بسم الله الرحمن الرحيم ؛ والحمد لله رب العالمين ؛ وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هناك روايات كثيرة تبّين انحصار مصادر التشريع في الكتاب والسنة فقط خلافا لما ذهب إليه الأصوليين في تربيع المصادر والأدلة بإضافة مصدرين آخرين هما العقل والإجماع .
1/ الحديث الذي استفاض بين الفريقين شيعة وسنة ؛ وهو حديث الثقلين : ومن ألفاظه ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا (ع) بسنده عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال : (( سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنِّى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي من العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه )) .
2/ نقل النوري في مستدرك الوسائل عن كتاب درست بن أبي منصور : عن أبِي المغرا ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : (( قلت : جعلت فداك ، إن أناساً من أصحابك قد لقوا أباك وجدك ، وقد سمعوا منهما الحديث ، وقد يرد عليهم الشيء ليس عندهم فيه شيء ، وعندهم ما يشبهه ؛ فيقيسوا على أحسنه ؟ قال : فقال : ما لكم والقياس ؟ إنما هلك من هلك بالقياس . قال : قلت : أصلحك الله ؛ ولم ذاك ؟ قال : لأنه ليس من شيء إلا وقد جرى به كتاب وسنة ، وإنما ذاك شيء إليكم إذا ورد عليكم أن تقولوا . قال : فقال : إنه ليس من شيء إلا وقد جرى به كتاب وسنة ، ثم قال : إن الله قد جعل لكل شيء حداً ، ولمن تعدى الحد حداً )) .
3/ روى الكليني في الكافي عن محمد بن أبِي عبد الله رفعه ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : (( قلت لأبِي الحسن الأول : بما أوحد الله ؟ فقال : يا يونس ، لا تكونن مبتدعاً ، من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبيه ـ ص ـ ضل ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه ـ ص ـ كفر )) .
4/ روى البرقي في المحاسن بسنده عن أبي بصير قال : (( قلت لأبِي عبد الله ـ عليه السلام ـ : (( يرد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة ؛ فننظر فيها ؟ فقال : لا ، أما إنك إن أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت على الله )) .
5/ في المحاسن روى بسنده عن محمد بن حكيم من حديث جاء فيه : (( فقال أبو الحسن عليه السلام : إذا جاءكم ما تعلمون ؛ فقولوا ، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها ( ووضع يده على فمه ) ؛ فقلت : ولم ذاك ؟ قال : لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أتى الناس بما اكتفوا به على عهده ؛ وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة )) .
6/ وروى الشيخ المفيد في الاختصاص بسنده عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن الأول ـ عليه السلام ـ قال : قلت : (( أ كل شيء في كتاب الله وسنته أم تقولون فيه ؟ فقال : بل كل شيء في كتاب الله وسنته )) .
7/ وفي الاختصاص أيضاً عنه بسنده عن سعيد بن عبد الله الأعرج قال : (( قلت لأبِي عبد الله ـ عليه السلام ـ : إن من عندنا ممن يتفقه يقولون : يرد علينا ما لا نعـرفه في الكتاب والسنة ؛ فنقول فيه برأينا . فقال : كذبوا ليس شيء إلا وقد جاء في الكتاب ؛وجاءت فيه السنة ))
ورواه الصفار بسنده في بصائر الدرجات .
8/ وفي الاختصاص أيضاً بسنده عن سماعة ، عن العبد الصالح قال : (( سألته فقلت : إن أناسا " من أصحابنا قد لقوا أباك وجدك وسمعوا منهما الحديث فربما كان شيء يبتلي به بعض أصحابنا وليس في ذلك عندهم شيء يفتيه وعندهم ما يشبهه ، يسعهم أن يأخذوا بالقياس ؟ فقال : لا إنما هلك من كان قبلكم بالقياس ، فقلت له : لم لا يقبل ذلك ؟ فقال : لأنه ليس من شيء إلا وجاء في الكتاب والسنة )) ، ورواه الصفار في بصائر الدرجات .
