إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في الأستدلال بالروايات المعصومية على إنحصار مصادر التشريع في الكتابِ والسنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في الأستدلال بالروايات المعصومية على إنحصار مصادر التشريع في الكتابِ والسنة


    بسم الله الرحمن الرحيم ؛ والحمد لله رب العالمين ؛ وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    هناك روايات كثيرة تبّين انحصار مصادر التشريع في الكتاب والسنة فقط خلافا لما ذهب إليه الأصوليين في تربيع المصادر والأدلة بإضافة مصدرين آخرين هما العقل والإجماع .

    1/ الحديث الذي استفاض بين الفريقين شيعة وسنة ؛ وهو حديث الثقلين : ومن ألفاظه ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا (ع) بسنده عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال : (( سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنِّى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي من العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه )) .
    2/ نقل النوري في مستدرك الوسائل عن كتاب درست بن أبي منصور : عن أبِي المغرا ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : (( قلت : جعلت فداك ، إن أناساً من أصحابك قد لقوا أباك وجدك ، وقد سمعوا منهما الحديث ، وقد يرد عليهم الشيء ليس عندهم فيه شيء ، وعندهم ما يشبهه ؛ فيقيسوا على أحسنه ؟ قال : فقال : ما لكم والقياس ؟ إنما هلك من هلك بالقياس . قال : قلت : أصلحك الله ؛ ولم ذاك ؟ قال : لأنه ليس من شيء إلا وقد جرى به كتاب وسنة ، وإنما ذاك شيء إليكم إذا ورد عليكم أن تقولوا . قال : فقال : إنه ليس من شيء إلا وقد جرى به كتاب وسنة ، ثم قال : إن الله قد جعل لكل شيء حداً ، ولمن تعدى الحد حداً )) .
    3/ روى الكليني في الكافي عن محمد بن أبِي عبد الله رفعه ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : (( قلت لأبِي الحسن الأول : بما أوحد الله ؟ فقال : يا يونس ، لا تكونن مبتدعاً ، من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبيه ـ ص ـ ضل ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه ـ ص ـ كفر )) .
    4/ روى البرقي في المحاسن بسنده عن أبي بصير قال : (( قلت لأبِي عبد الله ـ عليه السلام ـ : (( يرد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة ؛ فننظر فيها ؟ فقال : لا ، أما إنك إن أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت على الله )) .
    5/ في المحاسن روى بسنده عن محمد بن حكيم من حديث جاء فيه : (( فقال أبو الحسن عليه السلام : إذا جاءكم ما تعلمون ؛ فقولوا ، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها ( ووضع يده على فمه ) ؛ فقلت : ولم ذاك ؟ قال : لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أتى الناس بما اكتفوا به على عهده ؛ وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة )) .
    6/ وروى الشيخ المفيد في الاختصاص بسنده عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن الأول ـ عليه السلام ـ قال : قلت : (( أ كل شيء في كتاب الله وسنته أم تقولون فيه ؟ فقال : بل كل شيء في كتاب الله وسنته )) .
    7/ وفي الاختصاص أيضاً عنه بسنده عن سعيد بن عبد الله الأعرج قال : (( قلت لأبِي عبد الله ـ عليه السلام ـ : إن من عندنا ممن يتفقه يقولون : يرد علينا ما لا نعـرفه في الكتاب والسنة ؛ فنقول فيه برأينا . فقال : كذبوا ليس شيء إلا وقد جاء في الكتاب ؛وجاءت فيه السنة ))
    ورواه الصفار بسنده في بصائر الدرجات .
    8/ وفي الاختصاص أيضاً بسنده عن سماعة ، عن العبد الصالح قال : (( سألته فقلت : إن أناسا " من أصحابنا قد لقوا أباك وجدك وسمعوا منهما الحديث فربما كان شيء يبتلي به بعض أصحابنا وليس في ذلك عندهم شيء يفتيه وعندهم ما يشبهه ، يسعهم أن يأخذوا بالقياس ؟ فقال : لا إنما هلك من كان قبلكم بالقياس ، فقلت له : لم لا يقبل ذلك ؟ فقال : لأنه ليس من شيء إلا وجاء في الكتاب والسنة )) ، ورواه الصفار في بصائر الدرجات .
    9/ وروى الصفار في بصائر الدرجات بسنده عن عمر بن قيس الماصر ؛ عن أبي جعفر (ع) قال : (( سمعته يقول : إن الله لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه ؛ وبينه لرسوله ، وجعل لكل شيء حدا ، وجعل عليه دليلاً يدل عليه )) .
    ورواه الكليني في الكافي وزاد على ما في البصائر : (( وجعل على من تعدى الحد حداً )) .
    10 / روى الكليني في الكافي بسنده عن عمرو بن قيس قال : (( قال أبو عبد الله عليه السلام : يا عمرو بن قيس أشعرت أن الله عز وجل أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه وجعل له دليلا يدل عليه ، وجعل لكل شيء حدا ولمن جاوز الحد حدا ؟ قال : قلت : أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه وجعل عليه دليلا وجعل لكل شيء حدا؟ قال : نعم ... )) .
