بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
سلسلة الفرق بين دين ال محمد ودين فقهاء الحوزة ( الجزء الخامس )
{ أل محمد يحرمون هجر القران وعدم اعتماده مصدر للعلم وفقهاء الحوزة على خلاف ذلك }
الفرق الخامس سيكون على شكل أبواب
الباب الأول :- تصاريح آل محمد { ع { عن جريمة هجر القران من قبل الناس وحصول ذلك الأمر }
الباب :- الثاني { الأدلة على هجر الفقهاء لكتاب الله }
الباب :- الثالث { ما هو القران وما هي أهميته وما هو دوره }
الباب الرابع :- { كيفية الخلاص من الهجران لكتاب الله }
إن الأمة الإسلامية بعد رحيل النبي الأكرم لم تدع للإسلام ركن إلا هدمته ولا أساس إلا قلعته بدأً بإمامة الأئمة عليهم السلام و وصولاً إلى تنحية القران كلياً من كل مفاصل حياتهم التعبدية
إما تشريعياً فقد عطل بالكامل واستبدل بالعقل واستحسانات والآراء والفلسفة والمنطق للكفرة والملحدين وغير ذلك حتى صار القران عندهم كالحجاب للبركة أو للاستخارة لاعمال دنيوية أو للغناء يسترزقون به ثمناً بخس:
إن المسلمون جميعاً الخاص والعام قد هجروا القران واستبدلوا الأدنى بالذي هو خير ولم يدخر آل محمد عليهم السلام جهداً إلا بذلوه لكشف هذه الجريمة في كل مكان و زمان وفي كل موقف وقفوه والتي حاول المؤسسون والراعون والمستفيدون لهذه الجريمة أن يستروها تارة بجهل الناس بعلوم آل محمد وأبعادهم قدر المستطاع عن العلم المحمدي وتارة بحيل وخدع أبطال التحريف والتزييف فقهاء السوء المحترفين بالتحريف
واليك عزيزي القارئ الأدلة على ما نقول أدناه :
الباب الأول:- { تصاريح آل محمد } ع {عن هجر القران من قبل الناس وحصول ذلك }
لا يخفى على كل مؤمن بمحمد وال محمد ان الله خصهم بعلم ما كان وعلم مايكون الى يوم القيامة وللتذكير اورد هذه الروايات الشريفة جاء في كتاب الكافي الجزء الاول ص[261]
{ باب أن الائمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وانه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم }
عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال عليه السلام } :علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا: ليس علينا عين فقال: ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لاخبرتهما أني أعلم منهما ولانبئتهما بما ليس في أيديهما، لان موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة
عدة من أصحابنا، عن عبدالله ابن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبدالله عليه السلام يقول: { إني لاعلم ما في السماوات وما في الارض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون، قال: ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال: علمت ذلك من كتاب الله عزوجل، إن الله عزوجل يقول { فيه تبيان كل ش}
ان النبي الاكرم وال بيته عليهم السلام كانوا يعلمون بما يحصل في المستقبل فعلى سبيل المثال قد تنبأ النبي بمقتل الامام الحسين في كربلاء وتنبأ بمقتل امير المؤمنين وبمقتل الامام الحسن وتنبأ بما سوف يعمل القوم من بعده بعترته الطاهرة
وتنبأ الانبي الاكرم ص والائمة عليهم السلام من بعده بأمر هجران اناس للقران ولاجل ذلك صرح ال محمد عن هذا الامر في كثير من الروايات التي وردت عنهم
التصريح الأول :- قال أمير المؤمنين (ع) : { وأنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تُلي حق تلاوته ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر , فقد نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يأويهما مؤٍ , فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليس فيهم ومعهم لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا , فأجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة , كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب أمامهم فلم يبقى عندهم منه إلا أسمه ولا يعرفون إلا خطه وزبره ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة }
أقول بعد طلب العون من ربي : هذا الكلام الطاهر من أفواه الطاهرين لا يحتاج إلى توضيح لشدة وضوحه وبيان ما أردنا مقصوده لله الحمد فكلامهم واضح عليهم السلام ولا يحتاج إلا تبيان ,
التصريح الثاني :- قال الإمام الصادق عليه السلام { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } بحار الأنوار 2/246
إن هجران الحق مستمر إلى قيام ناصره وهو القائم من آل محمد عليه السلام وهجران القران مستمر إلى قيامه عليه السلام فالناس معرضون عن القران الناطق والصامت فما من شيء إلا حرفوه وما من حق إلا هجروه ولا ينتهي الهجران وإلا يعود الإسلام إلا بقدوم القائم عليه السلام وهو قولهم عليهم السلام { ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص }
التصريح الثالث :- وورد في خطب أمير المؤمنين { عليه السلام } { فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع }
{ الغيبة للنعمانى} .
