الرد الرصين على الموهوم بالفكر المتين
المقدمة
المقدمة
مقتبس من مقدمة كتاب(الرد الرصين على الموهوم بالفكر المتين)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة واتم التسليم على المبعوث رحمة" للعالمين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ...وبعد ..
لم يكن الباعث على كتابة هذا البحث هو كوني كنت مقلدا" سابقا" للسيد الحسني الصرخي قبل سنوات مضت ، حين كنت في مطلع شبابي وابان سقوط النظام البعثي العفلقي الذي كان يجثم على صدر العراق لعقود من الزمن ، كنت مع اول مرحلة من نزوح تلك الفترة المظلمة متعطشا" مثلي مثل العديد من الشباب المفعمين بالحيوية الدينية والمتهيئين لأشباع النهم الديني الذي صاحب قدوم العهد الجديد من الحرية وفك القيود الدينية والسياسية على حد سواء ، وقتها وجدت نفسي مشتاقة لرؤية امام الزمان (عج) خاصة" مع حدوث تلك الحرب التي رافقت اسقاط نظام البعث وصدام المقبور اللعين ، كانت اصوات الصواريخ والقنابل التي تحلق فوق رؤوسنا سببا" لتذكير العديد من الناس بامر الامام المنتظر (عج) ومنهم انا ، فلم اجد مخلصا" ومخرجا" من هذه الظروف الصعبة والحالة النفسية المنهكة سوى الرجوع الى الله عز وجل وعبادته حق العبادة والألتفات الى الحق الواضح المنسي المتمثل بأمر الخالق العظيم ويتجسد هذا الأمر في اقوى حالاته بالولاء والأستعداد والألتفات الى امر امام الزمان (عج) ، الفيت نفسي في خضم تلك الساعات التي لا تنسى من عمري محتارا" تائها" كيف اجد السبيل الى الرجوع الى الرب عز وجل !.. وكيف ارضيه وبأي وسيلة وكيفية ؟...فتعلق قلبي بولي الله الأعظم (عج) المهدي المنتظر صاحب الزمان وقطب عالم الامكان كما يحلو للعارفبين تسميته ووصفه ونعته ، وكانت الموسوعة المهدوية للسيد الصدر (ره) ضالتي المنشودة في تلك الفترة التي رافقت التغيير الكبير في حياتي ، اذ لم يكن مثيلها في الساحة الأسلامية لمن يبحث عن امر امام الزمان (عج) ، وحتى تعرفت على تيار السيد الحسني ليس من خلال الكتب والصحف وحدها ، لا بل كان احد اهم الأسباب التي دفعتني للدخول في حركة السيد الصرخي هو معرفتي المسبقة به منذ الصغر ، اذ كان زميلا" لعمي بل وصديقا" مقربا" ، وكثيرا" ما زارنا السيد في ايام شبابه حين كان طالبا" في كلية الهندسة بجامعة بغداد حيث كان عمي يدرس هو والسيد الصرخي الأختصاص ذاته ، ولا زلت اتذكر اني مرة من المرات سمعت طرقا" للباب وكان عمري آنذاك لا يعدو ال5 او 4 اعوام فخرجت لأرى من الطارق واذا به كان الشاب (محمود) صديق وزميل عمي الأصغر اخو والدي ، لكني لم اكن متهندما" بشكل لائق كما هي عادة الاطفال في منازلهم وخاصة" في المناطق الشعبية ، وحين خرجت بتلك الهيئة المخجلة علم عمي بذلك فانتهرني اشد النهر وقال كيف تخرج لصديقي محمود بهذا الشكل ؟..