    11 / وروى البرقي في المحاسن بسنده عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (ع) من حديث جاء فيه قوله (ع) : (( ما من شيء يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنة عرفها من عرفها ؛ وأنكرها من أنكرها )) .
    12/ وفي البصائر أيضاً روى بسنده عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن ـ عليه السلام ـ قال : (( قلت له : تفقهنا في الدين وروينا وربما ورد علينا رجل قد ابتلى بشيء صغير الذي ما عندنا فيه بعينه شيء وعندنا ما هو يشبهه مثله؛ أفنفتيه بما يشبهه ؟ قال : لا ، ومالكم والقياس في ذلك هلك من هلك بالقياس قال : قلت جعلت فداك ؛ أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بما يكتفون به ؟ قال : أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بما استفتوا [ استغنوا في نسخة ] به في عهده وبما يكتفون به من بعده إلى يوم القيمة . قال : قلت ضاع منه شيء ؟ قال : لا هو عند أهله )) .
    13/ وفي البصائر أيضا بسنده عن سورة بن كليب قال : (( قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ : بأي شيء يفتى الإمام ؟ قال : بالكتاب . قلت : فما لم يكن في الكتاب قال بالسنة قلت فما لم يكن في الكتاب والسنة قال ليس شيء إلا في الكتاب والسنة ؟ قال : فكررت مرة أو اثنين . قال : يسدد ويوفق ؛ فأما ما تظن فلا )) .
    14 / وفي البصائر أيضا بسنده عن ربعي عن خيثم عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( قلت له : يكون شيء لا يكون في الكتاب والسنة ؟ قال : لا . قال : قلت : فإن جاء شيء ؟ قال : لا . حتى أعدت عليه مرارا ؛ فقال : لا يجئ ؛ ثم قال : بإصبعه بتوفيق وتسديد ليس حيث تذهب ؛ ليس حيث تذهب )).
    15/ وفي البصائر أيضاً روى مثله بسنده عن ربعي عن خيثم عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( قلت له يكون شيء لا يكون في الكتاب والسنة ؟ قال : لا . قلت : فان جاء شيء ؟ قال : لا يجيء . فأعدت عليه مرارا ؛ فقال : لا ، يجئ . ثم قال : يا خيثم ، يوفق ويسدد ليس حيث تذهب )) .
    16 / وفي البصائر أيضا بسنده عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : سأله سورة ـ وأنا شاهد ـ ؛ فقال : جعلت فداك ؛ بما يفتى الإمام ؟ قال : بالكتاب . قال : فما لم يكن في الكتاب ؟ قال : بالسنة . قال فما لم يكن في الكتاب والسنة ؟ فقال ليس من شيء إلا في الكتاب والسنة . قال : ثم مكث ساعة ؛ ثم قال : يوفق ويسدد وليس كما تظن )).
    17/ وفي البصائر أيضاً بسنده عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( دخلت عليه بمنى؛ فقلت : جعلت فداك ؛ الإمام بأي شيء يحكم ؟ قال : بالكتاب . قلت : فما ليس في الكتاب ؟ قال : بالسنة . قلت : فما ليس في السنة ولا في الكتاب ؟ قال : فقال بيده قد أعرف الذي تريد ؛ يسدد ويوفق وليس كما تظن )) .
    18 / وفي نهج البلاغة من جمع الشريف الرضي : مما جاء من عهد أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ لمالك الأشتر ـ رضي الله عنه ـ : (( واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب ؛ ويشتبه عليك من الأمور ؛ فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم " ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) ؛ فالرد إلى الله الأخذ بمحكم كتابه ، والرد إلى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة )) .
    19 / وروى المفيد في الاختصاص بسنده عن حريز قال : (( دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بينه وبيني ؛ فقال لي : هذه الكتب كلها في الطلاق واليمين ؛ فأقبل يقلب بيديه . قال : فقلت : نحن نجمع هذا كله في كلمة واحدة في حرف قال : وما هو ؟ قلت : قوله : " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة " فقال لي : فأنت لا تعمل شيئا إلا برواية ؟ قلت : أجل ، فقال لي : ما تقول في مكاتب كانت مكاتبته ألف درهم وأدى تسعمائة وتسعة وتسعين ثم أحدث يعني الزنا كيف تحده ؟ فقلت : عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أن عليا " عليه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر استحقاقه . فقال لي : أما إني أسألك عن مسألة لا يكون عندك فيها شيء ما تقول في جمل أخرج من البحر ؟ فقلت : إن شاء فليكن جملا ؛ وإن شاء فبقرة ، إن كانت عليه فلوس أكلناه وإلا فلا )) . وروى الكشي في رجاله مثله .
    20/ وروى الكليني في الكافي بسنده عن أيوب بن الحر قال : (( سمعت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ يقول : (( كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة )) .

