إلى من يُحسِن القول لأصحاب الأحكام الظنية في المستحدثات الفقهية (السيد محمد الصافي)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وردت في كتاب البِحار للمجلسي (رضوان الله تعالى عليه) هذهِ القصة المليئة بالعبر والدروس لكل الأجيال في أستخلاص الحكمة و الموعظة الحسنة ومعرفة حدود وشريعة الله تعالى والأبتعاد عن الأفتاء والحُكُم من دون دليل سماوي أو حجة لله في أرضهِ
فللأسف الشديد ذهب فقهاء هذا اليوم إلى الأبتعاد عن شريعة السماء التي رسمها أنوار الله في أرضهِ وهم آل بيت رسول الله ائمتنا المعصومين (صلوت الله وسلامه عليهم أجمعين).
بعد أن نصّب الله تعالى لكل زمان حجة وإن الأرض لاتخلوا من حجة ، فإين فقهاء الدين ممن ورث علوم آل محمد (عليهم السلام) وبقية الله أرضهِ وصاحب امرهِ وزمانهِ؟
بِالأمس كان أول من قاس في حكم الله بعد الرسالة المحمدية السمحاء هم الذين نصّبوا أنفسهم فقهاءاً لدين الله والمنزّل على قلب رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) الذين خالفوا أئمة زمانهم وحجج الله تعالى على أرضهم ولن يركنوا لعلوم آل العصمة الطاهرين (عليهم السلام) فَنتَجت السنة التي ساروا عليها فقهاء تلك العصور بفساد في دينهم وخراب في دنياهم.
أما اليوم فأصبح الأمر أدهى وأمرُّ بعد إن أصبح فقهاء من أتباع آل بيت النبوة والرسالة محمد وآلهِ الطاهرين(عليهم السلام) يسيرون على سنة من سار قبلهم ، فتارة يفتي مرجعاً مـــا في حكم أوقضية شرعية ، في حين ترى إن هناك مرجعاً آخر يفتي بحكم يخالف ما ذهب إليه المرجع الديني السابق وهذا ما نراه اليوم في مسائل فقهاء مراجع شيعة آل محمد (عليهم السلام).
أليس ذلك الأختلاف في الفتاوى الفقهية للرسائل العملية موجوداً أم لا؟
إذن موجود والذي لايعترف بِتلك الحقيقة عليهِ مراجعة فتاوى المراجع.
والعجيب تجد من الخطباء على المنابر الحسينية يلوحون إلى تلك القضية بكل إجلال وأحترام بقولهم إن مراجع الدين هم نوّاب للإمـــام الغائب (عليهِ السلام) في الأرض.
وهذا ما أشار إلى ذلك هو السيد (محمد الصافي) في حث الناس على عدم الإساءة إلى شخصيات مراجع الدين ونحن بدورنا إن تحدثنا عن حقيقة الأخطاء التي تصدر عن فقهاء الدين ومن ينصّب نفسهُ نائِباً للإمام المعصوم وفكره وقيادته ومنهجيته العلمية تكون مخالفة لفكر آل محمد (عليهم السلام) فهذا ليس بإساءة لأي عالم فقيه مجتهد في شريعة الله تبارك وتعالى.
نحن نُكَّنُ كل الوّد والأحترام للسيد الصافي ، لكن ليس هكذا ياسيدنا العزيز وأنت خطيباً حسينياً أقرحت قلوب الناس بمصيبة عاشوراء.
ثم تذهب وتقول (إن أصاب المرجع فلهُ أجران وإن أخطى فلهُ أجر)
فإن هذا الكلام لايصدر من أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) ، والسبب/
ماورد عن أبي بصير عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: ((من فسّر القرآن برأيه ، إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ خرّ أبعد من السماء) وسائل الشيعة (آل البيت)/ ج18 ص149.
فهذا الذي يصح من كلامهم (عليهم السلام) وليس كما تذكر في كلامك.
بِربَّك ، إليس ذلك الإسلوب الذي بَدَرَ من سماحة السيد الصافي هو إسلوب دفاعي عن مسألة باطلة التي نُهِى عن الأتيان بها من قِبل أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) ؟
أم ماذا يسميها السيد الصافي؟
فإن قال إن كلام المعصومين (عليهم السلام) هو ليس القرآن والإمــام (عليه السلام) قد أشار إلى القرآن ، أقول له إن كلامهم (عليهم السلام) هو القرآن الناطق وأستنباط الأحام الشرعية يكون عن طريق كلامهم (عليهم السلام) الذي بِدوره كلام الله تعالى (القرآن) فهم ترجمان القرآن ووحيه.
