إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فقهاء الاسلام يهدمون الاسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقهاء الاسلام يهدمون الاسلام

    فقهاء الاسلام يهدمون الاسلام

    السلام عليكم ورحمة الله وتعالى بركاته ايها القراء الاكارم قد يكون الكلام الذي سيطرح في هذا البحث جديد على مسامعكم، الا ان في طياته الشفاء الناجح لكل ما مُنيت به الامة من اختلاف وابتعاد لما جاء به النبي الخاتم (ص) من حقيقة الدين الحنيف. هذا البحث يهدف الى كشف الكثير من الحقائق حول ابتعاد الامة عن منهاجها الحقيقي والسبيل للعودة الى ما كانت عليه من قبل نشوب هذه الفتن، والعودة الى المحمدية البيضاء والصراط القويم الذي سيأتي به المهدي الموعود (ع).
    ونحن نعيش ارهاصات الزمن الغريب الذي لا يجد فيه المرء حكما او موقفا دينيا سواء في فروع الدين او في اصوله الا وجد ما يعارضه من المواقف والاحكام المضادة لما سمع ووصل الخلاف بين المسلمين الى مرحلة القتال ، وصاروا يقتلون بعضهم بعضاً. وعندما نشاهد هذه الخلافات بين المسلمين على اختلاف توجهاتهم ومذاهبهم، نتسائل سؤال مهم جداً وهو هل هذا الدين الذي بين الناس هو الدين الحقيقي الذي جاء به النبي الخاتم؟ هل ان النبي الخاتم ( صلى الله عليه
    وآله ) أمر بهذه الخلافات؟، ام ان هذه الخلافات استحدثت وبدع ابتدعت بعد النبي (ص)؟
    في الحقيقة ان الدين الاسلامي الحقيقي بعيد كل البعد عن ما يجري في هذه الامة، فالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) جاء ليوحد الناس، وليخرجهم من الظلمات الى النور، وبعد ان ادخل لهذا الدين البدع والاجتهادات العقلية، بدأ رجال الدين يفصلّون الدين وفق عقولهم وارائهم، واخذ الدين منحنى آخر غير الطريق الذي اراده الله سبحانه وتعالى، فوصية النبي (صلى الله عليه
    وآله وسلم تسليما) واضحة ولا يختلف عليها اثنان وهي التمسك بالثقلين (كتاب الله
    والعترة الطاهرة ) لتلافي الاختلاف الموجود بين السنة والشيعة .

    وعندما ننظر الآن الى المسلمين عموما، نتساءل من منهم التزم بكتاب الله والسنة
    الشريفة؟!، لا يوجد ، والا لو قلنا ان مذهب من المذاهب التزم بالكتاب والسنة، لاصبحنا الآن نتهم النبي بان الخلل موجود في الدين وليس المسلمين.
    وهذا الفهم الخاطئ الذي وصل للغرب بسبب وجود الفكرة والتفسير والتحليل الخاطئ للدين الاسلامي، وترجمه المسلمون ترجمة خاطئة،فخرج الدين عند الغرب بصورة مشوهة واصبح ديننا في نظرهم دين يدعو الى العنف والقتل، فإذا كان المسلم يقتل المسلم، فكيف به الكافر او الكتابي؟،وبالتالي بدؤوا يطعنون بالدين الاسلامي،وتخرج الاساءات الى النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والدين الاسلامي والنبي الخاتم بريء من هذه الافعال.

    ان المسلمون عندما ارادوا ان يسيرون بالاحكام الاسلامية ، ساروا وفق اهوائهم
    وعقولهم وهجروا الثقلين وهجروا وصية النبي للاسف الشديد ولم يلتزم بها احد، فالمسلمون صاروا بين طرفين، منهم من هجر القرآن والتزم بظاهر العترة وليس حقيقة العترة، والطرف الآخر هجر العترة والتزم بظاهر القرآن، والنتيجة خرج الينا هذا النتاج المشوه من الاسلام والبعيد عن الدين الحقيقي الذي
    جاء به النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).