    21/ وروى في الكافي بسنده محمد بن يعقوب بسنده عن حماد ، عن أبي عبد الله ع قال : (( سمعته يقول : ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة )).
    22/ وروى في الكافي بسنده عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال : (( سمعت أبا عبد الله ـ عليه السلام يقول : (( من خالف كتاب الله وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ فقد كفر )) .
    23 / وروى الشيخ في التهذيب والاستبصار بسنده عن الحلبي من حديث عن أبي عبد الله (ع) قال: (( إنا إذا وقفنا بين يدي الله تعالى ؛ قلنا : يا ربنا ؛ أخذنا بكتابك ، وقال الناس : رأينا رأينا ، ويفعل الله بنا وبهم ما أراد )) .
    24 / وروى الكليني في الكافي بسنده عن الحلبي ـ ولفظه قريب من السابق ـ عن أبي عبد الله (ع) قال : (( إنا إذا وقفنا بين يدي الله ـ عز وجل ـ ؛ قلنا : يا ربنا ؛ أخذنا بكتابك وسنة نبيك ، وقال الناس : رأينا برأينا )) .
    25/ وروى في الكافي أيضاً بسنده عن معاوية بن عمار من حديث عن الصادق (ع) جاء فيه قوله : (( إنا إذا لقينا ربنا قلنا يا ربنا عملنا بكتابك وسنة نبيك ، ويقول القوم عملنا برأينا فيجعلنا الله وإياهم حيث يشاء )) .
    ورواه الشيخ عن الكليني في التهذيب والاستبصار.
    26/ وروى الشيخ في التهذيب والاستبصار بسنده عن ليث المرادي من حديث للصادق (ع) قال فيه : (( إنا إذا لقينا ربنا قلنا : ربنا عملنا بكتابك وسنة نبيك ـ صلى الله عليه وآله ـ ، ويقول القوم : عملنا برأينا ؛ فيجعلنا الله وإياهم حيث يشاء ))
    27 / وروى في الكافي بسنده عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام ـ من
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2

