دين الله ودين الفقهاء
دين الله
قال الله عز وجل ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ( الشورى13 )
قال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) آية 44
وقوله تعالى: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) آية 45
وقوله تعالى: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) آية 47
فان قالوا ان تلك الايات نزلت في اليهود والنصارى فنقول انهم كانوا مكلفين باتباع شريعتهم التي نزلت عليهم فخالفوها فاستحقوا العقاب من الله عز وجل وان كانت نازلة في اهل الكتاب فقد جاء الوعد من الله عز وجل بان هذه الامة ستركب نفس ما ركبت الامم السالفة كما اقسم بذلك رب العزة جل وعلى قال الله عز وجل:ï´؟ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * َفمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ القرآن لاَ يَسْجُدُونَ ï´¾(الانشقاق:16- 21).
وجاء عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليم) : ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لا تخطؤون طريقهم ، ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 13 - ص 180
وجاء عن الصادق (عليه السلام) في قوله : ( لتركبن طبقا عن طبق ) قال : ( أي سير من كان قبلكم ). وعنه (عليه السلام) قال : (لتركبن سنن من كان قبلكم من الأولين وأحوالهم) . التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 7 - ص 435 – 436
وقال تعالى عقب هذه الايات : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 48 وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ 49 أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ 50 (المائدة)
وكل من خالف شريعة اللة فهو الى جاهلية كما ورد عن ابي بصير عن ابي جعفر(عليه السلام) قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، وقد قال الله عزوجلومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون) واشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
عن الامام الباقر عليه السلام : الحكم حكمان: حكم الله، وحكم أهل الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم أهل الجاهلية، ومن حكم بدرهمين بغير ما أنزل الله عزّ وجلّ فقد كفر بالله تعالى.
قال الله عز وجل ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ( الشورى13 )
عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا عليه السلام: أما بعد، فان محمدا صلى الله عليه وآله كان أمين الله في خلقه فلما قبض صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت ورثته، فنحن امناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا، وأنساب العرب، ومولد الاسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان، وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم، نحن النجباء النجاة، ونحن أفراط الانبياء ونحن أبناء الاوصياء، ونحن المخصوصون كتاب الله عزوجل، ونحن أولى الناس بكتاب الله، ونحن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: " شرع لكم (يا آل محمد) من الدين ما وصى به نوحا (قد وصانا بما وصى به نوحا) والذي أوحينا إليك (يا محمد) وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى (فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة اولي العزم من الرسل) أن أقيموا الدين (يا آل محمد) ولا تتفرقوا فيه (وكونوا على جماعة) كبر على المشركين (من أشرك بولاية علي) ما تدعوهم إليه (من ولاية علي) إن الله (يا محمد) يهدي إليه من ينيب " من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام. اصول الكافي ج1ص 224
فالشريعة من الله عز وجل والرسول هو المبلغ للشريعة لذلك جاء قول الله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)الحشر 7
عن عمر بن حنظلة قال: سألت ابا عبدالله(ع) عن رجلين من اصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ فقال(ع): من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فانما يأخذ سحتا وان كان حقه ثابتا لانه اخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله عزوجل ان يكفر بها، قلت: كيف يصنعان؟ قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فليرضوا به حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما، فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما بحكم الله استخف وعلينا رد، والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله عزوجل.
عن عميرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: امر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا،
ثم قال : وإن صاموا وصلوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين.
عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " اتخذوا أحبار هم ورهبانهم أربابا من دون الله "
فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولودعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لايشعرون.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أطاع رجلا في معصية فقد عبده . اصول الكافي - باب الشرك
عن ابان بن تغلب قال : سألت جعفر بن محمد في قوله تعالى [ ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس ] قال : ما يقول الناس فيها ؟ قلت : فما تقول فيها ؟ قال : حبل من الله كتابه , وحبل من الناس علي بن ابي طالب عليه السلام( تفسير فرات ص 14)
وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسليما (إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ. وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ ) سنن الترمذي كتاب المناقب باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم تسليما
قال الله عز وجل ( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ( فاطر32))
عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو, وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان, فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية (( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا )). فقالت العلماء : أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها . فقال المأمون : ما تقول, يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (عليه السلام) : لا أقول كما قالوا, ولكني أقول : أراد الله العترة الطاهرة . فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال له الرضا (عليه السلام) : إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة, لقول الله تبارك وتعالى : (( فَمِنهُم ظَالِمٌ لِّنَفسِهِ وَمِنهُم مُّقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ )) (فاطر:32) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال : (( جَنَّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَهَا يُحَلَّونَ فِيهَا مِن أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ )) (فاطر:33) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
قال الله عز وجل (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(النساء 59) ï´¾.
في الإِكمال عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) قال لما نزلت هذه الاية قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرنهم الله طاعتهم بطاعتك فقال هم حلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن ابي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي صلوات الله عليهم المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي محمد وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي صلوات الله عليهم، ذاك الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان قال جابر فقلت له يا رسول الله فهل لشيعته الإِنتفاع به في غيبته فقال أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيؤون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه الا عن أهله .
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : أبى الله أن يجري الاشياء إلا بالأسباب فجعل لكل سبب شرحا ، وجعل لكل شرح علما ، وجعل لكل علم بابا ناطقا ، عرفه من عرفه ، وجهله من جهله ، ذلك رسول الله صلى الله عليه واله ونحن . وسائل الشيعة ج 27
قال الله عز وجل : وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 83)
ورد عن الامام ابي الحسن علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال : ...ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعني آل محمد عليهم السلام ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه ( بحار الأنوار - ج 23 - ص 295 - 296)
وهو علم من علم رسول الله عز وجل وهو مما علمه الله عز وجل كما ورد عن الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : ( إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّها آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وأصول علم نتوارثها كابر عن كابر ، نكتنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضّتهم ) بصائر الدرجات صفحة 284
عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : ( يا جابر والله لو كنّا نحدث الناس أو حدّثنا برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابرٌ عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ) بصائر الدرجات صفحة 285
روي عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه الباقر عليه السلام أنه قال : ( إنّ لله تعالى علماً خاصاً وعلماً عامّاً ، فأمّا العلم الخاص فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ، وأمّا علمه العام فإنّه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ، وقد وقع إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله ) التوحيد للصدوق صفحة 138
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): الناس يغدون على ثلاثة عالم ومتعلّم وغثاء: فنحن العلماء، وشيعتنا المتعلّمون، وسائر الناس غثاء.
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا ، يا بشير !.. إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم . الكافي ج1 ص220
وبمخالفة الفقهاء لامر الله ورسوله واهل بيته جاء :
دين الفقهاء
جاء في كتاب هداية الأبرار للكركي نقلاً عن القطيفي ـ أحد مشائخ صاحب الوسائل ـ قال :
«فاعلم أن علم الأصول ملفق من علوم عدة ومسائل متفرقة بعضها حق وبعضها باطل ، وضعه العامة لقلة السنن عندهم الدالة على الأحكام » ،
ورد عن الامام ابي الحسن علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال : ...ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعني آل محمد عليهم السلام ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه ( بحار الأنوار - ج 23 - ص 295 - 296)
وهل يجوز الحكم بالرأي
عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللَّهِ (عليه السلام) تَرِدُ عَلَينَا أَشيَاءُ لَيسَ نَعرِفُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا سُنَّتِهِ فَنَنظُرُ فِيهَا . فَقَالَ لَا أَمَا إِنَّكَ إِن أَصَبتَ لَم تُوجَر وَ إِن أَخطَأتَ كَذَبتَ عَلَى اللَّهِ . الكافي ج 1 ص 56
وقال (الكركي): «ولم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم إليه ، لوجود كل ما لا بد منه من ضروريات الدين ونظرياته في الأصول المنقولة عن أئمة الهدى، إلى أن جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وأخذ عنهم وألف الكتب على ذلك المنوال حتى أنه عمل بالقياس » .