    اذن ان الفريقين لم يصيبا حقيقة الاسلام، وفي الحقيقة ان السنة والشيعة لم يلتزما بوصية النبي، فالسنة قاموا بالالتزام بظاهر القرآن ، اما حقائق القرآن والآيات والمحكم والمتشابه لم يصلوا الى حقيقته، فبالتالي
    تمسكوا بظاهر القرآن لانه يوجد في القرآن آيات محكمات واخر متشابهات، فنجد داخل المذهب السني اختلاف على الآيات وتفسيرها،لذلك هم لم يصلوا
    الى حقيقة القرآن، اما سنة النبي (صلى الله عليه وآله) فنرى انهم مختلفون، والقرآن يقول: ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا
    فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) فبالتالي هم لم يلتزموا لا بكتاب الله ولا سنته ، والتطبيق الآن في ساحة الاحداث لا يعتبر التطبيق للاسلام الحقيقي.

    اما الشيعة كذلك فهم يقولون: " كتاب الله وعترتي" ، ولكنهم لم يلتزموا لا بالكتاب ولا بالعترة، فالشيعة هجروا القرآن لانهم لا يعتمدون عليه في الاحكام نهائيا، ولديهم تصريحات معروفة عند فقهاء الشيعة يقولون (ان الفقيه يصل الى مرحلة الاجتهاد دون الحاجة للرجوع الى القرآن مرة واحدة)
    اما بالنسبة للعترة فتقول الشيعة: "يجب ان نلتزم بها"، وفي الخارج لا يتلزمون باي فعل من افعال العترة الا النزر اليسير.

    نحن نرى ان منهج اهل البيت الاثنى عشر (عليهم السلام) منهج واضح، وكان الامام علي (عليه السلام ) شعاراً للزهد والتواضع، بينما نجد ان الفقراء يملؤون الارض والمعممين والفقهاء مترفين ويملكون الاموال الطائلة، حيث يبنون مؤسسات خارج بلادهم ويملكون السيارات الفارهة والبيوت الضخمة.وهذا يعكس عدم التزام الطرفين بالكتاب والسنة.

    ان المسلمين مع وجود القرآن بين ظهرانهم ، الا انهم لم يلتزموا به بدليل وجود الاختلاف فيما بينهم، ونرى ان كل المسلمين يعترفون بحديث الفرقة الناجية الذي يقول "سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، مِنْهَا فِرْقَةٌ نَاجِيَةٌ وَ الْبَاقُونَ هَالِكَةٌ، وَ النَّاجِيَةُ الَّذِينَ
    يَتَمَسَّكُونَ بِوَلَايَتِكُمْ وَ يَقْتَبِسُونَ مِنْ عِلْمِكُمْ َ ولَا
    يَعْمَلُونَ بِرَأْيِهِمْ‏، فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ‏ "، وكل يطبق حديث الفرقة الناجية على نفسه، فالسنة يقولون نحن الفرقة الناجية والشيعة كذلك تقول نحن الفرقة الناجية .

    واذا رجعنا الى حديث الفرقة الناجية نجد بأن هناك شرط، ونستذكر فيما يلي النصوص الواردة عن الفرقة الناجية عند كتب الطرفين:
    قال رسول الله - (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا) -: ((ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين،
    ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة))، وهذا النص يشترط
    على المسلمين ان يلتزموا بالجماعة.

    ونستعرض حديث آخر ورد في مصادر الشيعة :قال رسول الله (صلى الله عليه
    وآله وسلم) ( سيأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثل بمثل وإنهم
    تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة، وستفرق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، تزيد عليهم واحدة كلها في النار غير واحدة، قال: قيل: يا رسول الله وما تلك الواحدة؟ قال: هو ما نحن عليه اليوم أنا وأهل بيتي" ، فالشرط عند السنة ما التزم به النبي او ما كان عليه النبي والصحابة، بينما الشرط عند الشيعة ما كان عليه النبي واهل بيته (ع).