    تكملة الروايات/

    حديث قال فيه : ـ بعد أن قال(( من حج فليتمتع ))ـ : (( إنا لا نعدل بكتاب الله ـ عز وجل ـ وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ ))، ورواه الشيخ في التهذيب والاستبصار .
    28 / وروى الشيخ في التهذيب والاستبصار بسنده عن عبد الله بن مسكان عن عبد الخالق حدثه بذلك عن الصادق (ع) أنه قال : (( إن حج فليتمتع ؛ إنا لا نعدل بكتاب الله وسنة نيبه )) .
    29/ وروى الكليني بسنده عن يحيى الحلبي ، عن عمه عبيد الله [ أنه ] قال : سأل رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) وأنا حاضر فقال : إني اعتمرت في الحرم وقدمت الآن متمتعا فسمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : نعم ما صنعت إنا لا نعدل بكتاب الله عز وجل وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فإذا بعثنا ربنا أو وردنا على ربنا قلنا : يا رب أخذنا بكتابك وسنة نبيك ـ صلى الله عليه وآله ـ وقال الناس : رأينا رأينا فصنع الله عز وجل بنا وبهم ما شاء )) .
    30 / وروى الكليني في الكافي بسند يرفعه عن عبد العزيز بن مسلم من حديث عن الرضا (ع) جاء فيه : (( قال : يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ، إن الله ـ عز وجل ـ لم يقبض نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء ، بين فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا ؛ فقال ـ عز وجل ـ : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ؛ وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره ـ صلى الله عليه وآله ـ : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ؛ وأمر الإمامة من تمام الدين ، ولم يمض ـ صلى الله عليه وآله ـ حتى بين لأمته معالم دينهم ، وأوضح لهم سبيلهم ، وتركهم على قصد سبيل الحق ، وأقام لهم عليا ـ عليه السلام ـ علما وإمام وما ترك [ لهم ] شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه ؛ فمن زعم أن الله ـ عز وجل ـ لم يكمل دينه ؛ فقد رد كتاب الله ، ومن رد كتاب الله فهو كافر به )) ورواه الشيخ الصدوق في الأمالي وعيون الأخبار وإكمال الدين.
    31/ وروى في الكافي أيضاً بسنده عن مرازم عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أنزل في القرآن تبيان كل شيء ؛ حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد ، حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن ؛ إلا وقد أنزله الله فيه )) .
    نقول : وقطعاً ذلك لا يتم إذا كان المفسر غير عدل القرآن ؛ وذلك إنما يتم بمن هم القرآن الناطق وترجمانه ؛ وما يأتي يوضح ذلك .
    32/ وروى في الكافي بسنده عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر ـ عليه السلام ـ : (( إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله ، ثم قال في بعض حديثه : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال ؛ فقيل له : يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله ؟ قال : إن الله ـ عز وجل ـ يقول : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) ، وقال : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) ، وقال : ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) )) .
    33/ وروى أيضاً في الكافي بسنده عن المعلى بن خنيس قال : (( قال أبو عبد الله عليه السلام : ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عز وجل ولكن لا تبلغه عقول الرجال )) .
    وفيه رد على من اعتبر العقل مصدراً من مصادر التشريع قبال كتاب الله وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ .
    34- وروى أيضاً في الكافي بسنده عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( قال أمير المؤمنين عليه السلام : أيها الناس إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أرسل إليكم الرسول صلى الله عليه وآله وأنزل إليه الكتاب بالحق وأنتم أميون عن الكتاب ومن أنزله ، وعن الرسول ومن أرسله ، على حين فترة من الرسل ... )) إلى أن قال : (( فجاء هم بنسخة ما في الصحف الأولى ، وتصديق الذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام . ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ، أخبركم عنه ، إن فيه علم ما مضى ، وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتموني عنه لعلمتكم)) .
    35/ وروى في الكافي أيضاً بسنده عن عبد الأعلى بن أعين قال : (( سمعت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ يقول : قد ولدني رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وأنا أعلم كتاب الله ؛ وفيه بدء الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء ، وخبر الأرض ، وخبر الجنة ، وخبر النار ، وخبر ما كان ، و [ خبر ] ما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي ، إن الله يقول فيه تبيان كل شيء).