وإن قال إن كلامهم (عليهم السلام) أبَينَ من القرآن ، أقول له إن كان أبَينَ من القرآن لماذا أختلفت أحكام فقهاء الدين في المستحدثات الفقهية وكلامهم عليهم السلام شديد الوضوح واللهجة؟
اللهم الإ بعض المسائل الفقهية التي لايرد نص واضح عنها بإعتبارها مستحدثات تحتاج إلى حكم شرعي دقيق .
فنتيجة لِذلك بادر الفقهاء بآراءهم العقلية فوضعوها بأحكام شرعية وكأنها صادرة عن قلب المعصوم (شريعة السماء).
لكن الحق أقول إن شريعة خالق العباد لايتدخل بها حتى الإمــام المعصوم لإنها تأتي عن طريق السماء وفيها العلوم الظاهرية وكذلك العلوم الباطنية وكيفية إبقار علومها وهذا من مختصات أئمتنا المعصومين ومن سبقهم من الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام) لا عن طريق من يحكم ويذهب إلى أدراج القياس والآراء الظنية العقلية المستحسنة.
أنظر ياسيدنا الصافي لما ورد عن كلام المعصومين(عليهم السلام) الذي أصبح كلامهم (ع) حِبراً على ورق ونحن نعيش زمن فقهاء السوء في آخر الزمان الذين هم شر الفقهاء تحت ظل السماء الذين منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .
إليك ماجاء في كتاب صاحب البحار(رحمه الله):
بحارالأنوار 292 2 باب 34- البدع و الرأي و المقاييس ..
(علل الشرائع)
أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن البرقي عن شعيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه غلام كندة فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها فعرفت الغلام و المسألة
فقدمت الكوفة فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله (عليه السلام) فقمت إليه فقلت ويلك يا أبا حنيفة إني كنت العام حاجاً فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) مسلماً عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها فأفتاه بخلاف ما أفتيته
فقال و ما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه أنا لقيت الرجال و سمعت من أفواههم و جعفر بن محمد صحفي فقلت في نفسي و الله لأحجن و لو حبواً قال فكنت في طلب حجة فجاءتني حجة فحججت فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فحكيت له الكلام فضحك
ثم قال عليه لعنة الله أما في قوله إني رجل صحفي فقد صدق قرأت صحف إبراهيم و موسى فقلت له و من له بمثل تلك الصحف ، فما لبثت أن طرق الباب طارق و كان عنده جماعة من أصحابه فقال للغلام انظر من ذا فرجع الغلام فقال أبو حنيفة قال أدخله فدخل فسلم على أبي عبد الله (عليه السلام) فرد عليه السلام.
ثم قال أصلحك الله أ تأذن لي في القعود فأقبل على أصحابه يحدثهم و لم يلتفت إليه ثم قال الثانية و الثالثة فلم يلتفت إليه فجلس أبو حنيفة من غير إذنه فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال أين أبو حنيفة فقال هو ذا أصلحك الله فقال أنت فقيه أهل العراق؟ قال نعم
قال فبما تفتيهم؟
قال بكتاب الله و سنة نبيه
قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته و تعرف الناسخ و المنسوخ؟ قال نعم
قال يا أبا حنيفة و لقد ادعيت علماً ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم ويلك و لا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا (صّل الله عليه وآله وسلم تسليماً) و ما ورثك الله من كتابه حرفا فإن كنت كما تقول و لست كما تقول فأخبرني عن قول الله عز و جل (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ)
أين ذلك من الأرض؟
قال أحسبه ما بين مكة و المدينة
فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه فقال تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة و مكة فتؤخذ أموالهم و لا يأمنون على أنفسهم و يقتلون
قالوا نعم
فسكت أبو حنيفة
فقال يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز و جل (مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)
أين ذلك من الأرض؟
قال الكعبة
قال أ فتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمناً فيها؟
فسكت أبو حنيفة
