ادلة الفقهاء على التقليد ومناقشتها وفق ما جاء في الكتاب وما ورد عن العترة
احتج الفقهاء بهذه الاية " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " على وجوب التفقه على بعض دون بعض فالتفقه كفائي اما بقية الناس فعليهم الرجوع الى المتفقهين
ولكن لنرى ما هو رأي أهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل الكتاب والذين أوجب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسليما بالرجوع اليهم
عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا ، فلو أعلمتنا أو علمتنا من ؟
قال : إن عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث ، فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله ،
قلت : أفيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده ؟
فقال : أما أهل هذه البلدة فلا - يعني المدينة - وأما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ، إن الله يقول : " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ "
قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك
فقال : هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ،
قال : قلت : فإذا قدموا بأي شئ يعرفون صاحبهم ؟
قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة . الكافي للكليني ج1 ص:378 - 380 )
أما السؤال الآن : هل التفقه واجب على كل مسلم ام هو (واجب كفائي) ؟
عن المفضل ابن عمر قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا. اصول الكافي ج1 ص 31
واحتجوا أيضا بوجوب رجوع الناس الى الفقيه بقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
عن عبد الرحمن بن كثير قال قلت لابي عبد الله (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
قال الذكر محمد ونحن أهله المسؤولون
قال قلت قوله (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)
قال أيانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون
وعن الباقر عليه السلام في الاية (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما الذكر أنا والائمة أهل الذكر
وقوله عز وجل (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)
قال أبو جعفر نحن قومه ونحن المسؤولون(شرح الزيارة الجامعة عبد الله شبر)
الفقهاء يعتمدون على علم الاصول في استنباط الحكم
عرف علم الاصول بانه " العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الحكم الشرعي ".دروس في علم الاصول ج2 ص 10
يقول السيد محمد باقر الصدر : وكلما بعد الفقيه عن عصر النص تعدد جوانب الغموض في فهم الحكم من مداركه الشرعية وتنوعت الفجوات في عملية الاستنباط نتيجة للبعد ألزمني، فيحس أكثر فأكثر بالحاجة إلى تحديد قواعد عامة يعالج بها جوانب الغموض ويملا بها تلك الفجوات، وبهذا كانت الحاجة إلى علم الأصول تاريخية بمعنى أنها تشتد وتتأكد كلما ابتعد الفقيه تاريخيا عن عصر النص وتراكمت الشكوك على عملية الاستنباط التي يمارسها. وعلى هذا الأساس يمكن أن نفسر الفارق ألزمني بين إزدهار علم الأصول في نطاق التفكير الفقهي السني وازدهاره في نطاق تكفيرنا الفقهي الامامي، فإن التاريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الامامي . دروس في علم الاصول ج1 ص 46
عن بشير الدهان قال الصادق (عليه السلام) : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا ، يا بشير !.. إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم . الكافي ج1 ص220
ان الملفت للنظر ان علم الاصول متغير من جيل الى جيل فكلما جاء فقيه ادخل في العلم امور يراها تناسب اكثر مما جاء بها غيرة من الفقهاء قاذا كانت المبني التي يعتمد عليها الفقهاء في استخرج الحكم مختلفة فبالتالي ستكون الاحكام المستخرجة مختلفة ومن ذلك كان الاختلاف في الفتوى من فقيه لاخر
في حين ورد في الحديث (حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة)
و من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا و فيه يذم أهل الرأي و يكل أمر الحكم في أمور الدين للقرآن
تَرِدُ عَلَى أَحَدِهِمُ الْقَضِيَّةُ فِي حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِرَأْيِهِ ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ الْقَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلَى غَيْرِهِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِخِلَافِ قَوْلِهِ ثُمَّ يَجْتَمِعُ الْقُضَاةُ بِذَلِكَ عِنْدَ الْإِمَامِ الَّذِي اسْتَقْضَاهُمْ فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِيعاً وَإِلَهُهُمْ وَاحِدٌ وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ وَكِتَابُهُمْ وَاحِدٌ أَفَأَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالِاخْتِلَافِ فَأَطَاعُوهُ أَمْ نَهَاهُمْ عَنْهُ فَعَصَوْهُ.أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ دِيناً نَاقِصاً فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى إِتْمَامِهِ أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ لَهُ فَلَهُمْ أَنْ يَقُولُوا وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ دِيناً تَامّاً فَقَصَّرَ الرَّسُولُ (صلى الله عليه وآله) عَنْ تَبْلِيغِهِ وَأَدَائِهِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ وَفِيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ وَذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَأَنَّهُ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً وَإِنَّ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ وَلَا تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ وَلَا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِهِ . شرح نهج البلاغة - ج1 - ابن ابي الحديد
جاء في كتاب هداية الأبرار للكركي نقلاً عن القطيفي ـ أحد مشائخ صاحب الوسائل ـ قال :
«فاعلم أن علم الأصول ملفق من علوم عدة ومسائل متفرقة بعضها حق وبعضها باطل ، وضعه العامة لقلة السنن عندهم الدالة على الأحكام »
وقال (الكركي): «ولم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم إليه ، لوجود كل ما لا بد منه من ضروريات الدين ونظرياته في الأصول المنقولة عن أئمة الهدى، إلى أن جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وأخذ عنهم وألف الكتب على ذلك المنوال حتى أنه عمل بالقياس » .
عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالا، فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى.اصول الكافي ج1 ص54
ورد عن الامام ابي الحسن علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال : ...ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعني آل محمد عليهم السلام ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه ( بحار الأنوار - ج 23 - ص 295 - 296)
التوحيد في اتباع الكتاب والعترة وما دونهما فهو ضلالة وكفر
عن يونس بن عبدالرحمن قال: قلت لابي الحسن الاول عليه السلام: بما أوحد الله ؟
فقال: يا يونس لا تكونن مبتدعا، من نظر برأيه هلك، ومن ترك أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله ضل، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر. اصول الكافي ج1 ص51
عن قتيبة قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟
فقال له: مه ما أجبتك فيه من شئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما لسنا من: " أرأيت " في شئ. اصول الكافي ج1 ص58
عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : ( يا جابر والله لو كنّا نحدث الناس أو حدّثنا برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابرٌ عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ) بصائر الدرجات صفحة 285
اياك ان تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال
عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إياك والرياسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ،
قلت : جعلت فداك ، أما الرياسة فقد عرفتها ، وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال
فقال لي : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال . وسائل الشيعة ج27 ص126
عن ابي جعفر عليه السلام قال ( لو قام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم ) رجال الكشي ص253
من هم كذابي الشيعة
عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها ؟
فقال: لا , أما إنك إن أصبت لم تؤجر، وإن أخطأت كذبت على الله عز وجل. اصول الكافي ج1 ص56
اذا كذابي الشيعة هم كل من يستعمل رأيه في دين الله عز وجل
عن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما وخط علي عليه السلام بيده إن الجامعة لم تدع لاحد كلاما، فيها علم الحلال والحرام إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلا بعدا، إن دين الله لا يصاب بالقياس.اصول الكافي ج1 ص57
عن ابي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام أن عليا صلوات الله عليه قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس، قال: وقال أبوجعفر عليه السلام: من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل وحرم فيما لا يعلم . اصول الكافي ج1 ص58
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : حسبكم أن تقولوا ما نقول ، وتصمتوا عما نصمت ، إنكم قد رأيتم أن الله عز وجل لم يجعل لأحد في خلافنا خيرا .وسائل الشيعة ج27 ص128
واحتج الفقهاء على التقليد بهذه الرواية
(فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه...).
رأي الفقهاء أنفسهم بهذه الرواية
يقول الخوئي في كتابه (الاجتهاد والتقليد ص81)، قال بعد كلام طويل: ((...ثمّ إنّ التكلّم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتّب عليه ثمرة فقهية، اللّهمّ إلاّ في النذر؛ وذلك لعدم وروده في شيء من الروايات. نعم ورد في رواية الاحتجاج: (فأمّا مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه)، إلاّ أنّها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها)).
ويقول الخميني في كتابه (الاجتهاد والتقليد ص97)، قال : ((...كما ترى، فالرواية مع ضعفها سنداً، واغتشاشها متناً، لا تصلح للحجّية...)).
ورد عن الإمام الصادق أنه قال إياكم و التقليد فإنه من قلد في دينه هلك ، إن الله تعالى يقول اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فلا و الله ما صلوا لهم و لا صاموا و لكنهم أحلوا لهم حراماً و حرموا عليهم حلالاً ، فقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون . تصحيح الاعتقاد – للشيخ المفيد ص 73
واحتج الفقهاء ايضا بقوله (عليه السلام): (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).
