تويت
ادى هطول الامطار الغزيرة في الكوت، خلال اليومين الماضيين، الى تعطيل حركة سير السابلة والعجلات بسبب غرق اغلب الشوارع الرئيسة في المدينة، وفيما عبر الاهالي عن عدم رضاهم لغياب دور الدوائر البلدية في معالجة الامر، اشار عدد من الفلاحين والمزارعين الى ان غزارة الامطار تسببت باتلاف كميات كبيرة من محصولي الحنطة والشعير نتيجة تأخر تسلمهما من قبل وزارة التجارة .
وقال المواطن علي حميد (40 عاما)، في حديث الى "السومرية نيوز" ان "تواصل هطول الامطار بغزارة خلال يومي الخميس والجمعة وحتى فجر اليوم، تسبب في اغلاق العديد من محال البقالة والخضروات، الامر الذي ادى الى ارتفاع اسعارها"، مشيرا الى ان "المسؤولين المحليين في المحافظة اعلنوا خلال الحملة الانتخابية بأنهم اتخذوا احتياطات لازمة لاي حالة طارئة تواجه المدينة بعد ان تمت صيانة شبكات المجاري بمبالغ كبيرة جدا".
واضاف حميد، ان "الامطار تسببت باغراق وغلق شوارع الكوت الرئيسة التي اصبحت الحركة فيها شبه معدومة، وبالرغم من ذلك، لا وجود للمؤسسات البلدية او احد المسؤولين في شوارع المدينة، باستثناء الشارع المحيط بديوان المحافظة"، مبينا ان "جميع المسؤولين في المحافظة يتصارعون على المناصب لان التغيير قد يشملهم ضمن تشكيلة الحكومة المحلية الجديدة".
من جهته، قال المواطن ضياء السراي (متقاعد)، في حديث الى "السومرية نيوز" ان "اهالي واسط، خاصة مدينة الكوت متذمرون لسوء الخدمات التي كشفها هطول كميات كبيرة من الامطار، والتي ادت الى فيضانات في الشوارع الرئيسة، وتحول الشوارع الفرعية الى برك ومستنقعات يصعب تجاوزها من قبل السابلة ما ادى الى شل الحركة في المدينة".
الحاجة ام الاختراع
بعض اصحاب عربات الدفع الخشبية، استثمر حالة غرق الشوارع بمياه الامطار، في مساعدة المواطنين بالتنقل من شارع الى شارع، ومن رصيف الى آخر، ولكن مقابل مبلغ (250) دينارا للشخص الواحد.
وقال سمير جليل (مدرس)، في تصريح الى "السومرية نيوز" أنه "انفقت مبلغ 1500 دينار بين اصحاب عربات الدفع الخشبية لنقلي عبر ستة شوارع للوصول الى منطقة الاسواق، وسانفق المبلغ نفسه عند عودتي الى المنزل".
واوضح انه "لم ار اي دور لحوضيات مديرية مجاري المحافظة، وكانني اسير في قرية نائية وليس في مركز محافظة"، مشيرا الى ان "المواطن يصعب عليه التنقل في المدينة بسبب المياه الغزيرة التي تغرق بها الشوارع".
من ناحيته، اشار حميد القوي (شاب عشريني يمتهن نقل البضائع بعربة خشبية، في حديث الى "السومرية نيوز" ان "التوقف الشبه تام لحركة الاسواق جعلنا نتجه الى مساعدة السابلة في عبور الشوارع مقابل مبلغ (250) دينارا، وهي اصغر عملة في السوق"، مبينا ان "اصحاب العربات توزعوا بين الشوارع المغطاة بمياه الامطار والتي يصعب السير فيها مشيا على الاقدام، وكذلك حتى صعوبة سير السيارات فيها".
وتابع بالقول "اننا لا نفرض على الشخص أية مبالغ، لكنه يبادر في منحنا (اكرامية) مقابل عبوره الى الضفة الاخرى من الشارع، دون ان يغوص بالمياه الوحلة"، لافتا الى ان "عددا كبيرا من السيارات توقفت عن الحركة، اما بفعل ارتفاع منسوب مياه الامطار الى بدن السيارة او سقوط بعضها في احدى الحفر المغطاة بالمياه".
تلف محصولي الحنطة والشعير
لم يكن غرق الشوارع وحدها، وتعسر السير في المدينة، المشكلة الوحيدة التي تسببت كميات الامطار الغزيرة، اذ ان الفلاحين والمزارعين كان لهم نصيب من الضرر جراءها، اذ قال المزارع عبد الرحيم وادي، في حديث الى "السومرية نيوز" ان "الامطار الغزيرة التي هطلت طيلة يومي الخميس والجمعة وفجر اليوم السبت، تسببت باضرار كبيرة لمساحات الاراضي المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير، في وقت باشرنا به حملة الحصاد"، مبينا ان "الاضرار التي تسببتها الامطار لم تلحق بالمحصولين فحسب، بل تسببت باضرار اكبر بالمحاصيل الخضرية كالطماطم والخيار واللوبياء، بسبب ارتفاع منسوب مياه الامطار في المساحات المزروعة".
واوضح ان "التوقعات كانت تشير الى ارتفاع كبير في انتاج المحصولين اذا ما قورن بانتاج المواسم الماضية نتيجة لهطول الامطار الغزيرة خلال الموسم الزراعي، الا ان هطول الامطار بالتزامن مع حملة التسويق تعكس جميع التوقعات"، لافتا الى "تعذر دخول الحاصدات الميكانيكية الى تلك المساحات نتيجة غمرها بالمياه".
واضاف ان "وزارة التجارة تتحمل جزءا من مسؤولية تلف تلك المحاصيل بسبب تأخرها في افتتاح مخازن التسلم بالرغم من المطالبات الكثيرة بضرورة افتتاحها في وقت مبكر".
من جانبه، قلل معاون محافظ للشؤون الزراعية سلام البطيخ من تأثير الامطار على محصولي الحنطة والشعير، مبينا ان "الاضرار التي الحقتها الامطار بمحصولي الحنطة والشعير كانت قليلة جدا".
واوضح في حديث الى "السومرية نيوز" ان "وزارة التجارة كانت قد هيأت مخازنها وباشرت بتسلم محصولي الحنطة والشعير ضمن جدول معد سابقا"، مشيرا الى ان "الامطار تسببت بتضرر كميات محدودة من المحصولين كانت محملة في السيارات او تلك المكدسة على الارض".
واضاف البطيخ ان "وزارة التجارة غير مسؤولة عن تلك الاضرار، لانها لم تتلكأ في تسلم المحصولين"، لافتا الى ان "محافظة واسط ما زالت تتصدر المحافظات الاخرى في زراعة محصولي الحنطة والشعير".
وكانت مديرية زراعة واسط، اعلنت في (27 نيسان 2013)، عن المباشرة بتسلم محصولي الحنطة والشعير للموسم الزراعي الشتوي 2012 – 2013 عبر سبعة منافذ تسويقية حددتها وزارة التجارة، وفقا للخطة الزراعية التي اقرتها وزارة الزراعية لمساحة 992 دونما موزعة بواقع 832 الف دونم لمحصول الحنطة و160 الف دونم لمحصول الشعير