المشرع هو الله وحده :
بين أهل البيت ﴿عليه السلام﴾ بأن الله قد خص أوليائه بعلمه ولم يجعل لأوليائه التشريع ولم يكل أمر ذلك إلى أحد غيره جل جلاله ولكن بلغ أنبيائه وأصفيائه عن طريق ملائكته بما يحب وما يكره فبلغ أنبيائه الناس وعلموهم حلال الله وحرامه فلم يكن لأنبياء الله ولا لأوليائه حق التشريع مع كمال عقلهم وفضلهم ، فلا يدركون علل الأحكام وأسباب الحلال والحرام إلا ما علمهم ربهم من ذلك ولهذا المعنى جاء قول أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ في حديث طويل قال فيه : ﴿ وإن الله لم يجعل العلم جهلا ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحب ، ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبيائه وأصفياءه من الأنبياء والأصفياء ... إلى أن قال : ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة ، ثم قال : فمن أعتصم بالفضل انتهى بعلمهم ، ونجا بنصرتهم ، ومن وضع ولاة أمر الله وأهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدى من الله وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله فقد كذبوا على الله ورسوله ورغبوا عن وصيه وطاعته ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله فضلوا وأضلوا أتباعهم ولم يكن لهم حجة يوم القيامة ... إلى أن قال : في قوله تعالى : ﴿ فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ﴾ فإنه وكل بالفضل من أهل بيته والاخوان والذرية وهو قوله تعالى : إن تكفر به أمتك فقد وكلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به لا يكفرون به أبداً ، ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أمتك وولاة أمري بعدك وأهل استنباط العلم ، الذي ليس فيه كذب ، ولا اثم ، ولا زور ولا بطر ولا رئاء ... إلى أن قال : فاعتبروا أيها الناس فيما قلت ، حيث وضع الله ولايته ، وطاعته ، ومودته ، واستنباط علمه ، وحججه ، فاياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا تنجوا ، وتكون لكم الحجة يوم القيامة وطريق ربكم جل وعز ، لا تصل ولاية الله إلا بهم ، فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يكرمه ولا يعذبه ، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقاً على الله أن يذله ، وأن يعذبه﴾﴿ ﴾.
ومن قول الباقر ﴿عليه السلام﴾ هذا نفهم بانه لم يفوض أمر التشريع إلى أحد غير الله وانه سبحانه قد علم أوليائه واصفيائه علمه فعلموا ذلك وأصبحوا أهلاً لاستنباط علم الله لا يقولها غيرهم إلا كاذب ، فقد وضع الله لاستنباط علمه أهلاً وهم الصفوة من بيوتات الأنبياء ومن كلف نفسه هذا المقام وزعم إنه من أهل الاستنباط أو وضع لنفسه أهلاً لاستنباط علم الله من غير الصفوة المختارة فقد خالف الله وجعل للجهال مقاماً ما أنزل الله به من سلطان فضلوا واضلوا أتباعهم وأين مفرهم من عذاب الجبار يوم يلقونه فلا حجة لهم يوم ذاك فقد إلقيت عليهم الحجج في هذه الحياة الدنيا فما قبلوها وجعلوا لهم اربابا يحللون لهم ما حرم الله ويحرمون ما احل الله ، فقبلوا بهم واستبدلوهم بخير خلق الله الصفوة المختارة علماء آل محمد ﴿عليهم السلام﴾ الانوار الاثني عشر في ظلمات الجهل المقيت ، فإن كفر القوم بهذه النعمة فقد وكل الله سبحانه أهل بيت نبيه ﴿عليهم السلام﴾ بالإيمان الذي أرسل الله به نبيه في قوله تعالى : ﴿ فإن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ﴾﴿ ﴾ . وهم بذلك علماء أمة الرسول وولاة أمر الله وأهل استنباط علمه الذي لا يشوبه الكذب ولا الآثام . فبهم وضع الله ولايته وبهم الزم الناس طاعته ومودته فَهُم العروة الوثقى للمؤمنين المتقين المتمسكين بهم المفارقين لغيرهم فَهُم بذلك محلا لرحمة الله وكرامته . منقول من كتاب سقيفة الغيبة /من فكر السيد القحطاني
