إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{ السلسة الذهبية ح 2 } أل محمد يحرمون الافتاء بالظن وفقهاء الحوزة يحلون ذلك

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • { السلسة الذهبية ح 2 } أل محمد يحرمون الافتاء بالظن وفقهاء الحوزة يحلون ذلك



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم

    سلسلة الفرق بين دين ال محمد ودين فقهاء الحوزة ( الجزء الثاني )


    { أل محمد يحرمون الإفتاء بالظن وفقهاء الحوزة يحلون ذلك }


    تعريف الظن : أن الظن نقيض العلم ومن لم يقل بعلم فإنما هو ظن وشاهد على ذلك قول الله عز وجل { قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون} ( الأنعام:148)

    على ضوء ما تضمنته الآية الكريمة فأن القول بغير علم ظن,
    وقال تعالى في أية أخرى { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون } ( الجاثية:24) فتبين أن العلم نقيض الظن ومن لم يقل بعلم فإنما هو ظن .

    وقد حكم الله على الظن أنه لا يغني من الحق شيئا, قال تعالى { قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون * وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا } (يونس:36,35)

    وحيث أنه لا يغني من الحق شيء فهو وباليقين الجازم ضلال, قال سبحانه وتعالى { فماذا بعد الحق إلا الضلال } (يونس:32)
    وقال جل ذكره { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وأنهم إلا يخرصون } (الأنعام:116) فقد وضح الله أن الظن ضلال وأنه لا يقوم بشيء من الحق

    وقد جعل الله الظن نقيض الهدى, حيث قال { إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى } (النجم:23)

    فيكون : كل فقيه يفتي بغير علم فقد أفتى بالظن ومن أفتى بالظن فقد ضل وأضل من يقلده في الفتوى


    { عقاب الذي يفتي من غير علم وينسب فتواه إلى الله عز وجل }


    قال الله عز وجل كتابه :
    { ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على الله وجوههم مسودّة أليس في جهنّم مثوى للمتكبّرين }

    { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لّتفتروا على اللّه الكذب إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون } النحل116.

    { انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا } لنساء
    50
    { فمن افترى على اللّه الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظّالمون } آل عمران
    94
    { وما ظنّ الّذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } .يونس
    60
    { قل إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون } يونس69] .


    { إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون } .النحل


    إن الله عز وجل يتوعد الذي يفتي بالظن من غير علم منه سبحانه بأنه سوف يخلد في النار ابد الآبدين ويصفهم بالظالمين والكاذبين والمتكبرين ولا يفلحون و وجوههم سوف تسود في الدنيا قبل الأخرى :
    وإما ما جاء على لسان محمد وال محمد الطيبين في عاقبة و عقاب الذي يفتي بالظن فقد ورد عن

    مفضل بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: { أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم }

    وعن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام { إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم }

    وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: { من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه }

    و عن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: { ما علمتم فقولوا، و ما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض } .

    و عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: { إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل: لا أدري ولا يقل: الله أعلم، فيوقع في قلب صاحبه شكا و إذا قال المسؤول: لا أدري فلا يتهمه السائل }

    وعن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام ما حق الله على العباد؟ قال:{ أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون }

    وعن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: { إن الله خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا وقال عز وجل: { ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق }
    وقال { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله }

    نستخلص من كلام حجج الملك العلام

    اولاً : من أفتى من غير علم فمصيره إلى النار وبئس القرار

    ثانياً : لله عز وجل حق على العباد بدون استثناء الفقهاء وعامة الناس أن يقولوا ما عرفوا وعلموا وان لا يردوا أي حديث وان اشمأزت منه قلوبهم منه لعله صادر من قبل الله عز وجل أو من محمد وال محمد علبهم السلام

    ثالثاً : نهى الله عز وجل أن يدين المرء بما لا يعلم ونهى عن التقليد من غير علم من الله عز وجل ومن محمد وال محمد عليهم السلام

    { تعريف العلم ومصدره }

    بقي علينا أن نحدد ونبين ما هو العلم المقصود في الآيات والروايات الشريفة الذي من أفتى ولم يكن محيط به هلك واهلك المقلدون والسامعون منه والآخذون منه الفتوى وما هو مصدره :
    إما تحديد ونوع العلم : أقول : قد بينه الذي لا ينطق عن الهوى عليه واله أفضل الصلاة وأفضل التسليم فقد قال : أبي الحسن موسى عليه السلام { دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟ فقيل: علامة فقال: وما العلامة؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها، وأيام الجاهلية، والأشعار العربية، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: ذاك علم لا يضر من جهله، ولا ينفع من علمه، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: إنما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهن فهو فضل }

