إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل ملأت ظلما وجورا ..؟؟ متابعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل ملأت ظلما وجورا ..؟؟ متابعة

    هل ملأت ظلما وجورا ..؟؟ متابعة


    قد لا يتفق معي الكثيرون حول القول بامتلاء الأرض ظلما وجورا منذ غابر الأزمان ولكنهم لا يستطيعون بحال رد القول بان صاحب العصر احد الانوار المحدقة بعرش الرحمن قبل الخلق بفترة طويلة وفي هذا الباب يوجد الكثير من الروايات التي تشير الى ان الله تعالى خلق تلك الأنوار الإلهية وأنها محدقة بالعرش وكذلك الزيارات كما في زيارة الجامعة الكبيرة : ( خلقكم الله أنوارا وجعلكم بعرشه محدقين حتى من الله علينا بكم وجعلكم في بيوت إذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ) وما رواه العلامة المجلسيّ (قدس سره) في البحار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال " خلقت من نور الله عزّ وجلّ وخُلِق أهل بيتي من نوري "
    وفي مقتضب الأثر بإسناده ـ من طريق العامّة ـ عن عبدالله بن عمر، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
    " إنّ الله أوحى إليه ليلة الإسراء... يا محمّد إنّي خلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من نور واحد، ثمّ قال: تقدّم أمامك، فتقدّمت، فإذا عليّ بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ، والحجّة القائم كأنّه كوكب درّي "
    وفي مقتل الخوارزمي بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما خاطبه الجليل الحكيم (جلّ جلاله) في ليلة الاسراء والمعراج" يا محمّد إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولده من سنخ نوري "
    وقال أبو الفوارس في الأربعين: أخبرنا محمّد بن تاج الدين الشيبانيّ، يرفعه عن جماعة من الصادقين المحقّين فيما يوردونه ويسندون ذلك إلى المفضّل بن عمر بن عبدالله ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
    " لمّا خلق الله ابراهيم (ع) كشف الله عن بصره فنظر إلى جانب العرش نوراً، فقال: إلهي وسيّدي، ما هذا النور؟
    قال (جلّ جلاله): يا إبراهيم، هذا نور محمّد صفوتي.
    قال (عليه السلام): إلهي وسيّدي، وأرى نوراً إلى جانبه.
    قال (جلّ جلاله): يا إبراهيم، هذا نور عليّ ناصر ديني.
    قال: إلهي وسيّدي وأرى نوراً ثالثاً يلي النورين.
    قال: يا إبراهيم، هذا نور فاطمة تلي أباها وبعلها فطمت بها محبيها من النار.
    قال: إلهي وسيّدي، وأرى نورين يليان الثلاثة انوار.
    قال: يا إبراهيم، هذا الحسن والحسين يليان نور أبيهما وأمّهما وجدّهما.
    قال: إلهي وسيّدي، وأرى تسعة أنوار قد أحدقوا بالخمسة أنوار.
    قال: يا إبراهيم، هؤلاء الأئمّة من ولدهم
    "
    وانما اوردنا هذه الاحاديث والروايات للبيان (( وهذا يخص الموالين )) ان صاحب العصر والزمان لم يكن بعيدا عن الاحداث التي مرت بالخليقة منذ البدء، وبالتالي فانه عاصر كل النكبات التي مرت بأولياء الله (ع) على مر الازمنة والعصور وهذا مما لا يجدر بنا كمنتظرين ان نشك فيه.
    واذا كان الا مر كذلك، ويرى من يرى ان القيام انما يرتبط بامتلاء الارض ظلما وجورا( حصرا )، فما تأويل صبر الامام (ع) عن النهضة بالثأر الى ما تناهى الى علم العالمين مما جرى على انبياء الله في ارجاء ارضه بما بلغ بالمولى سبحانه وتعالى الى الحكم بفناء اهل الجرائم كما في القصص الكثيرة التي ذكرها القران مثل قصة قوم ثمود الذين عقروا الناقة ( ناقة الله ) ".. فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسويها " سورة الشمس (14)
    فاذا بلغ بالمولى الجليل تبارك وتعالى على ما وسعت رحمته ان غضب على هذه الامة لدرجة القضاء عليها بالفناء والانقراض دون استثناء .. فأي ظلم وجور قد ارتكبت لتستحق مثل هذا المصير الخطير ؟؟ .. واذا كان الظلم شرط قيام الموجود اصلا في هذه الاثناء ( ولو كنور محدق بالعر ش كما مر ) ؟ .. فما سر امتناعه عن الظهور والحال هذه ؟؟
    ومن قبل ذلك قصة نبي الله نوح (ع) والحق ان في قصة الطوفان ما يغني عن أي قصة أخرى في هذا الصدد ، اذ تسبب عقر الناقة بانقراض امة في حين نجد هنا حالة فناء كل من عليها بلا ريب حتى كأن الخليقة بدأت من جديد بل يكاد النبي نوح (ع) ان يكون ابو البشر الحقيقي اذ ان البشرية اليوم لا تتضمن من لا يرجع اليه نسبا فالساميون لسام بن نوح والحاميون لحام وغيرهم ليافث الى غير ذلك .. وهنا لا يهمنا من الحديث سوى ما يتعلق بفناء البشرية فيما عدا من كان على السفينة خاصة بعد ملاحظة شدة دعاء النبي على قومه كما جاء في محكم التنزيل " وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " (سورة نوح 25 ، 26 ) فأي ظلم جرى ليبلغ بالمرسل ان يدعوا على قومه بمثل هذا الدعاء ثم تأتيه سرعة الاستجابة ؟.. واذا كان الظلم شرط ظهور المنتظر فما الذي أخره عن الظهور رغم قوة الرد الالهي الصارم؟
    ولن اطيل في ذكر قصص الامم المختلفة التي لاقت مثل هذا الحكم اذ قد يطول بنا المقام ويخرج عن الغاية المرجوة منه ،ولكن لابد من الوقوف عند الاحداث التي عصفت بالأمة الاسلامية أبان استشهاد خير الخلق وحبيب المولى في علاه متأثرا بالسم الذي تتباين الروايات فيمن دسه في طعامه ( عليه افضل الصلاة واتم التسليم ) ، وما غايتنا هنا بحثه هو تقرير مدى الجور والظلم في ذلك ، افلا يبدو غريبا ان ينتظر الامام ظلما يفوق هذا الظلم ؟ ومن بعد ذلك ما عسانا نذكر من مصيبة الحوراء الانسية وليلة القدر وباب حطة العالمين وما جرى عليها بين الحائط والمسمار – نستميحك العذر مولانا – فإنما نستذكرها لما فيها من الدلالة على ظلم الاقران سيدي.. وللناس ان يتساءلوا أي صبر صبرك مولاي ؟؟
    علما ان سلمان المحمدي رضوان الله عليه قد روى في تلك الحادثة انه لما كشف له عن الغيب بعد أخذهم للإمام علي (ع) وخروج الزهراء عليها السلام توشك ان تكشف رأسها بالدعاء انه نظر في الفضاء فرأى ما لا حصر له من الملائكة مدججين بحراب من نور يتأهبون لإبادة أهل الأرض وأحدهم يسأل قائده ما تنتظر بالقوم فأجابه الملك ( ان تكشف الزهراء -ع- رأسها بالدعاء )
    فاذا كان الخالق جل جلاله قد اوشك ان يجعل بذلك الظلم نهاية للبشرية جمعاء فما بال الموعود لم يحرك ساكنا لو ان امتلاؤها ظلما كان شرط ظهوره على التحديد ؟
    ثم ماذا ؟ .. اكثر من ان ينادي جبرئيل باكيا " تهدمت والله اركان الهدى .. انفصمت والله العروة الوثقى .. " ثم ماذا ..؟ ان يسقط المجتبى مسموما يلفظ كبده ( واحر كبداه )..أو أن ترفع الشيبة الخضيبة على رأس الرمح تتلوا الآيات والقوم مستبشرون بقتل الخارجي .
    ثم يأتي الرثاء متسائلا ( ( ماذا يهيجك ان صبرت لوقعة الطف الفظيعة )) ؟؟!!
    ورغم ما ينطوي عليه الرثاء من الايحاء الى ذات الفكرة الشائعة من شرط النهضة بالثأر اذ يبدو من السياق ان الشاعر يعتقد بان الظهور مرتبط بالاهتياج ( بسبب الظلم والجور ) الا ان السؤال بحد ذاته يدعو المرء للتأمل خاصة بعد البيت التالي
    أترى ستجيء فجيعة ............ بأمر من تللك الفجيعة
    حيث الحسين على الثرى خيل العدى طحنت ضلوعه
    ورضيعه بدم الوريد ..........مخضب فاطلب رضيعه

