ألحذاء وألاسكافي الشيخين(بحث عقائدي مهم)
بعد أن حلت ألغيبة وأصبح مائنا غورا ظهر في ساحة ألامامية مايعرف بالقديمين وهما أبن ابي عقيل العماني وأبن جنيد ألاسكافي ألنهرواني فكان لهذين الشيخين دورأ كبيرا في تغيير مسار العلم بعد ان وضحه اهل بيت النبوة عليهم السلام للمسلمين جميعا والامامية على وجه الخصوص فظهر القول بالاجتهاد والنظر في أحكام الله وفق العقول القاصرة والقياس اللعين ولم يكتفوا بهذا القدر بل نسبوا الرأي لاهل بيت العصمة عليهم السلام فقالوا في بعض مواردهم بان هذا رأي الصادق وهذا رأينا كما سياتي
لقد احدث الشيخين انقلابا فقهيا بعد غيبة ولي العصر وصاحب الزمان عليه السلام وعقدوا السقيفة كما عقدت من قبل في أول زمان الاسلام ولا يخفى ما في ذلك من تشابها كبيرا يدعونا الى التوقف والبحث ان هذا الانقلاب الفقهي حدث في بادئ الامر على يد ابن ابي عقيل العماني وكان ابن الجنيد النهرواني معاصرا له ومؤازرا ايضا ويعد العماني كما ذكرنا صاحب الانقلاب الفقهي الاول في عصر الغيبة الكبرى حيث قالوا فيه (هو ابو محمد الحسن بن علي بن ابي عقيل العماني الحذاء من أكابر علماء الامامية وفقهائهم في القرن الرابع الهجري وهو اول من هذب الفقه واستعمل النظر في الادلة وطريق الجمع بين مدارك الاحكام بالاجتهاد الصحيح في ابتداء الغيبة الكبرى )
وقالوا ايضا (اول من هذب الفقه واستعمل النظر) وقالوا ايضا (وهو اول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الاصول والفروع في ابتداءالغيبة الكبرى)
وذكر الشيخ محمد الفاضل اللنلكراني في مقدمة كتاب مناهج الوصول الى علم الاصول لسيد الخميني (ان اول من اعتمد على علم الاصول في مقام الاستنباط واسستند اليه الشيخ الجليل حسن بن علي بن ابي عقيل ...وهو اول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الاصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ...
ثم اقتفى اثره ونهج منهجه ابن الجنيد المعروف بالاسكافي)وذكر الدكتور الشيخ عدنان ال قاسم في كتابه الاجتهاد عند الشيعة الامامية الاتجاه العقلي عند فقهاء الامامية قائلآ (ويمثله علماء الفقه الذين يعتمدون على مبانيهم الاصولية العقلية ولهم طريقتهم الخاصة بهم في الاستدلال الفقهي وكانوا يستدلون بالعقل على كثير من الامور )وذكر من هؤلاء الفقهاء في المقام الاول (الحسن بن علي بن ابي عقيل العماني ) وقال فيه (وهذا العالم هو اول من ادخل الاجتهاد بشكله المعروف الى الابحاث العلمية )كما ذكر ثناء الفقهاء عليه منهم الشيخ الطوسي والعلامة الحلي والسيد بحر العلوم وذكر ايضا ان السيد البروجردي كان يتاسف كثيرا لعدم وصول كتاب العماني اليه والملاحظ في هذا الشيخ كما ذكره الفقهاء في كتبهم وكما مر ذكره بانه اول من استعمل النظر واول من اعتمد الاصول في عملية الاستنباط كما انه اول من ابتدع الاجتهاد وفق المباني العقلية المنهي عن استعمالها بنص الروايات التي ذكرنا شطرا منها فقد جاء عن ابي بصير انه قال : قلت لابي عبد الله الصادق عليه السلام (ترد علينا اشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها ؟ فقال : لا اما انك ان اصبت لم تؤجر وان اخطأت كذبت على الله عزوجل )