    عن أبي عبد الله عليه السلام قال: { إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين }

    يتبين مما مر إن العلم المقصود هو كلام الله عز وجل وأحاديث محمد وال محمد عليهم السلام وإما باقي العلوم التي ليس لها علاقة بالله ومحمد وال محمد فهي فضل بمعني من جهلها لا تدخله النار ومن عرفها أو تعلمها لا تنفعه ولا تصل به إلى بر الأمان ولا تدخله الجنة التي هي ثمن نفس الإنسان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام ما معناه إن ثمن نفس الإنسان هي الجنة فلا تبيعوها بغير ثمنها وهو الجنة


    { محمد وال محمد هم معدن العلم وخزانه وهم بابه فقط لا غير }


    بعد أن عرفنا العلم ومصدره بقي أن نعرف من صاحب العلم الذي إذا أخذنا منه نكون قد أخذنا من المعين الصافي الذي أمرنا الله عز وجل به ونكون من الناجين بأتباع أثره سأورد هذه الأحاديث شريفة للتبيان
    4 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: { سمعته يقول يغدوا الناس على ثلاثة أصناف: عالم ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء }

    وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الذكر : أنا ، والأئمة : أهل الذكر ، وقوله عز وجل : ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ) قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : نحن قومه ، ونحن المسؤولون .

    علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، عن سعد، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب }
    قال أبو جعفر عليه السلام: { إنما نحن الذين يعلمون والذين لا يعلمون عدونا وشيعتنا أولو الألباب }
    عن معلى ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : { فليذهب الحسن ـ يعني : البصري ـ يميناً وشمالاً ، فو الله ما يوجد العلم إلا ههنا }

    عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: { إن الحكم بن عتيبة ممن قال الله ( وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) فليشرق الحكم و ليغرب، أما و الله لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل }

    أقول : بعد أن تبين إن العلم المقصود خاص لمحمد وال محمد عليهم السلام وغيرهم جاهلون لا علم لهم بلا استثناء بل حتى شيعتهم غير علماء بل متعلمون بنص كلام الطاهرين عليهم السلام

    أقول : هل علم محمد وال محمد عليه السلام من عند أنفسهم ولا يحتاجون السماء لمعرفة أحكام الدين أو بعبارة أخرى هل يستخدمون الرأي والعقل لمعرفة أحكام الدين ويفتون الناس بهذه الطريقة كما يفعل فقهاء الحوزات اليوم أم إن علمهم من السماء ومحظور عليهم استخدام هذه الأدوات اللعينة في معرفة الأحكام التي يستخدمها فقهاء الحوزة في زمانا هذا
    سنعرف هذا الأمر من الذين فرض الله طاعتهم على الأنس والجن أجمعين



    يتبع


  • #2



    { محمد وال محمد يفتون بفتوى الله عز وجل }

    فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحديث رسول الله قول الله عز وجل } الكافي باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب

    فرات بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن علي بن محمد بن إسماعيل ، معنعنا عن زيد ـ في حديث ـ أنه لما نزل قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح) ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : { إن الله قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة بعدي ـ إلى أن قال : ـ يجاهدون على الأحداث في الدين ، إذا عملوا بالرأي في الدين ، ولا رأي في الدين ، إنما الدين من الرب أمره ونهيه }
    وعن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويلقال : { وإن الله لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقربولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بمايحب ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم أمر خلقه بعلم فعلم ذلك العلم وعلم أنبيائهوأصفياءه من الأنبياء والأصفياء } وسائل الشيعة ج 18 - ص 21–

    الإمام محمد بن علي الباقر (ع) يقول : { إذا حدثت بالحديث فلم أسنده فسندي في أبي زين العابدين عن أبيه الحسين الشهيد عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله عز وجل }
    إعلام الورى بأعلام الهدى
    وقال عليه السلام أيضا : { والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا لكنا من الهالكين ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابر عن كابر } بحار الأنوار ج1


    الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) يقول : { نحن قوم نتبع الأثر والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلا ما قال ربنا }

    وقال (ع) { مهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله لسنا نقول برأينا في شيء }

    الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) يقول : { لا تكونن مبتدعا ، من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبي الله ضل ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر } الفصول المهمة في أصول الأئمة

    نستخلص مما مر أمر مهم وعظيم وهو إن أل محمد بخلاف فقهاء كل زمان فهم عليهم السلام يفتون الناس بوحي من قبل الله عز وجل وهذه هي المنقبة والله ليس بعدها منقبة فمن من الفقهاء يستطيع أن يفتي الناس بعلم كما يفعل أل محمد عليهم السلام لا ولله ليس لهم ذلك وليس لهم إلى ذلك من سبيل فهم أولى بالظن وأولى بالقياس وأولى بالرأي والاستحسانات الشيطانية

    بعد إن عرفنا إن أل محمد عليهم السلام يفتون بالوحي من قبل الله عز وجل ولا يفتون بالرأي والقياس ولا يستخدمون العقل للتشريع كما يفعل فقهاء الحوزات
    أقول : هل يجوز لمن ليس له حظ بالإفتاء من قبل الله عز وجل كالفقهاء أن يفتى بالرأي والقياس والاستحسان وان يستعين بالعقل القاصر لكسب العلم ولمعرفة أحكام الدين هذا ما سنعرفه عند رجوعنا إلى أفضل الخلف أجمعين

    فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال { يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا إياكم وأصحاب الرأي فأنهم أعداء السنن تلفتت منهم الأحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة إن يعوها فاتخذوا عباد الله خولا وماله دولا فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق وأشباه الكلاب ونازعوا الحق وأهله وتمثلوا بالأئمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين فسئلوا عما لا يعلمون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما } بحار الأنوار ج2ص84


    قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في رسالته إلى أصحابه: { قال أبونا رسول الله ص المداومة على العمل في إتباع الآثار و السنن و إن قل أرضى لله و أنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع وإتباع الأهواء, ألا إن إتباع الأهواء وإتباع البدع بغير هدى من الله ضلال وكل ضلالة بدعة وكل بدعة في النار }


    في كلام الأئمة عليهم السلام أمر خطير جداً وهو إن إتباع أي فقيه والتقيد بفتواه وهو يعمل بالاجتهاد والقياس والرأي ويستخدم عقله في التشريع يكون نتيجته النار والعياذ بالله ومن عمل بالقران وأحاديث أل محمد فقط أرضى عند الله عز وجل وان قل من إتباع وتقليد مثل هؤلاء الفقهاء


    { فقهاء الحوزة يستخدمون الظن في الإفتاء ولا سبيل لهم للعلم }


    هنا نقول : هل فقهاء الحوزات اليوم يفتون على ضوء القران وأحاديث محمد وال محمد عليهم السلام أم يفتون كما يفتي أتباع المذاهب المخالفة لمحمد وال محمد عليهم السلام :
    وهذا ما سوف نوضحه في هذه السطور إنشاء الله
    من البديهي إن كل من ليس له ما لمحمد وال محمد عليهم السلام من العلم المخصوص من قبل الله عز وجل أن يفتي بالظن لا يفتي بالعلم القطعي وهذا حال المخالفين لإل محمد عليهم السلام فهم بعد رحيل صاحب العلم القطي والإلهي صلى الله عليه واله وسلم التجأوا إلى الظن والتخمين في معرفة أحكام الدين وتركوا ناقل أحكام الله عز وجل إلى العباد والحبل المتين لكل هاد والباب الذي أمرهم الله أن يأتوه فهو الوحيد في ذلك الوقت الذي يفتي بعلم وإما باقي الناس الذين لم يرجعوا له عليه السلام في معرفة دينهم فقد كانوا في حالت تيه وعمى وضلال وظن بظن والدليل على ذلك قول عمر ابن الخطاب لأحد عماله : { فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك ، فاختر أي الأمرين شئت ، وإن شئت أن تجتهد برأيك لتقدم فتقدم ، وإن شئت تتأخر فتأخر}

    فهذا خليفة المسلمين كما يسمونه لا يعرف الحق من الباطل ولا يعرف أين الصواب وأين الخطأ فهو يحث عماله على استخدام الظن لعدم معرفتهم بالعلم وما ذلك إلا لأنهم تركوا من نصبه الله لهم حجة و واسطة بينه وبينهم وتحيروا عن الحق والحقيقة وذلك ألجأهم إلى الاجتهاد والقياس والظن

