بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
سلسلة الفرق بين دين ال محمد ودين فقهاء الحوزة ( الحلقة الرابع )
1- { مقدمة البحث }
2- { أول من استعمل القياس في دين الله عز وجل هم المنكرون لولاية أل محمد عليهم السلام }
3- { نماذج من الفتاوى الشيطانية لفقهاء القياس }
4- { الأدلة على تحريم كل أنواع المقاييس بلا استثناء في دين أل محمد عليهم السلام }
5- { الخدعة التي ابتدعوها لتبرير عملهم بالقياس }
6- { الأدلة على استخدام فقهاء الحوزة القياس الشيطاني بعد غياب الإمام المهدي عليه السلام }
7- { نماذج من الفتاوى الشيطانية لفقهاء الشيعة الذين يعملون بالقياس }
{ أل محمد يحرمون القياس في دين الله وفقهاء الحوزة يحللون ذلك }
قال الله سبحانه في كتابه الكريم حكاية عن القائس الأول { ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }
قال الإمام الصادق(ع) عليه السلام: { لا يجوز لأحد أن يقول في دين الله برأيه أو يأخذ فيه بقياسه ويح أصحاب الكلام يقولون هذا ينقاس وهذا لا ينقاس إن أول من قاس إبليس لعنه الله حيث قال( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }
و قال (عليه السلام) { إن أمر الله تعالى ذكره، لا يحمل على المقاييس، ومن حمل أمر الله على المقاييس هلك واهلك، إن أول معصية ظهرت الأنانية عن إبليس اللعين، حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لآدم، فسجدوا وأبى إبليس اللعين أن يسجد، فقال عز وجل (ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ). وكان أول كفره قوله أنا خير منه، ثم قياسه بقوله (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فطرده الله عز وجل عن جواره ولعنه وسماه رجيماً، وأقسم بعزته لا يقيس احد في دينه، إلاّ قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار } فيكون أول من قاس إبليس اللعين وكانت نتيجة قياسه أن رجم وطرد من رحمة الله وستكون نتيجة أفعاله أن يخلد في النار فهو كان يتصور إن باستطاعته أن يعرف علل وغايات وحكمة أفعال الله عز وجل وهذا كله من غروره وتكبره وعدم تواضعه في نفسه أمام الله عز وجل وحكمته فقد أخفية عليه أو أعماه التكبر والغرور إن غايات الله عز وجل وعلل أفعاله لا يستطيع أن يدركها عقل ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه للإيمان فهو سبحانه الوحيد العارف بعلل الأحكام وعارف بغاياتها وعارف بخفايا الأمور وعارف ما يفيد العبد ومما يضره فكان قياس لعنه الله صحيح إذ كان الأمر بالظاهر فقط إذ إن النار أفضل من الطين لكنه لعنه الله قاس ناريته بطينية أدم (عليه السلام) فهنا سقط السقطة الكبرى فقد قاده عدم التسليم وعدم الرضا بقضاء الله عز وجل للعمى عن الحق والحقيقة فلم يستطع النظر إلى الفرق الشاسع بين نورية النار ونورية أدم (عليه السلام)
لأن إبليس ليس هو الخالق فلا يعرف المخلوق إلى الخالق ولا يعرف حقائق الأمور إلى الخالق ولا يعرف الحق من الباطل إلى الخالق وهو سبحانه يعلم من يشاء من عباده وهذه المعرفة الكلية ليس لإبليس المخلوق فيها شيء وهذا واضح في قول الإمام الصادق (عليه السلام) فقد جاء عن عبد الله القرشي قال : { دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه السلام فقال له : يا أبا حنيفة ! بلغني أنك تقيس ؟ قال : نعم قال : لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال : خلقتني من نار وخلقته من طين ، فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين ، وصفاء أحدهما على الآخر } الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 58
الإمام عليه السلام يبين إن هلاك إبليس كان عندما قاس ما بين النار والطين وقياسه كان بالظاهر ولو سلم لله و وثق به لكان خيراً له وكل مخلوق لو لم يسلم لله عز وجل أو لمن نصبه الله عز وجل في مقام الحجة تكونه نهايته كنهاية إبليس اللعين فمثلا ذكر الإمام الصادق عليه السلام أبا حنيفة في بداية كلامه وقرنه الإمام (ع) بإبليس اللعين فإبليس اللعين لم يسلم لله عز وجل حين أمره أن يسجد لأدم عليه السلام وأبا حنيفة لم يسلم لله حين أمره الله عز وجل أن يطيع أل محمد عليهم السلام إذ إن الأمرين كانا من قبل الله عز وجل لإبليس والى أبا حنيفة وان الأمرين كانا للامتحان لمعرفة الخبيث من الطيب وكانت النتيجة إن إبليس وأبا حنيفة كلاهما خبيث لعدم التسليم لله حين أمرهم إما إبليس فقد جاء لعنه في كتاب الله عز وجل وجاء لعن أبا حنيفة على لسان حجج الله عز وجل ومن الذين أمر الله بطاعتهم فقد جاء عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم قال: { قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام)
جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة و يحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشئ لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شئ فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به؟ فقال هيهات هيهات، في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم، قال: ثم قال لعن الله أبا حنيفة كان يقول: قال علي، وقلت. قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم: والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس }
وبالتالي فان أبا حنيفة لعدم تسليمه لله عز وجل حين أمره أن يسلم لإل محمد ويطيعهم لعن على لسان المعصوم وإذا لعنه المعصوم فقد لعنه الله عز وجل وإما الدليل على إن التسليم لإل محمد عليهم السلام تسليم لله فقد جاء عن فضيل بن يسار في حديث طويل نأخذ من محل الشاهد انه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول { إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه - إلى أن قال - فوافق أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الله عز وجل ونهيه نهي الله عز وجل ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى } الكافي ج 1 ص (267)
{ أول من استعمل القياس في دين الله عز وجل هم المنكرون لولاية أل محمد عليهم السلام }
قبل الدخول في صلب الموضوع يجب أن نعرف القياس حتى يكون القارئ الكريم على علم بالقياس ولو إجمالا أقول :
إن المخالفين عرفوا القياس انه { إلحاق أمر غير منصوص على حكمه الشرعي بأمر منصوص على حكمه لاشتراكهما في علة الحكم } انظر كتاب اللمع للشيرازي وأيضاً روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامه
إن المخالفين إذا ورد عليهم امرأ أو مستحدثاً ولم يجدوا فيه نص شرعي على حد زعمهم في الكتاب والسنة وبدعة الإجماع التي ابتدعوها يستخدمون القياس الشيطاني
والقياس في اللغة كما يقولون : التقدير والمساواة.
واصطلاحاً : تسوية فرع بأصل في حكم لعلَّة جامعة بينهما.
وقالوا إن للقياس أربعة أركان لا يمكن أن ينعقد القياس إلا بها :
فالأصل : وهو محل الحكم الذي ثبت بالنص أو الإجماع أي ( المقيس عليه )
والفرع : وهو المحل الذي لم يرد فيه نص ولا إجماع أي ( الشيء المُقاس )
والعلّة : وهي الوصف الجامع بين الأصل والفرع
وحكم الأصل : وهو الحكم الشرعي الذي ورد به النص في الأصل } ( انظر كتاب المستصفى للغزالي 2/54 )
وبالنتيجة نستخلص مما مر إن المخالفين إذا ورد عليهم أمر ولم يجدوا فيه نص على حد زعمهم ذهبوا إلى حكم أخر فيه نص ومثال على ذلك كما يقولون إن الخمر حرام منصوص عليه أما في هذا الزمان فقد ظهر النبيذ والمخدرات وباقي المسكرات ولم يرد نص في المخدرات والنبيذ وباقي المسكرات فنقيس على إن كل مسكر حرام لحرمة الخمر وهم يعلمون إن النبي الأكرم (ص ) قد حرم كل أنواع المسكرات والأمر لا يحتاج إلى قياس فقد جاء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) { الخمر حرام بعينه ، والمسكر من كل شراب ، فما أسكر كثيره فقليله حرام ) فقه الرضا - علي بن بابويه - ص 280
وبعد إن علمنا إن النبي الأكرم (ص ) قد حرم كل أنواع المسكرات فيكون ضرب هكذا أمثل على الخمر إن هو إلا خدعة شيطانية أرادوا من ورائها تبرير العمل بالقياس ولإعطائه كل الشرعية وليدخلوا القياس في تشريع أحكام الدين في مقابل خالق الخلق والمشرع الله سبحانه وبهذه الخدعة الشيطانية أباحوا لأنفسهم اللعب بشريعة سيد المرسلين (ص )
نأتي إلى الموضوع فنقول إن أول من استخدم القياس في دين الله عز وجل المخالفون لإل محمد ( ع ) وبالتحديد بعد استشهاد النبي الأكرم (ص ) إما في حياة النبي الأكرم ( ص ) فهم كانوا مستغنون عنه وإذا أشكل عليهم أمر يستفتون النبي بالمباشر وكان النبي (ص ) يفتيهم عن الوحي عن الله عز وجل فليس هناك من داعي لقياس حكم على حكم أخر لمعرفة حكمه إذ إن جميع الوقائع لها حكم خاص بها جاء به القران والسنة والدليل على هذا قول الإمام الباقر عليه السلام : { إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة ، إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله ، وجعل لكل شئ حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه } الكافي ج 1 ص 48
