ولكل دين مسيرة تاريخية
تحدد هويته وجهته ومصدره ، وأصله ومنبته ، وانتماؤه وحقيقته
الدين الثاني والولادة العسرة من رحم الباطل وساحة الشقاق
إرهاصات الحمل ومقدمات الولادة العسرة
من المعلوم أن الاجتهاد كان محرماً عند قدماء الشيعة الأوائل ، وكانوا يحصرون معرفة أحكام ما يقع ويستجد من النوازل والوقائع في الأئمة المعصومين ( ع ) ... واستمرت هذه الطريقة إلى بعد وقوع غيبة صاحب الزمان ( ع ) وكانت فتاوى العلماء ، ك ( علي بن بابويه الصدوق ) مجرد نصوص وروايات معتبرة لديهم .
ولكن بعد مرور قترة طويلة من الز
مان من غيبة الإمام ( ع ) وانقطاع الاتصال بمصدر العلم الإلهي ، وحدوث مسائل جمة جديدة لم يتحمل جانب من الشيعة التوقف والتثبت على ما عليه حتى يظهر له الإمام ( ع ) مرة أخرى ، بل رأى أن يلحق بمسيرة الأشقياء أهل الخلاف في فتح باب الاجتهاد والقول والعمل بالقياس ، وكان رائد هذه المسيرة الغبراء في أواسط القرن الرابع الهجري الحسن بن عقيل العماني الذي يصفه الشيخ عباس القمي في : ( الكنى والألقاب ) : بأنه أول من هذب الفقه ، واستعمل النظر ، وفتق البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ، وكان يرى القول بالقياس ، ويقول باجتهاد الرأي ، كما يقول النجاشي في رجاله ... وأول من أبدع أساس الاجتهاد في أحكام الشريعة كما يقول الخونساري في : ( روضات الجنات ) .. وكان يشاركه في تلك المدرسة الاجتهادية :محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي ـ وهو من مشايخ المفيد ـ الذي يصفه الخونساري في ( روضات الجنات ) بأنه قد عمل صريحاً بالقياسات الحنفية ، واعتمد على الاستنتاجات الظنية ، ... وهكذا تمت الولادة العسرة للمذهب الشيعي الأصولي من رحم مذاهب المخالفين الأصولية .
وهكذا بدأت المسيرة ، وهكذا تواجد المذهب الأصولي الشيعي ، فهل تكفي هذه الولادة العسرة للدين الأصولي الشيعي أم أن: الأنوار النعمانية
جاء فيه
" أن أكثر أصحابنا ـ الشيعة الأصوليين ـ قد تبعوا جماعة من المخالفين من أهل الرأي والقياس ومن أهل الطبيعة والفلاسفة وغيرهم من الذين اعتمدوا على العقول واستدلالاتها ، وطرحوا ما جاءت به الأنبياء ( عليهم السلام ) حيث لم يأت وفق عقولهم ... والحاصل إنهم ما اعتمدوا في شيء من أمورهم إلا على العقل ، فتابعهم بعض أصحابنا وإن لم يعترفوا بالمتابعة ، فقالوا : أنه إنا تعارض الدليل العقلي والنقلي ، طرحنا النقلي أو تأولناه بما يرجع إلي العقل .. ومن هنا تراهم في مسائل الأصول يذهبون إلي أشياء كثيرة قد قامت الدلائل النقلية على خلافها ، لوجود ما تخيلوا أنه دليل عقلي .
وصوت مناصر ومؤيد ، لكن ماذا يقول :
السيد محسن الاعرجي وهو من أكبر محققي الشيعة الأصوليين حيث يقول :
إن المخالفين لما احتاجوا إلي مراعاة هذه الأمور ـ أصول الفقه وعلومه ـ قبل أن نحتاج إليها سبقوا إلي التدوين لبعدهم عن عصر الصحابة .. فافتتحوا باباً عظيماً لاستنباط الأحكام ، كثيرة المباحث ، دقيق المسارب جم التفاصيل وهو القياس ، فاضطروا إلي التدوين أشد ضرورة ، ونحن مستغنون بأرباب الشريعة وأئمة الهدى نأخذ منهم الأحكام مشافهة ، ونعرف ما يريدون بديهية إلي أن وقعت الغيبة وحيل بيننا وبين إمام العصر ( ع ) فاحتجنا إلي تلك المباحث وألف فيها متقدمونا ... أترانا نعرض عن مراعاتها مع مسيس الحاجة لأن سبقنا إليها المخالفون .
_ من كتاب مصادر الاستنباط _ محمد الغراوي _
صرخة مدوية
إذا كان من حق هذا الجانب من الشيعة أن ينفصلوا عن مسار وطريقة أهل البيت ( ع ) وإن يختاروا لأنفسهم ما عند المخالف سواء أجروا عليه التطوير والتعديل أم لا : فكيف لهم وأنى لهم أن يرفعوا على مذهبهم الأصولي هذا عنوان أمر أهل البيت ( ع ) وإمامتهم ... إني أرى أنهم يرتكبون بذلك مالا أستطيع أن أترجمه في كلمات .
