إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرد الرصين على الموهوم بالفكر المتين (ح3)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد الرصين على الموهوم بالفكر المتين (ح3)

    الحلقة الثالثة


    ((تكلمة مناقشة مقدمة البحث من الجزء الأول لكتاب الفكر المتين للسيد الصرخي ))



    اذن يتبين لنا بما لا يقبل الشك ان طريق استنباط الاحكام الشرعية وفق القواعد الأصولية التي وضعها ابناء المدرسة الأصولية هي طريق منزلق خطير قد يودي بحياة الانسان المسلم الى الهاوية من ناحية موقفه من شريعة الله تعالى ، وليس كما يقول السيد الحسني بأن هذا الفقيه هو متفرغ للأستنباط ، فالمستنبط هنا بفرض السيد الصرخي وفيه يتفق مع ابناء المدرسة الأصولية هم الفقهاء او المجتهدين من الحوزة ، وبهذه الفرضية يحاول خداع من لم يطلع على مجمل احاديث اهل البيت (ع) من العوام مرة ثانية ، ومن جديد يكون الجهل هو مسلك سهل ويسير للشيطان اللعين كي يضع اصبعه النجس في صفو ماءنا العذب وهو دين الله تعالى بفناء آل الرسول (ص) ، ان الأصوليين يحاولون القول ان المجتهد الجامع للشرائط المستوفي للعلوم الفقهية هو من يجوز له الأستنباط دون سائر الخلق ، لكن هذا الكلام كذب صراح وادعاء باطل وتزوير محض لا يرضى به المولى عز وجل ولا صاحب العصر (عج) ، وبنفس الطريقة التي فسروا بها آية النفر وفق منهجهم المنحرف عن طريق المعصوم (ع) يرومون تفسير آية شريفة اخرى وهي من سورة النساء قال تعالى (واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذينيستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ) النساء 83 ، لكن من هم اولي الأمر وفق نظر الأسلام والعلوية العلياء ؟...هل هم الفقهاء والمراجع ؟...يبدو ان هذا ما يحاول السيد اثباته بقوله (والتفرغ لأستنباط الاحكام الشرعية ..) فيا ترى هل قرا السيد أي صفحة من كتب الحديث التي زخرت بالاحاديث الصحيحة والأخبار الموثوقة السند والمتن بان المستنبطين هم آل الرسول (ص) وحدهم دون سائر الخلق مهما كان درجته العلمية ومستواه العقلي !؟....سأسرد ادناه تلكم الاخبار التي تبين خطأ ما يذهب اليه السيد الصرخي بأن الفقيه له حق الاستنباط في حين ان كلام المعصوم (ع) في تفسير الآية هو غير ذلك تماما" واليكم الدليل :-
    الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره وهو منسوب إلى الصادق (عليه السلام) يعني أمير المؤمنين * (لعلمه الذين يستنبطونه منهم ( تفسير القمي ج1 ص145))).
    الثاني : محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد ابن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * وقال عز وجل: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) * فرد الأمر - أمر الناس - إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم والرد إليهم ( الكافي ج1 ص 295 )
    الثالث: العياشي في تفسيره بحذف الإسناد عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله:
    ( العياشي ص260 (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم) قال: هم الأئمة
    الرابع: العياشي بإسناده عن عبد الله بن محمد قال: كتب إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام): ذكرت رحمك الله هؤلاء القوم الذين وصفت أنهم كانوا بالأمس لكم إخوانا والذي صاروا إليه من الخلاف لكم والعداوة لكم والبراءة منكم والذين تأفكوا به من حياة أبي عبد الله صلوات الله عليه ورحمته، وذكر في آخر الكتاب إن هؤلاء سنح لهم شيطان اغترهم بالشبهة ولبس عليهم أمر دينهم وذلك لما ظهرت فريتهم واتفقت كلمتهم وكذبوا على عالمهم وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم وقالوا لم ومن وكيف فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم وذلك بما كسبت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير ورد ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لأن الله يقول في محكم كتابه: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) * يعني آل محمد وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم الحجة لله على خلقه ( تفسير العياشي ج1 ص260)(
    الخامس: الشيخ المفيد في كتاب " الاختصاص " عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنما مثل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومثلنا من بعده في مثل هذه الأمة كمثل موسى النبي والعالم (عليهما السلام) حيث لقيه واستنطقه وسأله الصحبة فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه في كتابه، وذلك أن الله قال لموسى (عليه السلام) * (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين) * ثم قال: * (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * وقد كان عند العالم علم لم يكتبه لموسى في الألواح، وكان موسى (عليه السلام) يظن أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها في نبوته وجميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء فقهاء وأنهم قد أوتوا جميع العلم والفقه في الدين مما تحتاج هذه الأمة إليه فصح لهم ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلموه وحفظوه وليس كل علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علموه ولا صار إليهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا عرفوه، وذلك أن الشئ من الحلال والحرام والأحكام قد يرد عليهم فيسألون عنه فلا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيستحون أن ينسبهم الناس إلى الجهل، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبون، فطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل بدعة ضلالة، فلو أنهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم من آل محمد والذي يمنعهم من طلب العلم منا العداوة والحسد، والله ما حسد موسى العالم ، وموسى نبي يوحي الله إليه حيث لقنه واستنطقه وعرفه بالعلم، بل أقر له بعلمه ولم يحسده كما حسدتنا هذه الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، علمنا ما ورثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم وسأله الصحبة فيتعلم منه العلم ويرشده، فلما إن سئل العالم ذلك علم العالم أن موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل علمه ولا يصبر معه، فعند ذلك قال له العالم: إنك لن تستطيع معي صبرا.
    فقال له موسى (عليه السلام): ولم لا أصبر.
    فقال له العالم: وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، قال موسى وهو خاضع له بتعظيمه على نفسه كي يقبله: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه وكذلك والله يا إسحاق حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم لا يحتملون والله علمنا ولا يقبلونه ولا يطيقونه ولا يأخذون به ولا يصبرون عليه كما لم يصبر موسى (عليه السلام) على علم العالم حين صحبه ورأى ما رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها وكان عند الله رضي وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروها لا يؤخذ به وهو عند الله الحق ..) المصدر : الأختصاص 258 .

