الأعاصير آيات ونذر / صحيفة القائم عام ٢٠٠٦م من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
إن ظاهرة الأعاصير من الظواهر التي وقف العلم أمام ردعها موقف الضعيف فلم يسعف العلم أهله في النجاة من هذا السيل من الرياح , وكثير من العلماء يعزي سبب تكون الأعاصير إلى أسباب طبيعية راجعة إلى حالة البحار والمحيطات وما يجري فيها وكأن المسألة في نظرهم من صنع الطبيعة ليس إلا , وقد تناسى هؤلاء القدرة الإلهية والإرادة الربانية وحكمية تلك النذر فالأعاصير في نظرهم ما هي إلا عواصف هوائية دوارة حلزونية عنيفة تنشأ عادة فوق البحار الاستوائية و تعرف باسم الأعاصير الاستوائية أو المدارية أو الأعاصير الحلزونية لان الهواء البارد ذي الضغط المرتفع يدور فيها حول مركز ساكن من الهواء الدافئ ذي الضغط المنخفض ثم تندفع هذه العاصفة في اتجاه اليابسة تتحرك بسرعات أكثر من300 كيم في الساعة تقريبا ويصل قطر الدوامة الواحدة الى500 كم وقطر عينها الي40 كم وقد تستمر لعدة أيام او إلى أسبوعين متتاليين. ويتحرك الإعصار في خطوط مستقيمة أو منحنية فيسبب دمارا هائلا على اليابسة بسبب سرعته الكبيرة الخاطفة ومصاحبته بالأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول بالإضافة إلى ظاهرتى البرق والرعد. وهناك أعاصير عملاقة ومثل هذه الأعاصير العملاقة تضرب شواطئ كل من أمريكا الشمالية والجنوبية *وإفريقيا الجنوبية وخليج البنغال وبحر الصين وجزر الفلبين واندونيسيا والملايو ويصل طول الواحد منها الي1500 كم وتقدر قوته التدميرية بقوة قنبلة نووية متوسطة الحجم.
كيف يتكون الإعصار
عندما سخن الماء في البحار الاستوائية إلى درجة حرارة تتراوح بين 27 و30 درجة مئوية فانه يعمل على تسخين طبقة الهواء الملاصقة لها وبتسخينها يخف ضغط الهواء فيتمدد يرتفع إلى أعلى ويكون منطقة ضغط منخفض تنجذب إليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيطة فتهب عليها من كل اتجاه مما يؤدى إلى تبخر الماء بكثرة وارتفاع هذا البخار الخفيف إلى أعلى وسط الهواء البارد فتحمله الرياح وتدفعه ببطء وتؤلف بينها وترفعه إلى أعلى في عملية ركم مستمرة تؤدى إلى زيادة رفعه إلى أعلى وزيادة شحنه بمزيد من بخار الماء.
إن لكل حادث علة توجده , فكل المعجزات والآيات لها أسبابها لكنها خفية عن عقولنا وإدراكاتنا , كما أن الله تعالى أبى إلا أن يجري الأمور بأسبابها فنظام التكوين ليس مقتصرا على الأسباب والمسببات وأن الأسباب والمسببات إنتهاؤها إلى القدرة الإلهية لأن مقتضى القدرة أما أن تكون جارية على الأسباب والمسببات وهو الغالب وأما أن تكون جارية بمجرد القضاء الحتمي في كلمة ( كن فيكون ) بما أن الله تعالى عالم وعلمه أزلي فإن في علمه تعالى بأن الإنسان سوف يخرج عما أراد الرب تعالى له من الهداية فقرر منذ الأزل إرسال النذر إلى بني البشر ومن هذه النذر ما يكون مجاري قضائه تعالى فيها بأسباب طبيعية لأن الطبيعة مسخرة تحت إرادته تعالى وهنا تـأتي متحدة تلك الأسباب الطبيعية مع إرادة الله تعالى لتلك النذر ومن هذه النذر الزلازل والخسوف والكسوف والرياح والأعاصير وغيرها من الآيات(( وَ ما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالآْياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَْوَّلُونَ وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَ ما نُرْسِلُ بِالآْياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)) ((وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ)) عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ أَبَا جَعْفَرٍ(ع) : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جُنُوداً مِنَ الرِّيحِ يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ مُوَكَّلٌ بِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ مَلَكٌ مُطَاعٌ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَذِّبَ قَوْماً بِعَذَابٍ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذَلِكَ النَّوْعِ مِنَ الرِّيحِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهِ فَيَأْمُرُ بِهَا الْمَلَكُ فَتَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْأَسَدُ الْمُغْضَبُ وَلِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ اسْمٌ أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ الْعَقِيمَ وَقَالَ تَعَالَى فَأَصابَها إِعْصارٌ من فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ وَمَا ذَكَرَ فِي الْكِتَابِ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رِيَاحُ رَحْمَةٍ لَوَاقِحُ وَرِيَاحٌ تُهَيِّجُ السَّحَابَ فَتَسُوقُ السَّحَابَ وَرِيَاحٌ تَحْبِسُ السَّحَابَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَرِيَاحٌ تَعْصِرُهُ فَتَمْطُرُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَرِيَاحٌ تُفَرِّقُ السَّحَابَ وَرِيَاحٌ مِمَّا عَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْكِتَاب...)) لا يحضرهالفقيه ج : 1 ص : 546 و ص : 547.