السنوات مرت ومر معها ايام الصبا وبدات مرحلة الشباب وكما قلت ان في الفترة بين 2003 الى 2004 كنت باحثا" عن امر امام الزمان (عج) امام ما قبلها يعني قبيل التغيير فقد كنت اسمع بأخبار السيد من بعيد كما يقال ، وقد وصلت الى منزلنا بضعة كتيبات للسيد ومن بينها كتاب المنهاج الواضح علمت فيما بعد انه تصدى للمرجعية واصبح له مقلدون واتباع ، الأمر كله لم يكن يعنيني برمته لكوني كنت بعيدا" عن الأجواء الدينية في تلك الحقبة لكن الوضع تغير تماما" بعد ان اصبحت باحثا" عن الطريق الموصل الى رضا الله عز وجل ولقاء مولانا (عج) ، وجدت نفسي متجها" لتقليد السيد الصرخي واتباعه بسبب عدة اسباب اهمها صلة حركته في اول بزوغ شمسها بقضية التمهيد للظهور المقدس وهذا اولا" ، وثانيا" لوجود ثقة كبيرة بخلو هذا الرجل من كل رغبة بالمصالح الدنيوية والوجاهة والزعامة وما الى ذلك ، دخل حب هذا الرجل في قلبي بشكل كبير لتلك الأسباب وغيرها ، حتى جوبهت من قبل الأقارب والأصدقاء بالتانيب والمعارضة والنقد اللاذع ، فمن هو السيد الصرخي كي يحشر نفسه في مصاف كبار القوم وفقهاء الحوزة العريقة ؟!...وعلى اية حال بقيت على نهجه لفترة من الزمان قد تصل الى سنتين تقريبا" ما بين عام 2004 وحتى عام 2006 برغم ما ذكرته من المواجهة الخشنة بيني وبين الناس القريبين والبعيدين على حد سواء ، حتى من الله علي بالهداية ومعرفة الحقيقة الواضحة بعد ان خطت غشاوة الذنوب والتبعية والجهل على عيني البصيرتين ، واصبحت بعد اتباع الرجال وتقليد الفقهاء انسانا" حرا" ملازما" لخط اهل البيت (ع) والذي وصى به رسول الله (ص) ، وقد لعبت هذه الكلمة دورا" رهيبا" في حياة الشعوب على مر التأريخ اعني كلمة (الحرية) فبعض فهمها على انه التخلص من كل القيود والأغلال المادية والمعنوية ، وهي نظرة غالبا" نشات من تراكمات الثقافات الغربية والتنظيرات الأدبية لأدباء وسياسيو الشعوب في العالم منذ فجر التأريخ ، واكثر ما تكون هذه الكلمة مصاحبة الى نظيرات مثل الثورة والعدالة وغيرها من الألفاظ ، غير ان الأنسان المسلم الحقيقي الذي يربط نفسه بالمحمدية البيضاء يحتاج الى ان يفهم معنى الحرية من القرآن وكلام المعصومين (ع) ، ان الحرية كما افهمها وكما تعلمته من القرآن واهل البيت (ع) ان لا تطيع احدا" في معصية الله تعالى لا ان تفعل ما يحلو لك ويشتهيه قلبك ، لأن النفس والهوى والقلب الملوث اعداء للانسان يجب عليه ان يتحرر منهما ، هذه هي الحرية الصحيحة والمستقيمة ، تحرر من والداك ان كانا عقبة في طريق نصرة المعصوم (ع) " وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا " وعليك ان تتحرر من التأثر بالمجتمع المحيط اذا كان سببا" في انحرافك عن الصواب واذا ما فعلت العكس أي تماشيت مع التيار ستكون العاقبة الى خسران مبين كما قال تعالى "وان تطع اكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " وحتى التبعية للظالم لها اكبر الأثر على عاقبة الأنسان ونتيجة النجاح والفشل ، اسمع ما يقول الرب جل وعلى " ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار " اذن الحرية مكفولة لكل انسان اذا ما كانت في حدود طاعة الخالق المنعم المفضل المستحق للعبادة والشكر ، اما طاعة الخلق في معصية الخالق فهي محرمة بنص الكتاب وعلى الأنسان أن يحدد مصيره ومسيرته الى اين يتجهان ...هل الى رضا الرب وسخط الناس ام الى رضا الناس وسخط الرب !...وما اتعسها واقبحها من مقارنة بين الجنة والنار وبين النجاة والهلاك .