    هل يمكن ان يأتي على الارض ظلم وجور يفوق قتل خليفة الله عليها واهل بيته واولاده وصحبه وسبي نساءه وبناته بعد حرق خيامه ثم حمل رؤوس القتلى الى أعدا أعداء الله لتبشيره بالفتح ؟
    ان المشهور في الروايات ان الامام سيقوم مناديا بالثأر بعد قتل ذي النفس الزكية ، فهل تلك النفس أزكى من الحسين عليه السلام وأولاده وأهل بيته وأصحابه ؟ وهل قتلها اشد على صاحب الأمر من قتل تلك النفوس ظمئا على شاطئ الفرات وسحقها بالخيل وسبي النساء والأطفال ؟
    ما يكون لصاحب الأمر والحال هذه أن ينهض الا بتحقق الأمر الإلهي وذلك عند وجود الأنصار الثلاثمائة وثلاثة عشر كما بينا في البحث السابق .. اما أن يملئها روحي له الفداء قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فتلك النتيجة وليست السبب
    ونسأله (عليه السلام ) العذر عما جمعنا هنا من المواجع والآلام وعزائنا اليه الغاية في البيان
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    التعديل الأخير تم بواسطة ابا جعفر; الساعة 19-02-14, 12:20 AM.
    رب إني مغلوب فانتصر
يعمل...
X