بين أهل البيت ﴿عليه السلام﴾ بأن الله قد خص أوليائه بعلمه ولم يجعل لأوليائه التشريع ولم يكل أمر ذلك إلى أحد غيره جل جلاله ولكن بلغ أنبيائه وأصفيائه عن طريق ملائكته بما يحب وما يكره فبلغ أنبيائه الناس وعلموهم حلال الله وحرامه فلم يكن لأنبياء الله ولا لأوليائه حق التشريع مع كمال عقلهم وفضلهم ، فلا يدركون علل الأحكام وأسباب الحلال والحرام إلا ما علمهم ربهم من ذلك ولهذا المعنى جاء قول أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ في حديث طويل قال فيه : ﴿ وإن الله لم يجعل العلم جهلا ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحب ، ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبيائه وأصفياءه من الأنبياء والأصفياء ... إلى أن قال : ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة ، ثم قال : فمن أعتصم بالفضل انتهى بعلمهم ، ونجا بنصرتهم ، ومن وضع ولاة أمر الله وأهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدى من الله وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله فقد كذبوا على الله ورسوله ورغبوا عن وصيه وطاعته ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله فضلوا وأضلوا أتباعهم ولم يكن لهم حجة يوم القيامة ... إلى أن قال : في قوله تعالى : ﴿ فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ﴾ فإنه وكل بالفضل من أهل بيته والاخوان والذرية وهو قوله تعالى : إن تكفر به أمتك فقد وكلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به لا يكفرون به أبداً ، ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أمتك وولاة أمري بعدك وأهل استنباط العلم ، الذي ليس فيه كذب ، ولا اثم ، ولا زور ولا بطر ولا رئاء ... إلى أن قال : فاعتبروا أيها الناس فيما قلت ، حيث وضع الله ولايته ، وطاعته ، ومودته ، واستنباط علمه ، وحججه ، فاياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا تنجوا ، وتكون لكم الحجة يوم القيامة وطريق ربكم جل وعز ، لا تصل ولاية الله إلا بهم ، فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يكرمه ولا يعذبه ، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقاً على الله أن يذله ، وأن يعذبه﴾﴿ ﴾.
ومن قول الباقر ﴿عليه السلام﴾ هذا نفهم بانه لم يفوض أمر التشريع إلى أحد غير الله وانه سبحانه قد علم أوليائه واصفيائه علمه فعلموا ذلك وأصبحوا أهلاً لاستنباط علم الله لا يقولها غيرهم إلا كاذب ، فقد وضع الله لاستنباط علمه أهلاً وهم الصفوة من بيوتات الأنبياء ومن كلف نفسه هذا المقام وزعم إنه من أهل الاستنباط أو وضع لنفسه أهلاً لاستنباط علم الله من غير الصفوة المختارة فقد خالف الله وجعل للجهال مقاماً ما أنزل الله به من سلطان فضلوا واضلوا أتباعهم وأين مفرهم من عذاب الجبار يوم يلقونه فلا حجة لهم يوم ذاك فقد إلقيت عليهم الحجج في هذه الحياة الدنيا فما قبلوها وجعلوا لهم اربابا يحللون لهم ما حرم الله ويحرمون ما احل الله ، فقبلوا بهم واستبدلوهم بخير خلق الله الصفوة المختارة علماء آل محمد ﴿عليهم السلام﴾ الانوار الاثني عشر في ظلمات الجهل المقيت ، فإن كفر القوم بهذه النعمة فقد وكل الله سبحانه أهل بيت نبيه ﴿عليهم السلام﴾ بالإيمان الذي أرسل الله به نبيه في قوله تعالى : ﴿ فإن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ﴾﴿ ﴾ . وهم بذلك علماء أمة الرسول وولاة أمر الله وأهل استنباط علمه الذي لا يشوبه الكذب ولا الآثام . فبهم وضع الله ولايته وبهم الزم الناس طاعته ومودته فَهُم العروة الوثقى للمؤمنين المتقين المتمسكين بهم المفارقين لغيرهم فَهُم بذلك محلا لرحمة الله وكرامته . منقول من كتاب سقيفة الغيبة /من فكر السيد القحطاني