بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
الفصل الرابع { الافعال والسلوكيات المنحرفة المشتركة بين فقهاء اليهود والنصارى وفقهاء الشيعة المجتهدين }
{ بحث مستل من كتاب مثل الحمار في القران وانطباقه على فقهاء السوء }
من فكر العالم السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
بعد اثبتنا ان فقهاء الشيعة المجتهدين هجروا الثقلين "الكتاب والسنة " بالادلة القاطعة وبالاعترافات الواضحة كما فعل اشباههم من قبلهم الاحبار والرهبان بقي علينا ان نشير الى بعض الصفات والافعال والسلوكيات المشتركة بين فقهاء اليهود والنصارى وفقهاء الشيعة المجتهدين
اولاً :- : تطويل اللحى بين الاحبار والرهبان وفقهاء الحوزة
ثانيا: - : اكل السحت ( الاموال المحرمة ) بين الاحبار والرهبان وفقهاء الحوزة
ثالثاً : - : بدعة التقليد بين الاحبار والرهبان وفقهاء الحوزة
رابعاً : - التفاخر بالانتسابهم الى الرسل بين الاحبار وارهبان وفقهاء الحوزة
خامساً : تقبيل الايادي بين الاحبار والرهبان وفقهاء الحوزة
{ تطويل اللحى بين الاحبار والرهبان وفقهاء الحوزة }
كان علماء اليهود والنصارى يطيلون اللحى وعرفوا بهذه الصفة وكان السبب لتطويل لحاهم هو لخداع العوام ليس الا , لان العوام يتصورون ان الفقيه اذا كانت لحيته طويلة فهي دلالة على علمه وبهذه الخدع وصل الاحبار الرهبان الى غاياتهم من تسلطهم على عوامهم وكذلك فقهاء السوء الامامية فقد تشبهوا بالاحبار وحتى الرهبان واطلقوا لحاهم لكي يخدعوا مقلديهم فما تجد من فقيه الان الا ولحيته تصل الى اكثر من شبر ونصف او اكثر وهم بهذه الامور تشبهوا بمن لا يجوز التشبه بهم وهم الاحبار والرهبان ثانياً خالفوا امر الائمة عليهم السلام والخاصة بعدم اطالة اللحى اكثر من قبضة اليد فقد جاء عن الامام جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن ابيه (ع) قال قال رسول الله (ص) : { احفوا الشارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا بالمجوس } بحار الانوار ج73 ،
وعن ابي حمزة عمن أخبره عن ابي عبد الله (ع) قال : { ما زاد على القبضة ففي النار يعني اللحية } الكافي ج6 .
أفبعد كل هذا يصح منا ان نتشبه بالمجوس واليهود وفرعون مع كل ما ورد من النهي عن ذلك وقد جاء في الحديث الشريف المروي عن ابي عبد الله (ع) قال : { مر بالنبي (ص) رجل طويل اللحية فقال : ما كان على هذا لو هيأ من لحيته فبلغ ذلك الرجل فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبي (ص) فلما رآه قال هكذا فأفعلوا } وسائل الشيعة ج2 .
الحد الشرعي للحية كما قرره الائمة عليهم السلام اربع اصابع ( قبضة ) او اقل من ذلك لان اللحية حدها اربع اصابع فأذا زادت دخل صاحبها النار لمخالفته الله ورسوله فالمؤمن الورع يحتاط في اي تكليف شرعي , فلكي لا يقع في المحذور يجب عليه يجعل لحيته اقل من اربعة اصابع لان اللحية تطول كما هو معلوم فأذا زادت خالف الشرع فالافضل جعلها دون القبضة ,
اذا نظرنا اليوم الى لحى فقهاء الشيعة فنراهم قد اطالوها بشكل ملفت ومخالف للحد الشرعي الذي بينه الائمة في رواياتهم الشريفة ما يجعلهم اشباه الاحبار والرهبان في هذا الامر , ولم تدلنا الروايات على ان الانبياء والرسل كانوا يطيلون لحاهم بل كان الفراعنة والطواغيت وفقهاء السوء هم من يطيلون لحاهم فقد جاء عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر (ع) قال في كلام طويل حول قصة موسى (ع) : { فلما درج موسى كان يوماً عند فرعون فعطس موسى فقال الحمد لله رب العالمين ، فأنكر فرعون عليه ولطمه وقال ما هذا الذي تقول فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهلبها اي قلعها فالمه ألماً شديداً بلطمه اياه فهم فرعون يقتله فقالت امرأته هذا غلام حدث لا يدري ما يقول ، فقال فرعون بل يدري ، فقالت إمرأته ضع بين يديه تمراً وجمراً فقالت ان ميز بينهما فهو الذي تقول فوضع بين يديه تمروجمر وقال له كل فمر يده الى التمر فجاء جبرائيل فصرفها الى الجمر } تفسير القمي ج2 .