نقول
1- ان الرواية صدرت في زمن السفير الثاني فهي تشير اليه لا غير فلا يمكن للامام ان يشير الى عامة الفقهاء هع وجود وكيله الذي وضعه حلقة الوصل بينه وبين مواليه
2- الرواية تقول ( وأما الحوادث فارجعوا فيها الى رواة حديثنا ) ولم تقل الى المجتهدين اصحاب الرأي في الدين
ورد عن الصادق عليه السلام قال: (اعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا)
وقال الفقهاء : ربّما لا نحتاج إلى دليل نقلي في وجوب التقليد؛ وذلك لتسالم العقلاء في الرجوع إلى أهل الخبرة في كلّ أمر مجهول، فمن أصابه مرض ما فهو يرجع في ذلك إلى الطبيب، ومن أراد أن يعرف زيف معدن ما من أصالته - كالذهب - فهو يرجع فيه إلى الصائغ وهكذا..
نقول هل ان حكم الفقيه قطعي يقيني ام هو ظني
قال الامام السجاد (عليه السلام) : إنّ دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمَن سلّم لنا سلم ، ومَن اهتدى بنا هُدي ، ومَن دان بالقياس والرأي هلك ، ومَن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا ، كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم. إكمال الدين ص303
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : قال الله جلّ جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي ، وما عرفني مَن شبّهني بخلقي ، وما على ديني مَن استعمل القياس في ديني. التوحيد ص297
ورد عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، إذ قال :
« الحكم حكمان : حكم اللّه ، وحكم أهل الجاهلية ، فمن أخطأ حكم اللّه حكم بحكم أهل الجاهلية ». وسائل الشيعة : 18/18
عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية
قلت: وكيف ذاك ؟
قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به،
ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر .غيبة النعماني
عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ( أعداؤه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه يبايعه العارفون بالله تعالى من اهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف الهي ) بشارة الاسلام297
عن ابي جعفر عليه السلام قال ( لو قام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم ) رجال الكشي ص253
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فاذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر الف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين انه ليس من ولد فاطمة والا لرحمهم ، فأذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون الف رجل من اهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد ) كتاب نور الانوار المجلد الثالث ص 345
احتج الفقهاء بهذه الاية " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " على وجوب التفقه على بعض دون بعض فالتفقه كفائي اما بقية الناس فعليهم الرجوع الى المتفقهين
ولكن لنرى ما هو رأي أهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل الكتاب والذين أوجب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسليما بالرجوع اليهم
عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا ، فلو أعلمتنا أو علمتنا من ؟
قال : إن عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث ، فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله ،
قلت : أفيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده ؟
فقال : أما أهل هذه البلدة فلا - يعني المدينة - وأما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ، إن الله يقول : " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ "
قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك
فقال : هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ،
قال : قلت : فإذا قدموا بأي شئ يعرفون صاحبهم ؟
قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة . الكافي للكليني ج1 ص:378 - 380 )
أما السؤال الآن : هل التفقه واجب على كل مسلم ام هو (واجب كفائي) ؟
عن المفضل ابن عمر قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا. اصول الكافي ج1 ص 31
واحتجوا أيضا بوجوب رجوع الناس الى الفقيه بقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
عن عبد الرحمن بن كثير قال قلت لابي عبد الله (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
قال الذكر محمد ونحن أهله المسؤولون
قال قلت قوله (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)
قال أيانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون
وعن الباقر عليه السلام في الاية (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما الذكر أنا والائمة أهل الذكر
وقوله عز وجل (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)
قال أبو جعفر نحن قومه ونحن المسؤولون(شرح الزيارة الجامعة عبد الله شبر)
الفقهاء يعتمدون على علم الاصول في استنباط الحكم
عرف علم الاصول بانه " العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الحكم الشرعي ".دروس في علم الاصول ج2 ص 10
يقول السيد محمد باقر الصدر : وكلما بعد الفقيه عن عصر النص تعدد جوانب الغموض في فهم الحكم من مداركه الشرعية وتنوعت الفجوات في عملية الاستنباط نتيجة للبعد ألزمني، فيحس أكثر فأكثر بالحاجة إلى تحديد قواعد عامة يعالج بها جوانب الغموض ويملا بها تلك الفجوات، وبهذا كانت الحاجة إلى علم الأصول تاريخية بمعنى أنها تشتد وتتأكد كلما ابتعد الفقيه تاريخيا عن عصر النص وتراكمت الشكوك على عملية الاستنباط التي يمارسها. وعلى هذا الأساس يمكن أن نفسر الفارق ألزمني بين إزدهار علم الأصول في نطاق التفكير الفقهي السني وازدهاره في نطاق تكفيرنا الفقهي الامامي، فإن التاريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الامامي . دروس في علم الاصول ج1 ص 46
عن بشير الدهان قال الصادق (عليه السلام) : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا ، يا بشير !.. إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم . الكافي ج1 ص220