    والسنة يقولون من التزم بالجماعة نجى، فنرى بعد ان خرجت المذاهب الاربعة افترقت الامة، ولم يكن هناك اي وجود للجماعة، والجماعة هم من التزم على قول واحد او رأي واحد، بينما نجد ان المسلمون في المذهب السني افترقوا بعد وجود الفقهاء الاربعة والمذاهب الاربعة، وهذه المذاهب ايضا بعد ان
    سارت الامور والازمان وجدنا ان كل يوم تخرج مدرسة او فكر جديد مثل الفكر
    الوهابي والسلفي وغيره، وكل هذه الافكار صارت مذاهب جديدة، الا ان في الحقيقة لا
    يوجد في المذهب السني فقط اربعة مذاهب، في الحقيقة يوجد اكثر فمثلا ان ابن تيمية صار له توجه ، والوهابي كذلك صار له توجه، فاين الجماعة التي تمثل الفرقة الناجية
    في المذهب السني؟!.

    كذلك المذهب الشيعي يقول من كان مع اهل بيتي او عترتي نجى، واهل البيت (عليهم السلام) منهجهم واضح، فاين الشيعة اليوم من هذا المنهج، فتجد ان الفقهاء مختلفون اكثر من اختلاف علماء السنة فيما بينهم، بل نجد داخل المذهب الشيعي خلافات تصل الى مرحلة القتل بين الفقهاء والاحداث كثيرة،
    فنجد ان فقيه يحلل قتل فقيه آخر، والخلافات بلغت ذروتها، فهل نعتبر ان
    هذا ما التزموا به هو نهج اهل البيت (عليهم السلام؟؟ الاجابة بكل تاكيد"كلا" لان منهج اهل البيت واضح وواحد وهذه الخلافات لا تمت لأهل البيت بصلة، وهنا يتوارد سؤال في الاذهان: من اين جاءت هذه الخلافات بين المذاهب وبين العلماء في المذهب الواحد؟

    والإجابة بلا شك تكمن في ان المسلمين هجروا القرآن والعترة ولجأوا الى الاراء
    والاستنباطات العقلية في الوصول الى الاحكام الشرعية، وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، احتاج المسلمون الى استنباط احكام يرون انها غير
    موجودة في الحديث والقرآن، وكما يسمى في المصطلح ب" المستحدثات"، فلجأوا
    الى القياس وصاروا يقيسون مسألة على مسألة اخرى، والشيعة كذلك بعد ان غاب الامام الثاني عشر عج، احتاجوا الى هذه الاحكام المستحدثة كما يسمونها، فلجأوا الى
    نفس الاسلوب التي استخدمته المدرسة السنية، وكذلك استخدموا القياس، ونحن
    نستغرب كيف لجأوا اليه مع العلم ان القياس مذموم عند المسلمين سنة وشيعة، والاحاديث تصرح بان اول من قاس هو ابليس عليه لعنة الله، قارن بين "خلقتني من نار" و "خلقته من طين"، فقاس بين الطين والنار، ورجحت عنده كفة النار فاعتبر نفسه افضل من آدم (ع).

    وكذلك ان الفقهاء استخدموا القياس لأن عقولهم غير موحدة و قاصرة، ونحن نعلم ان موسى (عليه السلام) عندما سار مع الخضر (ع) لم يدرك باستنباطه الافعال التي يفعلها الخضر فاعترض عليه، وبالتالي الامر غير منوط الى الناس؛ لان الاحكام من الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يقول (
    إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ
    النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) ، وليس فيما رآه النبي بنفسه، فالاحكام تأتي من الله من خلال الانبياء الى الناس، فإذا كان النبي ليس من حقه ان يُشرع من تلقاء نفسه، فكيف للفقيه كائن من كان ان يشرع من تلقاء نفسه وعقله؟!. فقط النبي هو المشرع ويشرع من خلال الاحكام التي ينزلها عليه الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه يقول: " مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى"