{ اكل السحت " الاموال المحرمة " بين الاحبار والرهبان وفقهاء الحوزة }
قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم } التوبة 34
ان فقهاء اليهود والنصارى بعد ان جلسوا مجلس الانبياء والاوصياء بحجة ان تقليدهم واجب كما قالوا لمقلديهم اكلوا اموال من تبعهم بالباطل اي " من غير وجه حق " فكانوا يختلقون الحجج البالية لاستنزاف مقلديهم واخذ اقواتهم بحجة ان الشرع اوجب عليهم دفع الاموال لهم لانهم اي ( الاحبار و الرهبان) هم الحجة على الناس بعد الانبياء والاوصياء , ولم يرضى الله لهم هذه السرقة المشرعنة , فقد وبخهم في القران اشد توبيخ ,
اما اشباه الاحبار والرهبان ( فقهاء السوء ) فهم ساروا على ما سار عليه اشباههم من اكل اموال الناس بالباطل , فكما اوجب الاحبار والرهبان على مقليديهم دفع الاموال لهم بحجج غير شرعية فكذلك فقهاء الشيعة اوجبوا على مقلديهم دفع اموال لهم وايضاً بحجج غير شرعية لا تستند الى دليل, وحجة فقهاء الشيعة لسرقة الاموال هي اقامة فريضة الخمس ,
فالخمس من الحقوق التي فرضها الله سبحانه على عباده , واوجب دفعها الى الرسول (ص) وبعد الرسول يكون دفع الاموال للامام المعصوم عليه السلام لانه حجة الله في الارض بعد الرسول (ص) وكان الشيعة في زمان الائمة يستخرجون خمس اموالهم ويدفعوها للامام المعصوم لكن بعد غيبة الامام اختلف الامر فاحتار الناس فلم يعرفوا الى من تعطى هذه الاموال , والامام صاحب الخمس غائب , فكانت هذه الفترة فرصة ذهبية للفقهاء لاستحواذ على اموال الامام وهو غائب فصدرت الفتاوى على ان الخمس يجب دفعه الى الفقيه في الغيبة فاستجاب الناس لهذه الفتوى واستجابتهم لهذه الفتوى كانت لبسببين الاول جهلهم بروايات اهل البيت التي تحرم اعطاء الخمس لغير الامام المعصوم وثانياً لسبب ان الناس كانت تثق بالفقية ولا يتوقعون ان يكذب عليهم لاجل سرقة اموال الامام فهذين السببين جعلا الناس تسلم اموال الامام الغائب الى الفقيه , وعارض المحدثون هذه السرقة المشرعنة من قبل الفقهاء وافتوا بعدم جواز اكل اموال الامام وقال المحدثين ان الخمس خاص بالمعصوم فقط وفي زمن الغيبة جعل الامام شيعته منه في حل ولا يجوز للفقهاء الكذب على عوام الناس وسلب اموالهم , وطرحوا الادلة الروائية على قولهم , من كلام الائمة عليهم السلام ,
الدليل الاول : في رسالة الإمام المهدي (ع) الى محمد بن عثمان العمري { أما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجُعلوا منه في حل الى وقت ظهور أمرنا } 2- الإستبصار ج : 2 ص : 57
الدليل الثاني : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ { إِنَّ أَشَدَّ مَا فِيهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ الْخُمُسِ فَيَقُولَ يَا رَبِّ خُمُسِي وَ قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ لِشِيعَتِنَا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ وَ لِيَزْكُوَ أَوْلَادُهُمْ } - الإستبصار ج : 2 ص : 58
الدليل الثالث : عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ { النَّاسُ كُلُّهُمْ يَعِيشُونَ فِي فَضْلِ مَظْلِمَتِنَا إِلَّا أَنَّا أَحْلَلْنَا شِيعَتَنَا مِنْ ذَلِكَ }
للاختصار سأكتفي بهذه الثلاث روايات فقط والا فهناك عشرات الروايات تأكد على ان الشيعة في الغيبة في حل من دفع الخمس
وهنا سأدرج ثلاث اعترافات للفقهاء الاوائل على اباحة الخمس للشيعة في الغيبة :
الاعتراف الاول : ( الأردبيلي المتوفى (993هـ) قال بإباحة مطلق التصرف في أموال الغائب للشيعة خصوصاً مع الاحتياج، وقال: إن عموم الأخبار تدل على السقوط بالكلية في زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب والحتم لعدم وجود دليل قوي على الأرباح والمكاسب ولعدم وجود الغنيمة)
الاعتراف الثاني : العلامة سلام بن عبدالعزيز قال: ( إن الأئمة قد أحلوا الخمس في زمان الغيبة فضلاً وكرماً للشيعة خاصة ) انظر كتاب (المراسم العلوية 633).