    36/ وروى في الكافي أيضاً بسنده عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ؛ ونحن نعلمه )) .
    37/ وفي البحار نقلاً عن تفسير القرآن للشيخ النعماني الذي روى بسنده عن إسماعيل بن جابر قال : (( سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ يقول : إن الله ـ تبارك وتعالى ـ بعث محمدا فختم به الأنبياء فلا نبي بعده ، وأنزل عليه كتابا فختم به الكتب ، فلا كتاب بعده ، أحل فيه حلالا ، وحرم حراما ، فحلاله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، فيه شرعكم ، وخبر من قبلكم ، وبعدكم .
    وجعله النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ علما باقيا في أوصيائه ، فتركهم الناس ، وهم الشهداء على أهل كل زمان ، وعدلوا عنهم ، ثم قتلوهم واتبعوا غيرهم ، وأخلصوا لهم الطاعة ، حتى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر ، وطلب علومهم ، قال الله سبحانه : ( فنسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم ) وذلك أنهم ضربوا بعض القرآن ببعض ، واحتجوا بالمنسوخ ؛ وهم يظنون أنه الناسخ ، واحتجوا بالمتشابه ؛ وهم يرون أنه المحكم ، واحتجوا بالخاص ؛ وهم يقدرون أنه العام ، واحتجوا بأول الآية ؛ وتركوا السبب في تأويلها ، ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه ، ولم يعرفوا موارده ومصادره ، إذ لم يأخذوه عن أهله ، فضلوا وأضلوا )) .
    38/ جاء في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا وذكره أيضاً الطبرسي في الاحتجاج ( ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام؛ فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره ؛ فيحكم فيها بخلافه ، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم ؛ فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ، ونبيهم واحد وكتابهم واحد . أ فأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه ؟ ، أم نهاهم عنه فعصوه ؟ ، أم أنزل الله دينا ناقصا ؛ فاستعان بهم على إتمامه ؟ ، أم كانوا شركاء له ؛ فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى ؟ ، أم أنزل الله سبحانه دينا تاما ؛ فقصر الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ عن تبليغه وأدائه ؟ ؛ والله سبحانه يقول : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) فيه تبيان كل شيء ، وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا ؛ وأنه لا اختلاف فيه ؛ فقال سبحانه : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ، وإن القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلا به )) .
    39/ روى البرقي في المحاسن عن أبيه ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ في رسالته إلى أصحاب الرأي والقياس : (( أما بعد : فإنه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقائيس لم ينصف ولم يصب حظه ؛ لأن المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضا من الارتياء والمقائيس ، ومتى ما لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل ؛ لأنا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلم ولو بعد حين ، ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأى من يدعو ؛ وفي ذلك تحير الجاهلون ، وشك المرتابون ، وظن الظانون . ولو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل ، ولم ينه عن الهزل ، ولم يعب الجهل ، ولكن الناس لما سفهوا الحق وغمطوا النعمة ، واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله ، واكتفوا بذلك دون رسله والقوام بأمره ، وقالوا : لا شيء إلا ما أدركته عقولنا وعرفته ألبابنا ؛ فولاهم الله ما تولوا ؛ وأهملهم وخذلهم ؛ حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعملون ، ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم وارتياءهم فيما ادعوا من ذلك ؛ لم يبعث الله إليهم فاصلا لما بينهم ولا زاجرا عن وصفهم و إنما استدللنا أن رضا الله غير ذلك ببعثه الرسل بالأمور القيمة الصحيحة ، والتحذير عن الأمور المشكلة المفسدة ، ثم جعلهم أبوابه وصراطه والأدلاء عليه بأمور محجوبة عن الرأي والقياس ؛ فمن طلب ما عند الله بقياس ورأي لم يزدد من الله إلا بعدا ، ولم يبعث رسولا قط وإن طال عمره قابلا من الناس خلاف ما جاء به ؛ حتى يكون متبوعا مرة و تابعا أخرى ، ولم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا ولا مقياسا ؛ حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله .
    وفي ذلك دليل لكل ذي لب وحجى ؛ أن أصحاب الرأي والقياس مخطئون مدحضون ، وإنما الاختلاف فيما دون الرسل لا في الرسل .
    .
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

