إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى)لماذا لم يخرج حتى الان--

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى)لماذا لم يخرج حتى الان--


    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم أل محمد

    متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى؟


    كلما أوجعت الإنسان سياط الظلم، وأرهقته عهود الجور والطغيان، وسلبت كرامته ظروف الفساد والانحراف.. شحّ بصره واشرأب عنقه تجاه الإمام المنقذ صاحب العصر والزمان.. وتوجه إليه من أعماق نفسه، وأطلق آهات الاستغاثة.. ورفع أنات الشكوى وآهات الألم.. يستعجل ظهور الإمام المنقذ

    وكلما شاهد المؤمن مظاهر الكفر والنفاق، ورأى تكاتف أنظمة الجور على سحق مبادئ الإسلام، وأزعجته معاملة الكبت والإرهاب التي يعيشها المؤمنون المخلصون في ظل سلطات الانحراف

    كلما حدث ذلك التجأ المؤمن إلى اللَّه يدعوه ويطلب إليه الإسراع في خروج أمل الإنسانية وإمام الحق صاحب العصر والزمان

    فتارة تكون آهات الاستغاثة على شكل دعاء يتوجه به المؤمن إلى ربه الحكيم جلّ وعلا لينجز وعده بإظهار دين الحق والعدل وخروج إمام العصر والزمان

    اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا -صلواتك عليه وآله- وغيبة إمامنا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلِّ على محمد وآله محمد، وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله، وضرّ تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها برحمتك يا ارحم الراحمين

    دعاء الافتتاح

    وفي دعاء آخر تمتزج فيه مآسي الواقع بآمال المستقبل المشرق ويختلط فيه الطلب من اللَّه بالاستثارة المباشرة للإمام المنتظر

    هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى؟

    هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى؟

    متى نرد مناهلك الروية فنروى؟

    متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى؟

    متى نغاديك ونراوحك فتقرّ منا عيوننا؟

    متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر؟

    أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ وقد ملأت الأرض عدلاً وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً، وأبرت العتاة وجحدة الحق وقطعت دابر المتكبرين واجتثثت أصول الظالمين، ونحن نقول الحمد للّه رب العالمين

    وتارة أخرى يعرب الإنسان عن تضايقه من واقع الطغيان والانحراف، وتلهفه لحياة السعادة والأمان بتساؤله عن سبب تأخر ظهور الإمام المهدي إلى آخر الزمان؟ فلماذا لم يخرج حتى الآن؟ أما يكفي ما عاشته الإنسانية من مشاكل وآلام عبر التاريخ؟ أما آن بوضع حد لمعاناة هذا الإنسان المحروم؟

    وسنحاول الآن الإجابة على هذه الأسئلة الحائرة التي تنبع من ضمير الإنسان وتفرضها معاناته


    ( 1 )


    إنما خلق اللَّه الحياة لتكون مسرح ابتلاء، وقاعة امتحان للإنسان عن طريق احتدام معركة الصداع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، يقول تعالى

    تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً

    سورة الملك، الآية 1 - 2

    إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}(6

    سورة الإنسان، الآية 2 - 3

    وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ

    سورة الأنبياء، الآية 35

    وما دامت الحياة دار ابتلاء، وامتحان، وميدان معركة وصراع، فقد منح اللَّه الإنسان حريته الكاملة في اختيار الجبهة التي يناضل ضمن خطوطها في ميدان الحياة

    واقتصر دور السماء على توجيه الإنسان وتوعيته بحقيقة الجبهتين العريضتين في الحياة.. ودعوة الإنسان للانضمام إلى جبهة الحق ومقاومة إغراءات الباطل وجحافل الشر

    ودارت رحى المعركة الخطيرة بين دواعي الخير ونوازع الشر في الحياة منذ نعومة أظفار الإنسان وبداية وجوده ولا تزال مستمرة.. تمر على كل جيل من أجيال البشرية فتفرز عناصره وتكشف عن اتجاهات أفرادنا، وتميز بين رواد الحق وأتباع الباطل

    وقد شاء اللَّه تعالى أن تكون المعركة أبدية ترافق استمرار الإنسان في الحياة

    لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ

    سورة الأنفال، الآية 37

    فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

    سورة العنكبوت، الآية 3

    من جميع الأجيال وكل العصور

    وقد كشفت هذه المعركة الدائمة عن سقوط الأغلبية الساحقة من الناس في أوحال الباطل ومزالق الشر، وثبوت أقلية مؤمنة صمدت في مواقع الخير، وأصرّت على مواقف الحق..