    وعن ابن مسعود قال : (من عرض له منكم قضاء فليقضي بما في كتاب الله ، فإن لم يكن في كتاب الله فليقضي بما قضى فيه نبيه صلى الله عليه واله وسلم ، فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولم يقض فيه نبيه ، ولم يقض به الصالحون فليجتهد برأيه) تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية : ص 177

    هذا الضلال الذي وقع فيه أهل السنة بسبب الإفتاء بالظن وعدم رجوعهم العلم وصاحب العلم

    أما فقهاء الحوزة فقد التجأوا إلى الظن بعد غيبة صاحب العلم عجل الله فرجه وهم يعلمون خطورة الإفتاء بغير علم لكن أخذتهم العزة بالإثم ولم يقولوا للناس نحن لا نعلم فقد كانوا يخشون على مكانتهم في أعين الناس أن تسقط إلى الحضيض عندما يعلم الناس إنهم لا يعلمون شياً فقط التخمين والإفتاء بالظن ولا يمتلكون من العلم الرباني شيء لهذا أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذا الأمر بكل وضوح وفضح الفقهاء الذين لا يعلمون شيء وإذا سألهم الناس عن أمر كانوا لا يقولون لا نعلم فقد قال عليه السلام { إن من أبغض الخلق إلى الله عز وجل لرجلين: رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشعوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته ورجل قمش رجلا في جهال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سماه أشباه الناس عالما ولم يغن فيه يوما سالما، بكر فاستكثر، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره، وإن خالف قاضيا سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شئ مما أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا، إن قاس شيئا بشئ لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له: لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات ركاب شبهات،لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم }

    الكافي ج1 باب ص 54 البدع والرأي والمقائيس

    وهنا إشارات مهمة أشار لها أمير المؤمنين عليه السلام بقوله ( وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم قطع به ) يقصد الإمام (ع) إذا سؤل هذا الذي يسمونه الناس عالم بأمر لم يسمع به من قبل كما يسمونه اليوم بالمستحدث عليه كان يستعين برأيه وبالظن وكان يوهم الناس بان فتواه قطعية وحكمه حكم حق وهنا كذب على الناس بنص قول الإمام (ع) (فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت )


    يتبع

    تعليق


    • #3



      وقوله عليه السلام (لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شئ مما أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا، ) وهنا الطامة الكبرى فالفقيه الذي يفتي بالظن في قرارة نفسه لا يدري أفتواه حق أم باطل ولا يقول للمساكين الذين يسألونه انه يفتيهم بغير علم فهو مخادع لئيم لأجل المديح الذي يحصل عليه من نثر البدع على عامة الناس لا يقول لهم أني أخدعكم على دينكم وأدخلكم النار معي
      ويقول عليه السلام ( لا يحسب العلم في شئ مما أنكر )

      فالفقيه الضان لا يحسب أن يكون الحق خلاف قولة بل قوله هو الحق وكل شيء يخالف رأيه ومزاجه ومصالحه فهو باطل وهذا من غروره بباطله وظنه
      ويقول (ع ) (ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا ) والفقيه الضان عندما يجتهد في أمر من الأمور يرى إن فتواه هي المنفذ الوحيد والحل النهائي ولا يمكن أن يكون هناك رأي أخر محق أو يكون هنا فتوى محقة أخرى مخالفة لفتواه الظنية بل ضنه هو السبيل الوحيد للمشكلة
      ويقول (ع) (إن قاس شيئا بشئ لم يكذب نظره )

      وهنا الإمام يقول أن - قاس شيء بشيء - والقياس لا يكون عن علم بل القياس كما وصفه الإمام الصادق عليه السلام يبعد عن الحق وعن الدين فقد قال (ع ) { إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم تزدهم المقائيس من الحق إلا بعدا وإن دين الله لا يصاب بالمقائيس } إن أداة الفقيه الضان لمعرفة الأحكام هي محرمة بحد ذاتها كما قال الإمام الصادق عليه السلام

      و لزيادة الأدلة التي أوردتها في ما سبق سوف أسوق أدلة أخرى من اعترافات الفقهاء أنفسهم لإثبات إنهم يفتون بالظن

      فعلى سبيل المثال نجد نعمة الله الجزائري يشير إلى هذا الأمر بكل بوضوح إذ يقول : { إن أكثر أصحابنا قد تبعوا جماعة من المخالفين من أهل الرأي والقياس ، ومن أهل الطبيعة ، والفلاسفة ، من الذين اعتمدوا على العقول واستدلالاتها ، وطرحوا ما جاءت به الأنبياء } الأنوار النعمانية 3/129 .