ان هذا الكلام الأخير حول الحرية ومعناها واختلاف التوجهات بالنسبة اليها من قبل الشعوب بشكل عام قد يبدو للوهلة الأولى ان لا علاقة له بموضوع بحثنا ، لكنني انما اريد ان اشير الى نقطة الانقلاب التي صادفتني في تلك الفترة الحرجة ، وتحديدا" عندما بدات اقرأ صحيفة(القائم – عج- ) في نهايات عام 2005 ومنتصف 2006 ، حيث بلغت تلك الصحيفة ذروتها في العطاء والأنتشار ليس بين اوساط المتجمع العلماني بل اعني الوسط الديني لما حوته من مواضيع قيمة وبحوث دسمة تحمل بين طياتها فكر القرآن واحاديث اهل البيت (ع) وخصوصا" مسالة ظهور مولانا الامام المهدي (عج) ، لم تكن صحيفة عادية ابدا" حيث كان يشعر اكثر من قرأها بروحية عالية تحملها تلك الوريقات الملونة والسمراء سوية ، حتى وصفها احد الاخوة الأاعزاء انها كانت كما لو نزلت من السماء ولم تصدر ابدا" من دار نشر او توزيع عراقية او عربية ، فالفكر الذي تحمله يعد غريبا" في تلك الحقبة التي جثم فيه شبح التبعية والفكر الفقهاءي الحوزوي على فكر المعصومين (ع) فترى اكثر شباب الشيعة في المحافل الشعبية والمجالس والزيارات والنقاشات العامة والخاصة يتناولون اقوال الفقهاء وافعالهم اكثر من اقوال وافعال المعصومين (ع) مع شديد الأسف ، فكأنما اصبح الفقه البديل عن فقه اهل البيت (ع) هو فكر فقهاء الحوزة ، وبفضل الله عز وجل وبركات مولانا صاحب الزمان ودعاؤه وذكره لنا اقول من الله علي ان لفت انتباهي الى تلك الأاخطاء الجسيمة التي وقع بها عموم الشيعة طوال قرون من الزمان ، وكان علم صحيفة القائم (عج) التي اسسها وادارها سيدي الأستاذ ابو عبد الله الحسين القحطاني ، كانت كالشمعة التي انارات لي الطريق المظلم وكالسراج الذي وضح لي السبل المعتمة بسبب الجهل والتعبية والذنوب ، لقد نبهني الله تعالى من خلال رسول الأمام المهدي(عج) ان الحق في التزام القرآن والعترة لا ثالث لهما ، وكل يمين وشمال هو خروج وحيود عن الحق والصواب الواضحين ، وقد كانت تلك الأفكار هي المترسخة في بالي مما جعل طريق الهداية الألهية يتقشع عنه الغمام الأسود بسواد المحيط الداكن فأبصرت عيني النور لأول مرة بعد سنوات من التيه والحيرة والضياع في سماء الحوزة العلمية والمؤسسة الدينية الجالسة على كرسي رسول الله (ص) وصاحب الأمر (عج) .