والملاحظ من نص الرواية ان الامام الصادق عليه السلام قد نهى ابو بصير عن النظر في احكام الله ولكننا نجد العماني قد استعمل النظر وفتق البحث عن الاصول وفق المباني العقلية معرضا بذلك عن النصوص الصريحة في المنع والانكار لهذه الافعال وقد جاء هذا المنع على لسان الصادقين عليهم السلام وكما ذكرنا في ما تقدم من الفصول السابقة ان اصحاب المصنفات نقلوا لهذا الشيخ فتاوي شذ بها عن غيره من الفقهاء منها مانقله المحقق جعفر السبحاني حيث قال (ينقل عنه فتوتان شاذتان ماافتى بها غيره الا قليل كعدم انفعال الماء القليل بمجرد الملاقاة ومن قرأ في صلاة السنن في الركعة الاولى ببعض السورة وقام في الركعة الاخرى ابتداء من حيث قرأ ولم يقرأ بالفاتحة . ان لابن ابي عقيل فتاوي اخرى شاذة كالتالي :أ – عدم وجوب طواف النساء ب-عدم اشتراط رضى المرأة في نكاح بنت اختها وبنت اخيها عليها )كما ينقل عنه العديد من الفتاوي الشاذة حتى عند معاصريه فقد قال بطهارة اهل الكتاب وقال بجواز التيمم بغير الارض كالكحل والزرنيخ وقال بطهارة العصير العنبي اذا غلى واشتد وقد ذكرت العديد من الفتاوي الشاذة لهذا الشيخ تركناها مراعاة للاختصار وهذا يرجع لامحالة الى النظر والاجتهاد العقلي الذي ابتدعه بعد غيبة ولي الله عليه السلام فقد اكد المحققون بانه اول من استعمل النظر وابتدعه بحلول الغيبة الكبرى هو ابن ابي عقيل العماني والذي اقتفى اثره الجنيدي وقد حاول الشيخ جعفر السبحاني تبرير شذوذه الفقهي هذا الى انه كان فقيها بعمان وكانت الصلة بينه وبين الحواضر العلمية ضعيفة . وهذا لايعد عذرا لهذا الشيخ فقد تواترت الاخبار بالنهي عن القول بغير علم ولم يجوز الائمة عليهم السلام القول بغير علم لاحد باي حال كان فيها . وعلى العموم فقد تلى العماني الشيخ ابن الجنيد وذكر هذا الشيخ في العديد من كتب الرجال وهو الشيخ محمد بن احمد بن الجنيد الاسكافي المتوفي سنة 381هجري وهو فقيه من فقهاء الامامية وله عدة كتب ورسائل حيث تبلغ مصنفاته عدا اجوبة مسائله نحو من خمسين كتاب ينتمي هذا الشيخ الى اسرة بنو الجنيد من الاسر المعروفة بمدين( الاسكاف)وهي ناحية من نواحي النهروان بين بغداد وواسط وتنحدر هذه الاسرة من الجد الاعلى لها وهو (الجنيد)الذي يرجع عصره الى عهد كسرى .
فهو الذي بنى الشاذروان في ايام كسرى ولهذا السبب فقد اشتهر بني الجنيد في مدينتهم وعموم المدن المجاورة حتى انه اقترنت تسمية المدينة بهم فيقال (اسكاف بني الجنيد) ولما ملك المسلمون العراق اقرهم عمر بن الخطاب وقربهم له وولاهم على اسكاف . ان الذي يهمنا في دراسة هذه الشخصية ليس ماتقدم فحسب بل لابد من دراسة الناحية الاخرى لهذا الشيخ فقد قام هذا الشيخ بدعم الانقلاب الفقهي في اعقاب الغيبة فكان من اوائل مجتهدين الامامية ومن اوائل العاملين بالنظر لاصول المسائل الفقهية فكان يتعامل معها وفق القياسات الحنفية والاستنتاجات الظنية المنهى والمحضور استعمالها في مدرسة اهل البيت عليهم السلام . ولم يقف هذا الشيخ الى هذا الحد فحسب بل راح ينسب العمل بالرأي الى ائمة اهل البيت عليهم السلام حيث احدثة الشيخ محمد بن احمد بن الجنيد نقلة نوعية في التعامل مع الاحكام الشرعية فقد كان الفقه مقتصرا على الروايات المروية عن العترة الطاهرة عليهم السلام فلم يذكر التاريخ ولم تحدد لنا كتب رجال الامامية من سبق هاذين الشيخين في زج العديد من اراء ائمة المذاهب الاخرى الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام فقد اشار التاريخ والمعاصرين لهذا الشيخ على تبنيه القول بالاجتهاد مستعينا بالقياس والرأي ومعتمدا بذلك على الاستنتاجات الظنية التي استعملها ائمة المذاهب الاربعة واشتهروا بها . وقد ذكر لهذا الشيخ جملة من المسائل التي خالف بها المشهور بين فقهاء الامامية منها ماذكره في ان الغسل مطلقا يجزئ عن الوضوء وقال بجواز المسح بالماء المستانفي بغير بلة الوضوء وقال ايضا بطهارة القليل من الدم وقال بجواز ازالة الدم بالبصاق وقال بطهارة جلد الميتة بالدباغ وقال بجواز قول عبارة (الصلاة خير من النوم ) في أذان الفجر وقال بعدم وجوب تقدم الجانب الايمن على الجانب الايسر في