الاعتراف الثالث : محمّد باقر السبزواري المتوفى أواخر القرن الحادي عشر قال: ( المستفاد من الأخبار الكثيرة في بحث الأرباح كصحيحة الحارث بن المغيرة وصحيحة الفضلاء ورواية محمّد بن مسلم ورواية داود بن كثير ورواية إسحاق بن يعقوب ورواية عبد الله بن سنان وصحيحة زرارة وصحيحة علي بن مهزيار وصحيحة كريب: إباحة الخمس للشيعة )
الخلاصة ان الفقهاء الشيعة الذي يأخذون اموال الناس بالكذب عليهم انما يأكلون في بطونهم نارا كما كان يفعل الاحبار والرهبان
{ بدعة التقليد بين الاحبار والرهبان وفقهاء الحوزة }
انطباق سنة عبادة اليهود والنصارة للاحبار والرهبان على الشيعة وفقهاءهم
الشيعة يعبدون فقهاءهم كما عبد اليهود وانصارى الاحبار والرهبان
اوجب الاحبار والرهبان على عوام اليهود والنصارى تقليدهم بامور الدين والقران اشار الى هذا الامر بقوله تعالى { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } فالعبادة هنا معناها الطاعة المطلقة فقد جاء عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له :{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)، فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون } اما اليهود فهم قلدوا فقهاءهم (الاحبار) بعد غياب النبي موسى ووصيه يوشع عليها السلام فالفراغ الحاصل بغياب الحجة اثار شهوة الاحبار التسلطية فاستغلوا الفرصة بطرح انفسهم كابديل للحجة في غيبته وما كان من العوام الجهلة الا ان باركوا هذا البديل للمعصوم فتمت الطبخة بجلوس الفقيه في مجلس الحجة , وبقى حال الاحبار متسلطين على الناس يعيثون في الارض فساداً وفي الشريعة تخريباً الى ان اظهر الله نبيه عيسى عليه السلام فلاقي عليه السلام من الاحبار ومقلديهم اشد مما لاقى موسى من فرعون وملائه فقد بين النبي عيسى عليه السلام كيف جلس هؤلاء على كرسي موسى عليه السلام بعد غيابه قائلاً لليهود { على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون فإنهم يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس: فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق ، وأن يدعوهم الناس: سيدي، سيدي وأما أنتم فلا تدعوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح، وأنتم جميعا إخوة } أنجيل متى - الاصحاح 23
كان مجيء النبي عيسى عليه السلام بمثابة الزلزال على سلطان الاحبار , فقد نسف عروشهم التي بنوها على الكذب والخداع والحرام و فضح كذبتهم التي كذبوها على عوام اليهود , من انهم نواب النبي موسى وحججه وبابه الذي منه يؤتى بعد غيبته وكشف زيفهم للعوام وبين كل مثالبهم للعلن فلم يدخر جهداً الا بذله لتعريتهم امام مقلديهم وامام كل الناس ً,
اما النصارى ورهبانهم فكما حصل مع اليهود بعد غياب الحجة عليه السلام (موسى و وصيه ) من استيلاء فقهاء اليهود على منصب الحجة , فكذلك جلس الرهبان في مجلس النبي عيسى عليه السلام بعد غيبته وبنفس الطريقة فما ان فرغة الساحة من حجة لله ظاهر للناس علناً استغل الرهبان الفراغ بطرح انفسهم كابديل للحجة , وتم الامر و تربع الرهبان على كرسي الحجة في غيابه , وكان النصارى فرقتين في ذلك الوقت فرقة تسمى " البروتستانت " وهؤلاء لا يعترفون بتقليد الرهبان وهم قلة قليلة , اما الكثرة فهم من اعتقد بالتقليد لغير النبي المعصوم , فقد جاء عن الانبا شنودة زعيم الاقباط في الشرق قائلا { والبروتستانت لا يؤمنون بالتقليد ولا يلتزمون الا بالكتاب المقدس وبهذا يتركون كل التراث الذي تركته الاجيال السابقة للكنيسة ، كل ما تركه الآباء والرسل ، وآباء الكنيسة الاولى والمجامع المقدسة والقوانين والنظم الكنسية ، وما في الكنيسة من طقوس ومن نظم ، وما اخذناه من تعليم شفاهي عبرهذه الاجيال الطويلة كلها } ( المصدر اللاهوت المقارن ج1 ص 51 / الطبعة الثانية القاهرة 1992 )