    والآن سنعرض عليكم النصوص التي تذم القياس واستخدام الرأي في الدين:

    عن أبي الأسود عن عروة قال حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول سمعت
    النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول (إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون فحدثت به عائشة زوج النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا ابن أختي انطلق إلى عبد
    الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو"، فهنا يتبين من الحديث الشريف ان سبب الضلالة هو استخدام الرأي.

    ونستذكر نص آخر "عن أبي إسحق عن عبد خير عن علي رضي الله عنه قال (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه
    وسلم) يمسح على ظاهر خفيه) نفهم من هذا النص انه لو كان دين الله يصاب بالعقول فنحن نسير باقدامنا على باطن الاقدام فلماذا نمسح على ظاهر الخف كما ورد في النص؟ وبالتالي هم استخدموا القياس؛ لانهم لا يستطيعون الوصول الى حكم الله ، وهذه احد الاسباب التي ادت الى اختلاف الفقهاء. والقرآن يقول : "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا"، اذن هذا الاختلاف جاء من عند الفقهاء وليس من عند الله سبحانه وتعالى، وحاشى للرب ان يأمر المسلمون بالخلاف.

    والقرآن عندما انزله الله تعالى نهى ان يستخدم القرآن ويفسر وفق
    الاهواء لان القرآن فيه محكم ومتشابه، وسمي متشابه لان فيه وجوه كثيرة
    حيث ان الوجه يشبه الوجه الآخر، فبالتالي لا يحق للامة ان تفسر وفق رأيها، وهذا ما نستطيع ان نثبته من نصوص عديدة ، نذكر
    منها:

    "وعن جندب قال: قال رسول الله(ص) ( من قال في القرآن بِرَأْيِهِ فأصاب فقد أخطأ) رواه أبو داود والترمذي وقال: غريب."

    وكذلك عن ابن عباس أن رسول الله(ص) قال: (من قال في القرآن برأيه - وفي رواية: من غير علم - فليتبوأ مقعده من النار (رواه الترمذي وحسنه).

    وايضا ماورد عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَفَاكِهَةٌ وَأَبًّا} [عبس: 31] فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، أَوْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ أَنَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ؟ "

    والشيعة كذلك تقول عدم جواز تفسير القرآن بالرأي، فورد عنه (عليه السلام): (من فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر).

    فإذا القرآن ليس من حق اي انسان يفسره برأيه، فكيف استطاع المسلمون سنة
    وشيعة ان يفسروا القرآن من الجلاد الى الجلاد، وليس آية واحدة؟ وقد فسروا القرآن تفسير خاطئ؛ لانهم يعتمدون على آرائهم الشخصية ونظرتهم الخاطئة وعقولهم القاصرة، وبالتالي خرج لنا نتاج متضارب ، والآن يجلسون في الفضائيات على مائدة الحوار ويتحدثون عن مسألة معينة ،والطرفين يستشهدان بآيات القرآن، فلذلك عندما يخرجون المستشرقين وغيرهم يذمون الاسلام ويتحدثون بسوء عنه؛ فان السبب يعود الى ان المسلمون اتاحوا لهم هذه الفرصة،والصورة الخاطئة التي رسموها للناس جعلوا من الاسلام شيء متناقض.

    ومن المعلوم لدى الجميع ان القرآن سبب الهداية والتوحد، فاين الخلل يا ترى؟، ان الخلل يكمن في استخدام الفقهاء اراؤهم وعقولهم في الوصول الى الشيء الذين يعتقدون انهم سيصلون اليه.