الغسل ومن الجدير بالذكر ان من جملة طلاب ابن الجنيد هو الشيخ محمد بن محمد بن نعمان المعروف بالشيخ المفيد الذي كان اول من تصدى لقياس استاذه ابن الجنيد والف في رد ادعائاته الكتب والرسائل وقد يتفاجأ البعض عندما يعلم بان الشيخ المفيد كان احد تلاميذ ابن الجنيد المقربين وهذه الميزة يتميز بها الشيخ المفيد عن غيره من الذين ذكروا اجتهاد ابن الجنيد والرد على استعماله للقياس والظن وسلوكه طريق المخالفين مما اهل الشيخ المفيد لمعرفة ارائه ومبانيه الاستدلالية اكثر من غيره لقد ذكر الشيخ المفيد في كتابه المسائل السروية ماذهبت اليه اراء ابن الجنيد وسلوكه طريق المخالفين قائلأفاما كتب ابي علي بن الجنيد فقد حشاها باحكام عمل فيها على الظن واستعمل فيها مذهب المخالفين في القياس الرذل فخلط بين المنقول عن الائمة عليهم السلام وبين ماقال برأيه ولم يفرد احد الصنفين من الاخر) قام الشيخ المفيد بقيادة حملة للتأليف كان هدفها رد ارأء ابن الجنيد وبيان خطأه وانحرافه عن نهج ال محمد عليهم الصلاة والسلام فعارضه وحارب طريقته في الاستدلال وخطأه في موارد عديدة فقد كتب الشيخ المفيد رحمه الله جملة من الكتب والرسائل التي رد بها ارأء نقض رسالة الجنيدي الى اهل مصر والاخرى باسم النقض على ابن الجنيد في اجتهاد الرأي وكان الشيخ المفيد في غاية الصراحة وشدة اللهجة في رد تلك الافكار حتى ظن البعض ان ذلك منه رحمه الله ليس لصراحة لهجته ولكنه كان يرى بانه لا طريق الى اصلاح العلم ودوام الدين الى بالشدة مع هؤلاء والا لاندثرت معالم الدين وشريعة رب العالمين . ومن جملة مولفات الشيخ المفيد التي جاء بين سطورها الرد على الجنيدي كتاب المسائل الصاغانية فقد كان الهدف من تأليف هذ الكتاب هو الرد على احد مشايخ الاحناف في نيسابور الذي التقى الشيخ محمد بن احمد بن الجنيد وناظره بمسائل عديدة وكان للشيخ الحنفي طعون على مدرسة اهل البيت عليهم السلام وبعد فترة اشتهرت هذه المناظرة مما دفع الشيخ المفيد الى تأليف كتاب المسائل الصاغانية الذي احتوى الرد على شبهات الشيخ الحنفي وكذلك الرد على ماقاله ابن الجنيد لهذا الشيخ . ومن المسائل التي تناقش فيها الشيخ الحنفي مع ابن الجنيد مسألة زواج المتعة واستعمل الشيخ الحنفي القياس بأثبات بطلان هذا الزواج فانتصر على ابن الجنيد في هذه المسائلة ولم يرد الجنيدي على قياسات الشيخ ونقل الشيخ الحنفي قول ابن الجنيد في نهاية النقاش فقال (وتشاغل بالثناء على اصحابنا القائسين وقال : فلأ جل قولكم بمثل هذا المقال على اصحابي قلت بالقياس وخالفت اصحابي كلهم في اعتقادهم فيه ) فرد الشيخ المفيد ادعاء الشيخ الحنفي على ابن الجنيد قائلا (مع انه لو كان الجنيدي قد قال بما حكيت عنه ولم يرد فيه ولم ينقض فهو من جنس ماكنا ننكر عليه من الهذيان وليس علينا عهدته في غلطه لما قد بينا خطأه وزايلناه ) وشهد الشيخ الحنفي على الجنيدي بالجهل فرده الشيخ المفيد وشهد اي الشيخ المفيد على انحراف الجنيدي عن نهج ال محمد عليهم السلام قائلأ (فأما شهادتك بجهل الجنيدي فقد اسرفت بما قلت في معناه وزدت في الاسراف ولم يكن كذلك في النقصان وان كان عندنا غير سديد فيما يتحلى به من الفقه ومعرفة الاثار فأما قوله بالقياس في الاحكام الشرعية واختياره مذاهب لابي حنيفة وغيره من فقهاء العامة لم ياتي بها اثر عن الصادقين عليهم السلام فقد كنا ننكره عليه غاية الانكار ولذلك اهمل جماعة من اصحابنا امره واطرحوه ولم يلتفت احد منهم الى مصنف له ولا كلام )
