الفرقة الناجية
كثير من الناس ينتقد الغير بكل قوة وحدة يحسب ان الحق الذي لا يشوبه شائبة في جانبه فقط وكأن الله قد اختصه بهذا الحق دون غيره في حين لو تمعن قليلا في حال وسلوك اتباع جلدته او مذهبه لوجد الداء العضال الذي لا يشفى الا بقدرة الله عز و جل من هذه الامور التي تطرح على ساحة النقاش هي مسألة الفرقة الناجية وكل يدعي انها فرقته دون بقية الامة محتجا باقوال علماء مذهبه او فرقنه (ما شئت فعبر ) في حين ان الفرقة الناجية هو حديث مشهور ويعرفه القاصي والداني من الامة ولا يخفى على احد صفات هذه الفرقة التي ستحظى برضا الله عز وجل دون غيرها من الفرق وذلك لانها اتبعت تعاليم السماء دون اضافة او ميل او اتباع هوى فان ادخال الراي في الدين هو ما جر الويلات على الاسلام والمسلمين والا فالنصوص الالهية واضحة المعنى والمضمون ولا تحتاج الى تكلف فالمشرع لهذا الدين هو الله عز وجل لا غير والمبين لغوامض الشريعة السمحاء هو النبي الاكرم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) واما الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) فقد بين السبيل من بعده بقوله ( إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.) وهذا ضمان من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) لهذه الامة لكي لا تاخذ يمينا او شمالا
لكن نرى الامة قد اتخذت لنفسها ائمة واولياء حسب ما تشتهيه انفسهم وتركوا القران والعترة وراء ظهورهم فالقران فسره كل واحد حسب رايه وحسب ميوله وهواه كانه لم يسمع قول رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) من فسر القران برايه فليتبوء مقعده من النار وبرزت من تلك التفاسير الاختلافات والانشقاقات حتى باتت الامة متفرقة ولا تتفق على شيء وقد بين الله لنا الملاذ عند الاختلاف فقال عز وجل (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
والذكر هو رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) والدليل قوله عز وجل (قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور)
اما اهل الذكر فهم اهل رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) في صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية : ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله وسلم تسليما) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي .
ولكن هل تمسكنا بالقران كما اوصانا الله ورسوله ام تعديناه الى ما تشتهي انفسنا وفسرناه بما كما نريد ونكون كمن قال الله عز وجل فيهم (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)
واما العترة فقد لاقت اشد مما لاقى انبياء بني اسرائيل من قومهم من التكذيب والتطريد والقتل من غير ذنب اقترفوه سوى انتمائهم الى رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما )
أخرج ابن أبى شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وابن ماجة و أبو نعيم عن ابن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله( صلى الله عله واله وسلم تسليما ), إذ أقبل فتية من بني هاشم, فلما رآهم النبي ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) اغرورقت عيناه وتغير لونه, قال: فقلت:ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه, فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا, وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا, حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يُعْطَونه, فيقاتلون فيُنْصَرون فيُعْطَون ما سألوا, فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي, فيملؤها قسطا كما ملؤها جَوْرا, فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم, ولو حبوا على الثلج, فإنه المهدي .
وأخرج الطبراني في الكبير, و أبو نعيم ، عن علي بن علي الهلالي, عن أبيه قال : دخلت على رسول الله في شكاته التي قبض فيها, فإذا فاطمة عند رأسه, قال: فبكت حتى ارتفع صوتها, فرفع رسول الله طرفه إليها, فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة بعدك, فقال, يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض إطلاعة, فاختار منها أباك فبعثه برسالته, ثم اطلع إلى الأرض إطلاعة فاختار منها بعلك, وأوحى إلي أن أنكحك إياهـ يا فاطمة, ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال, لم تعط لأحد قبلنا, ولا تعطى أحدا بعدنا, أنا خاتم النبيين, وأكرم النبيين على الله, وأحب المخلوقين إلى الله عز و جل, وأنا أبوك, ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله ,وهو بعلك, وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله , وهو عمك حمزة بن عبدالمطلب , وعم بعلك ,ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك, ومنا سبطا هذا الأمة, وهما ابناك الحسن والحسين, وهما سيدا شباب أهل الجنة, وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما, يا فاطمة , والذي بعثني بالحق إن منهما – (يعني من الحسن والحسين )- مهدي هذه الأمة, إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهـرت الفتن وتقطعت السبل, وأغار بعضهم على بعض, فلا كبير يرحم صغيرا ,ولا صغير يوقر كبيرا,بعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا, يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان, ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراٍ . يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز جل أرحم بك, وأرأف عليك مني, وذلك لمكانك من قلبي, وزوجك الله زوجا وهو أشرف أهل بيتك حسبا, وأكرمهم منصبا, وأرحمهم بالرعية, و أعدلهم بالسوية, وأبصرهم بالقضية.
وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي
قال علي : فلما قبض النبي لم تبق فاطمة بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله عز وجل به .
من هذين الحديثين نفهم ان العترة لاقت ما لاقت من وفاة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) وستلقى الى حين خروج المهدي من ال محمد( صلى الله عليه واله وسلم تسليما)
والاغرب من ذلك كله ان المهدي من ال محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) سيلقى من الامة ما لاقاه ابائه من قبل وأشد مما يدفعه الى حمل السيف
أخرج ابو نعيم و أبو يعلى عنه ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) قال :حدثني خليلي أبو القاسم قال : لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي, فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق, قال: قلت: وكم يملك؟ قال: خمس واثنتين ,
لكن هل هناك طائفة من الامة اتبعت الحق كما هو ولم تبدل ولم تغير من عهد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما الى حين ظهور المهدي من ال محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما)
اخرج الشيخان وغير هما عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) لا يزال هذا الامر عزيزا ينصرون على من ناواهم الى اثنى عشر خليفة (كلهم من قريش) .
أخرج أبو داود ، والإمام أحمد ، من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله وسلم تسليما قَال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام".
ونحن نعلم ان نزول عيسى (ع) هو من علامات الساعة وانه ينزل والمهدي موجود بين المسلمين ببيت المقدس .
أخرج ابن ماجة , والروياني , وابن خزيمة , وأبو عوانة , و الحاكم وأبو نعيم واللفظ له عن أبي أمامة الباهـلي قال خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما)– وذكر الدجال – وقال : فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد, ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص, فقالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل, وجلهم ببيت المقدس, وإمامهم المهدي رجل صالح, فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح, إذ نزل عليهم عيسى بن مريم, فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى , فيضع عيسى يده بين كتفيه , ثم يقول له : تقدم فصل, فإنها لك أقيمت, فيصلي بهم إمامهم .
وأخرج أبو نعيم عن أبى سعيد قال: قال رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : ينزل عيسى بن مريم , فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا, فيقول: ألا و إن بعضكم على بعض أمراء, تكرمة لهذه الأمة .
والان يخبرنا رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) من هم الفرقة الناجية التي لم تغير ولم تزل عن الحق
وأخرج أبو نعيم و الطبراني عن عوف بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قال : كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة, واحدة في الجنة, و سائرهن في النار ؟ , قلت: ومتى ذاك يا رسول الله ؟
قال: إذا الغرماء الشرط, وملكت الإماء, وقعدت الحملان على المنابر, واتخذوا القرآن مزامير, وزخرفت المساجد, ورفعت المنابر, و اتخذ الفيء دولا, والزكاة مغرما, و الأمانة مغنما, و تفقه في الدين لغير الله, و أطاع الرجل امرأته, وعق أمه, وأقصى أباهـ, ولعن آخر هذه الأمة أولها, وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم, وأكرم الرجل اتقاء شره, فيومئذ يكون ذلك ويفزع الناس يومئذ إلى الشام, نعصمهم من عدوهم .
قلت: وهل يفتح الشام ؟ قال( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : نعم وشيكا, ثم تقع الفتن بعد فتحها, ثم تجيء فتنة غبراء مظلمة,ثم يتبع الفتن بعضها بعضا,حتى يخرج رجل من أهل بيتي, يقال له المهدي, فإن أدركته فاتبعه, وكن من المهتدين.
وأخرج أبو نعيم عن حديفة قال:قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد, لبعث الله رجلا اسمه اسمي, وخلقه خلقي, يكنى أبا عبدالله, يبايع له الناس بين الركن والمقام, يرد الله به الدين, ويفتح له فتوحا, فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من بقول لا اله إلا الله, فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو ؟ قال: من ولد ابني هذا, وضرب بيده على الحسين .
وأخرج الروياني في مسنده وأبو نعيم عن حديفة قال: قال رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : المهدي رجل من ولدي, وجهه كالكوكب الدري .
