إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قبسات من أنوار العترة الطاهرة حول الفتيـــاء والعلمــاء والقُــرّاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قبسات من أنوار العترة الطاهرة حول الفتيـــاء والعلمــاء والقُــرّاء


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وفائق التسليم على محمد وآلهِ الطاهرين .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذهِ مقتبسات من أنوار العترة الطاهرة عن إمامنا الصادق (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) ما ورد من كتاب (مصباح الشريعة)/
    جاء فيه/

    في الفتيــاء
    قال الصادق ع لا يحل الفتياء لمن لا يصطفي من الله تعالى بصفاء سره و إخلاص علمه و علانيته و برهان من ربه في كل حال لأن من أفتى فقد حكم و الحكم لا يصح إلا بإذن من الله عز و جل و برهانه و من حكم بالخير بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله و مأثوم بحكمه كما دل الخبر العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء قال النبي ص أجرأكم على الفتياء أجرأكم على الله عز و جل أ و لا يعلم المفتي أنه هو الذي يدخل بين الله تعالى و بين عباده و هو الحائر بين الجنة و النار قال سفيان بن عيينة كيف ينتفع بعلمي غيري و أنا قد حرمت نفسي نفعها و لا يحل الفتياء في الحلال و الحرام بين الخلق إلا لمن اتبع الحق من أهل زمانه و ناحيته و بلده بالنبي ص و عرف ما يصلح من فتياه قال النبي ص و ذلك لربما و لعل و لعسى أن الفتياء عظيمة قال أمير المؤمنين ع لقاض هل تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال فهل أشرفت على مراد الله عز و جل في أمثال القرآن قال لا قال ع إذا هلكت و أهلكت و المفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن و حقائق السنن و بواطن الإشارات و الآداب و الإجماع و الاختلاف و الاطلاع على أصول ما اجتمعوا عليه و ما اختلفوا فيه ثم إلى حسن الاختيار ثم إلى العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذ إن قدر.

    توضيح/
    • الأصول المذكور في الرواية الشريفة ، هو ليس علم الأصول المُستحدث الذي وصلنا من خلال فقهاء الدين المعاصرين ومن هذهِ القرون المتأخرة التي هي نتاج النظريات الفلسفية من العقل القاصر، الذي لايمت إلى شريعة السماء بصلة والذي لن يصلنا عن طريق روايات العصمة (عليهم السلام) ، بل هو فكر مولود من أصحاب الرأي والأجتهاد المبتكر.
    (من لم يصدق فليراجع ماقاله زعيم الطائفة السيد الخوئي وكذلك السيد محمد باقر الصدر (رح) في كتاب (المعالم الجديدة للأصول) سيجد عن حقيقة ونشأت علم الأصول والقواعد التي أُسِست به والذي بُنيَ بفكراً منهجياً لايمت إلى الروايات الشريفة بأي صلة سُمّي بـ (علم الأصول)).
    إنما يقصد الإمام الصادق (عليه السلام) تلك الأصول الأربعمائة التي كانت لديه وآبائهِ وأبنائهِ المعصومين (عليهم آلآف التحية والسلام) حيث كانت تلك القواعد بحوزتهم الشريفة فتعلم في زمانهم الكثير من أصحابهم ولكن للأسف ضاعت تلك العلوم بفقد حملتها من فقهاء زمانهم وأندثار مخطوطاتها .
    وهذا لايعني إن تلك الأصول الأربعمائة ثابتة لكل زمان في أصدار أحكام الفقه والأصول بل إنها كانت قواعد يسير عليها أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في تمييز بعض الأشكالات الشرعية والأستنباط الحكم الشرعي الصحيح من خلالها ، أما الحوادث والنوازل والحلال والحرام والناسخ والمنسوخ وغيرها فهي تنشأ مع تقدم الزمن والأجيال وبهذا الحال يتطلب إلى وجود الإمام المعصوم لينقذ الناس من الحيرة والضلالة في أمر دينهم ودنياهم وهذا هو سّر تجسّد ليلة القدر ونزول الأحكام والقضاء والقدر في كل عام على قلب المعصوم.
    أعلم أخي القارئ /
    إنه لاتوجد أي مخطوطة لإئمتنا المعصومين (عليهم السلام) فيها قاعدة من القواعد الفقهية التي سار عليها الفقهاء الأوائل ، في حين إن علم الأصول الحالي هو العلم الذي نتج عن طريق الأستنتاجات العقلية وبنظريات فلسفية وربطها مع أدلة التشريع القطعي الناتج من روايات المعصومين (عليهم السلام) التي لاتقبل التغيير، وهذا العلم الجديد المسمى بـ (علم الأصول) كان السبب الرئيسي في أختلاف فقهاء الدين في أصدار الفتاوى الفقهية المختلفة مع بعضها كما يحصل في المستحدثات الفقهية وغيرها من الأسباب الأخرى.