أقول : إن الناس بعد أن قتلوا ابن بنت رسولهم غيروا وبدلوا كل ما أراده القران العظيم ومن المعلوم إنهم عندما بدلوا الحق يكون البديل بالباطل وهو قولهم عليهم السلام { وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه } والنتيجة إنهم قد هجروا القران عندما هجروا أحكامه ومضمونه
التصريح الرابع :- فقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه { كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحق القول على الكافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في كتابه بقوله: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } النور(:55). وذلك إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على يديه على الدين كله ولو كره المشركون }
إن الناس قبل هجرهم للقران هجروا الإسلام وبذلك لا نستغرب من هجر القران من قبلهم وهو قولهم عليهم السلام { وذلك إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه } بل الطامة الكبرى ليس هجرهم للقران والإسلام بل من يدعي حب آل محمد وموالاتهم يكون اشد أعداء القران والإسلام وال محمد والقائم من آل محمد عليهم السلام بقولهم عليهم السلام
{ وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له } فالذي يتربص بعدل القران إن يقضي عليه يكون هجر القران عنده أمر يسير
التصريح الخامس :- ورد في أدعية آل محمد عليهم السلام إنهم قالوا { وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك وغير من سننك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين } دعاء زمن الغيبة
{ أين الْمُنْتَظَرُ لإقامة ألامت وَاْلعِوَجِ، أين الْمُرْتَجى لإزالة الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، أين الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الفرائض و َالسُّنَنِ، أين الْمُتَخَيَّرُ لإعادة الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، أين الْمُؤَمَّلُ لإحياء الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، أين مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وأهله } دعاء الندبة
وهنا الأمر واضح وضوح الشمس فأن القائم عليه السلام عندما يقوم يحيي القران العظيم وحدوده وهل يحييه إلا بعد أن أماته المحبون والموالون والأنصار كما يسمون أنفسهم
التصريح السادس :- جاء عن الإمام الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه في زيارة حده الإمام الحسين عليه السلام انه قال
{ لقد قتلوا بقتلك الإسلام وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والإحكام وهدموا قواعد الإيمان وحرفوا آيات القران وهجموا في البغي والعدوان لقد أصبح رسول الله { ص } من أجلك موتورا وعاد كتاب الله عز وجل مهجورا وغودر الحق إذ قهرت مقهورا وفقد بفقدك التكبير والتهليل والتحريم والتحليل والتنزيل والتأويل وظهر بعد التغيير والتبديل والإلحاد والتعطيل والأهواء والأضاليل والفتن والأباطيل }
إن المسلمون بعد إن هدموا الإسلام وعطلوا الصلاة والصيام وبعد أن نقضوا السنن والأحكام وبعد أن هدموا قواعد الإيمان هجروا كتاب الله عز وجل وهو قول الإمام المهدي عليه السلام { وعاد كتاب الله عز وجل مهجورا } وبالنتيجة يكون القران مهجور من زمان الإمام الحسين إلى قيام القائم عليه السلام فهو{ الْمُؤَمَّلُ لإحياء الْكِتابِ وَحُدُودِهِ }
التصريح السابع :- ، عن رسول الله ص : { سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود } (بحار الأنوار / ج52: 190
لا استطيع التعليق على قوله ص { لا يبقى من القرآن إلا رسمه } فألكلام واضح جداً ولا يحتاج الى تعليق
لكن أسأل لماذا النبي الاكرم عندما ذكر هجر الناس للقران ذكر الفقهاء وقال عنهم { فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود } ما هو الداعي الى ذكر هجر القران وذكر الفقهاء الذين وصفهم النبي الاكرم بشر فقهاء تحت ظل السماء
اقول الامر واضح ان كلام الانبي في ذيل الرواية يوضح الربط بين هجر القران وذكر الفقهاء الذين هم شر فقهاء وهو قوله
{ص } { منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود } وهل هناك فتنة اعظم من هجر القران
ان النبي الاكرم (ص ) يريد القول ان هجر القران سكون اول من يمهد له هم الفقهاء الذين منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ولا يستغرب احد من الفقهاء ان يفعلوا ذلك بعد وصف النبي الاركرم لهم بشر فقهاء تحت ظل السماء
يتبع بحول الله
تعليق