إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا عذر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا عذر

    لا عذر

    { ثم قال أيضا للجموع . إذا رأيتم ألسحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون إنه يأتي مطر .

    فيكون هكذا ،وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون أنه سيكون حر فيكون ،يا مراءون تعرفون أن تميزوا وجه ألأرض والسماء وأما هذا الزمان فكيف لاتميزونه} . (لوقا 13)

    كم هو جميل كلام ألله ، لأنه كلام يخاطب القلب ونابع من قلب رحيم ودود ،لكن كما فيه رحمة فيه عذاب شديد ، الذي نراه من الكلام مرارة وحرقة تشبه حرقة الحسين مع أهل الكوفة فعندما قال لهم عليه السلام أف لكم ولماتريدون أيتها الجماعة وترحا ، عرفتم كل شيء وآمنتم بالرسول محمد (ص) وكنتم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ، فنرى النبي عيسى عليه السلام يقول للناس كنتم تنتظرون مجيء المسيا (المسيح ) كما أخبرت عنه التوراة وكما أخبر عنه أنبياء بني إسرائيل وكانت الولادة ألاعجازية ، والتكلم في المهد صبيا والمعجزات الكثيرة وأحياء الموتى وغيرها كثير ، لكن الناس جهلوا حقه وصدقوا معلمي الشريعة بأن هذا هو ليس المسيح المنتظر بل هو ساحر وكذاب ،ملتمسين لأنفسهم العذر بأنه ليس لنا المقدرة العلمية التي نستطيع أن نحدد فيها هل أن هذا هو المنتظر أم لا ؟ أو أننا محتارين في أمر هذا الرجل فنقف على التل أسلم ، وأحيانا يقولون مؤكد أن الله سبحانه لن ينسانا وانه سيدلنا عليه حتما ، أو أن الحق واضح مثل الشمس ولايضيع علينا ، نعم أن الحق لايضيع على أهله أي طلابه وليس كل الناس طلابه ، وكما عبر عن ذلك سيد المتكلمين أمير *المؤمنين في حديثه مع كميل النخعي (يا كميل أن الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح ) . فمن ذلك نرى أن المتعلم على سبيل نجاة قد يصل إلى الحقيقة لأن الحقيقة مطلبه ، وأما الآخرين فيقولون نذهب إلى كبرائنا فيدلونا عليه ، وهنا نذكر قولا لعيسى (ع) (لا تجعل ألأعمى يقودك حتى لا تقع أنت وهو في حفرة) *فعندما نرجع إلى كلام عيسى (ع) نجده بين للناس أنه لاعذر لكم تلتمسوه حتى يكون لكم به مخرجا أو منجا من عذاب الله ، فهو يقول أن الله سبحانه أعطاكم الكثير من المعرفة من منه وفضله لكي *تستدلوا بها على طريق الحق وداعيته .

    فبين لهم أنكم لذا رأيتم السحاب تطلع من المغرب فأنتم فورا تقولون سيكون مطرا فيكون الذي قلتم ، وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب قلتم سيكون حر فيكون . فنراه يقول كلمة فيها حرارة كبيرة في تعبير كبير عندما يصفهم يا مراءون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء وأما هذا الزمان لاتميزونه فهو يقول لهم مالكم ألا تسمعون ما أقول ألا ترون ما أفعل ألا يدعوكم ذلك إلى التفكر والنظر في أمري أليس هذا هو الزمان الذي وعدتم فيه مالكم ألا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها*.


    منقول من صحيفة القائم عام ٢٠٠٦م / من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
يعمل...
X