    ان القرآن يقول: " فيه تبيان كل شيء"، وكذلك يقول: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء"، وايضا يقول "لقد انزلنا اليكم كتابا فيه
    ذكركم"، فالقرآن حادث متجدد وفيه ذكر كل الامم، واما في الحديث فقد تناول كل الاحكام ، واما مسألة الاحكام المستحدثة فانها بدعة ابتدعها الفقهاء؛ حتى يجمعون الناس حولهم ويخوفونهم بان هناك احكام ليس لها حكم شرعي، وبالتالي تحتاج الامة الى الفقيه.

    فعندما رجعت الناس الى الفقيه، قال
    لهم : "انا ومن بعدي الطوفان"، "وانا العالم والناس من دوني" ، فبالتالي صاروا يدعون الى انفسم وصار الدين يمثل اشخاص متعددين، كل لديه دين خاص وصياغة خاصة للدين، هذا من اين جاء والسنة فيها كل شيء؟!.

    لا نستطيع ان نقول بان هناك مسائل مستحدثة، والاستحداث هو عندما رجعنا الى الفقهاء في مسائل مستحدثة ، فاصبح الدين مشرذم ليس له حكم واقعي ومتوحد بين الفقهاء، فاستحدثوا علم خاص لضرب السنة حتى يرجع الناس اليهم.

    وبسببهم قد ضربت كل الاحاديث او نسبة هائلة منها بعلم خاص اسموه علم الرجال،هذا العلم يتناول الرجال الذين ينقلون الحديث وفق قواعد عقلية اسسها الفقهاء بانفسهم، فيسقطون الحديث وبالتالي علم الرجال وعلم الحديث لا يبقي من الاحاديث شيء، فحوالي99% من احاديث النبي اسقطت بسبب بدعة علم الرجال، وعلم الرجال تكلم به في زمن الخليفة الثالث.
    ...يتبع 👇

  • #2
    وهنا نذكر النصوص التي تثبت ذلك عن هشام ورد عن محمد سيرين قال: (إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذوا دينكم)
    وورد عن ابن سيرين قال: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا
    رجالكم إلى فيُنظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا
    يؤخذ حديثهم).
    فإذا كان رجل من اهل السنة متشرع ويسير على سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هذا يؤخذ حديثه، واذا كان من اصحاب البدع فلا يؤخذ حديثه ، والقرآن يقول:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، فاصحاب البدع يمكن ان ينقل لك حديث صحيح ، ولنسقط اصحاب البدع ونسأل هل اصحاب السنة معصومين في النقل؟، فالذي ينقل عن النبي (صلى الله عليه وآله) هل هو معصوم في النقل؟ من المستحيل ان يكون معصوماً لان المعصوم مبحثه آخر والنبي هو المعصوم لانه لا ينطق عن الهوى ، وبالتالي ان المعيار الذي وضعوه في (مسألة علم الرجال) يعتبر معيار خاطئ ليس له حقيقة وبدعة، فلو كان علم الرجال حقيقة موجود وموصى به من قبل النبي ، لكان استخدم في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، او في زمن الخليفة الاول او الثاني، وبالتالي احتاجت الساحة الى ابتداع بدعة معينة لمصالح معينة. فقاموا باستنباط علم الرجال ، وبالتالي ثبتوا علما ليس له للدين صلة.
    فقاعدة علم الرجال اسقطت اغلب الاحاديث التي وردت في صحاح المسلمين، واخرجوا ست كتب يرجعون اليها اهل السنة يعتبرونها الاحاديث الصحيحة، وبعد ذلك رأوا ان الاحاديث فيها ما يضرب المصالح السياسية والعقائدية التي لا توافق الكثير من الفقهاء، وبدأ الفقهاء يثقفون على ان هذه الكتب الستة ليست معصومة، وعلينا ان نرجع فقط الى صحيح البخاري وصحيح مسلم، وبعد ذلك رأوا ان في صحيح البخاري وصحيح مسلم ما يضرب مصالحهم، فقالوا ايضا في صحيح مسلم وبخاري احاديث مدسوسة وغير صحيحة.
    والبخاري المتوفي سنة 256هجريا جمع في صحيحه الفان وستمائة وحديثين
    انتقاها من ستمائة الف حديث ، فهذا الكم الهائل من الاحاديث الذي اسقطها
    البخاري من حديث النبي كان بسبب علم الرجال، وهنا نتسائل هل جميع الرواة الذي اُسقطت احاديثهم من اصحاب البدع ؟.