      يقصد السيد نعمة الله الجزائري بـــــــــــــــــــــــــ - إن أكثر أصحابنا - الفقهاء الأمامية الذين يؤمنون بالاجتهاد والقياس والظن والرأي بدليل قوله ( قد تبعوا جماعة من المخالفين من أهل الرأي والقياس ) وهنا قول السيد واضح إن فقهاء الأمامية بعد غياب صاحب العلم الإلهي وباب الله الذي أمر الله بإتيانه الإمام الحجة ابن الحسن عليه السلام قد عملوا بما علم به المخالفون أل محمد عليهم السلام من الظن والقياس والرأي والاجتهاد عند غياب صاحب العلم الإلهي عنهم وهو النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم

      وأشار محمد أمين الاسترابادي بكل وضوح إلى إن فقهاء الأمامية استخدموا وسائل النواصب لإل محمد عليهم السلام بعد غيبته الإمام الحجة عليه السلام فقال { لما نشأ ابن الجنيد ، وابن أبي عقيل ، في أوائل الغيبة الكبرى طالعا كتب الكلام وأصول الفقه للمعتزلة ، ونسجا في الأكثر على منوالهم ، ثم أظهر الشيخ المفيد حسن الظن بهما عند تلامذته ـ كالسيد الأجل المرتضى ، ورئيس الطائفة ـ فشاعت القواعد الكلامية ، والقواعد الأصولية المبنية على الأفكار العقلية بين متأخري أصحابنا } الفوائد المدنية 123 .

      ومعنى كلام الاستر أبادي إن فقها الأمامية بعد غياب الحجة عليه السلام طالعوا كتب النواصب لإل محمد عليهم السلام وقوله - ونسجوا في الأكثر على منوالهم - كانت أفكارهم من زبد أفكار المخالفين وابن الجنيد وابن أبي عقيل العماني هم الذين أول من استخدموا القياس والرأي والاجتهاد والظن في دين الله عز وجل وكان الفقهاء الذين أتوا بعدهم اقصد ابن الجنيد والعماني يحسنون الظن بهما وكلامهم وطريقتهم التي أخذوها من المخالفين وهو قول الاستر أبادي ( ثم أظهر الشيخ المفيد حسن الظن بهما عند تلامذته ـ كالسيد الأجل المرتضى ، ورئيس الطائفة ـ فشاعت القواعد الكلامية ، والقواعد الأصولية المبنية على الأفكار العقلية بين متأخري أصحابنا ) فبعد أن اتفق غالبية فقهاء الأمامية المتقدمين والمتأخرين على صحة أفكار ابن الجنيد والعماني استبدل دين أل محمد عليهم السلام وحل محله دين الرأي والاجتهاد والقياس والاستحسان ودثرت روايات عليهم السلام واستبدلت بعلوم المخالفين لإل محمد

      (ع) وهذا ما أشار أليه المحدث الخبير العلامة ملا محمد أمين أسترابادي في كتاب الفوائد المدنية حيث قال ( وبالجملة وقع تخريب الدين مرتين ، مرة يوم توّفي النبي (ص) ومرة يوم أجريت القواعد والاصطلاحات التي ذكرها العامة في الكتب الأصولية ودراية الحديث وفي أحكامنا وأحاديثنا . وناهيك أيها اللبيب أن هذه الجماعة يقولون بجواز الاختلاف في الفتاوى ، ويقولون قول الميت كالميت ، مع انه تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار بـ ( أن حلال محمد (ص) حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة )

      وقال الحر ألعاملي : ( طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة ، والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم ، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع وكما يفهم من كلامهم الشيخ حسن وغيره )
      ، المصدر : وسائل الشيعة ( 30 / 259 ) .

      قال الحر ألعاملي في موضع أخر : ( وقد أمرنا الأئمة عليهم السلام باجتناب طريقة العامة ) ، المصدر : وسائل الشيعة ( 30 / 259 )


      وقال حسين بن شهاب الكركي ألعاملي عن تغيير هوية العلم من أحاديث الأئمة الطاهرين إلى علوم المخالفين أنه قال: { وقع للمتأخرين غفلات وأغاليط ، لو ذكرناها لطال الكلام ، حتى أنهم ربما عملوا بالقياس والاستحسان والرأي ، من حيث لا يشعرون ، وربما طرحوا الأخبار الصحيحة عندهم ، أو ترددوا في العمل بها كذلك ، إن أكثر الإلحاقات التي ذكرها المتأخرون داخلة في القياس ، نحو ما روي أن الأرض تطهر أسفل النعل والقدم ، فألحقوا به خشبة الأقطع وأسفل العصا وسكة الحرث ونحوها } هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار 308

      باختصار .