نقول:ان شهادة الشيخ المفيد بعدم جهل الجنيدي حقيقة واقعة فقد يتصور البعض ان الذي يستعمل القياس والاجتهاد ليس من ذوي الثقل العلمي وقد يعبر عنه بانه اي اصحاب القياس والاجتهاد ليسوا من ذوي العقول السليمة وهذا غير صحيح البتة فهم ليسوا بجهلاء ولكنهم استخدموا عقولهم بمواضع قد نهاهم الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم عن الخوض فيها فابعدتهم عن الحق وقربتهم من امام القياس( ابليس عليه اللعنة )
لقد اصبح اليوم قياس ابليس لعنة الله عليه قاعدة اصولية تدرس في مدارس الفقه والاصول ومع قولهم بان الامام عليه السلام قد حرم القياس ولكنهم استثنوا انواعأ من القياس منها مايعرف بقياس منصوص العلة وقياس الاولوية والقياس المنطقي وما يعرف ايضا بتنقيح المناط والتي اعتبرها الفقهاء عندهم ولقبوها بالقياس الشرعي وكما سياتي بيان ذلك بالتفصيل . وعلى العموم لم يكن ابن الجنيد قد عمل بالقياس فحسب بل زاد في ذلك اتباعه لمنهج المخالفين لآل البيت عليهم السلام فقال بالرأي وعمل بالظن فرد عليه الشيخ المفيد في المسائل السروية قائلأ(واجبت عن المسائل التي كان ابن الجنيد جمعها وكتبها الى اهل مصر ولقبها ب(المسائل المصرية) وجعل الاخبار فيها ابوابا وظن انها مختلفة في معانيها ونسب ذلك الى قول الائمة عليهم السلام فيها بالرأي : وابطلت ماظنه في ذلك وتخيله وجمعت بين جميع معانيها حتى لم يحصل فيها أختلاف فمن ظفر بهذه الاجوبة وتاملها بأنصاف وفكر فيها فكرا شافيا سهل عليه معرفة الحق في جميع ما يظن انه مختلف وتيقن ذلك مما يختص بالاخبار المروية عن ائمتنا عليهم السلام وقد ذكر الشيخ جعفر السبحاني قول الجنيدي بنسب الرأي الى اهل بيت العصمة عليهم السلام قائلأ(ثم الاعجب من العمل بالقياس هو جعل سبب الاختلاف في الاخبار المروية عن ائمة اهل البيت عليهم السلام هو افتاء الائمة بالرأي كما هو صريح كلام الشيخ المفيد اعني قوله (وظن انها مختلفة في معانيها ونسب ذلك الى قول الائمة عليهم السلام فيها بالرأي) الى هنا نكتفي ببيان ماجاء في امر هذا الشيخ ونقول :ان شهادة الشيخ المفيد على قياس الجنيدي تعتبر من أعظم الشهادات لكونه معاصر لجنيدي واحد تلاميذه المقربين وكذلك لوثاقته ومقربته من صاحب العصر والزمان عليه السلام فقد تواترت الاخبار عن حياة الشيخ المفيد بانه تلقى رسالتين من ولي العصر عليه السلام وخاطبه بها بالاخ الموالي وهذا ما يزيد من وثاقة هذا الشيخ وقدره ان من عجائب الدهر وملفتات النظر المدح والثناء الذي حضي به هذا الشيخ الجنيدي من قبل اغلب فقهاء الامامية وزادوا بالثناء عليه الى حد الوثاقة مع اعترفهم بانه كان يقول بالقياس وسلك طرق العامة في معرفة الاحكام واستدل بما استدل به الاحناف فكيف يجتمع القول بالقياس الذي نهى عن استعماله الرسول محمد صلى الله عليه واله وال بيته عليهم السلام والقول بالوثاقة وجلالة القدر فكيف يجتمع النقيضين واذا حضي هذا الشيخ بالتكريم مع استعماله للقياس والاجتهاد والسير على طريق المخالفين فكان الاولى ان يحضى بهذا التكريم مكتشف القياس وشيخ القائسين ابليس( لعنه الله)وكان الاجدر بنا قبول أراء زعماء المذاهب الاربعة وشمولهم بالتوثيق والثناء ان هذا التناقض قد جر وراءه تناقضات عدة منها القول بالاجتهاد والتقليد وحجية العقل والاجماع وهذه الامور كما لايخفى لم ترد في روايات اهل بيت العصمة عليهم السلام بل ورود العديد من الروايات عن الائمة الصادقين عليهم السلام تحرم هذه الامور وكما ذكرنا التي اصبحت اليوم وبمرور الزمن من ضروريات المذهب ودعائم الدين بل انقلبت ابواب الكتب التي كانت تعقد لحرمة التقليد والاجتهاد ونبذ القياس والظن الى ابواب وجوب العمل بالتقليد والاجتهادات هذه الاجتهادات التي وصلت اليوم الى حد لم تصله في الامم السالفة ولو بعث اليوم قوما من السابقين لتزودوا ببدعنا ما كانوا يجهلون.
