* مما ورد على لسان أهل الإنصاف
ـ لا سبيل فيما يجب علمه من الأحكام الشرعية ، سواء كانت تتعلق بأصول الدين أم تتعلق بفروعه إلا بالسماع عن الأئمة الأطهار ، وأنه لا يحق استنباط الأحكام العملية من ظواهر كتاب الله ولا من ظواهر السنة ما لم يعلم تفسيرها من جهة أهل الذكر ، وهم الأئمة ( ع ) بل يجب التوقف والاحتياط ، وأن المجتهد في الأحكام إن أخطأ كذب على الله فعليه الإثم ، وإن أصاب لا يؤخذ عنه ـ
ـ مقدمه شرح ديوان الشريف المرتضى لرشيد الصفار ص72 ـ
ويقول الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق الناضرة :
( لا ريب أن الأحكام الفقهية من عبادات وغيرها كلها توقيفية تحتاج إلى السماع من حافظ ، ولهذا قد استفاضت الأخبار ، كما في المقدمة الثالثة . بالنهي عن القول في الأحكام الشرعية بغير سماع منهم ( عليهم السلام ) وعلم صادر عنهم ( ع ) ووجوب التوقف والاحتياط مع عدم تيسر طريق العلم ووجوب الرد إليهم في جملة منها ، وما ذاك إلا لقصور العقل المذكور عن الإطلاع على أغوارها وإحجامه عن التلجج في لجج بحارها ، بل لو تم للعقل الاستقلال بذلك لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب .
ثم ذكر أخبار كثيرة في ذلك .. ثم قال :
إلى غير ذلك من الأخبار ـ المتواترة ـ معنى ، الدالة على كون الشريعة توقيفية لا مدخل للعقل في استنباط شيء من أحكامها بوجه .. نعم عليه القبول والانقياد والتسليم لما يراد إلا في الأمور البديهية كقولهم : الواحد نصف الإثنين ، فلا ريب في صحة العمل به ـ أ هـ ـ
ويستمر السيل المتدفق من الحجج والبراهين
ـ ورد في حديث المناظرة في مجلس المأمون عن ليلة القدر ، ومما قاله الإمام الرضا ( ع ) :
" .. يا سليمان إن علياً ( ع ) كان يقول : العلم علمان : فعلم علمه الله ملائكته ورسله ، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد من خلقه يقوم منه ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء .. "
ـ بحار الأنوار ج1 ص331 ـ
عن الإمام الباقر ( ع ) قال :
" كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل "
" ونحن فيما بينكم وبين الله "
يقول صاحب البحار
( أي نحن الوسائط في العلم وسائر الكمالات بينكم وبين الله فلا تسألوا عن غيرنا)
عن زيد الشحام عن أبي جعفر ( ع ) في قول الله عز وجل : " فلينظر الإنسان إلى طعامه قال : قلت : ما طعامه ؟ قال ( ع ) علمه الذي يأخذه ممن يأخذه "
ـ بحار النوار ج2 باب 14 ـ
يقول العلامة المجلسي
ـ قد تقدمت الأخبار المستفيضة في كتاب العلم في أن النبي ( ص ) والأئمة ( ع ) لا يتكلمون إلا بالوحي ولا يحكمون في شيء من الأحكام بالظن والرأي والاجتهاد والقياس
ـ ج17 ص 155 ـ
عن أبي جعفر ( ع ) قال :
" كان علي ( ع ) إذا ورد عليه أمر مانزل به كتاب ولا سنة قال برجم فأصاب ، وهي المعضلات "
جاء في الشرح
ـ المراد أن له طريقاً من العلم إليه ، وليس كما يظن أي بالطرق العادية ، فهو إلقاء في الفهم وقذف في القلب معاً من غير طريق الفهم العادي ـ
وعنه عليه السلام أيضاً
" كان على ( ع ) يعمل بكتاب الله وسنة نبيه فإذا ورد عليه الشيء الحادث الذي ليس في الكتاب ولا في السنة ألهمة الله الحق فيه إلهاماً ، وذلك والله من المعضلات "
ـ بحار الأنوار ج26 ص54 ـ
وعن الإمام الصادق ( ع ) :
" .. أن أمير المؤمنين ( ع ) إذا وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب الله تلقاه به روح القدس "
ـ بحار الأنوار ج35 ص156 ، بصائر الدرجات133 ـ
يقول أمير المؤمنين ( ع ) عن الأئمة ( ع ) :
" .. وهم ولاة أمر الدين الذين قال الله فيهم " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وقال فيهم: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل :
ما ذلك الأمر ؟ قال ( ع ) الذي تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم "
ـ الطبرس في الاحتجاج ـ
ـ أقول ـ
فهل الفقيه الغير معصوم من أولي الأمر ، وتتنزل عليه ملائكة السماء ، ومن أصحاب ليله القدر وما ينزل فيها ، حتى يستطيع أن يصبح من : " الذين يستنبطونه منهم " ؟ !!