تحدد هويته وجهته ومصدره ، وأصله ومنبته ، وانتماؤه وحقيقته
الدين الثاني والولادة العسرة من رحم الباطل وساحة الشقاق
إرهاصات الحمل ومقدمات الولادة العسرة
من المعلوم أن الاجتهاد كان محرماً عند قدماء الشيعة الأوائل ، وكانوا يحصرون معرفة أحكام ما يقع ويستجد من النوازل والوقائع في الأئمة المعصومين ( ع ) ... واستمرت هذه الطريقة إلى بعد وقوع غيبة صاحب الزمان ( ع ) وكانت فتاوى العلماء ، ك ( علي بن بابويه الصدوق ) مجرد نصوص وروايات معتبرة لديهم .
ولكن بعد مرور قترة طويلة من الز
مان من غيبة الإمام ( ع ) وانقطاع الاتصال بمصدر العلم الإلهي ، وحدوث مسائل جمة جديدة لم يتحمل جانب من الشيعة التوقف والتثبت على ما عليه حتى يظهر له الإمام ( ع ) مرة أخرى ، بل رأى أن يلحق بمسيرة الأشقياء أهل الخلاف في فتح باب الاجتهاد والقول والعمل بالقياس ، وكان رائد هذه المسيرة الغبراء في أواسط القرن الرابع الهجري الحسن بن عقيل العماني الذي يصفه الشيخ عباس القمي في : ( الكنى والألقاب ) : بأنه أول من هذب الفقه ، واستعمل النظر ، وفتق البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ، وكان يرى القول بالقياس ، ويقول باجتهاد الرأي ، كما يقول النجاشي في رجاله ... وأول من أبدع أساس الاجتهاد في أحكام الشريعة كما يقول الخونساري في : ( روضات الجنات ) .. وكان يشاركه في تلك المدرسة الاجتهادية :محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي ـ وهو من مشايخ المفيد ـ الذي يصفه الخونساري في ( روضات الجنات ) بأنه قد عمل صريحاً بالقياسات الحنفية ، واعتمد على الاستنتاجات الظنية ، ... وهكذا تمت الولادة العسرة للمذهب الشيعي الأصولي من رحم مذاهب المخالفين الأصولية .
وهكذا بدأت المسيرة ، وهكذا تواجد المذهب الأصولي الشيعي ، فهل تكفي هذه الولادة العسرة للدين الأصولي الشيعي أم أن: الأنوار النعمانية
جاء فيه
" أن أكثر أصحابنا ـ الشيعة الأصوليين ـ قد تبعوا جماعة من المخالفين من أهل الرأي والقياس ومن أهل الطبيعة والفلاسفة وغيرهم من الذين اعتمدوا على العقول واستدلالاتها ، وطرحوا ما جاءت به الأنبياء ( عليهم السلام ) حيث لم يأت وفق عقولهم ... والحاصل إنهم ما اعتمدوا في شيء من أمورهم إلا على العقل ، فتابعهم بعض أصحابنا وإن لم يعترفوا بالمتابعة ، فقالوا : أنه إنا تعارض الدليل العقلي والنقلي ، طرحنا النقلي أو تأولناه بما يرجع إلي العقل .. ومن هنا تراهم في مسائل الأصول يذهبون إلي أشياء كثيرة قد قامت الدلائل النقلية على خلافها ، لوجود ما تخيلوا أنه دليل عقلي .
وصوت مناصر ومؤيد ، لكن ماذا يقول :
السيد محسن الاعرجي وهو من أكبر محققي الشيعة الأصوليين حيث يقول :
إن المخالفين لما احتاجوا إلي مراعاة هذه الأمور ـ أصول الفقه وعلومه ـ قبل أن نحتاج إليها سبقوا إلي التدوين لبعدهم عن عصر الصحابة .. فافتتحوا باباً عظيماً لاستنباط الأحكام ، كثيرة المباحث ، دقيق المسارب جم التفاصيل وهو القياس ، فاضطروا إلي التدوين أشد ضرورة ، ونحن مستغنون بأرباب الشريعة وأئمة الهدى نأخذ منهم الأحكام مشافهة ، ونعرف ما يريدون بديهية إلي أن وقعت الغيبة وحيل بيننا وبين إمام العصر ( ع ) فاحتجنا إلي تلك المباحث وألف فيها متقدمونا ... أترانا نعرض عن مراعاتها مع مسيس الحاجة لأن سبقنا إليها المخالفون .
_ من كتاب مصادر الاستنباط _ محمد الغراوي _
صرخة مدوية
إذا كان من حق هذا الجانب من الشيعة أن ينفصلوا عن مسار وطريقة أهل البيت ( ع ) وإن يختاروا لأنفسهم ما عند المخالف سواء أجروا عليه التطوير والتعديل أم لا : فكيف لهم وأنى لهم أن يرفعوا على مذهبهم الأصولي هذا عنوان أمر أهل البيت ( ع ) وإمامتهم ... إني أرى أنهم يرتكبون بذلك مالا أستطيع أن أترجمه في كلمات .
تعليق