    في آفـــة العلماء

    قال الصادق ع الخشية ميراث العلم و ميزانه و العلم شعاع المعرفة و قلب الإيمان و من حرم الخشية لا يكون عالما و أن يشق الشعر بمتشابهات العلم قال الله تعالى إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و آفة العلماء ثمانية الطمع و البخل و الرياء و العصبية و حب المدح و الخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته و التكلف في تزيين الكلام بزوائد الألفاظ و قلة الحياء من الله و الافتخار و ترك العمل بما علموا قال عيسى ع أشقى الناس من هو معروف بعلمه مجهول بعمله و قال النبي ص لا تجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك و من الإخلاص إلى الرياء و من التواضع إلى الكبر و من النصيحة إلى العداوة و من الزهد إلى الرغبة و تقربوا إلى عالم يدعوكم إلى التواضع من الكبر و من الرياء إلى الإخلاص و من الشك إلى اليقين و من الرغبة إلى الزهد و من العداوة إلى النصيحة و لا يصلح لموعظة الخلق إلا من جاوز هذه الآفات بصدقة و أشرف على عيوب الكلام و عرف الصحيح من السقيم و علل الخواطر و فتن النفس و الهوى قال علي ع كن كالطبيب الرفيق الشفيق الذي يضع الدواء بحيث ينفع في الخبر سألوا عيسى ابن مريم ع يا روح الله مع من نجالس قال ع من يذكركم الله رؤيته و يزيد في علمكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله


    في آفة القُــرّاء
    قال الصادق ع المتقرئ بلا علم كالمعجب بلا مال و لا ملك يبغض الناس لفقره و يبغضونه لعجبه فهو أبدا مخاصم للخلق في غير واجب و من خاصم الخلق في غير ما يؤمر به فقد نازع الخالقية و الربوبية قال الله تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ و ليس أحد أشد عقابا ممن لبس قميص الدعوى بلا حقيقة و لا معنى قال زيد بن ثابت لابنه يا بني لا يرى الله اسمك في ديوان القراء قال النبي ص و سيأتي على أمتي زمان تسمع فيه باسم الرجل خير من أن تلقى و إن تلقى خير من أن تجرب و قال النبي ص أكثر منافقي أمتي قراؤها و كن حيث ندبت إليه و أمرت به و أخف سرك في الخلق ما استطعت و اجعل طاعتك لله تعالى بمنزلة روحك من جسدك و لتكن معبرا حالك ما تحققه بينك و بين بارئك و استعن بالله في جميع أمورك متضرعا إلى الله في آناء ليلك و أطراف نهارك قال الله تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ و الاعتداء من صفة قراء زماننا هذا و علامتهم فكن لله في جميع أمورك على وجل لئلا تقع في ميدان التمني فتهلك

    في بيان الحق و الباطل

    قال الصادق ع اتق الله و كن حيث شئت و من أي قوم شئت فإنه لا خلاف لأحد في التقوى و التقوى محبوب عند كل فريق و فيه اجتماع كل خير و رشد و هو ميزان كل علم و حكمة و أساس كل طاعة مقبولة و التقوى ماء ينفجر من عين المعرفة بالله تعالى يحتاج إليه كل فن من العلم و هو لا يحتاج إلى تصحيح المعرفة بالخمود تحت هيبة الله تعالى و سلطانه و مزيد التقوى يكون من أصل اطلاع الله عز و جل على سر العبد بلطفه فهذا أصل كل حق و أما الباطل فهو ما يقطعك عن الله تعالى متفق عليه أيضا كل فريق فاجتنب عنه و أفرد سرك لله تعالى بلا علاقة قال رسول الله ص أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد حيث قال
    ألا كل شي ء ما سوى الله باطل و كل نعيم لا محالة زائل
    فالزم ما اجتمع عليه أهل الصفاء و التقى و التقوى من أصول الدين و حقائق اليقين و الرضا و التسليم و لا تدخل في اختلاف الخلق و مقالاتهم فيصعب عليك و قد اجتمعت الأمة المختارة بأن الله واحد ليس كمثله شي ء و أنه عدل في حكمه و يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد و لا يقال في شي ء من صنعه لم و لا كان و لا يكون شي ء إلا بمشيئته و إرادته و أنه قادر على ما يشاء و صادق في وعده و وعيده و أن القرآن كلامه و أنه كان قبل الكون و المكان و الزمان و أن إحداث الكون و فنائه عنده سواء ما ازداد بإحداثه علما و لا ينقص بفنائه ملكه عز سلطانه و جل سبحانه فمن أورد عليك ما ينقص هذا الأصل فلا تقبله و جرد باطنك لذلك ترى بركاته عن قريب و تفوز مع الفائزين.

    اللهم نسألك أن تعجل لنا بالطلعة الغرّاء للمهدي المنتظر (عليه السلام) وأن تجعلنا من خدمتهِ والناصرين له آمين رب العالمين.
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2
    نشكر الاخ خادم ابن الانسان على هذا الحضور المميز

    تعليق

    يعمل...
    X