البرهان الساطع في علم أحكام المستجدات والنوازل
ـ عن ضريس الكناس قال : سمعت أبا جعفر ( ع ) وعنده أناس من أصحابه وهم حوله :
" إني لأعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ، ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ، ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون الله افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفي عليهم أخبار السماوات و الأرض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم .. "
بيان العلامة المجلسي
( .. ثم يخفي : ثم للتراخي الرتبي ، ومواد العلم : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه مما ينزل عليهم في ليلة القدر وغيره ، والمادة : الزيادة المتصلة ، فيما يرد عليهم ، أي من القضايا وما يسألون عنه من الأخبار ، وقوام دينهم ، كما يكون في الأحكام لذلك يكون في الأخبار بالحوادث ، فإنه يصير سبباً لزيادة يقينهم فيهم ) .
ـ البحار ج26 ص149 ـ
وقد سبق أن أوردنا بيان وشرح صاحب بيان الأئمة ( ع ) في أمر ليلة القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل كل يوم وساعة منه :
ـ بل ينزل على الإمام ( ع ) ما يحدث كل يوم من الحوادث ، والوقائع ، والأمور وأحكامها
وهذا من علم الله الخاص ، والعلم المكنون العجيب المخزون ، المختص بالإمام ( ع ) لا يمنحه أحد ، وذلك العلم الذي يزود به كل يوم ، مثل ما ينزل عليه في ليلة القدر من الأوامر والنواهي والحوادث والوقائع ـ
( هذا البيان يكتب بماء الذهب )
ولنا وقفة
مع الشيخ الجليل العالي المقام
حينما قال آنفاً : لو تم للعقل الاستقلال بالقول في الأحكام الشرعية بغير سماع منهم ( عليهم السلام ) لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب ، وهذا حادث ومن بعد رحيل النبوة وحتى يومنا هذا ( وبدايات ونهايات ) ( ورموز وتاريخ ) ( وأتباع ومناصرون )
وقد وصفنا هذا العمل الخطير من جانب أهل الرأي والاجتهاد ، وعلم الأصول وقواعده ، واستنباط الفتاوى والأحكام منه خصوصاً أحكام الحوادث والوقائع والمستجدات وما يبتلي به الناس خلال عصور الغيبة والاغتراب بأنه : فتنة القرون .. وتحجر العقول ، وتشريع وحاكمية البشر ، مقابل تشريع وحاكميه الخالق سبحانه وتعالى .. شر فتنه تحت أديم السماء فلا غرابة لما توصل إليه الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق وما توصلنا إليه من خلال البرهان الساطع في علم أحكام المستجدات والنوازل ، فهو حق واحد لا يتعدد ولا يختلف
*************
و ماذا بعد ؟!
ماذا بعد ذلك سيقول لنا اتباع الرأي والاجتهاد أو أصحاب علم الأصول والاستنباطات وعلى أي جهة كانوا ؟!!
