بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
سلسلة الفرق بين دين ال محمد ودين فقهاء الحوزة ( الحلقة الاولى )
{
أل محمد يحرمون الاجتهاد في الدين وفقهاء الحوزة يحلون ذلك
}ما هو الاجتهاد وما هو تعريفه : الاجتهاد : {وهو استفراغ الفقيه الوسع لتحصيلالظن بحكم شرعي}
{ و هو بذل الوسع في طلب الأمر } لسان العرب : ج 2 ، ص 397 ، مادة جهد .
{ الاجتهاد في اللغة مأخوذ من " الجهد " بالضم بمعنى الطاقة، أو بالفتح بمعنى المشقة ويأتي بمعنى الطاقة أيضا. فالاجتهاد لغة هو: بذل الوسع والطاقة } راجع كلا من: لسان العرب والصحاح والنهاية ومجمع البحرين وغيرها من كتب اللغة.
وقال الآمدي : { استفراغ الوسع في طلب الظن بشيء من الأحكام الشريعة على وجه يحس من النفس العجز عن المزيد فيه } الإحكام في أصول الأحكام : ج 4 ، ص 396 .
فالفقيه يعمل جهده للوصول إلى حكم ضني يظن من خلاله إن الصواب فيه , وفي حالة عدم وجود النص ( آية أو رواية ) كما يزعمون فإنه يعتمد على العقل والإجماع والقياس في الوصول إلى حكم شرعي ضني من خلال القواعد الأصولية الموضوعة لهذا الغرض .
وأول من اجتهد في دين الله عز وجل هم أهل السنة أتباع الخلفاء فقد ألجأهم ترك باب الله الذي منه يؤتى واقصد أمير المؤمنين عليه السلام إلى الافتقار إلى أخبار السماء وعجز الخلفاء حينما كان الناس يسألوهم عن أمور دينهم من المستحدثات الكثيرة أن يخبروهم عن حلال الله وحرامه لأنهم ليس من اختارهم الله عز وجل لهذا المنصب فقد وكل الله به الأئمة من أل محمد عليهم السلام فبعجزهم عن الاتيان بأخبار السماء بانت عورتهم
ولهذا قال عمر ابن الخطاب لأحد عماله : { فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك ، فاختر أي الأمرين شئت ، وإن شئت أن تجتهد برأيك لتقدم فتقدم ، وإن شئت تتأخر فتأخر}
في هذا الحديث ثبت إن المخالفين لإل محمد عملوا اولاً :- بالظن بعد إن عجزوا عن وجود أن نص في القرآن والسنة كما يزعمون والخالق يعاقب على العمل بالظن فقد قال تعالى { قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون} ( الأنعام:148) والآية الكريمة تصرح أن القول بغير علم ظن,
وقال تعالى في أية أخرى { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون }( الجاثية:24) فتبين أن العلم نقيض الظن ومن لم يقل بعلم فإنما هو ظن
ثانياً :- شككوا بمقدرة القران والسنة على تغطية كل الوقايع شرعياً والقرآن يكذبهم فقد قال تعالى { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
النحل89 وقال عز من قائل { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } الإسراء12
ولوا رجعوا الخلفاء الغاصبين وأتباعهم الغاوين إلى من نصبه الله لهم حجة و واسطة بينه وبينهم لما تحيروا عن سلك طريق الحق والحقيقة ولم يحتاجوا إلى الاجتهاد والقياس والعقل والظن
وعن ابن مسعود قال : (من عرض له منكم قضاء فليقضي بما في كتاب الله ، فإن لم يكن في كتاب الله فليقضي بما قضى فيه نبيه صلى الله عليه واله وسلم ، فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولم يقض فيه نبيه ، ولم يقض به الصالحون فليجتهد برأيه) تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية : ص 177
إن الضلال الذي وقع فيه أهل السنة كان الشيعة منه في مؤمن إلى أن غياب الإمام المهدي عليه السلام فقد كان الشيعة يؤوون إلى الكهف الحصين وباب علم رب العالمين و كان الذين يسألونه عن حلال الله وحرامه هو أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده من بعده عليهم السلام فقد جاء عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: { حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحديث رسول الله قول الله عز وجل } الكافي باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب
وقال عليه السلام { ولا نقولبرأينا ولا نقول إلا ما قال ربنا } أصول الكافي ج1 ص52
إما باقي الامة المتحيرة غير الشيعة في ذلك الزمان فقد التزموا من يفتى عن رأيه واستحسانه واجتهاده وظنه وهم المخالفون لائمة أل البيت عليهم السلام ومن المعلوم إن الذي لا يفتي عن الله فقد أفتى عن الشيطان فقد جاء عن علي بن إبراهيم في تفسيره عند قوله تعالى { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُالْغَاوُونَ }
قال : { قال أبو عبد الله (ع) نزلت في الذين غيروا دين الله وتركوا ماأمر الله ولكن هل رأيتم شاعراً قط يتبعه أحد إنما عنى بهم الذين وضعوا ديناًبآرائهم فتبعهم الناس على ذلك إلى أن قال { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات } وهم أمير المؤمنين (ع) وولده } فيكون على ضوء هذا الحديث إن الأئمة { ع } هم فقط لا غير من اقتدى بهم نجا من الظن والهلاك :
لكن بعد غيبة الإمام المهدي عليه السلام حار الشيعة كما حار أهل السنة من قبلهم فقد وقعوا في نفس المطب الذي وقع فيه هل السنة قبلهم إذ بعد غيبة الإمام عليه السلام الكبرى عن الشيعة ليس هناك من يفتي عن الله عز وجل ولا يستطيع احد من فقهاء الشيعة أن يدعي انه يفتي عن الله عز وجل فأنه يعرف أن هذا من المحال وبعد تزايد ضغط المشاكل والأسئلة والمستحدثات على فقهاء الشيعة والناس فعل فقهاء الشيعة ما فعله المخالفين من فتح باب الاجتهاد واستعمال العقل والقياس والظن لسد الثغرة التي تسببت بها غيبة الإمام المهدي عليه السلام عن الناس وكانت حجتهم الواهية للاجتهاد في دين الله عز وجل قولهم أن هناك مستحدثات لم يأتي بها نص من القران أو السنة كما قال أتباع الخلفاء من قبلهم فقد جاء عن العلامة الحلي انه قال {الوقايع غير متناهية والكتاب والسنة متناهيان } كتاب الألفين – العلامة الحلي - ص 27
وقال في موضع أخر من نفس الكتاب ما هذا نصه ( الوقايع غير محصورة ،والحوادث غير مضبوطة ، والكتاب والسنة لا يفيان بها ) كتاب الألفين - العلامة الحلي-ص 28
فهذا الكلام واضح من قبل الحلي ومضمونه إن هناك مستجدات ومستحدثات لم يتكفل القران والسنة بوضع الحلول لها :
لكن الله وال محمد يكذبون فقهاء الاجتهاد الشيعة كما كذب الله المخالفين من قبلهم بزعمهم هذا
فقد جاء عن الشيخ الجليل محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني صاحب كتاب (الغيبة) المتوفى سنة 360 هـ 971م رداً على أصحاب هذه المقولة القائلة بعدم تمامية القران والسنة من أصحاب الاجتهاد { ثم أعجب من هذا ادعاء هؤلاء الصم العمي أنهليس في القرآن علم كل شيء من صغير الفرائض و كبيرها و دقيق الأحكام و السنن وجليلها و أنهم لما لم يجدوه فيه احتاجوا إلى القياس و الاجتهاد في الرأي و العمل فيالحكومة بهما و افتروا على رسول الله (ص) الكذب
يتبع
تعليق