فالبروستات خالفوا الفرقة التي نصبت الرهبان مجلس الحجة , والخلاف الى الان موجود بين الفرقتين , وعندما بعث الله نبيه الكريم دعا النصارى الى الاسلام لكن الذي حصل ان الرهبان واجهوا رسول الله بالتكذيب والاعراض ومنعوا مقلديهم من الحاق بركب رسول الله (ص) وضللوهم عن الحق الذي جاء به (ص) وما كان من المقلدين الا الالتزموا بامر الرهبان فلم يلتحق برسول الله (ص) الى القليل ممن هدى الله ونبذ التقليد لهؤلاء اكلوا السحت وناقضوا العهود , فكان التقليد هو العقبة العظمى امام عوام النصارى للعبور الى بر الامان المتمثل برسول الله (ص)
فطاعتهم لرهبانهم واعراضعهم عن الرسول (ص) , ومعصيتهم لله عز وجل استحقوا ان بشرهم الله بدخول النار خالدين
نأتي الان الى اشباه الاحبار والرهبان (فقهاء الامامية ) فنقول : ان الذي جرى على اليهود والنصارى جرى وبنفس الشكل والمضمون على الشيعة فبعد غيبة الامام المهدي عليه السلام ما ان اغمضت الغيبة الصغرى عينها عن وجود الامام المهدي عليه السلام بين الناس وانتشر خبر ان الامام غضب على الناس بسبب اعراضهم
فصرخ لسان حال المتصيدين والنفعيين من فقهاء السوء قائلين "وذهب الامام ولم يعد" ففرحت قلوبهم فرحاً شديداً لسماعهم انه عليه السلام غاب
فكانت الفرصة مؤاتية للفقهاء , فما كان من الامرالا وفقهاء السوء تسللوا بأسرعة من لمح البصر على منصب امام الزمان عليه السلام وعضوا بالنواجذ على منصبه الالهي وما كان من الشيعة الا ان صفقوا بحرارة للفقيه لانه سد الفراغ الذي احدثه غياب الامام المهدي عليه السلام عنهم وبتنصيبهم للفقيه كأنهم فرحوا بغيبة الامام عليه السلام , فما اسرعهم لتنصيب بديل عنه كأنهم نسوا او تناسوا نهي الائمة عليهم السلام من تنصيب رجل دون الحجة وتصديقه في كل ما يقول , لكن ماذا نقول والسنن تأبى الا ان تجري على كل الامم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة , فقد جاء عن الائمة عليهم السلام في النهي عن تقليد غير المعصوم روايات كثيرة تنهى الشيعة عن فعل مثل هكذا امر عظيم وأكدت روايات اخرى كثيرة على ان المعصوم اذا غاب فامنصبه لا يليق بغيره ومحرم تنصيب احد دونه , كما فعل العامة بعد غياب رسول الله (ص) من تنصيب غير الحجة ,
وصرحت روايات كثيرة على حقيقة مفادها ان المعصوم اذا غاب فليس من ناحيته او بسببه بل بسبب اعراضكم عنه واسرافكم وظلمكم وذنوبكم والا فالامام لا يرضى بالغيبة ابداً ولهذا قال امير المؤمنين عليه السلام { واعلموا ان الارض لا تخلو من حجة الله، ولكن الله سيعمى خلقه منها بظلمهم وجورهم واسرافهم على انفسهم } فالامام الغائب ينتظر من الشيعة ان يتوبوا ويرجعوا الى الحق فمتى ما تراجعوا عن الاسراف والظلم رجع اليهم الامام اسرع من البرق ,
نـاتي الى مناهي ال محمد عليهم السلام عن تقليد غير المعصوم والتي خالفوها الشيعة وفقهاءهم : قال الامام الصادق عليه السلام لاحد اصحابه قائلاً { إياكم والتقليد ، فإنه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) فلا والله ما صلوا لهم ‹ صفحة 73 › ولا صاموا ، ولكنهم أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم - حلالا ، فقلدوهم في ذلك ، فعبدوهم وهم لا يشعرون } تصحيح اعتقادات الإمامية - الشيخ المفيد - ص 72 - 73 مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 17 - ص 307 - 311
( باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه السلام ) فيما يقول برأيه ، وفيما لا يعمل بنص منهم ( عليهم السلام )
بإسناده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : { حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا } وقوله (ص) ( اذا لم يبق عالم ) اشارة الى الغيبة ففي الغيبة فقد العالم وعندها احتاج الناس الى من يفتيهم لكنهم وقعوا بالذي ادهى وامر اذ بهم جعلوا (رؤساء جهالا ) في منصب المعصوم فبدل ان يهديهم الى الحق اذ به يزيدهم ضلالاً الى ضلالهم
يتبع
تعليق