منقول من كتاب سقيفة الغيبة المستوحى من فكر السيد القحطاني ص149
بعد أن حلت ألغيبة وأصبح مائنا غورا ظهر في ساحة ألامامية مايعرف بالقديمين وهما أبن ابي عقيل العماني وأبن جنيد ألاسكافي ألنهرواني فكان لهذين الشيخين دورأ كبيرا في تغيير مسار العلم بعد ان وضحه اهل بيت النبوة عليهم السلام للمسلمين جميعا والامامية على وجه الخصوص فظهر القول بالاجتهاد والنظر في أحكام الله وفق العقول القاصرة والقياس اللعين ولم يكتفوا بهذا القدر بل نسبوا الرأي لاهل بيت العصمة عليهم السلام فقالوا في بعض مواردهم بان هذا رأي الصادق وهذا رأينا كما سياتي
لقد احدث الشيخين انقلابا فقهيا بعد غيبة ولي العصر وصاحب الزمان عليه السلام وعقدوا السقيفة كما عقدت من قبل في أول زمان الاسلام ولا يخفى ما في ذلك من تشابها كبيرا يدعونا الى التوقف والبحث ان هذا الانقلاب الفقهي حدث في بادئ الامر على يد ابن ابي عقيل العماني وكان ابن الجنيد النهرواني معاصرا له ومؤازرا ايضا ويعد العماني كما ذكرنا صاحب الانقلاب الفقهي الاول في عصر الغيبة الكبرى حيث قالوا فيه (هو ابو محمد الحسن بن علي بن ابي عقيل العماني الحذاء من أكابر علماء الامامية وفقهائهم في القرن الرابع الهجري وهو اول من هذب الفقه واستعمل النظر في الادلة وطريق الجمع بين مدارك الاحكام بالاجتهاد الصحيح في ابتداء الغيبة الكبرى )
وقالوا ايضا (اول من هذب الفقه واستعمل النظر) وقالوا ايضا (وهو اول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الاصول والفروع في ابتداءالغيبة الكبرى)
وذكر الشيخ محمد الفاضل اللنلكراني في مقدمة كتاب مناهج الوصول الى علم الاصول لسيد الخميني (ان اول من اعتمد على علم الاصول في مقام الاستنباط واسستند اليه الشيخ الجليل حسن بن علي بن ابي عقيل ...وهو اول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الاصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ...
ثم اقتفى اثره ونهج منهجه ابن الجنيد المعروف بالاسكافي)وذكر الدكتور الشيخ عدنان ال قاسم في كتابه الاجتهاد عند الشيعة الامامية الاتجاه العقلي عند فقهاء الامامية قائلآ (ويمثله علماء الفقه الذين يعتمدون على مبانيهم الاصولية العقلية ولهم طريقتهم الخاصة بهم في الاستدلال الفقهي وكانوا يستدلون بالعقل على كثير من الامور )وذكر من هؤلاء الفقهاء في المقام الاول (الحسن بن علي بن ابي عقيل العماني ) وقال فيه (وهذا العالم هو اول من ادخل الاجتهاد بشكله المعروف الى الابحاث العلمية )كما ذكر ثناء الفقهاء عليه منهم الشيخ الطوسي والعلامة الحلي والسيد بحر العلوم وذكر ايضا ان السيد البروجردي كان يتاسف كثيرا لعدم وصول كتاب العماني اليه والملاحظ في هذا الشيخ كما ذكره الفقهاء في كتبهم وكما مر ذكره بانه اول من استعمل النظر واول من اعتمد الاصول في عملية الاستنباط كما انه اول من ابتدع الاجتهاد وفق المباني العقلية المنهي عن استعمالها بنص الروايات التي ذكرنا شطرا منها فقد جاء عن ابي بصير انه قال : قلت لابي عبد الله الصادق عليه السلام (ترد علينا اشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها ؟ فقال : لا اما انك ان اصبت لم تؤجر وان اخطأت كذبت على الله عزوجل )