ان الملفت للنظر ان علم الاصول متغير من جيل الى جيل فكلما جاء فقيه ادخل في العلم امور يراها تناسب اكثر مما جاء بها غيرة من الفقهاء قاذا كانت المبني التي يعتمد عليها الفقهاء في استخرج الحكم مختلفة فبالتالي ستكون الاحكام المستخرجة مختلفة ومن ذلك كان الاختلاف في الفتوى من فقيه لاخر
في حين ورد في الحديث (حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة)
و من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا و فيه يذم أهل الرأي و يكل أمر الحكم في أمور الدين للقرآن
تَرِدُ عَلَى أَحَدِهِمُ الْقَضِيَّةُ فِي حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِرَأْيِهِ ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ الْقَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلَى غَيْرِهِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِخِلَافِ قَوْلِهِ ثُمَّ يَجْتَمِعُ الْقُضَاةُ بِذَلِكَ عِنْدَ الْإِمَامِ الَّذِي اسْتَقْضَاهُمْ فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِيعاً وَإِلَهُهُمْ وَاحِدٌ وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ وَكِتَابُهُمْ وَاحِدٌ أَفَأَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالِاخْتِلَافِ فَأَطَاعُوهُ أَمْ نَهَاهُمْ عَنْهُ فَعَصَوْهُ.أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ دِيناً نَاقِصاً فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى إِتْمَامِهِ أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ لَهُ فَلَهُمْ أَنْ يَقُولُوا وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ دِيناً تَامّاً فَقَصَّرَ الرَّسُولُ (صلى الله عليه وآله) عَنْ تَبْلِيغِهِ وَأَدَائِهِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ وَفِيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ وَذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَأَنَّهُ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً وَإِنَّ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ وَلَا تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ وَلَا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِهِ . شرح نهج البلاغة - ج1 - ابن ابي الحديد
جاء في كتاب هداية الأبرار للكركي نقلاً عن القطيفي ـ أحد مشائخ صاحب الوسائل ـ قال :
«فاعلم أن علم الأصول ملفق من علوم عدة ومسائل متفرقة بعضها حق وبعضها باطل ، وضعه العامة لقلة السنن عندهم الدالة على الأحكام »
وقال (الكركي): «ولم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم إليه ، لوجود كل ما لا بد منه من ضروريات الدين ونظرياته في الأصول المنقولة عن أئمة الهدى، إلى أن جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وأخذ عنهم وألف الكتب على ذلك المنوال حتى أنه عمل بالقياس » .
عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالا، فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى.اصول الكافي ج1 ص54
ورد عن الامام ابي الحسن علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال : ...ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعني آل محمد عليهم السلام ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام ، وهم الحجة لله على خلقه ( بحار الأنوار - ج 23 - ص 295 - 296)
التوحيد في اتباع الكتاب والعترة وما دونهما فهو ضلالة وكفر
عن يونس بن عبدالرحمن قال: قلت لابي الحسن الاول عليه السلام: بما أوحد الله ؟
فقال: يا يونس لا تكونن مبتدعا، من نظر برأيه هلك، ومن ترك أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله ضل، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر. اصول الكافي ج1 ص51
عن قتيبة قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟
فقال له: مه ما أجبتك فيه من شئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما لسنا من: " أرأيت " في شئ. اصول الكافي ج1 ص58
عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال : ( يا جابر والله لو كنّا نحدث الناس أو حدّثنا برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابرٌ عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ) بصائر الدرجات صفحة 285
اياك ان تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال
عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إياك والرياسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ،
قلت : جعلت فداك ، أما الرياسة فقد عرفتها ، وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال
فقال لي : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال . وسائل الشيعة ج27 ص126
عن ابي جعفر عليه السلام قال ( لو قام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم ) رجال الكشي ص253
من هم كذابي الشيعة
عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة فننظر فيها ؟
فقال: لا , أما إنك إن أصبت لم تؤجر، وإن أخطأت كذبت على الله عز وجل. اصول الكافي ج1 ص56
اذا كذابي الشيعة هم كل من يستعمل رأيه في دين الله عز وجل
عن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما وخط علي عليه السلام بيده إن الجامعة لم تدع لاحد كلاما، فيها علم الحلال والحرام إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلا بعدا، إن دين الله لا يصاب بالقياس.اصول الكافي ج1 ص57
عن ابي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام أن عليا صلوات الله عليه قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس، قال: وقال أبوجعفر عليه السلام: من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل وحرم فيما لا يعلم . اصول الكافي ج1 ص58
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : حسبكم أن تقولوا ما نقول ، وتصمتوا عما نصمت ، إنكم قد رأيتم أن الله عز وجل لم يجعل لأحد في خلافنا خيرا .وسائل الشيعة ج27 ص128
واحتج الفقهاء على التقليد بهذه الرواية
(فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه...).
