الشيخ النعماني (قدس) في كتابهِ (الغيبة) يذّم الإجتهاد العقلي للفقهاء دون الأخذ من القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهِ
إليكم ما ذكره الشيخ النعماني (رضوان الله عليهِ) بذمّهِ أهل الإجتهاد في دين الله دون معرفة أحكام الشريعة في الرجوع إلى كتاب الله والسنّة المطهّرة لآل بيت النبوة (عليهم السلام) ، حيث قال :
ثم أعجب من هذا ادعاء هؤلاء الصم العمي أنه ليس في القرآن علم كل شيء من صغير الفرائض و كبيرها و دقيق الأحكام و السنن و جليلها و أنهم لما لم يجدوه فيه احتاجوا إلى القياس و الاجتهاد في الرأي و العمل في الحكومة بهما و افتروا على رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) الكذب و الزور بأنه (أباحهم الاجتهاد) وأطلق لهم ما ادعوه عليه لقوله لمعاذ بن جبل و الله يقول: (( وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ و يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ)) و يقول: (( وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)) و يقول: (( وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً)) و يقول: (( قل إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ و يقول وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ)) فمن أنكر أن شيئا من أمور الدنيا و الآخرة و أحكام الدين و فرائضه و سننه و جميع ما يحتاج إليه أهل الشريعة ليس موجوداً في القرآن الذي قال الله تعالى (فيه تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) فهو راد على الله قوله و مفتر على الله الكذب و غير مصدق بكتابه.
و لعمري لقد صدقوا عن أنفسهم و أئمتهم الذين يقتدون بهم في أنهم لا يجدون ذلك في القرآن لأنهم ليسوا من أهله و لا ممن أوتي علمه و لا جعل الله و لا رسوله لهم فيه نصيبا بل خص بالعلم كله أهل بيت الرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) الذين آتاهم العلم و دل عليهم الذين أمر بمسألتهم ليدلوا على موضعه من الكتاب الذي هم خزنته و ورثته و تراجمته.
و لو امتثلوا أمر الله عز و جل في قوله : ((وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)) و في قوله: (( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) لأوصلهم الله إلى نور الهدى و علمهم ما لم يكونوا يعلمون و أغناهم عن القياس و الاجتهاد بالرأي و سقط الاختلاف الواقع في أحكام الدين الذين يدين به العباد و يجيزونه بينهم و يدعون على النبي (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) الكذب أنه أطلقه و أجازه و القرآن يحظره و ينهى عنه حيث يقول جل و عز: (( وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)) و يقول: (( وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ)) و يقول: (( وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا)).
و آيات الله في ذم الاختلاف و الفرقة أكثر من أن تحصى و الاختلاف و الفرقة في الدين هو الضلال و يجيزونه و يدعون على رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) أنه أطلقه و أجازه افتراء عليه و كتاب الله عز و جل يحظره و ينهى عنه بقوله : ((وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا)).
فأي بيان أوضح من هذا البيان و أي حجة للخلق على الله بعد هذا الإيضاح و الإرشاد نعوذ بالله من الخذلان و من أن يكلنا إلى نفوسنا و عقولنا و اجتهادنا و آرائنا في ديننا و نسأله أن يثبتنا على ما هدانا له و دلنا عليه و أرشدنا إليه من دينه و الموالاة لأوليائه و التمسك بهم و الأخذ عنهم و العمل بما أمروا به و الانتهاء عما نهوا عنه حتى نلقاه عز و جل على ذلك غير مبدلين و لا شاكين و لا متقدمين لهم و لا متأخرين عنهم فإن من تقدم عليهم مرق و من تخلف عنهم غرق و من خالفهم محق و من لزمهم لحق و كذلك قال رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم).
أقول: إن ماذكرهُ الشيخ النعماني (رضوان الله تعالى عليهِ) الذي هو من كبار علماء طائفة الحق المنتهجة على سيرة أئمة الهدى ومصابيح الدجى (عليهم افضل الصلاة والسلام) ، حيث كان يذّم أهل الإجتهاد المخالفين لسيرتهم والعاملين على أهوائهم وآرائهم بإحكام المقاييس العقلية وإحتجاجهم إن دين الله أباح لهم الإجتهاد بالتشريع في الفرائض والسنن بناءاً على مبانيهم العقلية.
إذن لماذا فقهاء الإمـامية في عصرونا المتأخرة أنتهجوا هذهِ السيرة التي رفضها أئمتنا الهداة (عليهم السلام) ورفضها قدامى علمائنا الأجلاء من المُحدثين وحفظة أحاديث وسنن سيد المرسلين وأبناءهِ المعصومين (سلام الله عليهم أجمعين)؟؟
ألم ينتبهوا هؤلاء الفقهاء إلى عدم قبول الإختلاف والتفرقة في شريعة آل محمد ، وذهابهم إلى جواز هذا الأمر دون دليل من الثقلين بل العكس من ذلك؟؟؟
اللهم عجل لوليك الفرج ، وأيدهُ بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من نصب له وكذّب به ، وأظهر به الحق ، وأمت به الجور ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذّل، وانعش بهِ البلاد ، واقتل به الكفرة ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وذلّل بهِ الجبارين والكافرين.
وأبر بهِ المنافقين والناكثين ، وجميع المخالفين والملحدين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها ، حتى لاتدع منهم ديّاراً ، ولاتُبقي لهم آثاراً ، وطهر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك.
وجدَّد بهِ ما امتحى من دينك ، وأصلح بهِ ما بُدَّل من حكمك ، وغُيَّر من سُنَّتك ، حتى يعود دينك بهِ وعلى يديهِ غضّاً جديداً صحيحاً لا عِوجَ فيه ، ولا بِدعة معه ، حتى تُطفئ بعدلهِ نيران الكافرين.