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : قال الله جلّ جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي ، وما عرفني مَن شبّهني بخلقي ، وما على ديني مَن استعمل القياس في ديني.ص297
اول من صنف في اصول الفقه عند المخالفين هو الشافعي في ( الرسالة) كما اجمع على ذلك فقهاء العامة وفقهاء الامامية
عرف علم الاصول بانه " العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الحكم الشرعي ".دروس في علم الاصول ج2 ص 10
يقول السيد محمد باقر الصدر : وكلما بعد الفقيه عن عصر النص تعدد جوانب الغموض في فهم الحكم من مداركه الشرعية وتنوعت الفجوات في عملية الاستنباط نتيجة للبعد ألزمني، فيحس أكثر فأكثر بالحاجة إلى تحديد قواعد عامة يعالج بها جوانب الغموض ويملا بها تلك الفجوات، وبهذا كانت الحاجة إلى علم الأصول تاريخية بمعنى أنها تشتد وتتأكد كلما ابتعد الفقيه تاريخيا عن عصر النص وتراكمت الشكوك على عملية الاستنباط التي يمارسها. وعلى هذا الأساس يمكن أن نفسر الفارق ألزمني بين إزدهار علم الأصول في نطاق التفكير الفقهي السني وازدهاره في نطاق تكفيرنا الفقهي الامامي، فإن التاريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الامامي . دروس في علم الاصول ج1 ص 46
ان الملفت للنظر ان علم الاصول متغير من جيل الى جيل فكلما جاء فقيه ادخل في العلم امور يراها تناسب اكثر مما جاء بها غيرة من الفقهاء قاذا كانت المبني التي يعتمد عليها الفقهاء في استخرج الحكم مختلفة فبالتالي ستكون الاحكام المستخرجة مختلفة ومن ذلك كان الاختلاف في الفتوى من فقيه لاخر
علم الاصول نشأ وترعرع في الفقه السني وأخذ فقهاء الشيعة ينحون نفس منحى ابناء العامة وتركوا كتاب الله والعترة وراء ظهورهم
ادلة الحكم عند الفقهاء
1 - الدليل الشرعي
2 - الدليل العقلي
وهل يمكن لن يكون الدين محكوما بالعقل البشري القاصر وهل العقل البشري قادر على معرفة أسباب الحكم ونتائجه
قال الامام ابي محمد علي ابن الحسين السجاد (عليه السلام ) :
إنّ دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمَن سلّم لنا سلم ، ومَن اهتدى بنا هُدي ، ومَن دان بالقياس والرأي هلك ، ومَن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا ، كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم. كمال الدين ص303
وأين القرآن من كل هذا هل استغنى الفقهاء عن القرآن ؟ وهل استبدلوه بالاراء والقياس
ما هو الدليل الشرعي على وجوب تقليد المرجع ؟
ألفقهاء قالوا : ربّما لا نحتاج إلى دليل نقلي في وجوب التقليد؛ وذلك لتسالم العقلاء في الرجوع إلى أهل الخبرة في كلّ أمر مجهول، فمن أصابه مرض ما فهو يرجع في ذلك إلى الطبيب، ومن أراد أن يعرف زيف معدن ما من أصالته - كالذهب - فهو يرجع فيه إلى الصائغ وهكذا..
أما أهل البيت : قال الصادق - عليه السلام -: (إياكم والتقليد، فإنه من قلد في دينه هلك) إن الله تعالى يقول: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكنهم أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم - حلالا، فقلدوهم في ذلك، فعبدوهم وهم لا يشعرون).كتاب تصحيح اعتقادات الامامية الشيخ المفيد ص 73 - 74
الفقيه الجواب : أستدل الفقهاء على وجوب التقليد بالكتاب المجيد وبالسنة الشريفة وبالسيرة القطعية المستمرة , أما الكتاب فقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43
أهل البيت عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الذكر أنا والأئمة (عليهم السلام) أهل الذكر وقوله عز وجل: * (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) * قال أبو جعفر (عليه السلام): " نحن قومه ونحن المسؤولون "(غاية المرام ص 27)
دين الله
قال الله عز وجل ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ( الشورى13 )
قال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) آية 44
وقوله تعالى: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) آية 45
وقوله تعالى: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) آية 47
فان قالوا ان تلك الايات نزلت في اليهود والنصارى فنقول انهم كانوا مكلفين باتباع شريعتهم التي نزلت عليهم فخالفوها فاستحقوا العقاب من الله عز وجل وان كانت نازلة في اهل الكتاب فقد جاء الوعد من الله عز وجل بان هذه الامة ستركب نفس ما ركبت الامم السالفة كما اقسم بذلك رب العزة جل وعلى قال الله عز وجل:ï´؟ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * َفمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ القرآن لاَ يَسْجُدُونَ ï´¾(الانشقاق:16- 21).