إن ظاهرة الأعاصير من الظواهر التي وقف العلم أمام ردعها موقف الضعيف فلم يسعف العلم أهله في النجاة من هذا السيل من الرياح , وكثير من العلماء يعزي سبب تكون الأعاصير إلى أسباب طبيعية راجعة إلى حالة البحار والمحيطات وما يجري فيها وكأن المسألة في نظرهم من صنع الطبيعة ليس إلا , وقد تناسى هؤلاء القدرة الإلهية والإرادة الربانية وحكمية تلك النذر فالأعاصير في نظرهم ما هي إلا عواصف هوائية دوارة حلزونية عنيفة تنشأ عادة فوق البحار الاستوائية و تعرف باسم الأعاصير الاستوائية أو المدارية أو الأعاصير الحلزونية لان الهواء البارد ذي الضغط المرتفع يدور فيها حول مركز ساكن من الهواء الدافئ ذي الضغط المنخفض ثم تندفع هذه العاصفة في اتجاه اليابسة تتحرك بسرعات أكثر من300 كيم في الساعة تقريبا ويصل قطر الدوامة الواحدة الى500 كم وقطر عينها الي40 كم وقد تستمر لعدة أيام او إلى أسبوعين متتاليين. ويتحرك الإعصار في خطوط مستقيمة أو منحنية فيسبب دمارا هائلا على اليابسة بسبب سرعته الكبيرة الخاطفة ومصاحبته بالأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول بالإضافة إلى ظاهرتى البرق والرعد. وهناك أعاصير عملاقة ومثل هذه الأعاصير العملاقة تضرب شواطئ كل من أمريكا الشمالية والجنوبية *وإفريقيا الجنوبية وخليج البنغال وبحر الصين وجزر الفلبين واندونيسيا والملايو ويصل طول الواحد منها الي1500 كم وتقدر قوته التدميرية بقوة قنبلة نووية متوسطة الحجم.
كيف يتكون الإعصار
عندما سخن الماء في البحار الاستوائية إلى درجة حرارة تتراوح بين 27 و30 درجة مئوية فانه يعمل على تسخين طبقة الهواء الملاصقة لها وبتسخينها يخف ضغط الهواء فيتمدد يرتفع إلى أعلى ويكون منطقة ضغط منخفض تنجذب إليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيطة فتهب عليها من كل اتجاه مما يؤدى إلى تبخر الماء بكثرة وارتفاع هذا البخار الخفيف إلى أعلى وسط الهواء البارد فتحمله الرياح وتدفعه ببطء وتؤلف بينها وترفعه إلى أعلى في عملية ركم مستمرة تؤدى إلى زيادة رفعه إلى أعلى وزيادة شحنه بمزيد من بخار الماء.
إن لكل حادث علة توجده , فكل المعجزات والآيات لها أسبابها لكنها خفية عن عقولنا وإدراكاتنا , كما أن الله تعالى أبى إلا أن يجري الأمور بأسبابها فنظام التكوين ليس مقتصرا على الأسباب والمسببات وأن الأسباب والمسببات إنتهاؤها إلى القدرة الإلهية لأن مقتضى القدرة أما أن تكون جارية على الأسباب والمسببات وهو الغالب وأما أن تكون جارية بمجرد القضاء الحتمي في كلمة ( كن فيكون ) بما أن الله تعالى عالم وعلمه أزلي فإن في علمه تعالى بأن الإنسان سوف يخرج عما أراد الرب تعالى له من الهداية فقرر منذ الأزل إرسال النذر إلى بني البشر ومن هذه النذر ما يكون مجاري قضائه تعالى فيها بأسباب طبيعية لأن الطبيعة مسخرة تحت إرادته تعالى وهنا تـأتي متحدة تلك الأسباب الطبيعية مع إرادة الله تعالى لتلك النذر ومن هذه النذر الزلازل والخسوف والكسوف والرياح والأعاصير وغيرها من الآيات(( وَ ما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالآْياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَْوَّلُونَ وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَ ما نُرْسِلُ بِالآْياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)) ((وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ)) عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ أَبَا جَعْفَرٍ(ع) : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جُنُوداً مِنَ الرِّيحِ يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ مُوَكَّلٌ بِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ مَلَكٌ مُطَاعٌ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَذِّبَ قَوْماً بِعَذَابٍ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذَلِكَ النَّوْعِ مِنَ الرِّيحِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهِ فَيَأْمُرُ بِهَا الْمَلَكُ فَتَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْأَسَدُ الْمُغْضَبُ وَلِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ اسْمٌ أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ الْعَقِيمَ وَقَالَ تَعَالَى فَأَصابَها إِعْصارٌ من فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ وَمَا ذَكَرَ فِي الْكِتَابِ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رِيَاحُ رَحْمَةٍ لَوَاقِحُ وَرِيَاحٌ تُهَيِّجُ السَّحَابَ فَتَسُوقُ السَّحَابَ وَرِيَاحٌ تَحْبِسُ السَّحَابَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَرِيَاحٌ تَعْصِرُهُ فَتَمْطُرُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَرِيَاحٌ تُفَرِّقُ السَّحَابَ وَرِيَاحٌ مِمَّا عَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْكِتَاب...)) لا يحضرهالفقيه ج : 1 ص : 546 و ص : 547.