ثم قال يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله و لم تأت به الآثار و السنة كيف تصنع؟
فقال أصلحك الله أقيس و أعمل فيه برأيي
قال يا أبا حنيفة إن أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك و تعالى فقال (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)
فسكت أبو حنيفة
فقال يا أبا حنيفة أيما أرجس البول أو الجنابة ؟
فقال البول
فقال الناس يغتسلون من الجنابة و لا يغتسلون من البول
فسكت
فقال يا أبا حنيفة أيما أفضل الصلاة أم الصوم ؟
قال الصلاة
فقال فما بال الحائض تقضي صومها و لا تقضي صلاتها؟
فسكت
قال يا أبا حنيفة أخبرني عن رجل كانت له أم ولد و له منها ابنة و كانت له حرة لا تلد فزارت الصبية ... إلى آخر الحديث. بحار الأنوار :ج2 ص292
وإليك الرواية التالية /
عن زيد الشحام ، قال : (دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (عليهما السلام) فقال : ياقتادة ، أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال : هكذا يزعمون ، فقال أبو جعفر الباقر(عليهما السلام) : بلغني إنك تفسر القرآن ؟ فقال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر(عليهما السلام):فإن كنت تفسرهُ بعلم فأنت أنت ، وأنا أسئلك ... إلى أن قال أبو جعفر(ع) : ويحك ياقتادة! إن كنت إنما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد فسرتهُ من الرجال ، فقد هلكت وأهلكت ويحك ياقتادة! ،إنما يعرف القرآن من خوطب به) وسائل الشيعة (آل البيت(ع)) ج27 ص185
وعن عبد الرحمن السلمي أن علياً (عليهِ السلام) مرّ على قاضي ، فقال : (أتعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا ، فقال (عليهِ السلام): هلكت وأهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه) وسائل الشيعة (آل البيت(ع))ج27 ص202
وبطبيعة الحال إن الناسخ والمنسوخ يتعلق بهِ الفقه في أحكام الفتاوى الشرعية بِناءاً على طبيعة الحوادث والنوازل في مرور الأزمان وهذا الجانب لايمتلكهُ غير المعصوم لإنها أحكام تتعلق بعصرها الصادرة فيهِ ولايبقر علومها من القرآن إلاّ الإمــــام المعصوم وفي زماننا هذا هو حجة الموعود وخليفة سيد الوجود محمد بن الحسن المهدي (مكن الله لهُ في الأرض).
السلام على محيي الشريعة
السلام على المخلص الموعود
السلام بقية الله في العالمين ورحمة الله تعالى وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وردت في كتاب البِحار للمجلسي (رضوان الله تعالى عليه) هذهِ القصة المليئة بالعبر والدروس لكل الأجيال في أستخلاص الحكمة و الموعظة الحسنة ومعرفة حدود وشريعة الله تعالى والأبتعاد عن الأفتاء والحُكُم من دون دليل سماوي أو حجة لله في أرضهِ
فللأسف الشديد ذهب فقهاء هذا اليوم إلى الأبتعاد عن شريعة السماء التي رسمها أنوار الله في أرضهِ وهم آل بيت رسول الله ائمتنا المعصومين (صلوت الله وسلامه عليهم أجمعين).
بعد أن نصّب الله تعالى لكل زمان حجة وإن الأرض لاتخلوا من حجة ، فإين فقهاء الدين ممن ورث علوم آل محمد (عليهم السلام) وبقية الله أرضهِ وصاحب امرهِ وزمانهِ؟
بِالأمس كان أول من قاس في حكم الله بعد الرسالة المحمدية السمحاء هم الذين نصّبوا أنفسهم فقهاءاً لدين الله والمنزّل على قلب رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) الذين خالفوا أئمة زمانهم وحجج الله تعالى على أرضهم ولن يركنوا لعلوم آل العصمة الطاهرين (عليهم السلام) فَنتَجت السنة التي ساروا عليها فقهاء تلك العصور بفساد في دينهم وخراب في دنياهم.
أما اليوم فأصبح الأمر أدهى وأمرُّ بعد إن أصبح فقهاء من أتباع آل بيت النبوة والرسالة محمد وآلهِ الطاهرين(عليهم السلام) يسيرون على سنة من سار قبلهم ، فتارة يفتي مرجعاً مـــا في حكم أوقضية شرعية ، في حين ترى إن هناك مرجعاً آخر يفتي بحكم يخالف ما ذهب إليه المرجع الديني السابق وهذا ما نراه اليوم في مسائل فقهاء مراجع شيعة آل محمد (عليهم السلام).
أليس ذلك الأختلاف في الفتاوى الفقهية للرسائل العملية موجوداً أم لا؟
إذن موجود والذي لايعترف بِتلك الحقيقة عليهِ مراجعة فتاوى المراجع.