      في كلام حسين بن شهاب الكركي ألعاملي أمور مهمة يجب الالتفات إليها أولا قوله : { إن فقهاء الأمامية قد وقعوا بالغفلات والاغاليط حتى أنهم ربما عملوا بالقياس والاستحسان والرأي ، من حيث لا يشعرون } فهو لا يشكك في استعمالهم القياس والرأي والاستحسان بل يقول ربما لم يعلموا بذلك



      أقول لو تنزلنا جدلا ولن نتنزل إنهم لم يعلموا إنهم عملوا بالقياس والرأي والاستحسان أقول فتلك مصيبتأً وان لم يعلموا إنهم عملوا بالأدوات اللعينة فالمصيبة أعظموا

      والأمر الثاني قوله : ( وربما طرحوا الأخبار الصحيحة عندهم ، أو ترددوا في العمل بها ) ومعنا كلامه إنهم تركوا الروايات الصحيحة الواردة عن أل محمد عليهم السلام و ترددوا أن يعملوا بها وهذا بعينه الذي فعله أبا حنيفة الملعون فقد رد كل الأحاديث الواردة عن النبي الأكرم (ص) إلا بضعة أحاديث لا تزيد عن الثلاثة عشر حديث لأنه كان مستغني عنها برأيه وقياسه وعقله كما يفعل هؤلاء الفقهاء أشباهه فهم ردوا الأحاديث الصحيحة الواردة عن أل محمد عليهم السلام كما رد أبا حنيفة كلام النبي وكلام أمير المؤمنين كما قال الإمام الصادق عليه السلام { لعن الله أبا حنيفة كان يقول قال على وأنا أقول } فها هو أبا حنيفة يرد كلام الإمام علي (ع) بقوله ( قال علي وانأ أقول ) فكان جزاءه أن لعنه الله برد كلام النبي وال بيت النبي عليهم السلام واستغنائه برأيه وعقله وقياسه واستحساناته الخاوية أما جزاء الفقهاء الذين يدعون إنهم موالون لإل محمد كذبا ً فجزائهم على رد أحاديث أل محمد عليهم السلام كما قال الإمام الصادق عليه السلام { إلا وان الراد علينا كالراد على رسول الله جدنا ومن رد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد رد على الله }

      وقوله عليه السلام لشيعته الذين لا يردون كلامه ولا يستغنون عنه ومدحه لهم قال { شيعتنا المسلمون لأمرنا الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا فمن لم يكن كذلك فليس منا} وسائل الشيعة - ج 27 - ص
      130
      وتحذيره عليه السلام لمن يرد كلامهم { لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا }

      مع كل هذه الروايات التي تنهي رد رواياتهم عليهم السلام فقد رد الفقهاء الروايات الصحيحة والتجأوا إلى الرأي والقياس والاستحسان وهل هذه الأدوات تفيد العلم لا والله بل تفيد الظن وكلام أل محمد يفيد العلم القطعي الموثوق عن الله عز وجل لا أقول إلا بئس للظالمين بدلا

      والأمر الثالث قوله (إن أكثر الإلحاقات التي ذكرها المتأخرون داخلة في القياس ، نحو ما روي أن الأرض تطهر أسفل النعل والقدم ، فألحقوا به خشبة الأقطع وأسفل العصا وسكة الحرث ونحوها ) وهنا نص صريح باستخدام الفقهاء للقياس وتركهم الروايات الصحيحة وسأكتفي بذكر روايتان فقط لاختصار للتعليق على هذا الكلام فقد جاء عن أبي شيبة الخراساني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: { إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم تزدهم المقائيس من الحق إلا بعدا وإن دين الله لا يصاب بالمقائيس }


      و عن محمد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: { جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة و يحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشئ لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شئ فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به؟ فقال هيهات هيهات، في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم، قال: ثم قال: لعن الله أبا حنيفة كان يقول قال علي، وقلت: قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم: والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس } انتهى التعليق على كلام حسين بن شهاب الكركي العاملي

