عصر الفزع الاكبر-ونهاية اللعبة
لقد بدأ القلق الذي شاب عقول ونفوس الساسة في الغرب واصحاب العروش وممالك الخليج الاسلامي يتحول فزعا بالتدريج، فمنذ هزيمة اسرائيل وهروبها في جنوب لبنان على يد المقاومة الاسلامية سنة (2000م) والغرب واصحاب العروش بدءوا يتوجسون خيفة، وانه اثناء هزيمة اسرائيل في حرب تموز (2006م) كادت ان تبلغ القلوب الحناجر، وبدأت عروش هؤلاء تهتز فأمروا شيوخ السوء ووعاظ السلاطين باصدار فتاوى النفاق ضد حزب الله وحرموا الانتصار له، كما حرضوا ضباعهم في العراق على تفجير الشيعة في الاسواق والمساجد والمدارس وغيرها من التجمعات، هذا إضافة للتحريض الدولي ضد ايران وسلاحها وسلاح حزب الله.
أما في اسرائيل، فالصحف الاسرائيلية تقول: (ان ربع اليهود سيغادرون اسرائيل في حال طورت إيران سلاحا نوويا ) مما ينسف نظرية التفوق العسكري الاسرائيلي في اذهان المجتمع اليهودي، وهو نفس ما أكده الجنرال (افرائيم سنيه) حيث قال قبل سنتين تقريبا: (إن اسرائيل ستتفكك بذاتها ومن دون حرب اذا ما طورت ايران سلاحا نوويا لأن معظم اليهود سيغادرونها بكل بساطة). واما المناورات الاسرائيلية في (البحر الابيض المتوسط وفي بحر ايجه) فهي لاتعدو استعراضا فاشلا للعضلات بعد ان اكتشفت بعض الدول الاوربية ان دور اسرائيل (كشرطي في المنطقة) قد انتهى وان على الولايات المتحدة وبريطانيا ان تعترف بذلك.
لقد بدأت ملامح الفزع الاصغر تبدو في اسرائيل بعد هروبها من جنوب لبنان على اثر ضغط المقاومة الاسلامية (حزب الله) فصرح وقتها بعض المحللين قائلا: (إننا اذا خرجنا الان من الجنوب اللبناني فبعد سنوات سنخرج من اسرائيل (فلسطين) ). وتكرر الامر بعد هزيمة جيش الاحتلال امام صمود المقاومة سنة (2006م) على الرغم من انف مشايخ السوء ووعاظ السلاطين في الخليج الاسلامي الذين حرموا حتى الدعاء بالنصر.
واليوم تفاجئنا الصحف العبرية بمقالين تحت عنوانين في غاية الغرابة، حيث كتبت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريراً تحت عنوان:
( أمريكا في طريقها للركوع وسبقتها أوروبا أمام الإسلام ولكن إسرائيل لن تركع) وتحت هذا العنوان كتب (موشيه بيجلين) في مجلة (عقيدتي):
( أن أمريكا تسير اليوم في نفس الطريق الذي سارت فيه أوروبا في السابق حيث ينتشر الإسلام بصورة غير مسبوقة في أمريكا كما أن هناك أصواتا تعلو هناك اليوم تنادي بضرورة الاستفادة من التعاليم والمباديء المستمدة من الشريعة الإسلامية لمواجهة المشكلات التي تواجهها ولا تجد لها حلاً من القوانين المادية الوضعية).
واضاف بيجلن: ( أن أمريكا بهذا تكون قد ركعت على ركبتيها أمام الإسلام مثلما فعلت أوروبا فاللجنة التي كانت موجودة من أجل مراقبة الإرهاب الذي تصدره سوريا وإيران تتلقى من الإدارة الأمريكية اليوم رسائل إيجابية تشجعها على الحوار مع أمريكا وتزيل كافة مخاوفها من الجانب الأمريكي كذلك تقوم أمريكا بدعم الشركات والجماعات الفلسطينية بما يزيد على المليار دولار في الوقت الذي يتصاعد فيه منحنى الدين الأمريكي إلى مستوى غير مسبوق).
وهاجم بيجلين الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلاً: ( إن الأمة الأمريكية اختارت لنفسها رئيسا أمريكيا ذا خلفية إسلامية ويحمل اسم حسين وهو اسم له مغزاه لدى المسلمين ولهذا فعلى يهود العالم أن يعتمدوا من اليوم على أنفسهم وينسوا تماماً الدعم الأمريكي المادي والمعنوي الذي كانوا يحصلون عليه في السابق، ومثلما حارب اليهود المسلمين عام 1948 دون أن يدعمهم أحد عليهم أن يحاربوا معركتهم القادمة مع المسلمين دون أن ينتظروا دعماً من أحد).
وتحت عنوان: (كيف نحارب العدو الإسلامي) كتبت الصحافية (جلايت بين) في صحيفة (يديعوت أحرونوت):
(ان أوروبا يجب أن تدرك أن عدو الأمة الأوروبية اليوم هو الإسلام وبخاصة الجاليات الإسلامية التي تحمل هويات أوروبية على اعتبار أن تلك الجاليات الإسلامية لم ولن تنس خلفياتها الدينية ولهذا فإنها تمول وتساعد جماعات الإرهاب العالمي التي تعمل تحت ستار الترويج للأفكار الإسلامية ولهذا فعلى أوروبا بذل قصارى جهدها من أجل حصار العقل الإسلامي على أرضها ولا مانع من غسل دماغه من أجل خلق دماغ جديدة موالية للغرب وبعيدة كل البعد عن العقل الإسلامي).
لاشك ان هذه الطروحات تمثل منتهى الفزع الاسرائيلي من الفكر الاسلامي ككل وهي تستعمل مفهوم الاسلام السلبي الارهابي (الحركة الوهابية خاصة كما قالت كلينتون سابقا) لتقديم تصور مشوه وسلبي عن الاسلام ككل وخاصة الاسلام الرسالي، ومن هنا فان كشف حقيقة الاسلام السلبي (الوهابي) من قبل الغرب يعني انه يدرك ان الاسلام الرسالي سينتصر في النهاية كما اكده علماء فلسفة نهاية التاريخ.
فإلى أين ستذهب حينها صنيعة امريكا وبريطانيا.. وماذا يقول مشايخ السلطان.. إلى أين سيفر هؤلاء ؟!.. والله عزوجل يقول:-
(اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
فهذا هو عصر الفزع الأكبر ويوم هرمجدون آتي لامحالة