    اذن من يجرؤ بعد هذه النصوص الصريحة ان يقول ان الذي له حق الأستنباط هم غير آل النبي (ص) ، من يتجاسر سوى من جلس على كرسيهم واستحل مكانهم ورفع نفسه الى مصافهم وهم الفقهاء والمجتهدين والمراجع الذين كانوا ولا زالوا في كل عصر وفي كل زمان وفي كل امة يستحلون مقام الانبياء ويتلبسون لباس الاولياء وينهبون تراث الأوصياء علنا" جهارا" نهارا" ، والناس تتبعهم بالغفلة والجهل والتعصب والانقياد الاعمى ؟!... ويبقى السؤال هنا هل ان من يقرا هذه السطور ويكتشف صراحة" ان الفقهاء اخذوا دورا" ممنوعا" عليهم ومحرما" بنص الأحاديث الشريفة الموافقة للقرآن ، هل يبقى على تقليده وتبعيته للفقيه دون ان يحرك ساكنا" او يحدث ثورة" فكرية ونفسية على ذاته تنتشر الى محيطه وما حوله ؟..او انه سيعمد الى تهديم ذلك الركن المنخور والذي اذاق الأسلام والتشيع خصوصا" الامرين بسبب الأختلاف في الفتوى وسبب الصراعات والتناحر بين الطوائف والاتجاهات الفكرية الدينية مما جعل الجسد الشيعي اليوم كورقة الشجر الخريفية آيلة للسقوط على الأرض مع اول ريح عاتية بل حتى هادية ستتداعى كبيت العنكبوت !!
    ان الفقيه الأصولي وصل الى تلك الدرجة من الظلمانية وضعف البصر عن الحق لا بسبب جهل او عفلة او ما شابه هذه العناوين ، لانه لا يعقل ان يصل الى مرتبة الأجتهاد ولم يمر على كاتب الكافي واحد من اهم كتب الطائفة او الوسائل او الأختصاص ، لا شك انه قراها ولو مرة واحدة او سمع بها من هذا الطريق او ذاك ، لكن المتوقع ان عصر الغيبة الذي افرز هذه الظاهرة (ظاهرة الاجتهاد الشيعي) هو واحد من تلك الأسباب ، والغيبة بما هي امتحان الهي عسير وبلاء سببه الأنسان نفسه ومرجعه ومرده اليه ، كان سببا" لسقوط العديد من الأقنعة وظهور الوجوه الحقيقية والدواخل النفسية والدسائس الشيطانية التي تجلت في اكبر ملامحها بتنصيب الفقهاء انفسهم بدلاء عن الحجج (ع) ، فأضحى الفقيه والمجتهد هو الراعي للشريعة والمامون على الناموس والعارف بالتكاليف والخبير بالأحكام ، وقد يقول قائل ويسشكل على هذا الكلام بالسؤال القائل : ما الضير من وجود فقيه عارف بالاحكام وخبير بالشريعة ليحل مشاكل الناس ويخلصهم من التكاليف التي في اعناقهم والذمم الثقيلة تجاه تحصيل رضا الرب في كل واقعة وحادثة عملية ؟...ونحن نقول ان الحاجة الى الفقيه هي مسالة مفروغ منها ولا اشكال فيها ، فلا بد من رجل عارف بالاخبار وملم بالاحكام التي صدرت عن اهل بيت العصمة (ع) كي يكون الطريق المؤدي الى رضا الله تعالى ، لكن بين قولنا كلمة " فقيه" وبين قولنا " مجتهد" فرق كبير !...فالفقيه بالمعنى الذي يريد ان يقصده الامام العسكري (ع) في حديثه الشهير (من كان من الفقهاء حافظا" لدينه مخالفا" لهواه مطيعا" لأمر مولاه فللعوام ان يقلدوه ) انه الفقيه الذي لا يخالف وصايا المعصومين (ع) قيد انملة والا لن يكون مؤهلا" للتصدي وبذل الحكم الشرعي للعوام الباحثين عن رضا المولى ، والمجتهد الأصولي على ضوء المنظور الحوزوي للمؤسسة الدينية الشيعية اليوم وامس ليس معني بهذا الوصف ولا مشمول بهذا الكلام ، لماذا ؟...لانه ببساطة يخالف اهل البيت (ع) والقرآن بشكل واضح حين يستخدم الطرق المحظورة في الشريعة من قياس واجتهاد واعمال العقل والرأي قبال شريعة الله المتمثلة في آيات كتابه واحاديث نبيه (ص) واهل بيته (ع) ، وهذه الطرق لم تكن وليدة العصر الحديث بل بدات مع مغيب شمس الحجة عن الانظار وبدا عصر الظلام والذي شهد سطوع نجم المقاييس العقلية التي سنها الأصوليين الاوائل .



    خادم السيد القحطاني
    لا زلت بأنتظار يوسف الزهراء عليهما السلام
يعمل...
X