المحدث الكاشاني يوضح طريقة قدماء فقهاء الإمامية رضوان الله عليهم
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال المحدث الكاشاني في كتابه :
الشهاب الثاقب في وجوب صلاة الجمعة العيني، ص: 31
.. ان قدماء فقهائنا قدس اللّه أسرارهم كانوا لا يتمسكون إلا بكتاب اللّه سبحانه و سنة رسوله (ص) و كلام عترته المعصومين صلوات اللّه عليهم و لا يسلكون الا على منهاج أصحاب الأئمة و حواريهم و كانوا لا يستندون في الدين على ارائهم و لا يعتبرون الأصول الفقهية المنسوبة إلى العامة أصلا و لا يستعملون ما تشتمل عليه تلك الأصول من المصطلحات المحدثة بعد النبي (ص) كالإجماع و الاجتهاد و القياس و الاستحسان و غير ذلك
.....
(وقال متحدثاً عن أهل الرأي والاجتهاد) :
أقول و السبب الأصلي في وقوع هؤلاء في الورطات ليس الا انهم نشأوا في بلاد المخالفين و بين أظهرهم في بلاد التقية و سمعوا منهم كلمات عقلية استحسنوها و أوقعت في نفوسهم محلا و مزجوا قليلا قليلا بينها و بين النصوص المعصومية و أخذوا في الاستنباطات الظنية من المتشابهات و من قوانين وضعوها و قواعد أخذوا أكثرها من كتب العامة و أصولهم تشحيذا للأذهان و ترويحا للأفكار و لأمور أخر لعل اللّه يعذرهم فيها فاتسعت بينهم دائرة الخلاف في الآراء و وسع لهم ميدان الأفكار و الأهواء و يسر لهم بسبب ذلك الدخول في عدة أمور ورد النهي عنها بخصوصها في الشرع في
الشهاب الثاقب في وجوب صلاة الجمعة العيني، ص: 93
ألفاظ لا تحصى من حيث لا يشعرون منها القول بالإجماع كما عرفت. و منها القول بالاجتهاد و الرأي في الشرائع كما تقوله العامة مع تعسر ضبط ذلك و تعسر المعرفة بأبه و منها اتباع الظن و التعويل عليه في الحكم و الفتوى. و منها موت القول بموت قائله الى غير ذلك من الأمور المخالفة لأصول الإمامية المتواترة عن أهل البيت عليهم السلام كما بيناه في كتابنا المسمى بالأصول الأصلية. و يكفيك في ذم طريقتهم و فسادها حديث واحد أورده السيد رضي الدين قدس سره في كتاب نهج البلاغة عن مولانا أمير المؤمنين (ع) (قال ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلك عند إمامهم الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا و الههم واحد و كتابهم واحد و نبيهم واحد أ فأمرهم اللّه سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه. أم أنزل اللّه سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا و عليه ان يرضى. أم أنزل اللّه سبحانه دينا تاما فقصر الرسول على تبليغه و أدائه و اللّه سبحانه يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (و فيه تبيان لكل شيء). و ذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا. و أنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه (وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) و الاخبار في هذا المعنى عنه (ص) و عن ذريته المعصومين (ع) أكثر من أن تحصى و انما أمعنت في التطويل و أكثرت من القال و القيل في هذا الباب لما رأيت أبناء زماننا بل أكثر الناس في بيداء غفلتهم عن سبيل الرشد خياري و في شراب تقليد المشهور و متابعة الجمهور سكارى بل مزجت من خمر العصبية كؤوسهم فلا
الشهاب الثاقب في وجوب صلاة الجمعة العيني، ص: 94
يرفعون الى ناصح رؤوسهم فأردت بهذا الإظهار و الإجهار و تبين الحق بالتذكير و التذكار بردهم الى جادة الهدى و تشريكهم معي في الاهتداء قال اللّه عز و جل (وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) مع أني ما ذكرت الا قليلا من كثير و ما أوردت إلا قطرة من عباب و غدير و ليس غرضي من ذلك الطعن في الفقهاء و الوقيعة في أجله الفضلاء حاشاي حاشاي فإن لي من نفسي و عيوبها شغل شاغل عن ذلك و عن نحو هذا التأليف و الوقوع بسببه في المهالك و اللّه يشهد لي و كفى باللّه شهيدا.
لقد أسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
وقال المحدث الكاشاني في كتابه (قرة العيون) :
ومن فضل الله علينا ولطفه بنا وله الحمد أضعاف ما حمده الحامدون أن جعل لنا إماما بعد إمام ظاهرا فينا ، وإن كان مستورا من أعدائنا إلى أن انقضى من الهجرة النبوية مأتان وستون سنة ثم جعل الأخير بعد غيبته سفراء إلى قريب من تمام ثلاثمأة وثلاثين سنة .
وكان أصحابنا في هذه المدة المديدة يأخذون العلوم الدينية ظاهرها وباطنها من معدنها بقدر قابليتهم ورتبتهم ومنزلتهم على اطمينان من قلوبهم وانشراح من صدروهم ، فأغناهم الله بذلك عن تقليد من لا يجوز تقليده ، ونجاهم به من حيرة الحيران .
وبعد انقضاء هذه المدة كانوا يرجعون إلى الاصول المأخوذة عنهم المشتملة على أكثر ما يحتاج إليه الناس حتى شذ مسألة لا يكون فيها حكم جزئي أو كلي عنهم عليهم السلام وفق له من وفق ولله الحمد .