وفي يوم من الأيام ربما او ليلة من الليالي اتخذت ذلك القرار الحاسم وجاءت ساعة الفرج حين ساعدني الرب باتخاذ القرار المناسب بترك المرجعية وراء ظهري ونزع ثياب التقليد البالية البائسة ، والتي حولت نور الدين وسراج التوحيد الى ليلة طويلة لا تطلع عليها شمس ولا ينيرها قمر طوال عصر الغيبة المرير كمرارة الحنظل او هو اكثر مرارة ، فغياب المعصوم (ع) الذي نصبه الله تعالى علما" لعباده وترجمانا" لكتابه والذي نحن سببه اولا" وآخرا" بمعنى اننا من غيبناه واخترنا ان نضع البديل عنه بكل جرأة ووقاحة وبدون وجه حق ولا دليل مقنع ناهض ، اخترنا ان ننصب رجال دون الحجة فنصدقهم في كل ما يقولون بدعوى اننا نعيش في غيبة نحتاج الى من يعطينا الحل والحكم الشرعي البديل عن الكتاب والعترة ومن يكون ذاك الحل الا الفقهاء او المؤسسة الدينية ، مع ان الحديث واضح وصريح عن الامام الصادق (ع) حين قال ( اياك ان تنصب رجلا" دون الحجة فتصدقه في كل ما يقول ) فيا ترى كيف غاب عن اسماعنا هذا الحديث النوراني المهم واصبحنا نقلد ونتبع الرجال وهم اناس خطاؤون مثلنا فنصدقهم ونقلدهم اعمالنا التي ستعرض اولا"وآخرا" على الله تعالى يوم القيامة فيحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة ومنها اتباع الرجال المنهي عن اتباعهم بنص الكتب المعتبرة والاحاديث الصحيحة .... كل تلك الحقائق رسمها الحق جل وعلا امام عيني وانا غير مستحق لنعمته وفضله بذنوبي ومعاصيي ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ولا يسأل عما يفعل وهم يسالون كما يقول القرآن ، وبعد كل هذا تركت عبادة الأصنام البشرية وحطمت صورها في قلبي وعقلي وفكري وحياتي ونزعت ثيابها السمل ، واخترت طريق الحق سبيلا" باتباع القرآن والعترة ومنهج القائم (عج) ، فما كان من اتباع السيد الصرخي الا انهم فوجئوا ممن كان يعرفني منهم وهم قليل لا سيما الأقارب ومنهم عمي صديق وصهر السيد ، فتسآءلوا عن سر هذا التحول والانقلاب واتهموني بتهم وهي التقلب وعدم الثبات والتخبط وما شاكل تلك الكلمات ، ولم يكن مني الا ان ادافع عن منهجي الذي رسمه المعصومون (ع) منذ قرون ، وقلت لهم انكم لا تسمعون وتصمون آذانكم عن الحق والمنهاج الصحيح فيا ايها الناس ما لكم نسيتم كتاب الله وتركتموه وراء ظهوركم ؟..وكيف خالفتم وصية رسول الله (ص) وانتم تتلون الكتاب ؟..افلا تعقلون ؟...هذا كان لسان حالي يومئذ ولكن اكثرهم للحق كارهون ، وبعد تلك السنوات من الأنقطاع عن اتباع السيد الصرخي الا من كان منهم قريبا" او نسيبا" عادت الي تلك الذكريات التي لم انسها يوما" ، واثارت في القريحة للكتابة عسى ولعل ان يضاء الطريق امام الباحثين الجدد عن الحق ممن لم يتلوث قلبه تماما" بالذنوب العظيمة منها التبعية لغير الله عز وجل واهل البيت (ع) من اخوتنا المقلدين المنصفين او المعتدلين ، وانا اقول هذه الكلمات بل اكتبها اليهم تحديدا" لأن من لا يقلد السيد الصرخي ليس هذا الكتاب بذي اهمية بالنسبة اليه ، اما من يقلده ويعتقد به فأرجو ان تجد هذه الوريقات القليلة صداها واثرها في النفوس الباحثة عن ضالتها من الحكمة السديدة النظيفة لا الملوثة والمعوجة ، واقول لهم تعالوا نبحر سوية في بحر زمان الغيبة المؤلم العسير ونوقد سراج ونشعل شمعة ، وأن لم نستضيء نحن بها فلعله يستضيء بها من سياتي بعدنا من اولادنا او احفادنا ، وانتم لماذا لا تحاولون ان تسمعوا كلام انسان بسيط كان مثلكم مقلدا" للصرخي بشكل خاص والمرجعية بشكل عام وكيف تحرر من تلك التبعية واتخذ طريقه وان قل السالكون به ؟...، افتحوا قلبوكم واسماعكم لهذه الأسطر القليلة عسى ان تجدون ما تصبون اليه ، وانا مثلكم عبد مذنب ارجو ان يتقبل الله تعالى مني هذا العمل وان يحرره من كل شرك ورياء ونفاق انه هو السميع البصير .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
خادم السيد القحطاني
ترقبوا التكملة في المزيد من الحلقات المقتبسة من الكتاب انشاءالله تعالى
تعليق