والعجيب تجد من الخطباء على المنابر الحسينية يلوحون إلى تلك القضية بكل إجلال وأحترام بقولهم إن مراجع الدين هم نوّاب للإمـــام الغائب (عليهِ السلام) في الأرض.
وهذا ما أشار إلى ذلك هو السيد (محمد الصافي) في حث الناس على عدم الإساءة إلى شخصيات مراجع الدين ونحن بدورنا إن تحدثنا عن حقيقة الأخطاء التي تصدر عن فقهاء الدين ومن ينصّب نفسهُ نائِباً للإمام المعصوم وفكره وقيادته ومنهجيته العلمية تكون مخالفة لفكر آل محمد (عليهم السلام) فهذا ليس بإساءة لأي عالم فقيه مجتهد في شريعة الله تبارك وتعالى.
نحن نُكَّنُ كل الوّد والأحترام للسيد الصافي ، لكن ليس هكذا ياسيدنا العزيز وأنت خطيباً حسينياً أقرحت قلوب الناس بمصيبة عاشوراء.
ثم تذهب وتقول (إن أصاب المرجع فلهُ أجران وإن أخطى فلهُ أجر)
فإن هذا الكلام لايصدر من أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) ، والسبب/
ماورد عن أبي بصير عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: ((من فسّر القرآن برأيه ، إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ خرّ أبعد من السماء) وسائل الشيعة (آل البيت)/ ج18 ص149.
فهذا الذي يصح من كلامهم (عليهم السلام) وليس كما تذكر في كلامك.
بِربَّك ، إليس ذلك الإسلوب الذي بَدَرَ من سماحة السيد الصافي هو إسلوب دفاعي عن مسألة باطلة التي نُهِى عن الأتيان بها من قِبل أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) ؟
أم ماذا يسميها السيد الصافي؟
فإن قال إن كلام المعصومين (عليهم السلام) هو ليس القرآن والإمــام (عليه السلام) قد أشار إلى القرآن ، أقول له إن كلامهم (عليهم السلام) هو القرآن الناطق وأستنباط الأحام الشرعية يكون عن طريق كلامهم (عليهم السلام) الذي بِدوره كلام الله تعالى (القرآن) فهم ترجمان القرآن ووحيه.
وإن قال إن كلامهم (عليهم السلام) أبَينَ من القرآن ، أقول له إن كان أبَينَ من القرآن لماذا أختلفت أحكام فقهاء الدين في المستحدثات الفقهية وكلامهم عليهم السلام شديد الوضوح واللهجة؟
اللهم الإ بعض المسائل الفقهية التي لايرد نص واضح عنها بإعتبارها مستحدثات تحتاج إلى حكم شرعي دقيق .
فنتيجة لِذلك بادر الفقهاء بآراءهم العقلية فوضعوها بأحكام شرعية وكأنها صادرة عن قلب المعصوم (شريعة السماء).
لكن الحق أقول إن شريعة خالق العباد لايتدخل بها حتى الإمــام المعصوم لإنها تأتي عن طريق السماء وفيها العلوم الظاهرية وكذلك العلوم الباطنية وكيفية إبقار علومها وهذا من مختصات أئمتنا المعصومين ومن سبقهم من الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام) لا عن طريق من يحكم ويذهب إلى أدراج القياس والآراء الظنية العقلية المستحسنة.
أنظر ياسيدنا الصافي لما ورد عن كلام المعصومين(عليهم السلام) الذي أصبح كلامهم (ع) حِبراً على ورق ونحن نعيش زمن فقهاء السوء في آخر الزمان الذين هم شر الفقهاء تحت ظل السماء الذين منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .
إليك ماجاء في كتاب صاحب البحار(رحمه الله):
بحارالأنوار 292 2 باب 34- البدع و الرأي و المقاييس ..