    تعليق


    • #3
      فإياك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين إحداهما : القذف بما جاش به صدرك واتباعك لنفسك إلى غير قصد ولا معرفة حد ، والأخرى استغناؤك عما فيه حاجتك وتكذيبك لمن إليه مردك و إياك وترك الحق سآمة وملالة ، وانتجاعك الباطل جهلا وضلالة ؛ لأنا لم نجد تابعا لهواه جائزا عما ذكرنا قط رشيدا ؛ فانظر في ذلك ))
      40/ وروى الكليني في روضة الكافي بسندين الأول عن إسماعيل بن جابر والآخر عن إسماعيل بن مخلد السراج رسالة أبي عبد الله (ع) لأصحابه ؛ ومما جاء فيها قوله (ع) : (( أيتها العصابة المرحومة المفلحة ؛ إن الله أتم لكم ما آتاكم من الخير واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقائيس . قد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء ، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلا ؛ لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقائيس ، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه ، وخصهم به ووضعه عندهم ؛ كرامة من الله أكرمهم بها ، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم وهم الذين من سألهم - وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم - أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى الله بإذنه وإلى جميع سبل الحق ؛ وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمهم الذي أكرمهم الله به وجعله عندهم إلا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة ؛ فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر والذين آتاهم الله علم القرآن ووضعه عندهم وأمر بسؤالهم وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم وآرائهم ومقائيسهم حتى دخلهم الشيطان ؛ لأنهم جعلوا أهل الإيمان في علم القرآن عند الله كافرين ، وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين ؛ وحتى جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراما ، وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا ؛ فذلك أصل ثمرة أهوائهم ، وقد عهد إليهم رسول الله ( صلى عليه وآله ) قبل موته ؛ فقالوا : نحن بعد ما قبض الله ـ عز وجل ـ رسوله يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأى الناس بعدما قبض الله عز وجل رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وبعد عهده الذي عهده إلينا وأمرنا به ؛ مخالفا لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك ؛ وزعم أن ذلك يسعه .
      والله إن لله على خلقه أن يطيعوه ويتبعوا أمره في حياة محمد ( صلى الله عليه وآله ) وبعد موته ، هل يستطيع أولئك أعداء الله أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بقوله ورأيه ومقائيسه ؟ فإن قال : نعم ، فقد كذب على الله وضل ضلالا بعيدا وإن قال : لا ، لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه وهواه ومقائيسه ؛ فقد أقر بالحجة على نفسه ؛ وهو ممن يزعم أن الله يطاع ويتبع أمره بعد قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد قال الله وقوله الحق : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ؛ وسيجزي الله الشاكرين ) ؛ وذلك لتعلموا أن الله يطاع ويتبع أمره في حياة محمد ( صلى الله عليه وآله ) وبعد قبض الله محمدا ( صلى الله عليه وآله ) وكما لم يكن لأحد من الناس مع محمد ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقائيسه خلافا لأمر محمد ( صلى الله عليه وآله ) فكذلك لم يكن لأحد من الناس بعد محمد ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقائيسه )) .
      وجاء فيها أيضا : (( وقال : أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم عليكم بآثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بعده وسنتهم ، فإنه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك ورغب عنه ضل لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم و ولايتهم وقد قال أبونا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المداومة على العمل في إتباع الآثار والسنن وإن قل أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع وإتباع الأهواء ، ألا إن إتباع الأهواء وإتباع البدع بغير هدى من الله ضلال وكل ضلالة بدعة وكل بدعة في النار )) .
      ولو لم يكن من دليل على انحصار مصادر التشريع في الكتاب والسنة وزيف اعتماد الإجماع والعقل والأهواء الاجتهاد وكونها من معتمدات العامة ـ لتأصيل دعائم بيعة من قدموه في مقابل النص الصريح على إمامة أمير المؤمنين (ع) ومن بعده من الأئمة ـ إلا هاتين الرسالتين ؛ لكفى لمن عرف الحق ؛ فعرف أهله لا من عرف الحق بالرجال .

      فماذا بعد يا أهل الاجتهاد في الرأي والقياس العقلي ؟
      وماذا بعد يا أهل البدع والاختراع الفقهي ؟

      هاهم آل النبوة والوحي والرسالة (سلام الله عليهم أجمعين) رسموا لنا منهاج الشريعة وحذَّروا من الاستحسان والقياس والرأي والاجتهاد العقلي
      .
      ألم نعترف بهذهِ البيّنة والأرادة الإلهية المحمدية السمحاء ؟


      اللهم إنا نرغبُ إليك في دولة كريمة تُعز بها الإسلام وأهله وتذلُ بها النِفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادةُ إلى سبيلك وترزقنا فيها كرامة الدنيا والآخرة
      عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

      ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
      .

      تعليق

      يعمل...
      X