ولكن ما أن استشهد النبي الأكرم (ص ) وفقد النص الشرعي الإلهي بفقده التجأ المخالفون إلى القياس والرأي والظن في دين الله عز وجل وكان الأولى لهم أن يرجعوا إلى باب الله الذي أمرهم الرجوع له لو كانوا يعقلون فبجحودهم لحق أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة بعد رسول الله (ص ) قد فتحوا على أنفسهم باب الظلال والعمى والتيه فكان الفرق بين أمير المؤمنين عليه السلام والذين استبدلوهم به إنهم كانوا لا يعلمون ولا يفقهون ولا يعقلون وكان الرأي والقياس والظن هو ديدنهم في الإفتاء ولم يكن لهم اتصال بالسماء كما كان رسول الله ( ص ) والدليل على هذا قول الغاصب الثاني لمقام أمير المؤمنين عليه السلام عمر ابن الخطاب
انه قال لأبي موسى الأشعري { الفهم الفهم فيما أدلى إليك مما ليس قس قرآن أو سنة ثم قس الأمور عند ذلك } فهو أمر صريح باستخدام القياس الشيطاني عند جهلهم بالحكم الحق والصحيح وإما عدل القران وخليفة رسول الله ( ص ) فكان الحبل المتصل بين أهل السماء والأرض وكان الناقل لأحكام الله عز وجل للعباد بعد رسول الله (ص ) ولم يقل بغير علم فهو باب مدينة العلم الإلهي وكان حديثه حديث رسول الله وحديث رسول الله (ص ) كان حديث الله عز وجل فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحديث رسول الله قول الله عز وجل } الكافي باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب
وعن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل قال : { وإن الله لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحب ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم أمر خلقه بعلم فعلم ذلك العلم وعلم أنبيائه وأصفياءه من الأنبياء والأصفياء } وسائل الشيعة ج 18 - ص 21 –
الإمام محمد بن علي الباقر (ع) يقول : { إذا حدثت بالحديث فلم أسنده فسندي في أبي زين العابدين عن أبيه الحسين الشهيد عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله عز وجل } إعلام الورى بأعلام الهدى
الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) يقول : { نحن قوم نتبع الأثر والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلا ما قال ربنا }
فهذا أمير المؤمنين وهؤلاء أل محمد عليهم السلام لا يقولون إلا الحق ولا يفتون إلا الصدق ولا يتكلمون إلا بالبينة والبرهان وقولهم قول الله عز وجل وهل يقول الله الباطل أعوذ بالله أو يقول ما لا يعلم أعوذ بالله أو يضل من العباد إذا سألوه والعياذ بالله :
أما أبا بكر وعمر ابن الخطاب وعثمان وملوك بمني أمية وملوك بني العباس الغاصبين لأل محمد حقهم والجالسين في غير محلهم فهم ليس لهم ما لأل محمد (ع ) فهم أركان الظن وأساس القياس وأبواب الباطل وسقف الآراء الباطلة وأئمة الظلال لمن اقتدى بهم وترك أل محمد عليهم السلام :
ولبيان تخبط القوم في القياس سأورد هذه الروايات التي كذبوا على رسول الله (ص ) بدون أدنى حياء وشرف ونسبوا له ( ص ) انه أيد القياس لكي يبرروا تخريب دين الله وجعله أحكام مطاطية يسهل لهم تقريب البعيد وإبعاد القريب ليس ذلك إلا إبعاد أل محمد من مناصبهم التي رتبها لهم عليهم السلام وهو قولهم المشؤوم { لا تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم }
فقد أوردوا في كتبهم حديث مكذوب عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: { كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله قال أجتهد برأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله فهذا قياس الرأي بالرأي }
ولو كان هذا الحديث صحيح لقال رسول الله (ص ) في حق القياس{ أني تارك فيكم ثلاثة أثقال كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي والقياس فمن تمسك بهن لن يضل بدا } وإذا قال ( ص ) هذا الحديث المكذوب لكان جائز لكل شخص أن يترك القران والعترة وينجوا بالقياس وإذا كان ذلك لنجا الخلفاء الغاصبين وأتباعهم الضالين ولنجا معاوية ويزيد وأبا حنيفة الملعون ولنجي كل الطواغيت والجبابرة ولا نجا من النار أعداء أل محمد
وكفى بالذي يجلس مجلس أل محمد عليهم السلام فضيحة في الدنيا قبل الأخرى أن تنكشف عورته العلمية إذا واجه المعضلات في حياته التي لا يستطيع دفعها وحلها إلا الموكل بها من قبل الله عز وجل وهو المعصوم عليه السلام فهذا الغاصب الثاني يقول دون أدنى حياء وغيرة وشهامة { لولا علي لهلك عمر } وقالها أبا بكر قبله وقالها كل من سلب أل محمد حقهم وقالها أبا حنيفة { لولا السنتان لهلك النعمان }
قد أنساهم الجلوس على كرسي رسول الله ( ص ) الحق وأفتوا بما يحلوا لهم ولكن هذا الكرسي نفسه فضحهم فله أهل لا يجلس عليه غيرهم احد إلا خذل وافتضح قبل فضيحة وخزي يوم القيامة ولا يجلس عليه إلا من كان له اتصال بالسماء وله علم الإلهي ولا يفتي بالظن والقياس والرأي والاجتهاد بل يقول قول الله عز وجل ولا يسبقه بقول ولا يتقدمه بفعل
يتبع
تعليق