9/ وروى الصفار في بصائر الدرجات بسنده عن عمر بن قيس الماصر ؛ عن أبي جعفر (ع) قال : (( سمعته يقول : إن الله لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه ؛ وبينه لرسوله ، وجعل لكل شيء حدا ، وجعل عليه دليلاً يدل عليه )) .
ورواه الكليني في الكافي وزاد على ما في البصائر : (( وجعل على من تعدى الحد حداً )) .
10 / روى الكليني في الكافي بسنده عن عمرو بن قيس قال : (( قال أبو عبد الله عليه السلام : يا عمرو بن قيس أشعرت أن الله عز وجل أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه وجعل له دليلا يدل عليه ، وجعل لكل شيء حدا ولمن جاوز الحد حدا ؟ قال : قلت : أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه وجعل عليه دليلا وجعل لكل شيء حدا؟ قال : نعم ... )) .
11 / وروى البرقي في المحاسن بسنده عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (ع) من حديث جاء فيه قوله (ع) : (( ما من شيء يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنة عرفها من عرفها ؛ وأنكرها من أنكرها )) .
12/ وفي البصائر أيضاً روى بسنده عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن ـ عليه السلام ـ قال : (( قلت له : تفقهنا في الدين وروينا وربما ورد علينا رجل قد ابتلى بشيء صغير الذي ما عندنا فيه بعينه شيء وعندنا ما هو يشبهه مثله؛ أفنفتيه بما يشبهه ؟ قال : لا ، ومالكم والقياس في ذلك هلك من هلك بالقياس قال : قلت جعلت فداك ؛ أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بما يكتفون به ؟ قال : أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بما استفتوا [ استغنوا في نسخة ] به في عهده وبما يكتفون به من بعده إلى يوم القيمة . قال : قلت ضاع منه شيء ؟ قال : لا هو عند أهله )) .
13/ وفي البصائر أيضا بسنده عن سورة بن كليب قال : (( قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ : بأي شيء يفتى الإمام ؟ قال : بالكتاب . قلت : فما لم يكن في الكتاب قال بالسنة قلت فما لم يكن في الكتاب والسنة قال ليس شيء إلا في الكتاب والسنة ؟ قال : فكررت مرة أو اثنين . قال : يسدد ويوفق ؛ فأما ما تظن فلا )) .
14 / وفي البصائر أيضا بسنده عن ربعي عن خيثم عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( قلت له : يكون شيء لا يكون في الكتاب والسنة ؟ قال : لا . قال : قلت : فإن جاء شيء ؟ قال : لا . حتى أعدت عليه مرارا ؛ فقال : لا يجئ ؛ ثم قال : بإصبعه بتوفيق وتسديد ليس حيث تذهب ؛ ليس حيث تذهب )).
15/ وفي البصائر أيضاً روى مثله بسنده عن ربعي عن خيثم عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( قلت له يكون شيء لا يكون في الكتاب والسنة ؟ قال : لا . قلت : فان جاء شيء ؟ قال : لا يجيء . فأعدت عليه مرارا ؛ فقال : لا ، يجئ . ثم قال : يا خيثم ، يوفق ويسدد ليس حيث تذهب )) .
16 / وفي البصائر أيضا بسنده عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : سأله سورة ـ وأنا شاهد ـ ؛ فقال : جعلت فداك ؛ بما يفتى الإمام ؟ قال : بالكتاب . قال : فما لم يكن في الكتاب ؟ قال : بالسنة . قال فما لم يكن في الكتاب والسنة ؟ فقال ليس من شيء إلا في الكتاب والسنة . قال : ثم مكث ساعة ؛ ثم قال : يوفق ويسدد وليس كما تظن )).