(علل الشرائع)
أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن البرقي عن شعيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه غلام كندة فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها فعرفت الغلام و المسألة
فقدمت الكوفة فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله (عليه السلام) فقمت إليه فقلت ويلك يا أبا حنيفة إني كنت العام حاجاً فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) مسلماً عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها فأفتاه بخلاف ما أفتيته
فقال و ما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه أنا لقيت الرجال و سمعت من أفواههم و جعفر بن محمد صحفي فقلت في نفسي و الله لأحجن و لو حبواً قال فكنت في طلب حجة فجاءتني حجة فحججت فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فحكيت له الكلام فضحك
ثم قال عليه لعنة الله أما في قوله إني رجل صحفي فقد صدق قرأت صحف إبراهيم و موسى فقلت له و من له بمثل تلك الصحف ، فما لبثت أن طرق الباب طارق و كان عنده جماعة من أصحابه فقال للغلام انظر من ذا فرجع الغلام فقال أبو حنيفة قال أدخله فدخل فسلم على أبي عبد الله (عليه السلام) فرد عليه السلام.
ثم قال أصلحك الله أ تأذن لي في القعود فأقبل على أصحابه يحدثهم و لم يلتفت إليه ثم قال الثانية و الثالثة فلم يلتفت إليه فجلس أبو حنيفة من غير إذنه فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال أين أبو حنيفة فقال هو ذا أصلحك الله فقال أنت فقيه أهل العراق؟ قال نعم
قال فبما تفتيهم؟
قال بكتاب الله و سنة نبيه
قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته و تعرف الناسخ و المنسوخ؟ قال نعم
قال يا أبا حنيفة و لقد ادعيت علماً ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم ويلك و لا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا (صّل الله عليه وآله وسلم تسليماً) و ما ورثك الله من كتابه حرفا فإن كنت كما تقول و لست كما تقول فأخبرني عن قول الله عز و جل (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ)
أين ذلك من الأرض؟
قال أحسبه ما بين مكة و المدينة
فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه فقال تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة و مكة فتؤخذ أموالهم و لا يأمنون على أنفسهم و يقتلون
قالوا نعم
فسكت أبو حنيفة
فقال يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز و جل (مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)
أين ذلك من الأرض؟
قال الكعبة
قال أ فتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمناً فيها؟
فسكت أبو حنيفة
ثم قال يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله و لم تأت به الآثار و السنة كيف تصنع؟
فقال أصلحك الله أقيس و أعمل فيه برأيي
قال يا أبا حنيفة إن أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك و تعالى فقال (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)
فسكت أبو حنيفة
فقال يا أبا حنيفة أيما أرجس البول أو الجنابة ؟
فقال البول
فقال الناس يغتسلون من الجنابة و لا يغتسلون من البول
فسكت
فقال يا أبا حنيفة أيما أفضل الصلاة أم الصوم ؟
قال الصلاة
فقال فما بال الحائض تقضي صومها و لا تقضي صلاتها؟
فسكت
قال يا أبا حنيفة أخبرني عن رجل كانت له أم ولد و له منها ابنة و كانت له حرة لا تلد فزارت الصبية ... إلى آخر الحديث. بحار الأنوار :ج2 ص292
وإليك الرواية التالية /
عن زيد الشحام ، قال : (دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (عليهما السلام) فقال : ياقتادة ، أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال : هكذا يزعمون ، فقال أبو جعفر الباقر(عليهما السلام) : بلغني إنك تفسر القرآن ؟ فقال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر(عليهما السلام):فإن كنت تفسرهُ بعلم فأنت أنت ، وأنا أسئلك ... إلى أن قال أبو جعفر(ع) : ويحك ياقتادة! إن كنت إنما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد فسرتهُ من الرجال ، فقد هلكت وأهلكت ويحك ياقتادة! ،إنما يعرف القرآن من خوطب به) وسائل الشيعة (آل البيت(ع)) ج27 ص185
وعن عبد الرحمن السلمي أن علياً (عليهِ السلام) مرّ على قاضي ، فقال : (أتعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال : لا ، فقال (عليهِ السلام): هلكت وأهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه) وسائل الشيعة (آل البيت(ع))ج27 ص202
وبطبيعة الحال إن الناسخ والمنسوخ يتعلق بهِ الفقه في أحكام الفتاوى الشرعية بِناءاً على طبيعة الحوادث والنوازل في مرور الأزمان وهذا الجانب لايمتلكهُ غير المعصوم لإنها أحكام تتعلق بعصرها الصادرة فيهِ ولايبقر علومها من القرآن إلاّ الإمــــام المعصوم وفي زماننا هذا هو حجة الموعود وخليفة سيد الوجود محمد بن الحسن المهدي (مكن الله لهُ في الأرض).
السلام على محيي الشريعة
السلام على المخلص الموعود
السلام بقية الله في العالمين ورحمة الله تعالى وبركاته.