والملاحظ من نص الرواية ان الامام الصادق عليه السلام قد نهى ابو بصير عن النظر في احكام الله ولكننا نجد العماني قد استعمل النظر وفتق البحث عن الاصول وفق المباني العقلية معرضا بذلك عن النصوص الصريحة في المنع والانكار لهذه الافعال وقد جاء هذا المنع على لسان الصادقين عليهم السلام وكما ذكرنا في ما تقدم من الفصول السابقة ان اصحاب المصنفات نقلوا لهذا الشيخ فتاوي شذ بها عن غيره من الفقهاء منها مانقله المحقق جعفر السبحاني حيث قال (ينقل عنه فتوتان شاذتان ماافتى بها غيره الا قليل كعدم انفعال الماء القليل بمجرد الملاقاة ومن قرأ في صلاة السنن في الركعة الاولى ببعض السورة وقام في الركعة الاخرى ابتداء من حيث قرأ ولم يقرأ بالفاتحة . ان لابن ابي عقيل فتاوي اخرى شاذة كالتالي :أ – عدم وجوب طواف النساء ب-عدم اشتراط رضى المرأة في نكاح بنت اختها وبنت اخيها عليها )كما ينقل عنه العديد من الفتاوي الشاذة حتى عند معاصريه فقد قال بطهارة اهل الكتاب وقال بجواز التيمم بغير الارض كالكحل والزرنيخ وقال بطهارة العصير العنبي اذا غلى واشتد وقد ذكرت العديد من الفتاوي الشاذة لهذا الشيخ تركناها مراعاة للاختصار وهذا يرجع لامحالة الى النظر والاجتهاد العقلي الذي ابتدعه بعد غيبة ولي الله عليه السلام فقد اكد المحققون بانه اول من استعمل النظر وابتدعه بحلول الغيبة الكبرى هو ابن ابي عقيل العماني والذي اقتفى اثره الجنيدي وقد حاول الشيخ جعفر السبحاني تبرير شذوذه الفقهي هذا الى انه كان فقيها بعمان وكانت الصلة بينه وبين الحواضر العلمية ضعيفة . وهذا لايعد عذرا لهذا الشيخ فقد تواترت الاخبار بالنهي عن القول بغير علم ولم يجوز الائمة عليهم السلام القول بغير علم لاحد باي حال كان فيها . وعلى العموم فقد تلى العماني الشيخ ابن الجنيد وذكر هذا الشيخ في العديد من كتب الرجال وهو الشيخ محمد بن احمد بن الجنيد الاسكافي المتوفي سنة 381هجري وهو فقيه من فقهاء الامامية وله عدة كتب ورسائل حيث تبلغ مصنفاته عدا اجوبة مسائله نحو من خمسين كتاب ينتمي هذا الشيخ الى اسرة بنو الجنيد من الاسر المعروفة بمدين( الاسكاف)وهي ناحية من نواحي النهروان بين بغداد وواسط وتنحدر هذه الاسرة من الجد الاعلى لها وهو (الجنيد)الذي يرجع عصره الى عهد كسرى .
فهو الذي بنى الشاذروان في ايام كسرى ولهذا السبب فقد اشتهر بني الجنيد في مدينتهم وعموم المدن المجاورة حتى انه اقترنت تسمية المدينة بهم فيقال (اسكاف بني الجنيد) ولما ملك المسلمون العراق اقرهم عمر بن الخطاب وقربهم له وولاهم على اسكاف . ان الذي يهمنا في دراسة هذه الشخصية ليس ماتقدم فحسب بل لابد من دراسة الناحية الاخرى لهذا الشيخ فقد قام هذا الشيخ بدعم الانقلاب الفقهي في اعقاب الغيبة فكان من اوائل مجتهدين الامامية ومن اوائل العاملين بالنظر لاصول المسائل الفقهية فكان يتعامل معها وفق القياسات الحنفية والاستنتاجات الظنية المنهى والمحضور استعمالها في مدرسة اهل البيت عليهم السلام . ولم يقف هذا الشيخ الى هذا الحد فحسب بل راح ينسب العمل بالرأي الى ائمة اهل البيت عليهم السلام حيث احدثة الشيخ محمد بن احمد بن الجنيد نقلة نوعية في التعامل مع الاحكام الشرعية فقد كان الفقه مقتصرا على الروايات المروية عن العترة الطاهرة عليهم السلام فلم يذكر التاريخ ولم تحدد لنا كتب رجال الامامية من سبق هاذين الشيخين في زج العديد من اراء ائمة المذاهب الاخرى الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام فقد اشار التاريخ والمعاصرين لهذا الشيخ على تبنيه القول بالاجتهاد مستعينا بالقياس والرأي ومعتمدا بذلك على الاستنتاجات الظنية التي استعملها ائمة المذاهب الاربعة واشتهروا بها . وقد ذكر لهذا الشيخ جملة من المسائل التي خالف بها المشهور بين فقهاء الامامية منها ماذكره في ان الغسل مطلقا يجزئ عن الوضوء وقال بجواز المسح بالماء المستانفي بغير بلة الوضوء وقال ايضا بطهارة القليل من الدم وقال بجواز ازالة الدم بالبصاق وقال بطهارة جلد الميتة بالدباغ وقال بجواز قول عبارة (الصلاة خير من النوم ) في أذان الفجر وقال بعدم وجوب تقدم الجانب الايمن على الجانب الايسر في الغسل ومن الجدير بالذكر