وأخرج أبو نعيم عن أبى أمامة قال: .. قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) :قال: المهدي من ولدي, ابن أربعين سنة, كأن وجهه كوكب دري, في خده الأيمن خال أسود, عليه عباءتان قطوانيتان, كأنه من رجال بني إسرائيل
وأخرج الروياني , وأبو نعيم عن حديفة قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : المهدي رجل من ولدي, لونه لون عربي, وجسمه جسم إسرائيلي, على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري, يملا الأرض عدلا ملئت جورا, يرضى في خلافته أهل الأرض و اهـل السماء والطير في الجو .
وأخرج أحمد, والباوردي , و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : أبشركم بالمهدي,( رجل من قريش من عترتي ), يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما, و يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, و يقسم المال صحاحا
فقال له رجل: ما صحاحا ؟ , قال( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : بالسوية بين الناس, قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى, ويسعهم عدله, حتى يأمر مناديا فينادي فيقول:من له حاجة إلي؟ فما يأتيه أحد, إلا رجل واحد , فيقول: ائت السادن حتى يعطيك, فيأتيه فيقول :أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا, فيقول:أحث فيحثى ولا يستطيع أن يحمله, فيلقي حتى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله,فيخرج به فيندم فيقول : فيقول أنا كنت أجشع أمة محمد نفسا, كلهم دعي على هذا المال فتركه غيري فيرده عليه, فيقول: إنا لا نقبل شيئا أعطيناه, فيلبث في ذلك ستا, أو سبعا, أو ثمانيا, أو تسع سنين, و لا خير في العيش بعده .
أخرج نعيم بن حماد, وأبو نعيم من طريق مكحول عن علي بن أبي طالب قال : قلت: يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي ,أم من غيرنا ؟ قال ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) :لا بل منا, يختم الله به الدين كما فتح بنا, وبنا ينقدون من الفتنة, كما أنقدوا من الشرك, وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة, كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك, وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا, كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم .
وأخرج ابن ماجة , و أبو نعيم عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) يقول :
(( نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة , أنا, و حمزة, و علي, وجعفر, و الحسن, و الحسين, و المهدي ))
كثير من الناس ينتقد الغير بكل قوة وحدة يحسب ان الحق الذي لا يشوبه شائبة في جانبه فقط وكأن الله قد اختصه بهذا الحق دون غيره في حين لو تمعن قليلا في حال وسلوك اتباع جلدته او مذهبه لوجد الداء العضال الذي لا يشفى الا بقدرة الله عز و جل من هذه الامور التي تطرح على ساحة النقاش هي مسألة الفرقة الناجية وكل يدعي انها فرقته دون بقية الامة محتجا باقوال علماء مذهبه او فرقنه (ما شئت فعبر ) في حين ان الفرقة الناجية هو حديث مشهور ويعرفه القاصي والداني من الامة ولا يخفى على احد صفات هذه الفرقة التي ستحظى برضا الله عز وجل دون غيرها من الفرق وذلك لانها اتبعت تعاليم السماء دون اضافة او ميل او اتباع هوى فان ادخال الراي في الدين هو ما جر الويلات على الاسلام والمسلمين والا فالنصوص الالهية واضحة المعنى والمضمون ولا تحتاج الى تكلف فالمشرع لهذا الدين هو الله عز وجل لا غير والمبين لغوامض الشريعة السمحاء هو النبي الاكرم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) واما الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) فقد بين السبيل من بعده بقوله ( إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.) وهذا ضمان من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) لهذه الامة لكي لا تاخذ يمينا او شمالا
لكن نرى الامة قد اتخذت لنفسها ائمة واولياء حسب ما تشتهيه انفسهم وتركوا القران والعترة وراء ظهورهم فالقران فسره كل واحد حسب رايه وحسب ميوله وهواه كانه لم يسمع قول رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) من فسر القران برايه فليتبوء مقعده من النار وبرزت من تلك التفاسير الاختلافات والانشقاقات حتى باتت الامة متفرقة ولا تتفق على شيء وقد بين الله لنا الملاذ عند الاختلاف فقال عز وجل (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
والذكر هو رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) والدليل قوله عز وجل (قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور)
اما اهل الذكر فهم اهل رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) في صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية : ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله وسلم تسليما) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي .
ولكن هل تمسكنا بالقران كما اوصانا الله ورسوله ام تعديناه الى ما تشتهي انفسنا وفسرناه بما كما نريد ونكون كمن قال الله عز وجل فيهم (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)
واما العترة فقد لاقت اشد مما لاقى انبياء بني اسرائيل من قومهم من التكذيب والتطريد والقتل من غير ذنب اقترفوه سوى انتمائهم الى رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما )
أخرج ابن أبى شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وابن ماجة و أبو نعيم عن ابن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله( صلى الله عله واله وسلم تسليما ), إذ أقبل فتية من بني هاشم, فلما رآهم النبي ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) اغرورقت عيناه وتغير لونه, قال: فقلت:ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه, فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا, وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا, حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يُعْطَونه, فيقاتلون فيُنْصَرون فيُعْطَون ما سألوا, فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي, فيملؤها قسطا كما ملؤها جَوْرا, فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم, ولو حبوا على الثلج, فإنه المهدي .
وأخرج الطبراني في الكبير, و أبو نعيم ، عن علي بن علي الهلالي, عن أبيه قال : دخلت على رسول الله في شكاته التي قبض فيها, فإذا فاطمة عند رأسه, قال: فبكت حتى ارتفع صوتها, فرفع رسول الله طرفه إليها, فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة بعدك, فقال, يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض إطلاعة, فاختار منها أباك فبعثه برسالته, ثم اطلع إلى الأرض إطلاعة فاختار منها بعلك, وأوحى إلي أن أنكحك إياهـ يا فاطمة, ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال, لم تعط لأحد قبلنا, ولا تعطى أحدا بعدنا, أنا خاتم النبيين, وأكرم النبيين على الله, وأحب المخلوقين إلى الله عز و جل, وأنا أبوك, ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله ,وهو بعلك, وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله , وهو عمك حمزة بن عبدالمطلب , وعم بعلك ,ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك, ومنا سبطا هذا الأمة, وهما ابناك الحسن والحسين, وهما سيدا شباب أهل الجنة, وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما, يا فاطمة , والذي بعثني بالحق إن منهما – (يعني من الحسن والحسين )- مهدي هذه الأمة, إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهـرت الفتن وتقطعت السبل, وأغار بعضهم على بعض, فلا كبير يرحم صغيرا ,ولا صغير يوقر كبيرا,بعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا, يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان, ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراٍ . يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز جل أرحم بك, وأرأف عليك مني, وذلك لمكانك من قلبي, وزوجك الله زوجا وهو أشرف أهل بيتك حسبا, وأكرمهم منصبا, وأرحمهم بالرعية, و أعدلهم بالسوية, وأبصرهم بالقضية.
وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي
قال علي : فلما قبض النبي لم تبق فاطمة بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله عز وجل به .
من هذين الحديثين نفهم ان العترة لاقت ما لاقت من وفاة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) وستلقى الى حين خروج المهدي من ال محمد( صلى الله عليه واله وسلم تسليما)
والاغرب من ذلك كله ان المهدي من ال محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) سيلقى من الامة ما لاقاه ابائه من قبل وأشد مما يدفعه الى حمل السيف
أخرج ابو نعيم و أبو يعلى عنه ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) قال :حدثني خليلي أبو القاسم قال : لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي, فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق, قال: قلت: وكم يملك؟ قال: خمس واثنتين ,
لكن هل هناك طائفة من الامة اتبعت الحق كما هو ولم تبدل ولم تغير من عهد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما الى حين ظهور المهدي من ال محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما)
اخرج الشيخان وغير هما عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) لا يزال هذا الامر عزيزا ينصرون على من ناواهم الى اثنى عشر خليفة (كلهم من قريش) .
أخرج أبو داود ، والإمام أحمد ، من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله وسلم تسليما قَال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام".
ونحن نعلم ان نزول عيسى (ع) هو من علامات الساعة وانه ينزل والمهدي موجود بين المسلمين ببيت المقدس .
أخرج ابن ماجة , والروياني , وابن خزيمة , وأبو عوانة , و الحاكم وأبو نعيم واللفظ له عن أبي أمامة الباهـلي قال خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما)– وذكر الدجال – وقال : فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد, ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص, فقالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل, وجلهم ببيت المقدس, وإمامهم المهدي رجل صالح, فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح, إذ نزل عليهم عيسى بن مريم, فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى , فيضع عيسى يده بين كتفيه , ثم يقول له : تقدم فصل, فإنها لك أقيمت, فيصلي بهم إمامهم .
