إن من المتعارف عليه في كل المذاهب الاسلامية إن بداية السنة الهجرية تكون في شهر المحرم الحرام وها نحن نعيش هذا الشهر الجليل شهر الحزن لأهل البيت (عليهم السلام) ولشيعتهم لكن من الجدير بالذكر يجب علينا أن نبحث عن أصل فكرة أن شهر المحرم هو أول أشهر السنة مع وجود نصوص تخالف هذا القول .
أيضاً يجب علينا أن نعرف من أول من عمل بالتقويم الهجري ومن هو مؤسسه ومنبعه وعلى ماذا إرتكز في تأسيس هذا التقويم وكيفية حساب أشهر السنة في هذا التقويم .
ومن بعد هذا سنعرف أن هناك أكثر من قول في ذلك وسنرى قول النبي (صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرة (عليهم السلام) في ذلك ونعرف الحقيقة في هذا الشهر الفضيل .
والله المستعان في ذلك
إختلف المسلمون بعد رسول الله (ص) في تأريخهم فكل مجموعة تؤرخ على حدث من الاحداث السابقة فمنهم من أرخ على عام الفيل ومنهم على بناء الكعبة ومنهم المولد النبوي ومنهم المبعث ومنهم الهجرة ومنهم من اتبع اليهود في تأريخهم الشهور ومنهم على تأريخ الجاهلية ومنهم على الفرس فكل يؤخ على سنين مضت على حدث قديم فإستمر الحال الى صار الامر للخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقد ارسل اليه عامله على البصرة باخلاف تأريخ الرسائل المرسلة ومنها ما ورد في دين لأحد في شعبان فاي سنة كانت حصل فيها اشتباه ، مما اضطر عمر ان يجمع الصحابة ويستشيرهم بأمر هو فاعله وهو أمر التأريخ ولكن على اي حدث يبدأ وبأي تأريخ ، فأختلف الصحابة في ذلك فمنهم من قال : رمضان ، ومنهم من قال : رجب ، ومنهم من قال : المحرم ، فقال علي (عليه السلام) : يكون التأريخ في هجرة الرسول لأنه مبدأ نبذ الشرك الى الايمان ، فإستحسنه عمر وبعض الصحابة لأنه اقرب للصواب عندهم .
لكن بعدها حدث الاختلاف في أي شهر يؤرخون ، فبعض قال : ربيع الأول هجرة الرسول ، وبعض قال : رمضان أفضل الشهور ونزل فيه القرآن وسيد الشهور والقرآن فيصل الحق والباطل ، وقال بعضهم : المحرم ومنهم عثمان بن عفان قال بالمحرم فأقره عمر وجعل كتابة التأريخ الهجري بشهر المحرم .
فإستمر هذا التأريخ الى يومنا هذا مع وجود بعض ممن يخالفون الرأي في شهر المحرم أول شهور السنة الهجرية ويرجح اكثرهم القول بأن اول السنة هو :
ربيع الاول ففيه هجرة الرسول (ص) وكان المسلمون قبل اقرار التأريخ الهجري يؤرخون به وكذلك قبل الاسلام .
ولكن مع كل هذا الاختلاف فالكل متفق على ان التأريخ الهجري هو التأريخ الاسلامي الرسمي ولا خلاف عليه لكن الخلاف في الشهر وهذا ما سنناقشه هنا .
ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه و من طريق الحاكم من طريق الشعبي ( أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس ، فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، و بعضهم أرخ بالهجرة ، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل ، فأرخوا بها ، و ذلك سنة سبع عشرة ، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان ، فقال عمر : بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم ، فاتفقوا عليه ) .
وروى أحمد وأبو عروبة في الأوائل و البخاري في الأدب والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال : رفع لعمر صك محله شعبان ، فقال : أي شعبان ، الماضي أو الذي نحن فيه ، أو الآتي ؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم ، فيقال إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم ، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك ، ومنهم من قال : أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر ، فكرهوا ذلك ، وقال قائلون : أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون من مبعثه عليه السلام ، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث . فاستحسن ذلك عمر والصحابة ، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .*
وروى ابن أبي خيثمة من طريق ابن سيرين قال : قدم رجل من اليمن فقال : رأيت باليمن شيئاً يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا و شهر كذا ، فقال عمر : هذا حسن فأرخوا ، فلما أجمع على ذلك قال قوم : أرخوا للمولد ، وقال قائل : للمبعث ، وقال قائل : من حين خرج مهاجراً ، وقال قائل من حين توفي ، فقال عمر : أرخوا من خروجه من مكة إلى المدينة ، ثم قال : بأي شهر نبدأ ؟ فقال قوم : من رجب ، وقال قائل : من رمضان ، فقال عثمان : أرخوا من المحرم فإنه شهر حرام و هو أول السنة ومنصرف الناس من الحج ، قال و كان ذلك سنة سبع عشرة و قيل سنة ست عشرة في ربيع الأول .