ان من جملة طلاب ابن الجنيد هو الشيخ محمد بن محمد بن نعمان المعروف بالشيخ المفيد الذي كان اول من تصدى لقياس استاذه ابن الجنيد والف في رد ادعائاته الكتب والرسائل وقد يتفاجأ البعض عندما يعلم بان الشيخ المفيد كان احد تلاميذ ابن الجنيد المقربين وهذه الميزة يتميز بها الشيخ المفيد عن غيره من الذين ذكروا اجتهاد ابن الجنيد والرد على استعماله للقياس والظن وسلوكه طريق المخالفين مما اهل الشيخ المفيد لمعرفة ارائه ومبانيه الاستدلالية اكثر من غيره لقد ذكر الشيخ المفيد في كتابه المسائل السروية ماذهبت اليه اراء ابن الجنيد وسلوكه طريق المخالفين قائلأفاما كتب ابي علي بن الجنيد فقد حشاها باحكام عمل فيها على الظن واستعمل فيها مذهب المخالفين في القياس الرذل فخلط بين المنقول عن الائمة عليهم السلام وبين ماقال برأيه ولم يفرد احد الصنفين من الاخر) قام الشيخ المفيد بقيادة حملة للتأليف كان هدفها رد ارأء ابن الجنيد وبيان خطأه وانحرافه عن نهج ال محمد عليهم الصلاة والسلام فعارضه وحارب طريقته في الاستدلال وخطأه في موارد عديدة فقد كتب الشيخ المفيد رحمه الله جملة من الكتب والرسائل التي رد بها ارأء نقض رسالة الجنيدي الى اهل مصر والاخرى باسم النقض على ابن الجنيد في اجتهاد الرأي وكان الشيخ المفيد في غاية الصراحة وشدة اللهجة في رد تلك الافكار حتى ظن البعض ان ذلك منه رحمه الله ليس لصراحة لهجته ولكنه كان يرى بانه لا طريق الى اصلاح العلم ودوام الدين الى بالشدة مع هؤلاء والا لاندثرت معالم الدين وشريعة رب العالمين . ومن جملة مولفات الشيخ المفيد التي جاء بين سطورها الرد على الجنيدي كتاب المسائل الصاغانية فقد كان الهدف من تأليف هذ الكتاب هو الرد على احد مشايخ الاحناف في نيسابور الذي التقى الشيخ محمد بن احمد بن الجنيد وناظره بمسائل عديدة وكان للشيخ الحنفي طعون على مدرسة اهل البيت عليهم السلام وبعد فترة اشتهرت هذه المناظرة مما دفع الشيخ المفيد الى تأليف كتاب المسائل الصاغانية الذي احتوى الرد على شبهات الشيخ الحنفي وكذلك الرد على ماقاله ابن الجنيد لهذا الشيخ . ومن المسائل التي تناقش فيها الشيخ الحنفي مع ابن الجنيد مسألة زواج المتعة واستعمل الشيخ الحنفي القياس بأثبات بطلان هذا الزواج فانتصر على ابن الجنيد في هذه المسائلة ولم يرد الجنيدي على قياسات الشيخ ونقل الشيخ الحنفي قول ابن الجنيد في نهاية النقاش فقال (وتشاغل بالثناء على اصحابنا القائسين وقال : فلأ جل قولكم بمثل هذا المقال على اصحابي قلت بالقياس وخالفت اصحابي كلهم في اعتقادهم فيه ) فرد الشيخ المفيد ادعاء الشيخ الحنفي على ابن الجنيد قائلا (مع انه لو كان الجنيدي قد قال بما حكيت عنه ولم يرد فيه ولم ينقض فهو من جنس ماكنا ننكر عليه من الهذيان وليس علينا عهدته في غلطه لما قد بينا خطأه وزايلناه ) وشهد الشيخ الحنفي على الجنيدي بالجهل فرده الشيخ المفيد وشهد اي الشيخ المفيد على انحراف الجنيدي عن نهج ال محمد عليهم السلام قائلأ (فأما شهادتك بجهل الجنيدي فقد اسرفت بما قلت في معناه وزدت في الاسراف ولم يكن كذلك في النقصان وان كان عندنا غير سديد فيما يتحلى به من الفقه ومعرفة الاثار فأما قوله بالقياس في الاحكام الشرعية واختياره مذاهب لابي حنيفة وغيره من فقهاء العامة لم ياتي بها اثر عن الصادقين عليهم السلام فقد كنا ننكره عليه غاية الانكار ولذلك اهمل جماعة من اصحابنا امره واطرحوه ولم يلتفت احد منهم الى مصنف له ولا كلام )