وأخرج أبو نعيم عن أبى سعيد قال: قال رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : ينزل عيسى بن مريم , فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا, فيقول: ألا و إن بعضكم على بعض أمراء, تكرمة لهذه الأمة .
والان يخبرنا رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) من هم الفرقة الناجية التي لم تغير ولم تزل عن الحق
وأخرج أبو نعيم و الطبراني عن عوف بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قال : كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة, واحدة في الجنة, و سائرهن في النار ؟ , قلت: ومتى ذاك يا رسول الله ؟
قال: إذا الغرماء الشرط, وملكت الإماء, وقعدت الحملان على المنابر, واتخذوا القرآن مزامير, وزخرفت المساجد, ورفعت المنابر, و اتخذ الفيء دولا, والزكاة مغرما, و الأمانة مغنما, و تفقه في الدين لغير الله, و أطاع الرجل امرأته, وعق أمه, وأقصى أباهـ, ولعن آخر هذه الأمة أولها, وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم, وأكرم الرجل اتقاء شره, فيومئذ يكون ذلك ويفزع الناس يومئذ إلى الشام, نعصمهم من عدوهم .
قلت: وهل يفتح الشام ؟ قال( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : نعم وشيكا, ثم تقع الفتن بعد فتحها, ثم تجيء فتنة غبراء مظلمة,ثم يتبع الفتن بعضها بعضا,حتى يخرج رجل من أهل بيتي, يقال له المهدي, فإن أدركته فاتبعه, وكن من المهتدين.
وأخرج أبو نعيم عن حديفة قال:قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد, لبعث الله رجلا اسمه اسمي, وخلقه خلقي, يكنى أبا عبدالله, يبايع له الناس بين الركن والمقام, يرد الله به الدين, ويفتح له فتوحا, فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من بقول لا اله إلا الله, فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو ؟ قال: من ولد ابني هذا, وضرب بيده على الحسين .
وأخرج الروياني في مسنده وأبو نعيم عن حديفة قال: قال رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : المهدي رجل من ولدي, وجهه كالكوكب الدري .
وأخرج أبو نعيم عن أبى أمامة قال: .. قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) :قال: المهدي من ولدي, ابن أربعين سنة, كأن وجهه كوكب دري, في خده الأيمن خال أسود, عليه عباءتان قطوانيتان, كأنه من رجال بني إسرائيل
وأخرج الروياني , وأبو نعيم عن حديفة قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : المهدي رجل من ولدي, لونه لون عربي, وجسمه جسم إسرائيلي, على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري, يملا الأرض عدلا ملئت جورا, يرضى في خلافته أهل الأرض و اهـل السماء والطير في الجو .
وأخرج أحمد, والباوردي , و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : أبشركم بالمهدي,( رجل من قريش من عترتي ), يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما, و يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, و يقسم المال صحاحا
فقال له رجل: ما صحاحا ؟ , قال( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : بالسوية بين الناس, قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى, ويسعهم عدله, حتى يأمر مناديا فينادي فيقول:من له حاجة إلي؟ فما يأتيه أحد, إلا رجل واحد , فيقول: ائت السادن حتى يعطيك, فيأتيه فيقول :أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا, فيقول:أحث فيحثى ولا يستطيع أن يحمله, فيلقي حتى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله,فيخرج به فيندم فيقول : فيقول أنا كنت أجشع أمة محمد نفسا, كلهم دعي على هذا المال فتركه غيري فيرده عليه, فيقول: إنا لا نقبل شيئا أعطيناه, فيلبث في ذلك ستا, أو سبعا, أو ثمانيا, أو تسع سنين, و لا خير في العيش بعده .
أخرج نعيم بن حماد, وأبو نعيم من طريق مكحول عن علي بن أبي طالب قال : قلت: يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي ,أم من غيرنا ؟ قال ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) :لا بل منا, يختم الله به الدين كما فتح بنا, وبنا ينقدون من الفتنة, كما أنقدوا من الشرك, وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة, كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك, وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا, كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم .
وأخرج ابن ماجة , و أبو نعيم عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) يقول :
(( نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة , أنا, و حمزة, و علي, وجعفر, و الحسن, و الحسين, و المهدي ))
تعليق