      { الشيخ حسين آل عصفور يؤكد إن فقهاء الأمامية عملوا بالقياس }

      ويعقب الشيخ حسين آل عصفور على مسألة ذكرها الشهيد الثاني ـ زين الدين الجعبي العاملي ـ قائلا : { وعندي أن هذا من باب الاستدلال بالقياس الذي نهت عنه الأخبار المستفيضة بل المتواترة ، وعلم من ديننا ضرورة بطلانه ، فلا ينبغي الاجتزاء على أحاكم الله به ، ولاسيما قياس الأولوية ومنصوص العلة اللذين أثبتهما أصحابنا المجتهدون وجعلوهما خارجين عن ساحة القياس ، فإنهما لم يقم دليل ولا برهان على أنهما حجتان عند الشارع } المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية 254
      وهذا الكلام مما لا يحتاج إلى تعليق لوضوح مضمونه فالشيخ يقول إن فقهائنا أو ما يسميهم بأصحابنا المجتهدون في دين الله عز وجل استخدموا القياس في طلب العلم والإفتاء وتركوا أحاديث أل محمد عليهم السلام فهم قد استبدلوا الظن بالعلم القطعي
      يقول السيد محمد حسين فضل الله في تبرير جريمة العمل والإفتاء بالظن وبالقياس الشيطاني : { وفي هذا الإطار، لا بد من الألفات إلى أحد محفزات العمل بالقياس عند بعض المذاهب، وهو انطلاقه من ضرورة معرفة الأحكام مع قلة الأحاديث الصحيحة، فلجأ هذا البعض إلى القياس لملء الفراغ كما حصل مع الأمام أبي حنيفة الذي كان أول من نظّر للقياس وعمل به، إذ لم يصح عنده من أحاديث النبي إلاّ ثمانية عشر حديثا حسب ما أذكر. بمعنى أنه لا يملك أي مصدر لاستنباط الحكم الشرعي، وهذا ما نعبر عنه بانسداد باب العلم والعلمي، ومن الطبيعي أنه إذا انسد باب العلم بالأحكام أو باب الحجج الخاصة، أي ما يعبر عنه بالعلمي، فإننا لا بد أن نرجع إلى حجية الظن على بعض المباني، كمبنى الكاشفية، بمعنى أن العقل يحكم بذلك عند فقدان كل الوسائل لمعرفة الحكم الشرعي مع وجود علم إجمالي بوجود حكم شرعي لم يسقط. وإذا كان الأمر كذلك فلا بد أن يجعل الله حجة ويكون الظن حجة، وعند ذلك يكون القياس أقرب الحجج من هذا الموضوع ومن خلال هذا نفهم أن مسألة رفض القياس لدى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد يكون منطلقا من أن هناك أحاديث في السنة الشريفة واردة بشكل واسع جدا لا يحتاج فيه إلى القياس لأن باب العلم مفتوح من جميع الجهات مثلا، سواء أكان من خلال القواعد العامة أم من خلال النصوص الخاصة } مجلة المنطلق ، عدد 111 ، ص 79 ،

      وهنا سوف اختم اعترافات فقهاء الأمامية باستعمالهم بالظن وترك علم أل محمد عليهم السلام بقول واضح وصريح ولا يحتاج إلى أدنى درجات التأمل وهو قوى السيد المرتضى { فأما من أحال القياس لتعلقه بالظن الذي يخطئ ويصيب ، فالذي يبطل قوله أن كثيرا من الأحكام العقلية والشرعية تابعة للظنون ، ومثاله في العقل علمنا بحسن التجارة عند ظن الربح ، وقبحها عند ظن الخسران } الذريعة - السيد المرتضى - ج 2 صفحة 677

      ثم قال إن الظن يكون طريقا إلى العلم

      { الأحكام لا تكون إلا معلومة ، ولا تثبت إلا من طريق العلم ، إلا أن الطريق إليها قد يكون العلم تارة ، والظن أخرى } الذريعة - السيد المرتضى- ج 2 صفحة 679

      وهنا اختم هذا الفصل بعد بيان إن فقهاء الحوزة عملوا بالظن فضلوا وأضلوا أتباعهم


      انتهت الحلقة الثانية من السلسلة بفضل الله


      بقلم خادم السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني

      التعديل الأخير تم بواسطة المرابط; الساعة 14-11-13, 07:07 AM.

      تعليق

      يعمل...
      X