وجاء عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليم) : ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لا تخطؤون طريقهم ، ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 13 - ص 180
وجاء عن الصادق (عليه السلام) في قوله : ( لتركبن طبقا عن طبق ) قال : ( أي سير من كان قبلكم ). وعنه (عليه السلام) قال : (لتركبن سنن من كان قبلكم من الأولين وأحوالهم) . التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 7 - ص 435 – 436
وقال تعالى عقب هذه الايات : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 48 وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ 49 أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ 50 (المائدة)
وكل من خالف شريعة اللة فهو الى جاهلية كما ورد عن ابي بصير عن ابي جعفر(عليه السلام) قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، وقد قال الله عزوجلومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون) واشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
عن الامام الباقر عليه السلام : الحكم حكمان: حكم الله، وحكم أهل الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم أهل الجاهلية، ومن حكم بدرهمين بغير ما أنزل الله عزّ وجلّ فقد كفر بالله تعالى.
قال الله عز وجل ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ( الشورى13 )
عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا عليه السلام: أما بعد، فان محمدا صلى الله عليه وآله كان أمين الله في خلقه فلما قبض صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت ورثته، فنحن امناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا، وأنساب العرب، ومولد الاسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان، وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم، نحن النجباء النجاة، ونحن أفراط الانبياء ونحن أبناء الاوصياء، ونحن المخصوصون كتاب الله عزوجل، ونحن أولى الناس بكتاب الله، ونحن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: " شرع لكم (يا آل محمد) من الدين ما وصى به نوحا (قد وصانا بما وصى به نوحا) والذي أوحينا إليك (يا محمد) وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى (فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة اولي العزم من الرسل) أن أقيموا الدين (يا آل محمد) ولا تتفرقوا فيه (وكونوا على جماعة) كبر على المشركين (من أشرك بولاية علي) ما تدعوهم إليه (من ولاية علي) إن الله (يا محمد) يهدي إليه من ينيب " من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام. اصول الكافي ج1ص 224
فالشريعة من الله عز وجل والرسول هو المبلغ للشريعة لذلك جاء قول الله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)الحشر 7
عن عمر بن حنظلة قال: سألت ابا عبدالله(ع) عن رجلين من اصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ فقال(ع): من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فانما يأخذ سحتا وان كان حقه ثابتا لانه اخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله عزوجل ان يكفر بها، قلت: كيف يصنعان؟ قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فليرضوا به حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما، فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما بحكم الله استخف وعلينا رد، والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله عزوجل.
عن عميرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: امر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا،
ثم قال : وإن صاموا وصلوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين.
عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " اتخذوا أحبار هم ورهبانهم أربابا من دون الله "
فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولودعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لايشعرون.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أطاع رجلا في معصية فقد عبده . اصول الكافي - باب الشرك
عن ابان بن تغلب قال : سألت جعفر بن محمد في قوله تعالى [ ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس ] قال : ما يقول الناس فيها ؟ قلت : فما تقول فيها ؟ قال : حبل من الله كتابه , وحبل من الناس علي بن ابي طالب عليه السلام( تفسير فرات ص 14)
وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسليما (إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ. وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ ) سنن الترمذي كتاب المناقب باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم تسليما
قال الله عز وجل ( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ( فاطر32))
عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو, وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان, فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية (( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا )). فقالت العلماء : أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها . فقال المأمون : ما تقول, يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (عليه السلام) : لا أقول كما قالوا, ولكني أقول : أراد الله العترة الطاهرة . فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال له الرضا (عليه السلام) : إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة, لقول الله تبارك وتعالى : (( فَمِنهُم ظَالِمٌ لِّنَفسِهِ وَمِنهُم مُّقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ )) (فاطر:32) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال : (( جَنَّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَهَا يُحَلَّونَ فِيهَا مِن أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ )) (فاطر:33) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
قال الله عز وجل (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(النساء 59) ï´¾.