لاشك أن ما أوردناه للآن ومن مشكاة العصمة والنور سيثير حفيظتهم _ وقد حدث منهم قبل ذلك _ ويسرعون في القول ويطالبوننا قائلين : إذا ماذا نفعل فيما ينزل بنا من نوازل وبلايا منذ أن غاب عنا صاحب الأمر والزمان ( ع ) ... ماذا نفعل مع ما يستجد لنا من أمور وما يحيطنا ويلحق بنا رغماً عنا ، وماذا وماذا ... وكأني ليس مثلهم في الابتلاء بجميع ما ذكروه وما لم يذكروه ... وكأنهم ليسوا أتباعاً لأهل البيت( ع ) ولا يستضيئون بنورهم ، ولا يرجعوا إليهم فيما يلحق بهم من ملمات كما أمروهم عليهم السلام ليعلموا بالمخرج والنجاة ... وكان الأجدر بهم إن كانوا صادقين بالقول بولايتهم لأهل البيت ( ع ) ، ويؤمنون بأمرهم حقاً أن يراجعوا أنفسهم ألف ألف مرة قبل أن يوجهوا لي مثل ذلك ، ويطالبوني بالحل فيه ، أن يثبتوا لأنفسهم أولاً صدق ما يعتقدونه ويقولونه من جعل أهل البيت ( ع ) أئمة لهم في الدين والدنيا ويتولونهم بحق ، وأن طاعتهم مفترضة عليهم كطاعة الله عز وجل ، فيرجعوا إليهم ويستضيئوا بنورهم ، ويفزعوا إليهم في مثل هذه الملمات ويهتدوا بعلومهم ويحددوا لأنفسهم المخرج والنجاة ...
ـ ولأني بحمد الله تعالى ممن كتب له النجاة من فتنة القرون ، ورزقني الله عز وجل الاهتداء لأئمتي عليهم السلام في مثل هذه الأمور بل في جميع أمور ديني ودنياي ومحياي ومسعاي ... سأشير فقط ومجرد إشارة عابرة لما توصلت إليه عنهم عليهم السلام ، وبعد ذلك فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء غير ذلك فهو حر في اختياره ومصيره ، ولا يلقي بعد ذلك باللوم على غيره .
المدخل
ونبدأ من قول أمير المؤمنين ( ع ) ، عن الإمام المهدي ( ع ) :
" يكون لغيبته حيرة يضل فيها أقوام ، ويهتدي آخرون أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة " .
فماذا يفعل طالب الحق والنجاة خلال هذه الحيرة ؟
يقول أمير المؤمنين ( ع ) :
" ينظر إلى ما أوجب الله من حق فيتولاه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حميماً قريباً " .
_ اقتباس من محادثة بين أمير المؤمنين ( ع ) والخضر ( ع ) _
_ بيان الأئمة ( ع ) ج1 ص57 _
" إياك والتلون في الدين "
_ من حديث لرسول الله ( ص ) _
في حديث للإمام الصادق ( ع ) :
" إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل ثواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ، ولن يدعه كثير من أهل هذا العالم " .
_ البرهان في تفسير القرآن ج2 ص168 ، البحار ج1 ص150 _
وعنه عليه السلام أيضاً :
" .... ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت أعلام الحق قد رست ... واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل ، فكن مترقباً ، واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه " .
_ روضة الكافي _
العلم أولاً بحقيقة وضع الإسلام الاستثنائي خلال عصور الغيبة
ومعرفة مساحة وحدود أحكامه وتعاليمه المسموح والمأمور بها خلال عصور الغيبة ، والعلم بما هو مطلوب أن يكون عليه المؤمن خلال هذه العصور ، وتحديد موقفه الشرعي مما يستجد من وقائع وأحداث وأوضاع ومما يبتلى به من نوازل وابتلاءات لم يرد فيها أحكام وتعاليم عن الأئمة عليهم السلام .
أولاً : العلم بحقيقة وضع الإسلام الاستثنائي خلال عصور الغيبة
نورد من روايات هذا القسم ثلاثة بترتيب ما يجري على الإسلام ونستخلص النتائج فقط .
* الرواية الأولى _ وهي قول أمير المؤمنين ( ع ) :
" المهدي مغترب إذا أغترب الإسلام ، وضرب بعسيب ذنبه ، والصق الأرض بجرانه " .
( أي عندما يذهب الإسلام للغيبة يذهب معه الإسلام ، ويغترب معه بليلة القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل في كل يوم وليلة ، ولا يبقى منه في واقع الناس إلا ما تم صدوره من أحكام وتعاليم عن الأئمة ( ع ) وهي غير قابلة للزيادة بل قد يفقد معظمها وهذا ما حدث ) .
* الرواية الثانية _ وهي قول الإمام الباقر ( ع ) :
" كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ، ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت " .
( أي أن الإسلام يظل مولياً ومفتقداً خلال عصور الغيبة إلى أن يقدم الإمام المهدي ( ع ) بإظهاره وأعادته من جديد ، وإحيائه بعد مواته ) .