رأي الفقهاء أنفسهم بهذه الرواية
يقول الخوئي في كتابه (الاجتهاد والتقليد ص81)، قال بعد كلام طويل: ((...ثمّ إنّ التكلّم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتّب عليه ثمرة فقهية، اللّهمّ إلاّ في النذر؛ وذلك لعدم وروده في شيء من الروايات. نعم ورد في رواية الاحتجاج: (فأمّا مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه)، إلاّ أنّها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها)).
ويقول الخميني في كتابه (الاجتهاد والتقليد ص97)، قال : ((...كما ترى، فالرواية مع ضعفها سنداً، واغتشاشها متناً، لا تصلح للحجّية...)).
ورد عن الإمام الصادق أنه قال إياكم و التقليد فإنه من قلد في دينه هلك ، إن الله تعالى يقول اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فلا و الله ما صلوا لهم و لا صاموا و لكنهم أحلوا لهم حراماً و حرموا عليهم حلالاً ، فقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون . تصحيح الاعتقاد – للشيخ المفيد ص 73
واحتج الفقهاء ايضا بقوله (عليه السلام): (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).
نقول
1- ان الرواية صدرت في زمن السفير الثاني فهي تشير اليه لا غير فلا يمكن للامام ان يشير الى عامة الفقهاء هع وجود وكيله الذي وضعه حلقة الوصل بينه وبين مواليه
2- الرواية تقول ( وأما الحوادث فارجعوا فيها الى رواة حديثنا ) ولم تقل الى المجتهدين اصحاب الرأي في الدين
ورد عن الصادق عليه السلام قال: (اعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا)
وقال الفقهاء : ربّما لا نحتاج إلى دليل نقلي في وجوب التقليد؛ وذلك لتسالم العقلاء في الرجوع إلى أهل الخبرة في كلّ أمر مجهول، فمن أصابه مرض ما فهو يرجع في ذلك إلى الطبيب، ومن أراد أن يعرف زيف معدن ما من أصالته - كالذهب - فهو يرجع فيه إلى الصائغ وهكذا..
نقول هل ان حكم الفقيه قطعي يقيني ام هو ظني
قال الامام السجاد (عليه السلام) : إنّ دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمَن سلّم لنا سلم ، ومَن اهتدى بنا هُدي ، ومَن دان بالقياس والرأي هلك ، ومَن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا ، كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم. إكمال الدين ص303
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : قال الله جلّ جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي ، وما عرفني مَن شبّهني بخلقي ، وما على ديني مَن استعمل القياس في ديني. التوحيد ص297
ورد عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، إذ قال :
« الحكم حكمان : حكم اللّه ، وحكم أهل الجاهلية ، فمن أخطأ حكم اللّه حكم بحكم أهل الجاهلية ». وسائل الشيعة : 18/18
عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية
قلت: وكيف ذاك ؟
قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به،
ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر .غيبة النعماني
عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ( أعداؤه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه يبايعه العارفون بالله تعالى من اهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف الهي ) بشارة الاسلام297
عن ابي جعفر عليه السلام قال ( لو قام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم ) رجال الكشي ص253
قال الامام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فاذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر الف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين انه ليس من ولد فاطمة والا لرحمهم ، فأذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون الف رجل من اهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد ) كتاب نور الانوار المجلد الثالث ص 345