في الإِكمال عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) قال لما نزلت هذه الاية قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرنهم الله طاعتهم بطاعتك فقال هم حلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن ابي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي صلوات الله عليهم المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي محمد وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي صلوات الله عليهم، ذاك الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان قال جابر فقلت له يا رسول الله فهل لشيعته الإِنتفاع به في غيبته فقال أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيؤون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه الا عن أهله .
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : أبى الله أن يجري الاشياء إلا بالأسباب فجعل لكل سبب شرحا ، وجعل لكل شرح علما ، وجعل لكل علم بابا ناطقا ، عرفه من عرفه ، وجهله من جهله ، ذلك رسول الله صلى الله عليه واله ونحن . وسائل الشيعة ج 27
قال الله عز وجل : وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 83)
ورد عن الامام ابي الحسن علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال : ...ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعني آل محمد عليهم السلام ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه ( بحار الأنوار - ج 23 - ص 295 - 296)
وهو علم من علم رسول الله عز وجل وهو مما علمه الله عز وجل كما ورد عن الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : ( إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّها آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وأصول علم نتوارثها كابر عن كابر ، نكتنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضّتهم ) بصائر الدرجات صفحة 284
عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : ( يا جابر والله لو كنّا نحدث الناس أو حدّثنا برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابرٌ عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ) بصائر الدرجات صفحة 285
روي عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه الباقر عليه السلام أنه قال : ( إنّ لله تعالى علماً خاصاً وعلماً عامّاً ، فأمّا العلم الخاص فالعلم الذي لم يطلع عليه ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ، وأمّا علمه العام فإنّه علمه الذي أطلع عليه ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ، وقد وقع إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله ) التوحيد للصدوق صفحة 138
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): الناس يغدون على ثلاثة عالم ومتعلّم وغثاء: فنحن العلماء، وشيعتنا المتعلّمون، وسائر الناس غثاء.
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا ، يا بشير !.. إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم . الكافي ج1 ص220
وبمخالفة الفقهاء لامر الله ورسوله واهل بيته جاء :
دين الفقهاء
جاء في كتاب هداية الأبرار للكركي نقلاً عن القطيفي ـ أحد مشائخ صاحب الوسائل ـ قال :
«فاعلم أن علم الأصول ملفق من علوم عدة ومسائل متفرقة بعضها حق وبعضها باطل ، وضعه العامة لقلة السنن عندهم الدالة على الأحكام » ،
ورد عن الامام ابي الحسن علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال : ...ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعني آل محمد عليهم السلام ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه ( بحار الأنوار - ج 23 - ص 295 - 296)
وهل يجوز الحكم بالرأي
عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللَّهِ (عليه السلام) تَرِدُ عَلَينَا أَشيَاءُ لَيسَ نَعرِفُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا سُنَّتِهِ فَنَنظُرُ فِيهَا . فَقَالَ لَا أَمَا إِنَّكَ إِن أَصَبتَ لَم تُوجَر وَ إِن أَخطَأتَ كَذَبتَ عَلَى اللَّهِ . الكافي ج 1 ص 56
وقال (الكركي): «ولم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم إليه ، لوجود كل ما لا بد منه من ضروريات الدين ونظرياته في الأصول المنقولة عن أئمة الهدى، إلى أن جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وأخذ عنهم وألف الكتب على ذلك المنوال حتى أنه عمل بالقياس » .