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال المحدث الكاشاني في كتابه :
الشهاب الثاقب في وجوب صلاة الجمعة العيني، ص: 31
.. ان قدماء فقهائنا قدس اللّه أسرارهم كانوا لا يتمسكون إلا بكتاب اللّه سبحانه و سنة رسوله (ص) و كلام عترته المعصومين صلوات اللّه عليهم و لا يسلكون الا على منهاج أصحاب الأئمة و حواريهم و كانوا لا يستندون في الدين على ارائهم و لا يعتبرون الأصول الفقهية المنسوبة إلى العامة أصلا و لا يستعملون ما تشتمل عليه تلك الأصول من المصطلحات المحدثة بعد النبي (ص) كالإجماع و الاجتهاد و القياس و الاستحسان و غير ذلك
.....
(وقال متحدثاً عن أهل الرأي والاجتهاد) :
أقول و السبب الأصلي في وقوع هؤلاء في الورطات ليس الا انهم نشأوا في بلاد المخالفين و بين أظهرهم في بلاد التقية و سمعوا منهم كلمات عقلية استحسنوها و أوقعت في نفوسهم محلا و مزجوا قليلا قليلا بينها و بين النصوص المعصومية و أخذوا في الاستنباطات الظنية من المتشابهات و من قوانين وضعوها و قواعد أخذوا أكثرها من كتب العامة و أصولهم تشحيذا للأذهان و ترويحا للأفكار و لأمور أخر لعل اللّه يعذرهم فيها فاتسعت بينهم دائرة الخلاف في الآراء و وسع لهم ميدان الأفكار و الأهواء و يسر لهم بسبب ذلك الدخول في عدة أمور ورد النهي عنها بخصوصها في الشرع في
الشهاب الثاقب في وجوب صلاة الجمعة العيني، ص: 93
ألفاظ لا تحصى من حيث لا يشعرون منها القول بالإجماع كما عرفت. و منها القول بالاجتهاد و الرأي في الشرائع كما تقوله العامة مع تعسر ضبط ذلك و تعسر المعرفة بأبه و منها اتباع الظن و التعويل عليه في الحكم و الفتوى. و منها موت القول بموت قائله الى غير ذلك من الأمور المخالفة لأصول الإمامية المتواترة عن أهل البيت عليهم السلام كما بيناه في كتابنا المسمى بالأصول الأصلية. و يكفيك في ذم طريقتهم و فسادها حديث واحد أورده السيد رضي الدين قدس سره في كتاب نهج البلاغة عن مولانا أمير المؤمنين (ع) (قال ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلك عند إمامهم الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا و الههم واحد و كتابهم واحد و نبيهم واحد أ فأمرهم اللّه سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه. أم أنزل اللّه سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا و عليه ان يرضى. أم أنزل اللّه سبحانه دينا تاما فقصر الرسول على تبليغه و أدائه و اللّه سبحانه يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (و فيه تبيان لكل شيء). و ذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا. و أنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه (وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) و الاخبار في هذا المعنى عنه (ص) و عن ذريته المعصومين (ع) أكثر من أن تحصى و انما أمعنت في التطويل و أكثرت من القال و القيل في هذا الباب لما رأيت أبناء زماننا بل أكثر الناس في بيداء غفلتهم عن سبيل الرشد خياري و في شراب تقليد المشهور و متابعة الجمهور سكارى بل مزجت من خمر العصبية كؤوسهم فلا
الشهاب الثاقب في وجوب صلاة الجمعة العيني، ص: 94
يرفعون الى ناصح رؤوسهم فأردت بهذا الإظهار و الإجهار و تبين الحق بالتذكير و التذكار بردهم الى جادة الهدى و تشريكهم معي في الاهتداء قال اللّه عز و جل (وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) مع أني ما ذكرت الا قليلا من كثير و ما أوردت إلا قطرة من عباب و غدير و ليس غرضي من ذلك الطعن في الفقهاء و الوقيعة في أجله الفضلاء حاشاي حاشاي فإن لي من نفسي و عيوبها شغل شاغل عن ذلك و عن نحو هذا التأليف و الوقوع بسببه في المهالك و اللّه يشهد لي و كفى باللّه شهيدا.
لقد أسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
وقال المحدث الكاشاني في كتابه (قرة العيون) :
ومن فضل الله علينا ولطفه بنا وله الحمد أضعاف ما حمده الحامدون أن جعل لنا إماما بعد إمام ظاهرا فينا ، وإن كان مستورا من أعدائنا إلى أن انقضى من الهجرة النبوية مأتان وستون سنة ثم جعل الأخير بعد غيبته سفراء إلى قريب من تمام ثلاثمأة وثلاثين سنة .
وكان أصحابنا في هذه المدة المديدة يأخذون العلوم الدينية ظاهرها وباطنها من معدنها بقدر قابليتهم ورتبتهم ومنزلتهم على اطمينان من قلوبهم وانشراح من صدروهم ، فأغناهم الله بذلك عن تقليد من لا يجوز تقليده ، ونجاهم به من حيرة الحيران .
وبعد انقضاء هذه المدة كانوا يرجعون إلى الاصول المأخوذة عنهم المشتملة على أكثر ما يحتاج إليه الناس حتى شذ مسألة لا يكون فيها حكم جزئي أو كلي عنهم عليهم السلام وفق له من وفق ولله الحمد .