17/ وفي البصائر أيضاً بسنده عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : (( دخلت عليه بمنى؛ فقلت : جعلت فداك ؛ الإمام بأي شيء يحكم ؟ قال : بالكتاب . قلت : فما ليس في الكتاب ؟ قال : بالسنة . قلت : فما ليس في السنة ولا في الكتاب ؟ قال : فقال بيده قد أعرف الذي تريد ؛ يسدد ويوفق وليس كما تظن )) .
18 / وفي نهج البلاغة من جمع الشريف الرضي : مما جاء من عهد أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ لمالك الأشتر ـ رضي الله عنه ـ : (( واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب ؛ ويشتبه عليك من الأمور ؛ فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم " ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) ؛ فالرد إلى الله الأخذ بمحكم كتابه ، والرد إلى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة )) .
19 / وروى المفيد في الاختصاص بسنده عن حريز قال : (( دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بينه وبيني ؛ فقال لي : هذه الكتب كلها في الطلاق واليمين ؛ فأقبل يقلب بيديه . قال : فقلت : نحن نجمع هذا كله في كلمة واحدة في حرف قال : وما هو ؟ قلت : قوله : " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة " فقال لي : فأنت لا تعمل شيئا إلا برواية ؟ قلت : أجل ، فقال لي : ما تقول في مكاتب كانت مكاتبته ألف درهم وأدى تسعمائة وتسعة وتسعين ثم أحدث يعني الزنا كيف تحده ؟ فقلت : عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أن عليا " عليه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر استحقاقه . فقال لي : أما إني أسألك عن مسألة لا يكون عندك فيها شيء ما تقول في جمل أخرج من البحر ؟ فقلت : إن شاء فليكن جملا ؛ وإن شاء فبقرة ، إن كانت عليه فلوس أكلناه وإلا فلا )) . وروى الكشي في رجاله مثله .
20/ وروى الكليني في الكافي بسنده عن أيوب بن الحر قال : (( سمعت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ يقول : (( كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة )) .
21/ وروى في الكافي بسنده محمد بن يعقوب بسنده عن حماد ، عن أبي عبد الله ع قال : (( سمعته يقول : ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة )).
22/ وروى في الكافي بسنده عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال : (( سمعت أبا عبد الله ـ عليه السلام يقول : (( من خالف كتاب الله وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ فقد كفر )) .
23 / وروى الشيخ في التهذيب والاستبصار بسنده عن الحلبي من حديث عن أبي عبد الله (ع) قال: (( إنا إذا وقفنا بين يدي الله تعالى ؛ قلنا : يا ربنا ؛ أخذنا بكتابك ، وقال الناس : رأينا رأينا ، ويفعل الله بنا وبهم ما أراد )) .
24 / وروى الكليني في الكافي بسنده عن الحلبي ـ ولفظه قريب من السابق ـ عن أبي عبد الله (ع) قال : (( إنا إذا وقفنا بين يدي الله ـ عز وجل ـ ؛ قلنا : يا ربنا ؛ أخذنا بكتابك وسنة نبيك ، وقال الناس : رأينا برأينا )) .
25/ وروى في الكافي أيضاً بسنده عن معاوية بن عمار من حديث عن الصادق (ع) جاء فيه قوله : (( إنا إذا لقينا ربنا قلنا يا ربنا عملنا بكتابك وسنة نبيك ، ويقول القوم عملنا برأينا فيجعلنا الله وإياهم حيث يشاء )) .
ورواه الشيخ عن الكليني في التهذيب والاستبصار.
26/ وروى الشيخ في التهذيب والاستبصار بسنده عن ليث المرادي من حديث للصادق (ع) قال فيه : (( إنا إذا لقينا ربنا قلنا : ربنا عملنا بكتابك وسنة نبيك ـ صلى الله عليه وآله ـ ، ويقول القوم : عملنا برأينا ؛ فيجعلنا الله وإياهم حيث يشاء ))
27 / وروى في الكافي بسنده عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام ـ من
تعليق