.
ـ لا سبيل فيما يجب علمه من الأحكام الشرعية ، سواء كانت تتعلق بأصول الدين أم تتعلق بفروعه إلا بالسماع عن الأئمة الأطهار ، وأنه لا يحق استنباط الأحكام العملية من ظواهر كتاب الله ولا من ظواهر السنة ما لم يعلم تفسيرها من جهة أهل الذكر ، وهم الأئمة ( ع ) بل يجب التوقف والاحتياط ، وأن المجتهد في الأحكام إن أخطأ كذب على الله فعليه الإثم ، وإن أصاب لا يؤخذ عنه ـ
ـ مقدمه شرح ديوان الشريف المرتضى لرشيد الصفار ص72 ـ
ويقول الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق الناضرة :
( لا ريب أن الأحكام الفقهية من عبادات وغيرها كلها توقيفية تحتاج إلى السماع من حافظ ، ولهذا قد استفاضت الأخبار ، كما في المقدمة الثالثة . بالنهي عن القول في الأحكام الشرعية بغير سماع منهم ( عليهم السلام ) وعلم صادر عنهم ( ع ) ووجوب التوقف والاحتياط مع عدم تيسر طريق العلم ووجوب الرد إليهم في جملة منها ، وما ذاك إلا لقصور العقل المذكور عن الإطلاع على أغوارها وإحجامه عن التلجج في لجج بحارها ، بل لو تم للعقل الاستقلال بذلك لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب .
ثم ذكر أخبار كثيرة في ذلك .. ثم قال :
إلى غير ذلك من الأخبار ـ المتواترة ـ معنى ، الدالة على كون الشريعة توقيفية لا مدخل للعقل في استنباط شيء من أحكامها بوجه .. نعم عليه القبول والانقياد والتسليم لما يراد إلا في الأمور البديهية كقولهم : الواحد نصف الإثنين ، فلا ريب في صحة العمل به ـ أ هـ ـ
ويستمر السيل المتدفق من الحجج والبراهين
ـ ورد في حديث المناظرة في مجلس المأمون عن ليلة القدر ، ومما قاله الإمام الرضا ( ع ) :
" .. يا سليمان إن علياً ( ع ) كان يقول : العلم علمان : فعلم علمه الله ملائكته ورسله ، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد من خلقه يقوم منه ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء .. "
ـ بحار الأنوار ج1 ص331 ـ
عن الإمام الباقر ( ع ) قال :
" كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل "
" ونحن فيما بينكم وبين الله "
يقول صاحب البحار
( أي نحن الوسائط في العلم وسائر الكمالات بينكم وبين الله فلا تسألوا عن غيرنا)
عن زيد الشحام عن أبي جعفر ( ع ) في قول الله عز وجل : " فلينظر الإنسان إلى طعامه قال : قلت : ما طعامه ؟ قال ( ع ) علمه الذي يأخذه ممن يأخذه "
ـ بحار النوار ج2 باب 14 ـ
يقول العلامة المجلسي
ـ قد تقدمت الأخبار المستفيضة في كتاب العلم في أن النبي ( ص ) والأئمة ( ع ) لا يتكلمون إلا بالوحي ولا يحكمون في شيء من الأحكام بالظن والرأي والاجتهاد والقياس
ـ ج17 ص 155 ـ
عن أبي جعفر ( ع ) قال :
" كان علي ( ع ) إذا ورد عليه أمر مانزل به كتاب ولا سنة قال برجم فأصاب ، وهي المعضلات "
جاء في الشرح
ـ المراد أن له طريقاً من العلم إليه ، وليس كما يظن أي بالطرق العادية ، فهو إلقاء في الفهم وقذف في القلب معاً من غير طريق الفهم العادي ـ
وعنه عليه السلام أيضاً
" كان على ( ع ) يعمل بكتاب الله وسنة نبيه فإذا ورد عليه الشيء الحادث الذي ليس في الكتاب ولا في السنة ألهمة الله الحق فيه إلهاماً ، وذلك والله من المعضلات "
ـ بحار الأنوار ج26 ص54 ـ
وعن الإمام الصادق ( ع ) :
" .. أن أمير المؤمنين ( ع ) إذا وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب الله تلقاه به روح القدس "
ـ بحار الأنوار ج35 ص156 ، بصائر الدرجات133 ـ
يقول أمير المؤمنين ( ع ) عن الأئمة ( ع ) :
" .. وهم ولاة أمر الدين الذين قال الله فيهم " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وقال فيهم: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل :
ما ذلك الأمر ؟ قال ( ع ) الذي تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم "
ـ الطبرس في الاحتجاج ـ
ـ أقول ـ
فهل الفقيه الغير معصوم من أولي الأمر ، وتتنزل عليه ملائكة السماء ، ومن أصحاب ليله القدر وما ينزل فيها ، حتى يستطيع أن يصبح من : " الذين يستنبطونه منهم " ؟ !!