    وقد توعد اللَّه الباطل بهزيمة نكراء، ينتقم بها للحق وأتباعه من الباطل وفلوله. وذلك في معركة حاسمة لا تبقى للباطل بعدها باقية

    ولكن هل يصح أن يكون توقيت تلك المعركة الحاسمة أثناء مسيرة الحياة وفي وسط طريقها؟

    إذن فلابد أن تؤجل تلك المعركة الحاسمة الفاصلة إلى أواخر مسيرة الحياة وخاتمة مطاف الدنيا.. عند اقتراب الساعة وقبيل مجيء القيامة

    وقد اختارت مشيئة اللَّه الأمام المهدي ليكون قائد تلك المعركة الحاسمة.. وبطل تلك الجولة الأخيرة في ميدان الصراع بين الحق والباطل

    فكان لابد وأن يتأخر خروجه إلى نهاية الحياة ليتاح للإنسان أن يمارس امتحانه بظروف طبيعية وبحريته الكاملة

    لذلك تحرص أكثر الأحاديث الإسلامية التي تتحدث عن ظهوره عليه السلام بالتأكيد على أن ظهوره لا يكون إلا في آخر الزمان.... وقبيل قيام الساعة كقوله صلى اللَّه عليه وآله

    أبشروا بالمهدي فإنه يأتي في آخر الزمان على شدة وزلزال يسع اللَّه له الأرض عدلاً وقسطاً

    الإمام المهدي، ص104

    ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول للَّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي…

    الإمام المهدي، ص69

    لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله جوراً

    الإمام المهدي، ص 106

    ( 2 )

    المشكلة الرئيسية في تاريخ الإنسان هي مشكلة إيجاد النظام الأفضل للحياة الاجتماعية.. فالإنسان إنما كان يعاني من اعتداء بعضه على بعض، لتعارض المصالح وتناقض الحقوق، وضياع الحدود فيما بين أفراد المجتمع البشري

    ولكن هل يستطيع الإنسان أن يوفر لنفسه النظام الصالح للحياة، والذي يضمن لكل فرد حقوقه ويحمي مصالحه ويرسم له حدوده؟

    لقد أثبت الواقع الإنساني بتجاربه التاريخية الكثير عجز الإنسان عن توفير النظام الاجتماعي الأصلح لحياته

    وذلك لمحدودية معارف الإنسان وقوة أنانيته وشهواته واختلاف مداركه ومستوياته، بيد أن السماء لم تترك الإنسان يتخبط في صحراء الجهل والظلام، بل تحملت عنه المهمة وكفته المسؤولية فأعدت له خير نظام يوفر له السعادة، ويعالج كل قضاياه ومشاكله بأفضل طريقة وخير أسلوب

    غير أن الإنسان قد ضلله الغرور، واستهوته الإغراءات والشهوات، فلم يخضع لرسالة السماء والنظام الأفضل الذي وضعته لحياته، وطفق يبحث يميناً وشمالاً، ويفتش شرقاً وغرباً، ويحاول بوحي من غروره وشهواته أن يوفر لنفسه بديلاً آخر يغنيه عن رسالة السماء ويضمن له السعادة بشكل أفضل!

    ورغم المآسي التي أعقبت تجاربه القاسية والمضاعفات التي أنتجتها محاولاته الفاشلة، إلا أنه لا يزال سادراً في غيه ممعناً في غروره وتمرده.. ظاناً أنه يمكنه العثور على نظام أفضل للحياة الاجتماعية بعيداً عن تعاليم السماء ورسالتها

    ولابد وأن يتيح اللَّه للإنسان الفرصة الكاملة ليجرب كل محاولاته في هذا المجال، وليطبق كل أفكاره وأوهامه

    إلى أن يصل الإنسان إلى طريق مسدود ويستسلم لليأس، ويفقد الأمل ويعترف على نفسه بالعجز والفشل، حينئذٍ تكون الأجواء مهيأة جداً لظهور شريعة الإسلام وتطبيق رسالة السماء وذلك على يد الإمام القائد المنتظر

    هذا المنطلق كان من الطبيعي أن يتأخر خروج الإمام المهدي إلى أن يستفيد الإنسان كل ما في جعبته من الأطروحات والإيديولوجيات والأنظمة والقوانين، و

    حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ

    سورة التوبة، الآية 118

    هنالك يخرج الإمام القائد ليسعد الإنسانية بتطبيق شريعة اللَّه وتنفيذ رسالته
    إنها إقامة دولة عالمية تخضع لها جميع الشعوب والمجتمعات حيث يصبح البشر كلهم رعية لقائد واحدة، وفي ظل حكومة مركزية واحدة، ويسود العالم نظام واحد هو النظام الإسلامي

    يقول الإمام الصادق عليه السلام وهو يتحدث عن عالمية دولة الإمام المنتظر

    إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه

    في انتظار الإمام، ص66

    وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام

    المهدي وأصحابه يُمَلِّكهم اللَّه مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت اللَّه عزّ وجلّ به وبأصحابه البدع والباطل، كما أمات السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم

    منتخب الأثر، ص47

    اللهم ونحن عبيدك الشائقون إلى وليك، المذكر بك وبنبيك خلقته لنا عصمة وملاذاً، وأقمته قواماً ومعاذاً وجعلته للمؤمنين منا إماماً، فبلغه منا تحية وسلاماً
    عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
    من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
    الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))
يعمل...
X