    نحن لدينا كتب اخرى من الصحاح والمسانيد ومن السنن كلها تذكر احاديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، هذه الكتب ينظر اليها اغلب فقهاء السنة على انها غير صحيحة ، لماذا؟ ،ليس لان احاديثها خاطئة، بل لانها تضرب مصالحهم وتتعارض مع مشايخهم.

    المشكلة ليست في صحة الحديث ، بل المشكلة لديهم في النزاعات القائمة بين الفقهاء، سواء كانوا من فقهاء المذهب نفسه
    او بين فقهاء المذهب الآخر، ونحن نعلم ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم
    تسليما) في كتب الحديث يقال انه من رأى النبي او جلس مع النبي او زامن النبي فهو من الصحابة، ولدينا تقريبا مائة الف صحابي، فان خرج لدينا من كل صحابي حديث واحد صحيح فقط ، فلكان لدينا مائة الف حديث صحيح.

    واذا رجعنا الى رجال الكشي ورجال النجاشي نجد حتى محمد ابن مسلم وابي
    بصير كلهم وردت فيهم نصوص تخطأهم، فيكونون اصحاب بدع في نصوص موجودة
    ومجسمة وغيرها من تلك الاخطاء العقائدية...الخ، وبالتالي علم الرجال لا
    يبقي من الرجال شيء ، ولا يبقي من حديث النبي شيء لدى الطائفتين، فالشيعة
    والسنة ساروا على منهج واحد وهو هدم الدين ؛ لان الحديث هو اساس الدين وأحد الثقلين، وبالتالي لم يبقون من السنة او العترة اي حديث بقى ولو بشيء بسيط جدا.

    عندما اصبح لديهم الحديث غير موجود و 90% من الاحاديث الغيت بسبب علم
    الرجال ، رجع الفقهاء الى استخدام القياس الشيطاني الذي سبقهم به ابليس. فنشأت الخلافات والصراعات بين المسلمين ، واصبح المسلم عدو المسلم واصبح المسلم يقتل اخاه المسلم، فليس عدو المسلم الكافر او المشرك، فعدو المسلم المسلم وهمه قتل الآخر، والكافرين والمشركين في مأمن من هذا النزاع، فهذه هي المؤامرة الكبيرة التي حدثت للاسلام.
    ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعلم انه بعد وفاته سيصل ارثه الى اقوام في الازمان التالية، والنبي (ص) قال: (إيمان قوم يأتون من بعدي يؤمنون بسواد علي بياض) فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم بأن المسلمون سيأتون في آخر الزمان ويؤمنون بالاسلام من خلال الحديث ومن خلال القرآن (سواد على بياض)، ويعلم كذلك بوجود مسائل واحاديث موضوعة حتى قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) "سيكثر الكذابة بعدي"، ويجب ان نقف عند نقطة معينة وهي هل النبي ترك الامة تقرر مصيرها من ناحية الحديث وكل يرجع الى عقله او هل
    اسس قاعدة لفهم الحديث الصحيح من السقيم؟ طبعا ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قد اسس قاعدة مهمة لمعرفة الاحاديث الصحيحة، ولنذكر الاحاديث التي وردت منها:

    فقد روي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "تكثر لكم الأحاديث بعدي، فإذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه، وما خالف فردوه"
    فالمعيار هنا عرض الحديث على كتاب الله، وليس على علم الرجال.