البرهان الساطع في علم أحكام المستجدات والنوازل
ـ عن ضريس الكناس قال : سمعت أبا جعفر ( ع ) وعنده أناس من أصحابه وهم حوله :
" إني لأعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ، ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ، ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون الله افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفي عليهم أخبار السماوات و الأرض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم .. "
بيان العلامة المجلسي
( .. ثم يخفي : ثم للتراخي الرتبي ، ومواد العلم : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه مما ينزل عليهم في ليلة القدر وغيره ، والمادة : الزيادة المتصلة ، فيما يرد عليهم ، أي من القضايا وما يسألون عنه من الأخبار ، وقوام دينهم ، كما يكون في الأحكام لذلك يكون في الأخبار بالحوادث ، فإنه يصير سبباً لزيادة يقينهم فيهم ) .
ـ البحار ج26 ص149 ـ
وقد سبق أن أوردنا بيان وشرح صاحب بيان الأئمة ( ع ) في أمر ليلة القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل كل يوم وساعة منه :
ـ بل ينزل على الإمام ( ع ) ما يحدث كل يوم من الحوادث ، والوقائع ، والأمور وأحكامها
وهذا من علم الله الخاص ، والعلم المكنون العجيب المخزون ، المختص بالإمام ( ع ) لا يمنحه أحد ، وذلك العلم الذي يزود به كل يوم ، مثل ما ينزل عليه في ليلة القدر من الأوامر والنواهي والحوادث والوقائع ـ
( هذا البيان يكتب بماء الذهب )
ولنا وقفة
مع الشيخ الجليل العالي المقام
حينما قال آنفاً : لو تم للعقل الاستقلال بالقول في الأحكام الشرعية بغير سماع منهم ( عليهم السلام ) لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب ، وهذا حادث ومن بعد رحيل النبوة وحتى يومنا هذا ( وبدايات ونهايات ) ( ورموز وتاريخ ) ( وأتباع ومناصرون )
وقد وصفنا هذا العمل الخطير من جانب أهل الرأي والاجتهاد ، وعلم الأصول وقواعده ، واستنباط الفتاوى والأحكام منه خصوصاً أحكام الحوادث والوقائع والمستجدات وما يبتلي به الناس خلال عصور الغيبة والاغتراب بأنه : فتنة القرون .. وتحجر العقول ، وتشريع وحاكمية البشر ، مقابل تشريع وحاكميه الخالق سبحانه وتعالى .. شر فتنه تحت أديم السماء فلا غرابة لما توصل إليه الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق وما توصلنا إليه من خلال البرهان الساطع في علم أحكام المستجدات والنوازل ، فهو حق واحد لا يتعدد ولا يختلف
*************
و ماذا بعد ؟!
ماذا بعد ذلك سيقول لنا اتباع الرأي والاجتهاد أو أصحاب علم الأصول والاستنباطات وعلى أي جهة كانوا ؟!!