نقول:ان شهادة الشيخ المفيد بعدم جهل الجنيدي حقيقة واقعة فقد يتصور البعض ان الذي يستعمل القياس والاجتهاد ليس من ذوي الثقل العلمي وقد يعبر عنه بانه اي اصحاب القياس والاجتهاد ليسوا من ذوي العقول السليمة وهذا غير صحيح البتة فهم ليسوا بجهلاء ولكنهم استخدموا عقولهم بمواضع قد نهاهم الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم عن الخوض فيها فابعدتهم عن الحق وقربتهم من امام القياس( ابليس عليه اللعنة )
لقد اصبح اليوم قياس ابليس لعنة الله عليه قاعدة اصولية تدرس في مدارس الفقه والاصول ومع قولهم بان الامام عليه السلام قد حرم القياس ولكنهم استثنوا انواعأ من القياس منها مايعرف بقياس منصوص العلة وقياس الاولوية والقياس المنطقي وما يعرف ايضا بتنقيح المناط والتي اعتبرها الفقهاء عندهم ولقبوها بالقياس الشرعي وكما سياتي بيان ذلك بالتفصيل . وعلى العموم لم يكن ابن الجنيد قد عمل بالقياس فحسب بل زاد في ذلك اتباعه لمنهج المخالفين لآل البيت عليهم السلام فقال بالرأي وعمل بالظن فرد عليه الشيخ المفيد في المسائل السروية قائلأ(واجبت عن المسائل التي كان ابن الجنيد جمعها وكتبها الى اهل مصر ولقبها ب(المسائل المصرية) وجعل الاخبار فيها ابوابا وظن انها مختلفة في معانيها ونسب ذلك الى قول الائمة عليهم السلام فيها بالرأي : وابطلت ماظنه في ذلك وتخيله وجمعت بين جميع معانيها حتى لم يحصل فيها أختلاف فمن ظفر بهذه الاجوبة وتاملها بأنصاف وفكر فيها فكرا شافيا سهل عليه معرفة الحق في جميع ما يظن انه مختلف وتيقن ذلك مما يختص بالاخبار المروية عن ائمتنا عليهم السلام وقد ذكر الشيخ جعفر السبحاني قول الجنيدي بنسب الرأي الى اهل بيت العصمة عليهم السلام قائلأ(ثم الاعجب من العمل بالقياس هو جعل سبب الاختلاف في الاخبار المروية عن ائمة اهل البيت عليهم السلام هو افتاء الائمة بالرأي كما هو صريح كلام الشيخ المفيد اعني قوله (وظن انها مختلفة في معانيها ونسب ذلك الى قول الائمة عليهم السلام فيها بالرأي) الى هنا نكتفي ببيان ماجاء في امر هذا الشيخ ونقول :ان شهادة الشيخ المفيد على قياس الجنيدي تعتبر من أعظم الشهادات لكونه معاصر لجنيدي واحد تلاميذه المقربين وكذلك لوثاقته ومقربته من صاحب العصر والزمان عليه السلام فقد تواترت الاخبار عن حياة الشيخ المفيد بانه تلقى رسالتين من ولي العصر عليه السلام وخاطبه بها بالاخ الموالي وهذا ما يزيد من وثاقة هذا الشيخ وقدره ان من عجائب الدهر وملفتات النظر المدح والثناء الذي حضي به هذا الشيخ الجنيدي من قبل اغلب فقهاء الامامية وزادوا بالثناء عليه الى حد الوثاقة مع اعترفهم بانه كان يقول بالقياس وسلك طرق العامة في معرفة الاحكام واستدل بما استدل به الاحناف فكيف يجتمع القول بالقياس الذي نهى عن استعماله الرسول محمد صلى الله عليه واله وال بيته عليهم السلام والقول بالوثاقة وجلالة القدر فكيف يجتمع النقيضين واذا حضي هذا الشيخ بالتكريم مع استعماله للقياس والاجتهاد والسير على طريق المخالفين فكان الاولى ان يحضى بهذا التكريم مكتشف القياس وشيخ القائسين ابليس( لعنه الله)وكان الاجدر بنا قبول أراء زعماء المذاهب الاربعة وشمولهم بالتوثيق والثناء ان هذا التناقض قد جر وراءه تناقضات عدة منها القول بالاجتهاد والتقليد وحجية العقل والاجماع وهذه الامور كما لايخفى لم ترد في روايات اهل بيت العصمة عليهم السلام بل ورود العديد من الروايات عن الائمة الصادقين عليهم السلام تحرم هذه الامور وكما ذكرنا التي اصبحت اليوم وبمرور الزمن من ضروريات المذهب ودعائم الدين بل انقلبت ابواب الكتب التي كانت تعقد لحرمة التقليد والاجتهاد ونبذ القياس والظن الى ابواب وجوب العمل بالتقليد والاجتهادات هذه الاجتهادات التي وصلت اليوم الى حد لم تصله في الامم السالفة ولو بعث اليوم قوما من السابقين لتزودوا ببدعنا ما كانوا يجهلون.
منقول من كتاب سقيفة الغيبة المستوحى من فكر السيد القحطاني ص149
تعليق