آمين رب العالمين
إليكم ما ذكره الشيخ النعماني (رضوان الله عليهِ) بذمّهِ أهل الإجتهاد في دين الله دون معرفة أحكام الشريعة في الرجوع إلى كتاب الله والسنّة المطهّرة لآل بيت النبوة (عليهم السلام) ، حيث قال :
ثم أعجب من هذا ادعاء هؤلاء الصم العمي أنه ليس في القرآن علم كل شيء من صغير الفرائض و كبيرها و دقيق الأحكام و السنن و جليلها و أنهم لما لم يجدوه فيه احتاجوا إلى القياس و الاجتهاد في الرأي و العمل في الحكومة بهما و افتروا على رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) الكذب و الزور بأنه (أباحهم الاجتهاد) وأطلق لهم ما ادعوه عليه لقوله لمعاذ بن جبل و الله يقول: (( وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ و يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ)) و يقول: (( وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)) و يقول: (( وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً)) و يقول: (( قل إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ و يقول وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ)) فمن أنكر أن شيئا من أمور الدنيا و الآخرة و أحكام الدين و فرائضه و سننه و جميع ما يحتاج إليه أهل الشريعة ليس موجوداً في القرآن الذي قال الله تعالى (فيه تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) فهو راد على الله قوله و مفتر على الله الكذب و غير مصدق بكتابه.
و لعمري لقد صدقوا عن أنفسهم و أئمتهم الذين يقتدون بهم في أنهم لا يجدون ذلك في القرآن لأنهم ليسوا من أهله و لا ممن أوتي علمه و لا جعل الله و لا رسوله لهم فيه نصيبا بل خص بالعلم كله أهل بيت الرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) الذين آتاهم العلم و دل عليهم الذين أمر بمسألتهم ليدلوا على موضعه من الكتاب الذي هم خزنته و ورثته و تراجمته.
و لو امتثلوا أمر الله عز و جل في قوله : ((وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)) و في قوله: (( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) لأوصلهم الله إلى نور الهدى و علمهم ما لم يكونوا يعلمون و أغناهم عن القياس و الاجتهاد بالرأي و سقط الاختلاف الواقع في أحكام الدين الذين يدين به العباد و يجيزونه بينهم و يدعون على النبي (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) الكذب أنه أطلقه و أجازه و القرآن يحظره و ينهى عنه حيث يقول جل و عز: (( وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)) و يقول: (( وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ)) و يقول: (( وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا)).
و آيات الله في ذم الاختلاف و الفرقة أكثر من أن تحصى و الاختلاف و الفرقة في الدين هو الضلال و يجيزونه و يدعون على رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) أنه أطلقه و أجازه افتراء عليه و كتاب الله عز و جل يحظره و ينهى عنه بقوله : ((وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا)).
فأي بيان أوضح من هذا البيان و أي حجة للخلق على الله بعد هذا الإيضاح و الإرشاد نعوذ بالله من الخذلان و من أن يكلنا إلى نفوسنا و عقولنا و اجتهادنا و آرائنا في ديننا و نسأله أن يثبتنا على ما هدانا له و دلنا عليه و أرشدنا إليه من دينه و الموالاة لأوليائه و التمسك بهم و الأخذ عنهم و العمل بما أمروا به و الانتهاء عما نهوا عنه حتى نلقاه عز و جل على ذلك غير مبدلين و لا شاكين و لا متقدمين لهم و لا متأخرين عنهم فإن من تقدم عليهم مرق و من تخلف عنهم غرق و من خالفهم محق و من لزمهم لحق و كذلك قال رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم).
أقول: إن ماذكرهُ الشيخ النعماني (رضوان الله تعالى عليهِ) الذي هو من كبار علماء طائفة الحق المنتهجة على سيرة أئمة الهدى ومصابيح الدجى (عليهم افضل الصلاة والسلام) ، حيث كان يذّم أهل الإجتهاد المخالفين لسيرتهم والعاملين على أهوائهم وآرائهم بإحكام المقاييس العقلية وإحتجاجهم إن دين الله أباح لهم الإجتهاد بالتشريع في الفرائض والسنن بناءاً على مبانيهم العقلية.
إذن لماذا فقهاء الإمـامية في عصرونا المتأخرة أنتهجوا هذهِ السيرة التي رفضها أئمتنا الهداة (عليهم السلام) ورفضها قدامى علمائنا الأجلاء من المُحدثين وحفظة أحاديث وسنن سيد المرسلين وأبناءهِ المعصومين (سلام الله عليهم أجمعين)؟؟
ألم ينتبهوا هؤلاء الفقهاء إلى عدم قبول الإختلاف والتفرقة في شريعة آل محمد ، وذهابهم إلى جواز هذا الأمر دون دليل من الثقلين بل العكس من ذلك؟؟؟
اللهم عجل لوليك الفرج ، وأيدهُ بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من نصب له وكذّب به ، وأظهر به الحق ، وأمت به الجور ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذّل، وانعش بهِ البلاد ، واقتل به الكفرة ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وذلّل بهِ الجبارين والكافرين.
وأبر بهِ المنافقين والناكثين ، وجميع المخالفين والملحدين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها ، حتى لاتدع منهم ديّاراً ، ولاتُبقي لهم آثاراً ، وطهر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك.
وجدَّد بهِ ما امتحى من دينك ، وأصلح بهِ ما بُدَّل من حكمك ، وغُيَّر من سُنَّتك ، حتى يعود دينك بهِ وعلى يديهِ غضّاً جديداً صحيحاً لا عِوجَ فيه ، ولا بِدعة معه ، حتى تُطفئ بعدلهِ نيران الكافرين.
آمين رب العالمين