    واخرج الطبراني في كبيره من حديث الوضين عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا ( سئلت اليهود عن موسى فأكثروا فيه وزادوا فيه ونقصوا حتى كفروا. وسئلت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا، وأنه ستفشوا عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرؤا كتاب الله واعتبروا فما
    وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله ) وهذا بحد ذاته تفنيد لعلم الرجال ونسف كامل له، وهذا الحديث من النبي (ص) ومعترف به عند جميع طوائف المسلمين، والعجيب انهم يعترفون بانه لا يجوز تفسير القرآن وفق الاراء، وهم يفسرون القرآن وفق الآراء، ويعترفون بان اول من قاس ابليس والقياس باطل، والسنة والشيعة يستخدمون القياس،ويعترفون ان ما يميز الحديث الصحيح من السقيم هو كتاب الله والرجوع اليه، ولكن الطرفين قد خالفا كتاب الله ورجعوا الى علوم وقواعد مستحدثة من عقولهم، وبالتالي ان الطرفين سنة وشيعة لم يلتزموا (بكتاب الله وسنتي) او (كتاب الله وعترتي).

    فأصبح الدين على ما نشاهد اليوم عبارة عن نزاعات واقتتالات وخلافات، والساحة كلها مشتعلة بالخلافات العقائدية والدينية، فاين مصداق قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ؟ أين هذه الامة التي كانت خير امة اخرجت للناس؟،هل الخلل في الاسلام ام في المسلمين؟ ان الخلل طبعا في المسلمين لانهم استنبطوا احكاما من عقولهم واسسوا قواعدا وعلوما النبي والدين الاسلامي منهما بريء.

    لذلك يجب ان نعرض الحديث سواء أورد من الامام الصادق (عليه السلام) او ابو هريرة
    على القرآن، والاحاديث التي رفضها اهل السنة كثيرة ؛ لانها قد وردت عن ائمة اهل البيت الاثنى عشر (عليهم السلام) وهم لا يرون
    صحة هذا الطريق او المذهب ، وبدأوا يرفضون كل حديث يرد عن اهل البيت
    (عليهم السلام) فالحديث مثلا يتحدث عن المستقبل كما في كتاب الملامح والفتن ،ونحن
    نرى انطباقها على ارض الواقع، فهل للوضاعين والمدلسين ان يرووا احاديث ستحدث بعد الف سنة ثم تحدث بهذه الدقة،ودليل صحة هذه الاحاديث وقوعها في الخارج، فالاسلام الحقيقي ليست به مذهبية، والنبي محمد (صلى الله عليه وآله) والامام المهدي (عج) ليس لهما مذهب معين، وكل هذه المذاهب بدع ابتدعت من بعد وفاة النبي (ص) لذلك نقول يجب علينا الرجوع الى الدين الحقيقي الذي نتعامل فيه مع الاحاديث اينما وردت سواء في كتب السنة او كتب الشيعة ، والمعيار هو متن الحديث وليس الرواة؛ لان الراوي كائن من كان لن يبلغ درجة العصمة، فيمكن ان ينقل ويتوهم،او ينسى، او يكذب ، او يكون الراوي منافق، فالاسلام كان يتحدث كثيرا عن وجود منافقين في زمن
    النبي، فكيف يمكن للناس او الفقهاء التمييز بين الراوي الصادق او الكاذب او المنافق او الناسي او المتوهم، لا يستطيع اي رجل تمييز هؤلاء من بين الرواة، فبالتالي ليس السند هو المعيار ولو اعتمدنا عليه ستسقط كل احاديث
    النبي، فالاهم هو متن الرواية ثم نعرضه على كتاب الله لنرى هذا الحديث منطبق ام لا ،وبالتالي نخرج من بعد هذا الفهم بالدين الحقيقي، والسيد ابي عبدالله الحسين القحطاني هو من جاء الينا وبين حقيقة هذه المسألة، وامرنا بالرجوع الى الاسلام الحقيقي الذي لا يؤمن بأي مذهبية.

    تعليق

    يعمل...
    X