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : قال الله جلّ جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي ، وما عرفني مَن شبّهني بخلقي ، وما على ديني مَن استعمل القياس في ديني.ص297
اول من صنف في اصول الفقه عند المخالفين هو الشافعي في ( الرسالة) كما اجمع على ذلك فقهاء العامة وفقهاء الامامية
عرف علم الاصول بانه " العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الحكم الشرعي ".دروس في علم الاصول ج2 ص 10
يقول السيد محمد باقر الصدر : وكلما بعد الفقيه عن عصر النص تعدد جوانب الغموض في فهم الحكم من مداركه الشرعية وتنوعت الفجوات في عملية الاستنباط نتيجة للبعد ألزمني، فيحس أكثر فأكثر بالحاجة إلى تحديد قواعد عامة يعالج بها جوانب الغموض ويملا بها تلك الفجوات، وبهذا كانت الحاجة إلى علم الأصول تاريخية بمعنى أنها تشتد وتتأكد كلما ابتعد الفقيه تاريخيا عن عصر النص وتراكمت الشكوك على عملية الاستنباط التي يمارسها. وعلى هذا الأساس يمكن أن نفسر الفارق ألزمني بين إزدهار علم الأصول في نطاق التفكير الفقهي السني وازدهاره في نطاق تكفيرنا الفقهي الامامي، فإن التاريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الامامي . دروس في علم الاصول ج1 ص 46
ان الملفت للنظر ان علم الاصول متغير من جيل الى جيل فكلما جاء فقيه ادخل في العلم امور يراها تناسب اكثر مما جاء بها غيرة من الفقهاء قاذا كانت المبني التي يعتمد عليها الفقهاء في استخرج الحكم مختلفة فبالتالي ستكون الاحكام المستخرجة مختلفة ومن ذلك كان الاختلاف في الفتوى من فقيه لاخر
علم الاصول نشأ وترعرع في الفقه السني وأخذ فقهاء الشيعة ينحون نفس منحى ابناء العامة وتركوا كتاب الله والعترة وراء ظهورهم
ادلة الحكم عند الفقهاء
1 - الدليل الشرعي
2 - الدليل العقلي
وهل يمكن لن يكون الدين محكوما بالعقل البشري القاصر وهل العقل البشري قادر على معرفة أسباب الحكم ونتائجه
قال الامام ابي محمد علي ابن الحسين السجاد (عليه السلام ) :
إنّ دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمَن سلّم لنا سلم ، ومَن اهتدى بنا هُدي ، ومَن دان بالقياس والرأي هلك ، ومَن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا ، كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم. كمال الدين ص303
وأين القرآن من كل هذا هل استغنى الفقهاء عن القرآن ؟ وهل استبدلوه بالاراء والقياس
ما هو الدليل الشرعي على وجوب تقليد المرجع ؟
ألفقهاء قالوا : ربّما لا نحتاج إلى دليل نقلي في وجوب التقليد؛ وذلك لتسالم العقلاء في الرجوع إلى أهل الخبرة في كلّ أمر مجهول، فمن أصابه مرض ما فهو يرجع في ذلك إلى الطبيب، ومن أراد أن يعرف زيف معدن ما من أصالته - كالذهب - فهو يرجع فيه إلى الصائغ وهكذا..
أما أهل البيت : قال الصادق - عليه السلام -: (إياكم والتقليد، فإنه من قلد في دينه هلك) إن الله تعالى يقول: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكنهم أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم - حلالا، فقلدوهم في ذلك، فعبدوهم وهم لا يشعرون).كتاب تصحيح اعتقادات الامامية الشيخ المفيد ص 73 - 74
الفقيه الجواب : أستدل الفقهاء على وجوب التقليد بالكتاب المجيد وبالسنة الشريفة وبالسيرة القطعية المستمرة , أما الكتاب فقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43
أهل البيت عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الذكر أنا والأئمة (عليهم السلام) أهل الذكر وقوله عز وجل: * (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) * قال أبو جعفر (عليه السلام): " نحن قومه ونحن المسؤولون "(غاية المرام ص 27)
تعليق