لاشك أن ما أوردناه للآن ومن مشكاة العصمة والنور سيثير حفيظتهم _ وقد حدث منهم قبل ذلك _ ويسرعون في القول ويطالبوننا قائلين : إذا ماذا نفعل فيما ينزل بنا من نوازل وبلايا منذ أن غاب عنا صاحب الأمر والزمان ( ع ) ... ماذا نفعل مع ما يستجد لنا من أمور وما يحيطنا ويلحق بنا رغماً عنا ، وماذا وماذا ... وكأني ليس مثلهم في الابتلاء بجميع ما ذكروه وما لم يذكروه ... وكأنهم ليسوا أتباعاً لأهل البيت( ع ) ولا يستضيئون بنورهم ، ولا يرجعوا إليهم فيما يلحق بهم من ملمات كما أمروهم عليهم السلام ليعلموا بالمخرج والنجاة ... وكان الأجدر بهم إن كانوا صادقين بالقول بولايتهم لأهل البيت ( ع ) ، ويؤمنون بأمرهم حقاً أن يراجعوا أنفسهم ألف ألف مرة قبل أن يوجهوا لي مثل ذلك ، ويطالبوني بالحل فيه ، أن يثبتوا لأنفسهم أولاً صدق ما يعتقدونه ويقولونه من جعل أهل البيت ( ع ) أئمة لهم في الدين والدنيا ويتولونهم بحق ، وأن طاعتهم مفترضة عليهم كطاعة الله عز وجل ، فيرجعوا إليهم ويستضيئوا بنورهم ، ويفزعوا إليهم في مثل هذه الملمات ويهتدوا بعلومهم ويحددوا لأنفسهم المخرج والنجاة ...
ـ ولأني بحمد الله تعالى ممن كتب له النجاة من فتنة القرون ، ورزقني الله عز وجل الاهتداء لأئمتي عليهم السلام في مثل هذه الأمور بل في جميع أمور ديني ودنياي ومحياي ومسعاي ... سأشير فقط ومجرد إشارة عابرة لما توصلت إليه عنهم عليهم السلام ، وبعد ذلك فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء غير ذلك فهو حر في اختياره ومصيره ، ولا يلقي بعد ذلك باللوم على غيره .
المدخل
ونبدأ من قول أمير المؤمنين ( ع ) ، عن الإمام المهدي ( ع ) :
" يكون لغيبته حيرة يضل فيها أقوام ، ويهتدي آخرون أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة " .
فماذا يفعل طالب الحق والنجاة خلال هذه الحيرة ؟
يقول أمير المؤمنين ( ع ) :
" ينظر إلى ما أوجب الله من حق فيتولاه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حميماً قريباً " .
_ اقتباس من محادثة بين أمير المؤمنين ( ع ) والخضر ( ع ) _
_ بيان الأئمة ( ع ) ج1 ص57 _
" إياك والتلون في الدين "
_ من حديث لرسول الله ( ص ) _
في حديث للإمام الصادق ( ع ) :
" إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل ثواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ، ولن يدعه كثير من أهل هذا العالم " .
_ البرهان في تفسير القرآن ج2 ص168 ، البحار ج1 ص150 _
وعنه عليه السلام أيضاً :
" .... ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت أعلام الحق قد رست ... واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل ، فكن مترقباً ، واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه " .
_ روضة الكافي _
العلم أولاً بحقيقة وضع الإسلام الاستثنائي خلال عصور الغيبة
ومعرفة مساحة وحدود أحكامه وتعاليمه المسموح والمأمور بها خلال عصور الغيبة ، والعلم بما هو مطلوب أن يكون عليه المؤمن خلال هذه العصور ، وتحديد موقفه الشرعي مما يستجد من وقائع وأحداث وأوضاع ومما يبتلى به من نوازل وابتلاءات لم يرد فيها أحكام وتعاليم عن الأئمة عليهم السلام .
أولاً : العلم بحقيقة وضع الإسلام الاستثنائي خلال عصور الغيبة
نورد من روايات هذا القسم ثلاثة بترتيب ما يجري على الإسلام ونستخلص النتائج فقط .
* الرواية الأولى _ وهي قول أمير المؤمنين ( ع ) :
" المهدي مغترب إذا أغترب الإسلام ، وضرب بعسيب ذنبه ، والصق الأرض بجرانه " .
( أي عندما يذهب الإسلام للغيبة يذهب معه الإسلام ، ويغترب معه بليلة القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل في كل يوم وليلة ، ولا يبقى منه في واقع الناس إلا ما تم صدوره من أحكام وتعاليم عن الأئمة ( ع ) وهي غير قابلة للزيادة بل قد يفقد معظمها وهذا ما حدث ) .
* الرواية الثانية _ وهي قول الإمام الباقر ( ع ) :
" كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ، ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت " .
( أي أن الإسلام يظل مولياً ومفتقداً خلال عصور الغيبة إلى أن يقدم الإمام المهدي ( ع ) بإظهاره وأعادته من جديد ، وإحيائه بعد مواته ) .
.
تعليق