وروى الحاكم في المستدرك (3/14) عن سعيد بن المسيب قال : جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ ، فقال علي : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك أرض الشرك ، ففعله عمر .*
يتبع
أيضاً يجب علينا أن نعرف من أول من عمل بالتقويم الهجري ومن هو مؤسسه ومنبعه وعلى ماذا إرتكز في تأسيس هذا التقويم وكيفية حساب أشهر السنة في هذا التقويم .
ومن بعد هذا سنعرف أن هناك أكثر من قول في ذلك وسنرى قول النبي (صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرة (عليهم السلام) في ذلك ونعرف الحقيقة في هذا الشهر الفضيل .
والله المستعان في ذلك
إختلف المسلمون بعد رسول الله (ص) في تأريخهم فكل مجموعة تؤرخ على حدث من الاحداث السابقة فمنهم من أرخ على عام الفيل ومنهم على بناء الكعبة ومنهم المولد النبوي ومنهم المبعث ومنهم الهجرة ومنهم من اتبع اليهود في تأريخهم الشهور ومنهم على تأريخ الجاهلية ومنهم على الفرس فكل يؤخ على سنين مضت على حدث قديم فإستمر الحال الى صار الامر للخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقد ارسل اليه عامله على البصرة باخلاف تأريخ الرسائل المرسلة ومنها ما ورد في دين لأحد في شعبان فاي سنة كانت حصل فيها اشتباه ، مما اضطر عمر ان يجمع الصحابة ويستشيرهم بأمر هو فاعله وهو أمر التأريخ ولكن على اي حدث يبدأ وبأي تأريخ ، فأختلف الصحابة في ذلك فمنهم من قال : رمضان ، ومنهم من قال : رجب ، ومنهم من قال : المحرم ، فقال علي (عليه السلام) : يكون التأريخ في هجرة الرسول لأنه مبدأ نبذ الشرك الى الايمان ، فإستحسنه عمر وبعض الصحابة لأنه اقرب للصواب عندهم .
لكن بعدها حدث الاختلاف في أي شهر يؤرخون ، فبعض قال : ربيع الأول هجرة الرسول ، وبعض قال : رمضان أفضل الشهور ونزل فيه القرآن وسيد الشهور والقرآن فيصل الحق والباطل ، وقال بعضهم : المحرم ومنهم عثمان بن عفان قال بالمحرم فأقره عمر وجعل كتابة التأريخ الهجري بشهر المحرم .
فإستمر هذا التأريخ الى يومنا هذا مع وجود بعض ممن يخالفون الرأي في شهر المحرم أول شهور السنة الهجرية ويرجح اكثرهم القول بأن اول السنة هو :
ربيع الاول ففيه هجرة الرسول (ص) وكان المسلمون قبل اقرار التأريخ الهجري يؤرخون به وكذلك قبل الاسلام .
ولكن مع كل هذا الاختلاف فالكل متفق على ان التأريخ الهجري هو التأريخ الاسلامي الرسمي ولا خلاف عليه لكن الخلاف في الشهر وهذا ما سنناقشه هنا .
ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه و من طريق الحاكم من طريق الشعبي ( أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس ، فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، و بعضهم أرخ بالهجرة ، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل ، فأرخوا بها ، و ذلك سنة سبع عشرة ، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان ، فقال عمر : بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم ، فاتفقوا عليه ) .
وروى أحمد وأبو عروبة في الأوائل و البخاري في الأدب والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال : رفع لعمر صك محله شعبان ، فقال : أي شعبان ، الماضي أو الذي نحن فيه ، أو الآتي ؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم ، فيقال إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم ، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك ، ومنهم من قال : أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر ، فكرهوا ذلك ، وقال قائلون : أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون من مبعثه عليه السلام ، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث . فاستحسن ذلك عمر والصحابة ، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .*
وروى ابن أبي خيثمة من طريق ابن سيرين قال : قدم رجل من اليمن فقال : رأيت باليمن شيئاً يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا و شهر كذا ، فقال عمر : هذا حسن فأرخوا ، فلما أجمع على ذلك قال قوم : أرخوا للمولد ، وقال قائل : للمبعث ، وقال قائل : من حين خرج مهاجراً ، وقال قائل من حين توفي ، فقال عمر : أرخوا من خروجه من مكة إلى المدينة ، ثم قال : بأي شهر نبدأ ؟ فقال قوم : من رجب ، وقال قائل : من رمضان ، فقال عثمان : أرخوا من المحرم فإنه شهر حرام و هو أول السنة ومنصرف الناس من الحج ، قال و كان ذلك سنة سبع عشرة و قيل سنة ست عشرة في ربيع الأول .
وروى الحاكم في المستدرك (3/14) عن سعيد بن المسيب قال : جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ ، فقال علي : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك أرض الشرك ، ففعله عمر .*
يتبع
تعليق