلام يقودنا الى التساؤل هل من الصعب ان اكون شجرة طيبة اذن نرجع مرة أخرى الى التشابه ونجعل من انفسنا مزارعين لدينا بذرة نريد ان نزرعها لتخرج نبارتاً طيباً فما نصنع ، الواجب علينا أختيار تربة جيدة لها ظروف مناسبة وماءً عذباً ومدارات خاصة لكي ينبت الجنين ورعاية النبتة وهي صغيرة والمحافظة على سقيها بصورة منتظمة لكي يشتد عودها وتشق طريقها علماً اننا لا نتكلف شيء فهو كله من الله سبحانه ان كان البذور او الماء او التربة او الهواء او ضوء الشمس ، كذلك النفس التي نريد جعلها طيبة فالنور الالهي موجود وعطائه وفير والله سبحانه بين كل شيء وأعطانا كل شيء وكما في قوله{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} البلد 8-10.
اذن الصلاح متوقف علينا ان شئنا ذلك ام ابينا ، ليعني ذلك ان شريعة الله واضحة والسبل اليه واضحة لكن القضية متوقفة علينا هل نتقدم اليه شبراً حتى يتقدم الينا ذراعاً .
منقول من صحيفة القائم
تعليق